عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > محمد بن علي الهوزالي > سَقَى مُنحَنَى الوَعسَاءِ من رامةٍ قَطرُ

غير مصنف

مشاهدة
484

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سَقَى مُنحَنَى الوَعسَاءِ من رامةٍ قَطرُ

سَقَى مُنحَنَى الوَعسَاءِ من رامةٍ قَطرُ
وحَيثُ مَعَاهِدُ اللِّوى الدِّيَمُ الغُرُّ
وجادت ذُرَى تيماءَ وانهَلَّ فوقَهَا
نِطَافُ الغَوَادِي وهيَ هَامِيَةٌ غُزرُ
وهَزَّ عليها البرقُ كُلَّ مُصَمِّمٍ
يُوَفَّى بِهِ في المحلِ للدِّيمِ النُّذرُ
فرعياً لها مِن أربُعٍ هاجَ ذِكرَها
بَلابِلُ صَبٍّ عِيلَ عَن وَجدِهِ صَبرُ
إذا اعتادَهُ ذِكرُ العَقِيقِ وَعَالِجٍ
وسِلعٍ جَرَى من كُلِّ طَرفٍ لَهُ نَهرُ
ألاَ هَل لمكلُومِ الجَوانِحِ وقفَةٌ
دُوَينَ النّقا حيثُ الأُكيثِبَةُ العُفرُ
تُعَلِّلُهُ أنفَاسُ نَجدٍ سَرَى بِهَا
نَسِيمُ صَباً بَاتت يُعَازِلُهَا الزَّهرُ
وركبٍ على الأكوارِ نشوَى مِنَ الكَرَى
ترامَت بهِم بِيدٌ صَحَاصِحَةٌ قَفرُ
تشُقُّ بهِم أغفَالَها أرحَبِيَّةٌ
يُناغي بُعَامَ الظَّبي فِي فِيحِهَا هَدرُ
إِذَا غَرَّدَ الحادِي طَرِبنَ كأنَّما
تلَجلَجَ مِنهَا فِي ضَمير الدُّجى سِرُّ
فَيَا لَكِ مِن هُوجٍ ويا لَيتَ فَوقَهَا
مُعَنّىً يُدَانِي خطوَهُ الإثمُ والوِزرُ
يزُورُ النبِيِّ المصطفى ويُزِيرُهُ
تِلاَءً كما يُهدِي نُسَيمَاتِهِ الشِّحرُ
رسولٌ تجلَّت مِن أسارِيرِ وَجهِهِ
سَوَاطِعُ أنوَارٍ بِهَا كَمُلَ البَدرُ
وفاضَت على الدُّنيَا بجُودِ بَنَانِهِ
بِحارٌ بِهَا أودَى عَلَى العَسِرِ اليُسرُ
بِهِ أنعَشَ اللهُ البريَّةَ بعدَمَا
أحَطَّ عَلَيهَا بَركَهُ الحادثُ النُّكرُ
إليه التجَا الرُّسلُ الكِرَامُ وقَد دَجَت
كُرُوبٌ فَجَلَّى مِن مَيَامِنِهِ الفَجرُ
هُوَ الذُّخرُ لاَ يُرجَى سِوَاهُ وَسِيلَةً
إذا لم يَكُن يومَ الجَزَا غيرَهُ ذُخرُ
هُو الموئِلُ الأحمَى الَّذي يُحتَمَى بِهِ
وقد وُضِعَ الميزانُ وانتَشَرَ الحَشرُ
هُوَ العُروَةُ الوُثقَى التي استَمسَكَت بها
يَدَا كُلِّ مَن يَنجُو وَقَد نُصِبَ الجسرُ
شَمَائِلُ أحلَى مِن حَيَاةٍ مُعَادَةٍ
وَأذكَى مِن الزَّهرِ الَّذي فَتَّقَ القَطرُ
أتى بالهُدَى يدعُو إلَيهِ ولم يَزل
يُنَادِي وَفِي الآذَانِ عَن رُشدِهَا وَقرُ
فلمَّا التَوَت عُليا لُؤَيِّ وِلَم يُقِم
بها أَوَداً إِلّا المقوَّمَةُ السُمرُ
نأنهُ عَنِ البَطحا لُؤَيُّ بنُ غالِبٍ
وأحشَاؤُهُم تعلِي وأعيُنُهُم حُزرُ
فَيمَّمَ مَتوَى العِزِّ طَيبتَهُ التِي
أبَى اللهُ إلاَّ أن يَكُونَ بِهَا النصرُ
فآوَتهُ إيمَاناً بهِ وتبَوَّأت
لَهُ الدَّارُ والأعدَاءُ أعنَاقُهُم صُغرُ
حَمَتهُ سَراةُ الأزدِ آسادَ غَيلَةٍ
لها البِيضُ أنيَابٌ وسُمرُ القَنَا ظُفرُ
فألقَت إليه الحُمسُ في عُقرِ دارها
مقالِيدَ واستَدنى مَعَاطِسَهَا القَسرُ
وذَاقَ الرَّدَى أبطَالُ فِهرٍ وأدرَكَت
أبَا جهلِها البِيضُ المُذَرَّبَةُ البُترُ
وأودَى بِعُتبَةَ الظُّبَى فتَقَطَّرَت
بِنَارِ الأسَى هِندٌ وذابَ لَهَا صَحرُ
فليتَ قُرَيشَ العِزِّ ألقَت مَقَادَهَا
إليه ولم يَجمَح بها الخُلُقُ الوَعرُ
ويا ليتَهُم لم يُؤثِرُوا حِقدَ ضَيعَمٍ
وَلَم تُشمِتِ الأعدَاءَ في حِلمِها فِهرُ
فَلَو تَبِعُوهُ لم تُصَب سَرَواتُهُم
وَلاَ أُنهِكت مِنهُم حُنَينٌ ولا بَدرُ
هُمُ قطعُوا أرحامَهُم وتحزَّبُوا
وَحَادَ بِهشم عَن رُشدِهِم عمرُو والغمرُ
هُمُ هَجَرُوا الحقَّ المبينَ وأعرَضُوا
عِنَاداً وآيُ الصِّدقِ وَاضِحَةٌ غُرُّ
دَعَا البدرَ فانشَقَّ انشِقَاقاً وسبَّحت
برَاحَتِهِ صُمُّ الحَصَى وانجَلَى الأمرُ
كَمَا قَد أتت تهتَزُّ شَمَّاءُ أيكَةٌ
إلَيهِ ولم يُحجِل أفانينَها عُترُ
كما أفحَمَ اللُّسنَ المَصاقِيعَ مِنهُمُ
بآي تحَامَى شَأوَهَا النَّثرُ والشِّعرُ
عليهِ سَلاَمُ اللهِ مَا آلمَ الحَشَا
إِليهِ حَنِينُ النِّيبِ آطأهَا الزَّجرُ
وَمَا وَمَضتن بالغورِ للرَّكبِ مَوهِناً
بُرُوقٌ تلَظَّى فِي الضُّلوعِ لها جَمرُ
ومَا سَحَبَت ذَيلَ الحَيا نَسمَةُ الصَّبَا
على الرّوضِ فَانفَتَّت عَلَى زَهرِه الدُّرُّ
لمجدِك يَا شَمسَ المعالي رَفعتُهَا
فَلاَ أنثنِي عَن فضلِكُم وَيَدِي صِفرُ
إذا ازدَلَفَ الراجُونَ منكم بصَالِحٍ
فإن متَاتِي عِندَكَ الحمدُ والشُّكرُ
فلاَ بَرِحَ اليومُ الذي طَلَعَت بِهِ
عَلَينَا عُلاَكُم يَزدَهِي عِطفَهُ الكِبرُ
ودامت بأجيادِ المواسِمِ زينَةٌ
عَلَى سِبطِكَ المنصُورِ مَا بَقِيَ الدَهرُ
إمامُ الهدى حَاز المعالي وَرَاثةً
وَوَجهُ الضًّحَى مِن عابِرِ الدَّمِ مُحمَرُّ
رأى دُونها بَحرَ الرَّدَى فأجازَهُ
بِهِ سَابِحٌ لكِن بسَاحَتِه الحُضرُ
أهَابت بهِ فاهتَاجَ عِزّاً وغَيرَةً
عليها حِفاظٌ مِن خلاَئِقِهِ مُرُّ
جَدِيرُ بأن متَّت بحبلِ ذِمَامِهَا
إلَيهِ فلم يَطرُق عُرَى عَهدِهَا خفرُ
نهُوضٌ بأعبَاءِ العُلَى غَيرَ كَارِثٍ
بأنحاء دَهرِ أو سَطَا حَادِثٌ يعرُو
برأي يَرَى فِي مُبهَمِ الخَطبِ مَنهَجاً
وقَد ضَاقَ في حَافَاتِه المسلَكُ الوَعرُ
وأنصارِ حزِبٍ قَد تخطَّت إلَى الوَغَى
بهِم ضُمَّرٌ دُهمٌ وسائمَةٌ شُقرُ
وَجُودٍ إذا ضَنَّ الغمامُ تبجَّسَت
بِهِ كَفَّهُ وانهَلَّ نائِلُهَا الغمرُ
إلى شِيَمٍ مَهدِيَّةٍ فاطميَّةٍ
يهزُّ عِطفَيهِ شَيبَةُ أو عمرُو
ومجدٍ بناهُ الأنبياءُ مؤَثَّلٍ
له الزَّهرُ أترابٌ وشمسُ الضُّحى ظِئرُ
مَساعٍ لها فوقَ السِّماكِ مُعَرَّسٌ
لبدرِ الدجى تِلقَاءَهُ النَّظَرُ الشَّزرُ
عُلىً تنتمي أعراقُها أوَّلِيَّةٌ
تَعَرَّقَ في خيرِ الأنامِ لها نَجرُ
يجرُّ بِهَا ذَيلَ الفخارِ غَطَارِفٌ
نَمَاهُم إِلَى العَليَا كِنَانةُ والنَّضرُ
لَهُم في ذُرَى البطحاءِ دارٌ عتيقةٌ
يروحُ إليها خابِطُ اللَّيلِ مُعتَرُّ
وتُلفَى حِفَافَيها جِفانٌ مليئةٌ
سَدِيفاً ومَولى كُلِّ طائفَةٍ حَزرُ
وملبونةٌ مربُوطَةٌ بإزائِها
قِبابٌ تُعالِيهِنَّ مركُوزةٌ سُمرُ
إِذا دُعِيَت للحَربِ طَارت إلى الوَغَى
وفي كلِّ وُكنٍ فذَّهَا لَكُمُ صُغرُ
وتلمَعُ في أيمانِهِم يَزَنِيَّةٌ
بِهِنَّ عَمودٌ مِن جَميعٍ لَهَا سُمرُ
وتطفُو عليهم أذرُعٌ تبَعِيَّةٌ
كما فُضِّضَت من فوقِ أصلاَحِهَا الغُدرُ
لكُ يا بَنِي خيرٍِ الورى كُلٌّ باذِخٍ
مِنَ العِزِّ أعيَى العَالمِينَ وَلاَ فَخرُ
مَنَاقِبُ يَروِيهَا المُعَرَّفُ والصّفا
وزمزمُ والبيتُ المعظَّمُ والحِجرُ
أيا خيرَ مَن تَفتَرُّ عَن مَكرُمَاتِهِ
إذَا شَقشَقَ النادي الأحاديثُ والذكرُ
تجاوزتُ طُرقَ المادحين من الورى
وفي العجزِ عن إدراكِ أوصَافِكَ العُذرُ
لِيَهنِكَ ما تُثنِي به السُّوَرُ الَّتِي
تُرَتِّلُ فيكَ آيَهَا البَدوُ والحَضرُ
محمد بن علي الهوزالي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2012/12/20 01:05:23 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com