إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الليْلُ: |
فُرْصَةُ النَّهَارِ بَعْدَ وَجْبَةٍ مِنَ الضَّوْءِ الْمُسَوَّى فِي قُلُوبِ الفُقَرَاءِ.. |
كَيْ يُرِيحَ ظَهْرَهُ قَلِيلا |
وَفُرْصَةُ الأَصِيلِ كَيْ يُقَلِّبَ الأَوْجَاعَ فِي جُمْهُورِهِ |
بِمَسْرَحِيَّةِ الدَّمِ الّتِي تُلَخِّصُ الْفِرَاقَ.. |
بِارْتِمَاءِ الشَّمْسِ فِي دِمَائِهَا قَتِيلا |
وَفُرْصَةٌ الْقَمَرِ كَيْ يُتِمَّ مَشْهَدَ الدُّمُوعِ هَائِمًا فِي قَرْيَةِ الظَّلامِ.. |
بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ يُفَتِّشُ الطَّرِيقَ.. |
والْبُيُوتَ... |
يَدْخُلُ الْغَابَاتِ، وَالْحُقُولا |
وَيَسْألُ الْعُشَّاقَ حَتَّى يَتَبَنَّوْهُ: |
فَمِنْهُمْ عَاشِقٌ لا وَقْتَ عِنْدَهُ لِغَيْرِ فَرْحَةٍ.. |
وَعَاشِقٌ لَهُ مِنَ الْعِيَالِ مَا يُعْجِزُهُ طَوَيلا |
وَفُرْصَةُ الطُّيُورِ كَيْ تَعُودَ مِنْ حُقُولِهَا.. |
بِحَبَّتَيْ رِضَا.. |
وِفِي مِنْقَارِهَا مَحْصُولُ أَشْوَاقٍ إِلَى الْعِشَاشْ |
وَفُرْصَةُ الأطْفَالِ.. |
كَيْ يُؤَلِّفُوا قَصِيدَةَ الأَشْبَاحِ فِي صَحِيفَةِ الْفِرَاشْ |
*** |
وَفُرْصَةُ الأَرْمَلَةِ الْحَسْنَاءِ.. |
كَيْ تُعِيدَ غَسْلَ ثَوْبِهَا الْمُصَابِ بالرَّذَاذِ.. |
مِنْ مُحَادَثَاتِ جَارَتَيْهَا |
وَكَيْ تُعِيدَ نَسْجَهُ الْمَشْقُوقَ مِنْ: |
عُيُونِ أَوْلادِ الْحَرَامِ.. |
وَالّذِينَ سَلَّطُوا كِلابَ عَيْنَيْهِمْ عَلَيْهَا |
*** |
وَفُرْصَةُ اليَتِيمةِ الَّتِي تَعِيشُ فِي |
حَدَائِقِ الْبُكَاءِ أَنْ تُنَبِّتَ الشَّكَاوَى فِي وَسَادَةٍ.. |
وَتَشْتِلُ الْهَوَاءَ بِالزَّفِيرِ ساخنًا.. |
وَأَنْ تَبلَّ نَظْرَتَيْهَا دَمْعَةٌ وَمِلْحُ حَاجَهْ |
أَخَافُ أَنْ يُلَوِّنَ الْظَّلامُ طُهْرَهَا.. |
وَجِسْمُهَا الْمَنْبُوذُ مِنْ قَبَائِلِ الطَّعَامِ يَجْرِي هَارِبًا إِلَى |
ذِرَاعِ عَازِبٍ عَلَيْهِ مِنْ لُزُوجَةِ الذُّنُوبِ |
مَا يَسْقِي مِزَاجَهْ |
وَبَعْدَ لُقْمَتَيْنِ مِنْ طَعَامِهِ الْفِضِّيِّ تَجْرِي |
فِي حِذَاءَيْ نَزْفِهَا الْمَخْصُوفِ مِنْ |
جِلْدِ الْبَكَارَةِ التي تَشَبَّعَتْ مِنْ طَعْنِهَا بِاللحْمِ.. |
حِينَ كَانَتِ الْيَتِيمَةُ الْعَذْرَاءُ تَشْتَهِي لُقَيْمَةً.. |
وَلَوْ بِلا غَمُوسْ |
الآنَ وَاجِبٌ عَلَى أَحْلامِهَا أَلا تُفَتِّشَ الْغُيُوبَ.. |
عَنْ بَيَاضِ طَرْحَةِ تُتَوِّجُ الْعَرُوسْ |
وَفُرْصَةُ الْمُرَاهِقِ الصَّغِيرِ |
إذْ يُخَيِّطُ الظَّلامُ قُمْصَانَ الْسُّبَاتِ مِنْ شَخِيرِ وَالِدَيْهَ |
كَيْ يُجَرِّبَ السِّيَادَهْ |
وَفُرْصَةُ الْبِنْتِ الَّتِي تُخَبِّئُ الظَّرْفَ |
الَّذِي يُنزِّهُ الأَحْلامَ فِي زُرْقَتِهِ |
كَيْ تَدْخُلَ الْمَمْلَكَةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي |
تَنْتَظِرُ الأَمِيرَةَ الْحَسْنَاءْ |
وَرُبَّمَا.. |
لِكَيْ تُعِيدَ صَلْبَ وَقْتِها |
عَلَى جُذُوعِ ظَرْفٍ مِنْ صَدِيقٍ |
طَرَدَ البَنَاتِ كُلَّهُنَّ مِنْ أَفْكَارِهِ الزَّرْقَاءْ |
وَفُرْصَةُ العَانِسِ.. |
حِينَ تَنْفضُ الْحَيَاءَ عَنْ رُفُوفِ صَبْرِهَا.. |
لِكَيْ تُعَاشِرَ الْمِرْآةَ فِي سَرِيرِهَا.. |
بنَظْرَةٍ تَقُدُّ قُمْصَانَ الْمُمَثِّلِينَ.. |
وَالْمُزَارِعِينَ.. |
وَالْمُوَظَّفِينَ.. |
وَالْعُمَّالِ.. |
والقُعُودِ فِي الْمَقَاهِي |
وَفُرْصَةُ الْمُسْلِمِ.. |
كَيْ يربِّيَ الصلاةَ بالسَّاعَاتِ والقرآنِ.. |
حتَّى تُكمِلَ الْوُصُولَ مِنْ وَرِيدِهِ... |
........... لِلّهِ |
*** |
وَفُرْصَةُ الرَّصِيفِ وَالشَّحَّاذِ.. |
كَيْ يُرَتِّبَا صَدَاقَةً أقْوَى مِنَ الظُّرُوفْ |
يُدَلِّكُ الرَّصِيفُ ظَهْرَ ضَيْفِهِ |
وَيَمْسَحُ الشَّحَّاذُ بَصْقَةً يَظُنُّ أَنَّهَا |
مِنْ دَمْعَةِ الرَّصِيفْ |
كِلاهُمَا يَشْكُو بِصَمْتِهِ النِّزِيفِ.. |
من نِزِيفْ |
طُولَ النَّهارِ يُضْرَبَانِ بِالنِّعَالِ.. |
يَبْصُقُ الْجَمِيعُ فِي وَجْهَيْهِمَا.. |
وَيُحْرَمُ الرَّصِيفُ لُقْمَةَ الْهُدُوءِ.. |
وَالْفَقِيرُ لا يَرَى الرَّغِيفْ |
**** |
وَالآنَ فُرْصَتِي أَنَا |
لأَشْنُقَ الْمَكَانَ.. |
وَالأوَانََ.. |
وَالْقَصَائِدَ الّتِي تَآمَرَتْ عَلَيَّهْ |
فَعَلَّمَتْنِي شَنْقَ نَفْسِي.. |
لَيْلَتَيْنِ.. |
كُلَّ لَيْلَةٍ.. |
عَلَى أَحْبَالِيَ الصَّوْتِيَّهْ |