إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قَلْبِي يُرَبِّي الْحَرْفَ مُنْذُ نُعُومَةِ الشَّكْوَى.. |
وَيُطْعِمُهُ عَنَاقِيدَ الدُّمُوعِ إِذَا تَدَلَّتْ مِنْ غُصُونِ الذِّكْرَيَاتِ |
وَلَهُ عِيَالٌ غَيْرُهُ.. |
وَرَغِيفُ نَبْضِي لَيْسَ يَكْفِي طِفْلَةً مِنْ أُمْنِيَاتِي |
وَالليْلُ يَغْتَنِمُ الْمَوَاجِعَ كَيْ يُنَزِّهَ طُولَهُ فِي وَحْدَتِي.. |
وَيُرِيحَ أَعْصَابَ الظَّلامِ عَلَى قَطِيفَةِ أُغْنِيَاتِي |
وَيَحُوكُ مِنْ عَيْنَيَّ أثوابًا عَلَى قَدِّ النُّجُومِ.. |
وَحُلَّةً لِوَحِيدِهِ قَبْلَ التَّمَامْ |
وَالرِّيفُ شَيْخٌ يَرْتَدِي شَالَ السُّكُوتِ.. |
عَلَى قَمِيصِ الرِّيحِ.. |
تَحْتَ عَبَاءَةِ الأَسْحَارِ فِي عِيدِ الظَّلامْ |
وَأَرَاهُ يُخْرِجُ سُبْحَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ جَيْب الْحُقُولِ.. |
وَلِي بُرَاقٌ مِنْ غَرَامْ |
فَيُرِي دَمِي مَلَكُوتَ أَعْصَابِي المهرَّبَ تَحْتَ أَجْنِحَةِ الَْحَمَامْ |
قَلْبِي كَشَيْخِ الرِّيفِ يُمْسِكُ سُبْحَةَ الأَحْلامِ طُولَ الْجُرْحِ.. |
يَنْسِجُ شَالَهُ مِنْ صُوفِ صَمْتِي.. |
تَارِكًا فِيهِ ثُقُوبًا لِلْقَلِيلِ مِنَ الْكَلامْ |
وَقَمِيصُهُ الْمَقْدُودُ مِنْ رَحِمِ الْقَصِيدَةِ |
شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا أَنِّي أَبُو هَذَا الْغُلامْ |
الْوَقْتُ يُشْبِعُ قَرْيَةَ النَّجْوَى.. |
وَأَصْوَاتُ الدُّيوكِ تَعُومُ فِي كُوبَيْنِ مِنْ كَرَمِ الْبَصِيرَهْ |
وَكَوَاكِبُ الْكَلِمَاتِ تَبْنِي عَرْشَهَا الضَّوْئيَّ فِي قَلَمِي.. |
وَأَبْدَأُ هِجْرَةً أُخْرَى عَلَى أَوْرَاقِيَ الْكَسْلَى: |
وسكَّرُ دَمْعَتِي يَنْحَلُّ فِي شَفَةِ الْمَشَاهِدِ رِقَّةً |
وَسَحَابَةً لَيْسَتْ أَخِيرَهْ |
فَرْخُ اللقَاءِ يُطِلُّ مِنْ عُشِّ الْحُرُوفِ... |
فَكَيْفَ أَبْقَى دُونَ حَمَّامٍ مِنَ الأَلَمِ الْمُصَفَّى! |
زَقْزَقَتْ أَمْطَارُ أُمْنِيَةٍ عَلَى شَجَرِ الْمَسَاءِ.. |
فَأَوْرَقَتْ أَعْيَادُ حُزْنِي قُوتَهَا نَفْيًا وَنَزْفَا |
وَالْقَلْبُ يَشْرَبُ قَهْوَة الذِّكْرَى بِطَعْمِ الشَّمْسِ.. |
خَفَّفَ مُرَّهَا الضَّوْئِيَّ بَعْضٌ مِنْ حَلِيبِ الفَرْحِ |
لَمَّا شُفْتُ فِي الأَوْرَاقِ حَرْفَا |
وَرَأَيْتُ فِي الْفِنْجَانِ مِنْ صُلْبِ الْحَنَانِ |
كَمَا يَرَى الشُّعَرَاءُ |
رَجْفَةَ طِفْلَتَيْنْ |
وَيِطِيرُ فِي سَمْعِ الدَّفَاتِرِ بُلْبُلُ الأَحْبَارِ مِنْ فَرْعٍ.. |
إِلى سَطْرٍ بِأَجْنِحَةِ الْيَدَيْنْ |
يَخْتَارُ حَبَّ الضَّوْءِ مِنْ مَحْصُولِ آلامِي.. |
وَيَشْرَبُ بَعْدَهُ مَاءَ الْبَسَاطَةِ، حِينَ يَبْدَأُ فِي الْغِنَاءْ |
وَتُجَامِلُ الرِّئَتَانِ أَعْرَاسَ النَّسِيمِ بِطُولِ أَنْفَاسِي |
وَوَرْدٍ سَاخِنٍ نادٍ عَلَى عُودِ البُكَاءْ |
فَأُهَرِّبُ الأَمَلَ الْمُيَتّمَ فِي جُيُوبِ سَحَابَةٍ شَقْرَاءَ.. |
نَحْوَ مَلاجِئِ الْعَطْفِ السَّمَاوِيِّ التي |
تَرْعَى يَتَامَى الضَّوْءِ مِنْ نَسْلِ النُّجُومْ |
وَأُعَمِّرُ الأقْمَارَ بِالنَّجْوَى وَأَرْزَاقِ الْهُمُومْ |
وَأَلُفُّ شِيلانَ الْفَوَاكِهِ حَوْلَ أَكْوَاخِ الْعَجَائِزِ.. |
والأَرَامِلِ.. |
وَابْنَةِ الْجَارِ الْفَقِيرْ |
وَأُعِيدُ مِنْ كَفِّ الشَّوَارِعِ قِطَّةً أَوْصَتْ عَلَيْهَا أُمُّهَا |
رُكْنًا ضَرِيرًا فِي الْحَدِيقَةِ.. |
حِينَ رَاحَتْ تَشْتِرِي بِمُوَائِهَا لُقَمًا مِنَ الْجِيرَانِ.. |
فِي يَوْمٍ مَطِيرْ |
وَأَعُودُ طِفْلاً عَبَّأَ الدُّنْيَا بِحُلَّتِهِ الْجَدِيدَةِ يَوْمَ عِيدْ |
وَأَخُوضُ فِي حَرْبِ الْكِتَابِ الْمَدْرَسِيِّ.. |
فَأَفْتَحُ الْكَلِمَاتِ فِي عِزٍّ عَتِيدْ |
كَيْ لا يُخَرْبِشَنِي زَمِيلِي بِابْتِسَامَتِهِ الصَّفِيحِ.. |
ولا تُلَبِّسَنِي مُعَلِّمَتِي تَقَزُّزَهَا الْعَرِيضْ |
********* |
يَا لَلْقَصِيدَةِ حِينَ تَأْخُذُنِي بِزَوْرَقِ وَهْمِهَا.. |
وَتَمُدُّ فِي حِبْرِي مَجَادِيفَ الْوَرَاءْ!! |
وَعَلَى رَصِيفِ الليْلِ أَسْئِلَةٌ مُشَرَّدَةٌ.. |
تُفَتِّشُ عَنْ طَعَامِ جَوَابِهَا.. وَقَلِيلِ مَاءْ |
وَمَوَاسِمُ النَّجْوَى تُجَفِّفُ نَفْسَهَا الْخَضْرَاءَ.. |
فِي حَلْقِ الْحُقُولِ.. |
وَيَرْتَوِي مِنْ دَمْعَتِي خَدُّ الْفَضَاءْ |
وَدَقَائِقُ الْمِعْرَاجِ.. |
فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ الْمُنَى |
يَسْقُطْنَ مِنْ أَعْلَى دِمَاغِى فَوْقَ صَخْرَةِ الانَْتِهَاءْ |
والعمرُ يَبْقَى |
فِي بَلاطِ جَلالَةِ الْحَرْفِ الْمُؤَجَّلِ |
كالْمُهَرِّجِ يُضْحِكُ الْمَلِكَ الْهَوَاءْ |
قَلَمِي يُسَلِّمُ مِنْ صَلاةِ خَيَالِهِ.. |
وَالْحِبْرُ يَنْزِعُ عَنْهُ قُمْصَانَ الْغِنَاءْ |
وَتَعُودُ أَلْوَانُ الْحَيَاةِ إِلَى تَكَبُّرِهَا الْمَسِيخِِ.. |
أَعُودُ أَعْمَى.. |
تُمْسِكُ الْعَيْنَانِ عُكَّازًا مِنَ النُّورِ الْخَفِيفِ.. |
لِتَعْرِفَ الأَشْيَاءَ مِنْ حَوْلِي.. |
وَحَوْلِي بَارِدٌ جِدًّا.. |
فَيَأْخُذُنِي الْبُكَاءْ. |