خَليلَيَّ هَل لي فيكُما مِن مُساعِدٍ | |
|
| يُساعِدُ طَرفا أَغرَقَتهُ المَدامِعُ |
|
يُساعِدَ طَرفا لا يَمَلُّ مِنَ البُكا | |
|
| عَلى جيرَةٍ جَدّوا المَسيرَ وَسارَعوا |
|
وَخُلِّفتُ في سَجني بِذَنبيَ مُوثَقاً | |
|
| وَمِن في وِثاقِ الذَنبِ ما هُوَ صانِعُ |
|
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَسيرُ مَسيرَهُم | |
|
| وَأَحظى بِهِ أَم دونَ ذاكَ مَوانِعُ |
|
لَقَد طَلَعَت لِلقَومِ أَنوارَ سَعدِهِم | |
|
| فَهَل ليَ في تِلكَ السعوداتِ طالِعُ |
|
غَداةَ غَدَوا وَالشَوقُ يَستاقُ عِيسَهُم | |
|
| وَيَحدو بِها بَينَ الفَلا وَيُتابِعُ |
|
مُشاةً وَرُكباناً حُفاةً وَكُلُّهُم | |
|
| إِلى نَحوِ مَرضاةِ الإِلهِ يُسارِعُ |
|
فَمِن بَينَ أَقدامٍ تَلَظَّت مِنَ الحُفا | |
|
| وَمِن بَينِ أَحشا أَظمَأَتها المَهايِعُ |
|
وَمِن بَينِ مُشتاقٍ بَرا الشَوقُ جِسمُهُ | |
|
| وَقَد ذابَ مِنهُ ما حوتُهُ الأَضالِعُ |
|
وَمِن بَينِ أَجفانٍ جَفَت لِذَّةَ الكَرى | |
|
| إِذا ماجُفونُ المُثقَلينَ هَواجِعُ |
|
فَيا لَو تَراهُم يَومَ لَبَّوا وَأَحرَموا | |
|
| وَكُلُّهُم لِلَّهِ داعٍ وَخاضِعُ |
|
شِعارُهُم لَبَّيكَ لَبَّيكَ رَبَّنا | |
|
| لَكَ الحَمدُ حَمدٌ دائِمٌ مُتَتابِعُ |
|
أَتَيناكَ نَرجو العَفوَ مِنكَ وَكُلُّنا | |
|
| مَطيعٌ لِما تَدعو إِلَيهِ وَسامِعُ |
|
فَأَضحَوا وَقَد أَضحَت بِمَكَّةَ عِيسَهُم | |
|
| وَوافاهُمُ يُمنٌ مِنَ اللَهِ طالِعُ |
|
فَطافُوا بِبَيتِ اللَهِ يا طيبَ وَصلِهِم | |
|
| وَبَينَ الصَفا وَالمَروَةِ السَعيُ تابَعوا |
|
وَمِن زَمزَمٍ أَروَوا كُبوداً لَطالَما | |
|
| عَناها ظَما ما إِن لَهُ الدَهرُ نافِعُ |
|
وَمِن بَعدِ ذا ساروا بِخَوفٍ وَخِشيَةٍ | |
|
| إِلى عَرَفاتَ حَيثُما الخَوفُ ناجِعُ |
|
يُنادونَ رَبَّ العَرشِ جَهراً وَخِفيَةً | |
|
| وَكُلُّهُم في رَحمَةِ اللَهِ طامِعُ |
|
إِلاهِي إِلاهِي قَد أَتَينا وَمالَنا | |
|
| إِلى أَحَدٍ إِلّا إِلَيكَ مَطامِعُ |
|
دَعَوناكَ مُضطَّرّينَ فَاِرحَم دُعاءَنا | |
|
| فَأَنتَ الَّي تَرجي وَفَضلُكَ واسِعُ |
|
وَجادَت عَلَيهِم بِالقَبولِ هَوامِعٌ | |
|
| فَأَتحَفَهُم بِالقُربِ مِنهُ الأَههمعُ |
|
فَطوبى لَهُم لَمّا قَضَوا كُلَّ حاجَةٍ | |
|
| بِمَكَّةَ أَمّوا طيبَةً وَتَسارَعوا |
|
وَأَورَوا زِنادَ الوَجدِ فَاِنقَدَحَت لَهُم | |
|
| لَواعِجُ شَوقٍ لِلحَبيبِ لَوامِعُ |
|
تَراهُم وَجَدّوا السَيرَ نَحوَ ضَريحِهِ | |
|
| يَحُثُّهُم وَجدٌ إِلَيهِ مَسارِعُ |
|
فَيالَو تَراهُم يَومَ وافوا لِطيبَةٍ | |
|
| وَلاحَ لَهُم مِن طيبَةِ النورِ لامِعُ |
|
وَهَبَّ عَلَيهِم مِن ثَرى تُربِ طيبَةٍ | |
|
| نَسيمٌ يَفوقُ المِسكَ وَالمِسكُ ضائِعُ |
|
بُدورٌ وَأَنوارٌ بَدَت لِعُيونِهِم | |
|
| وَنَشرٌ سَرى مِن نَحوِ طيبَةَ ضائِعُ |
|
خَليلَيَّ ذاكَ النورُ نورُ مُحَمَّدٍ | |
|
| وَذلِكَ بَدرٌ مِن مُحياهُ طالِعُ |
|
وَذلِكَ نَشرٌ مَن ثَرى تُربِ قَبرِهِ | |
|
| فَيا لَكَ قَبرٌ لِلفَضائِلِ جامِعُ |
|
فَيا مَعشَرَ الزُوّارِ يَهنيكُمُ اللِقا | |
|
| وَيَهنيكُمُ حَظٌّ مِنَ الوَصلِ بارِعُ |
|
قَصَدتُّم وَأَمَّلتُم زِيارَةَ أَحمَدٍ | |
|
| فَقَرَّبَهُ أَبصارَكُم وَالمَسامِعُ |
|
هَنيئاً لَكُم فُزتُم بِتَوفيرِ حَظِّكُم | |
|
| وَحَظّي في نَيلِ البَطالَةِ ضائِعُ |
|
فَوا أَسَفى ضاعَ الزَمانُ وَإِنَّني | |
|
| لِمَرضاةِ نَفسي في هَواها أُتابِعُ |
|
تَسَوِّفُ بِالطاعاتِ إِذ ما دَعوتُها | |
|
| وَإِذما رَأَت دُنيا إِلَيهِ تُسارِعُ |
|
فَيا رَبِّ لا أَرجو سِواكَ مُنقِذا | |
|
| وَما أَنا إِلّا في نَوالِكَ طامِعُ |
|
تَدارَك عُبَيداً أَجزَعَتهُ ذُنوبُهُ | |
|
| وَما هُوَ مِن شَيءٍ سِوى الذَنبِ جازِعُ |
|
يُؤَمِّلُ عَفوا مِنكَ يا واسِعَ العَطا | |
|
| وَيا مَن لَهُ تَعنو الوُجوهُ خَواضِعُ |
|
بِجاهِ النَبِيِّ الهاشِمِيِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| إِمامٍ لَهُ كُلُّ الننَبِيّينَ تابِعُ |
|
وَمَن هُوَ في يَومِ الحِسابِ إِمامُهُم | |
|
| وَمَن هُوَ في يَومِ القِيامَةِ شافِعُ |
|
وَمَن هُوَ مَلجا المُذنِبينَ إِذا أَتوا | |
|
| وَلَيسَت لَهُم إِلّا الذُنوب بَضائِعُ |
|
عَلَيهِ صَلاةُ اللَهِ ما حَنَّ شائِقٌ | |
|
| وَما جَدَّ ذو جِدٍّ إِلَيهِ يُسارِعُ |
|
وَسَلَّمَ تَسليماً عَلى الآلِ كُلَّهِم | |
|
| وَأَصحابِهِ طُرّاً وَمَن هُوَ تابِعُ |
|