إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قَالَ الْحَبِيبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ |
إِلَى الْغَرِيبِ م. صَ ب الَّذِي يَفِيضُ عَلَى بَسْمَتِهِ عَرَقُ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَهِ |
******* |
الْفَارِسُ الأَخِيرُ نَازِلٌ عَلَيْنَا فِي الْقُرَى |
مِنْ سُورَةٍ.. |
عَلَى حِصَانِ الْعَهْدِ.. |
مُمْسِكًا بِجَمْرَةِ مِنَ الدِّينِ الرَّطِيبِ.. |
بَاحِثًا فِي أَيِّ قَلْبٍ عَنْ صَحَابِيٍّ |
وَفِي الْعُقُولِ عَنْ آبَارِ بَدْرٍ.. |
لا يَرَى إِلا بَصِيصًا مِنْ أَصَابِعِ الرَّسُولِ |
فِي النُّفُوسِ.. |
لا يَرَى |
أَعْصَابُهُ مَفْتُوحَةٌ مِثْلَ الشَّوَارِعِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا.. |
مَطيَّةُ الْفَارُوقِ حِينَ كَانَ فِي طَرِيقِهِ لِلْقُدْسِ.. |
وهْوَ مُمْسِكٌ لِجَامَ تَارِيخٍ بِضَوْءِ عَدْلِهِ مُضَفَّرَا |
*** |
يَقُولُ قَلْبِي: |
قَبْلَ دَمْعَتَيْنِ كُنْتُ مَاشِيًا فِي شَارِعٍ مُفَخَّخٍ |
بِصُحْبَةِ الضَّبَابِ.. |
لِي قَمِيصُ نَبْضٍ رَقَّعَتْهُ فَرْوَةُ الْكِلابِ |
بِالإِخْلاصِ لِلنِّسَاءِ.. |
وَالْخُبْزِ الْقَرِيبِ.. |
وَالْعَسَاكِرِ الَّذِينَ أَطْلَقُونِي مِنْ وَرَاءِ الْفَارِسِ الأَخِيرِ.. |
وَالسَّرَابُ خَمْرَتِي الَّتِي سَقَوْا بِهَا عَيْنِىَّ حَتَّى لا أَرَى |
قَالُوا لِعَقْلِي: |
أُيَّها الْقِطُّ الْمُرَبَّى فِي بُيُوتِ الْوَطَنِ النَّظِيفِ.. |
مَسِّحْ شَعْرَ فِكْرِكَ الْحَمِيمَ |
في حِذَاءٍ عَسْكِرِيٍّ بِالْعُقُولِ عَسْكَرَا |
ها فَأْرُكَ الأخيرُ يُخْفِي مَسْجِدَيْنِ هَارِبَيْنِ مِن عَصَانَا |
بَيْنِ شَعْرِ ذَقْنِهِ الطَّوِيلِ... |
يَدَّعِي لِنَفْسِهِ صِفَاتِ السِّينِ.. |
كَيْ يَصِيرَ فَارسًا عَلَى شَعْبِ الذُّرَا |
*** |
وَحِينَ كُنْتُ أَقْتَفِي آثَارَ دَمْعَتَيْهِ.. |
وَهْوَ صَاعِدٌ بِغَيْمَتَيْ صَلاتِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ.. |
فَارِشًا من تَحْتِهِ سَجَّادَةَ الْمَسَاءِ.. |
بَلَّ قَفْزَتِي وَرَاءَهُ بِدِفْءِ صَوْتِهِ.. |
شَعَرْتُ بَعْدَهَا بِطَعْمِ جُوعٍ.. |
أَطْعَمَتْنِي نَظْرَتَاهُ لُقْمَةَ الإِيمَانِ.. |
قَادَنِي.. |
وَبَعْدَ دَمْعَةٍ لَمَسْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ... |
وَانْفَتَحْتُ.. |
كَالشَّوَارِعِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا مَطيَّةُ الْفَارُوقِ.. |
حِينَ كَانَ فِي طَرِيقِهِ لِلْقُدْسِ.. |
وَهْوَ يَنْقُشُ السَّلامَ مِنْ خُطَاهُ فِي عَقْلِ الثَّرَى |
*** |
الْفَارِسُ الأَخِيرُ لَمْ يَزَلْ يُصَحِّي الْفَجْرَ كَيْ تُصَلِّيَ الْقُرَى.. |
تَمُرُّ عَبْرَ صَوْتِهِ قَوَافِلُ الْبَيَاضِ.. |
مِنْ حَدِيثٍ نَبَوِيٍّ نَحْوَ صُفْرَةِ الذُّبُولِ فِي نُفُوسِنَا |
فُتُشْفَى السُّحُبُ.. |
وَيُوقِظُ الْمَوْتَى الَّذِينَ يَدْفِنُونَ الْعُمْرَ فِي مَقَابِرِ النِّسْيَانِ.. |
يَحْمِلُونَ مِنْ حَفَاوَةِ الْقُرْآنِ بَعْضَ شَكْلِهِ الْمَطْبُوعِ |
فِي عَقْلِ اللسَانِ.. لَيْسَ لِلِّسَانِ عَقْلٌ!!.. |
هَذِهِ أَصْوَاتُهُ تُتْلَى عَلَى أُذْنَيْنِ مِنْ طِين هَوًى |
وَمِنْ عَجِينِ غَفْوَةٍ.. |
بِإِذْنِ رَبِّهِ.. |
وَيُعْطِي الْفُقَرَاءَ من حَلاوَةِ الْخُشُوعِ تَمْرَتَيْنْ |
مَسْقِيَّتَيْنِ مِنْ جُفُونِ دَعْوَةٍ فِي الليْلِ.. |
وَالتُّفَّاحُ لا مَقْطُوفةٌ تُفَّاحَةٌ مِنْهُ.. |
وَلا مَمْنُوعَةٌ عَلَى خُدُودِ الْحُورِ.. |
وَالرُّمّانُ نَادَى فَوْقَ صَدْرَيْ جَنَّتَيْنْ |
وَطَعْمُه حُلْمٌ حَلالٌ طَيِّبُ.. |
لِلْفَارِسِ الأَخِيرِ أُصْبُعٌ: |
يَسِيلُ مِنْ حَنَانِ مَوْجِهَا الْنَّشِيطِ فِي فَمِ الْقُرَى |
نَهْرٌ مُصَفًّىº ضَفَّتَاهُ مِنْ ثَرَى أَرْوَاحِنَا.. |
فَنَشْرَبُ |
وَأُصْبُعٌ يُعْصَرُ مِنْهَا الْعِنَبُ |
*** |
الْفَارِسُ الأَخِيرُ صَبْرٌ سَاطِعٌ |
يُحَاولُ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَاعَ ضَوْؤُهُ الْعَفِيفْ |
يَقُولُ قَلْبِي: قَدْ رَآهُ نَائِمًا عَلَى سَرِيرِ نَجْمَةٍ |
وَمَرَّةً مُحَارِبًا طَاحُونَةً.. |
وَمَرَّةً مُرَبِّتًا عَلَى ضُلُوعِ الشَّمْسِ بالآيَاتِ.. |
وَالأَقْمَارُ فِي عَيْنَيْهِ كَالدُّمُوعِ مَرَّةً.. |
وَكُالدُّعَاءِ كُلَّ مَرَّةٍ تُضِيءُ فِيهَا رَغْبَةٌ أَوْ ترْهبُ |
وَمَرَّةً رَآهُ يَمْشِي فِي ثِيَابِ النَّاسِ.. |
لَكِنَّ الْجُنُودَ أَجْمَعُوا جُحُودَهُمْ عَلَيْهِ.. |
أَوْدَعُوهُ فِي سُجُونِهِمْ |
لَكِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطِفُوا حَمَامَ ذِكْرَيَاتِهِ |
مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ طَارِحٍ فِي الْقَلْبِ.. |
أَوْ يَعْتَقِلُوا رِيَاحَ ضَوْئِهِ الَّتِي ظَلَّتْ عَلَى حُقُولِ نَجْوَانَا تَطُوفْ |
لَكِنَّهُ |
وَرَغْمَ كُلِّ مَا لَهُ مِنَ الْقُصُورِ.. |
وَالنَّخِيلِ.. |
والْخُدُورِ فِي السَّمَاءْ.. |
فِي وَجْهِهِ الْعَطُوفِ بَثْرَةٌ بِهَا صَدِيدُ غُرْبَةٍ وَقُرْحَةُ انْطِفَاءْ |
فَهَلْ تُرَى قَدْ آنَ مَوْعِدُ الرُّجُوعِ لاغْتِرَابِهِ الْقَدِيمِ.. |
يَوْمَ صَافَحَ الْقُرَى فِي الْمَرَّة الأُولَى بِكَفَّيِ السَّمَاءْ |
*** |
يَقُولُ قَلْبِي: إِنَّنِي رَأَيْتُهُ فِي ثَوْبِهِ الْمَوْجُوعِ ذَلِكَ الْمَسَاءْ |
الْفَارِسَ الأَخِيرَº وَهْوَ عَائِدٌ مِنْ حَيْثُ جَاءْ |
وَتَارِكٌ وَرَاءَهُ عَلَى ضِفَافِ الليْلِ |
لِلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي طَعْمِ الرُّجُوع |
خُطْوَتَيْنِ مِنْ ضِيَاءْ |
الآنَ فِي طُوبِى مُقِيمٌ |
فِي انْتِظَارِ مَنْ تَبَقَّى مِنْ رِجَالٍ غُرَبَاءْ... |