سَعِدَت بِكَ الإِخوانُ بالإِحسانِ |
وَبَلَغت في العَلياءِ خَيرَ مَكانِ |
إِنّي اِختَبَرتُ بَني الزَمانَ مُجَرِّباً |
فَبَقيتَ فَرداً ما هُنالِكَ ثاني |
واصَلتَ بِرَّكَ لا تَزالُ مُؤَيَّداً |
مِن رَبِّكَ المَنّانِ ذي السُلطانِ |
وَعَلَت مَناقِبكَ السَمَاواتِ العُلا |
وَغَدَوتُ مَمدوحاً بِكُلِّ لِسانِ |
لا بُدَّ مِن حُبٍّ وَبُغضٍ لِلفَتى |
وَكِلاهُما كُتِبا عَلى الإِنسانِ |
فَمُحِبُّهُ يُبدي الثَنا بِلِسانِهِ |
طِبقَ الفُؤادِ وَذاكَ بِالوجدانِ |
وَالضِدُّ طَعّانٌ عَلى أَعدائِهِ |
ما اِسطاعَهُ بِالسِرِّ وَالإِعلانِ |
لَكِنَّ ضِدَّكَ ضَلَّ في سُبُلِ الردى |
فَمُرادُهُ ضَربٌ مِنَ الهذيانِ |
فَاِفخَر فَصيتُكَ ثَمَّ فَجرٌ صادِقٌ |
وَاِفخَر فَمَجدُكَ ثَمَّ فَجرٌ ثاني |
وَاِفخَر فَلُطفِكَ بِالبَرِيَّةِ ظاهِرٌ |
وَاِفخَر فَجودُكَ واضِحُ العُنوانِ |
حَرَسَ الإِلَهُ جَنابَكُم بِجَلالِهِ |
وَجَمالِهِ عَن وَصمَةِ النُقصانِ |
وَأَغاثَنا بِدُعائِكُم مُتَطَوِّلاً |
مِن جُملَةِ البَأساءِ وَالأَحزانِ |
وَأَطالَ عُمركَ شَيخَنا في دَولَةٍ |
مَصروفَةٍ في طاعَةِ الرَحمَنِ |