سَقَى مُنحَنَى الوَعسَاءِ من رامةٍ قَطرُ | |
|
| وحَيثُ مَعَاهِدُ اللِّوى الدِّيَمُ الغُرُّ |
|
وجادت ذُرَى تيماءَ وانهَلَّ فوقَهَا | |
|
| نِطَافُ الغَوَادِي وهيَ هَامِيَةٌ غُزرُ |
|
وهَزَّ عليها البرقُ كُلَّ مُصَمِّمٍ | |
|
| يُوَفَّى بِهِ في المحلِ للدِّيمِ النُّذرُ |
|
فرعياً لها مِن أربُعٍ هاجَ ذِكرَها | |
|
| بَلابِلُ صَبٍّ عِيلَ عَن وَجدِهِ صَبرُ |
|
إذا اعتادَهُ ذِكرُ العَقِيقِ وَعَالِجٍ | |
|
| وسِلعٍ جَرَى من كُلِّ طَرفٍ لَهُ نَهرُ |
|
ألاَ هَل لمكلُومِ الجَوانِحِ وقفَةٌ | |
|
| دُوَينَ النّقا حيثُ الأُكيثِبَةُ العُفرُ |
|
تُعَلِّلُهُ أنفَاسُ نَجدٍ سَرَى بِهَا | |
|
| نَسِيمُ صَباً بَاتت يُعَازِلُهَا الزَّهرُ |
|
وركبٍ على الأكوارِ نشوَى مِنَ الكَرَى | |
|
| ترامَت بهِم بِيدٌ صَحَاصِحَةٌ قَفرُ |
|
تشُقُّ بهِم أغفَالَها أرحَبِيَّةٌ | |
|
| يُناغي بُعَامَ الظَّبي فِي فِيحِهَا هَدرُ |
|
إِذَا غَرَّدَ الحادِي طَرِبنَ كأنَّما | |
|
| تلَجلَجَ مِنهَا فِي ضَمير الدُّجى سِرُّ |
|
فَيَا لَكِ مِن هُوجٍ ويا لَيتَ فَوقَهَا | |
|
| مُعَنّىً يُدَانِي خطوَهُ الإثمُ والوِزرُ |
|
يزُورُ النبِيِّ المصطفى ويُزِيرُهُ | |
|
| تِلاَءً كما يُهدِي نُسَيمَاتِهِ الشِّحرُ |
|
رسولٌ تجلَّت مِن أسارِيرِ وَجهِهِ | |
|
| سَوَاطِعُ أنوَارٍ بِهَا كَمُلَ البَدرُ |
|
وفاضَت على الدُّنيَا بجُودِ بَنَانِهِ | |
|
| بِحارٌ بِهَا أودَى عَلَى العَسِرِ اليُسرُ |
|
بِهِ أنعَشَ اللهُ البريَّةَ بعدَمَا | |
|
| أحَطَّ عَلَيهَا بَركَهُ الحادثُ النُّكرُ |
|
إليه التجَا الرُّسلُ الكِرَامُ وقَد دَجَت | |
|
| كُرُوبٌ فَجَلَّى مِن مَيَامِنِهِ الفَجرُ |
|
هُوَ الذُّخرُ لاَ يُرجَى سِوَاهُ وَسِيلَةً | |
|
| إذا لم يَكُن يومَ الجَزَا غيرَهُ ذُخرُ |
|
هُو الموئِلُ الأحمَى الَّذي يُحتَمَى بِهِ | |
|
| وقد وُضِعَ الميزانُ وانتَشَرَ الحَشرُ |
|
هُوَ العُروَةُ الوُثقَى التي استَمسَكَت بها | |
|
| يَدَا كُلِّ مَن يَنجُو وَقَد نُصِبَ الجسرُ |
|
شَمَائِلُ أحلَى مِن حَيَاةٍ مُعَادَةٍ | |
|
| وَأذكَى مِن الزَّهرِ الَّذي فَتَّقَ القَطرُ |
|
أتى بالهُدَى يدعُو إلَيهِ ولم يَزل | |
|
| يُنَادِي وَفِي الآذَانِ عَن رُشدِهَا وَقرُ |
|
فلمَّا التَوَت عُليا لُؤَيِّ وِلَم يُقِم | |
|
| بها أَوَداً إِلّا المقوَّمَةُ السُمرُ |
|
نأنهُ عَنِ البَطحا لُؤَيُّ بنُ غالِبٍ | |
|
| وأحشَاؤُهُم تعلِي وأعيُنُهُم حُزرُ |
|
فَيمَّمَ مَتوَى العِزِّ طَيبتَهُ التِي | |
|
| أبَى اللهُ إلاَّ أن يَكُونَ بِهَا النصرُ |
|
فآوَتهُ إيمَاناً بهِ وتبَوَّأت | |
|
| لَهُ الدَّارُ والأعدَاءُ أعنَاقُهُم صُغرُ |
|
حَمَتهُ سَراةُ الأزدِ آسادَ غَيلَةٍ | |
|
| لها البِيضُ أنيَابٌ وسُمرُ القَنَا ظُفرُ |
|
فألقَت إليه الحُمسُ في عُقرِ دارها | |
|
| مقالِيدَ واستَدنى مَعَاطِسَهَا القَسرُ |
|
وذَاقَ الرَّدَى أبطَالُ فِهرٍ وأدرَكَت | |
|
| أبَا جهلِها البِيضُ المُذَرَّبَةُ البُترُ |
|
وأودَى بِعُتبَةَ الظُّبَى فتَقَطَّرَت | |
|
| بِنَارِ الأسَى هِندٌ وذابَ لَهَا صَحرُ |
|
فليتَ قُرَيشَ العِزِّ ألقَت مَقَادَهَا | |
|
| إليه ولم يَجمَح بها الخُلُقُ الوَعرُ |
|
ويا ليتَهُم لم يُؤثِرُوا حِقدَ ضَيعَمٍ | |
|
| وَلَم تُشمِتِ الأعدَاءَ في حِلمِها فِهرُ |
|
فَلَو تَبِعُوهُ لم تُصَب سَرَواتُهُم | |
|
| وَلاَ أُنهِكت مِنهُم حُنَينٌ ولا بَدرُ |
|
هُمُ قطعُوا أرحامَهُم وتحزَّبُوا | |
|
| وَحَادَ بِهشم عَن رُشدِهِم عمرُو والغمرُ |
|
هُمُ هَجَرُوا الحقَّ المبينَ وأعرَضُوا | |
|
| عِنَاداً وآيُ الصِّدقِ وَاضِحَةٌ غُرُّ |
|
دَعَا البدرَ فانشَقَّ انشِقَاقاً وسبَّحت | |
|
| برَاحَتِهِ صُمُّ الحَصَى وانجَلَى الأمرُ |
|
كَمَا قَد أتت تهتَزُّ شَمَّاءُ أيكَةٌ | |
|
| إلَيهِ ولم يُحجِل أفانينَها عُترُ |
|
كما أفحَمَ اللُّسنَ المَصاقِيعَ مِنهُمُ | |
|
| بآي تحَامَى شَأوَهَا النَّثرُ والشِّعرُ |
|
عليهِ سَلاَمُ اللهِ مَا آلمَ الحَشَا | |
|
| إِليهِ حَنِينُ النِّيبِ آطأهَا الزَّجرُ |
|
وَمَا وَمَضتن بالغورِ للرَّكبِ مَوهِناً | |
|
| بُرُوقٌ تلَظَّى فِي الضُّلوعِ لها جَمرُ |
|
ومَا سَحَبَت ذَيلَ الحَيا نَسمَةُ الصَّبَا | |
|
| على الرّوضِ فَانفَتَّت عَلَى زَهرِه الدُّرُّ |
|
لمجدِك يَا شَمسَ المعالي رَفعتُهَا | |
|
| فَلاَ أنثنِي عَن فضلِكُم وَيَدِي صِفرُ |
|
إذا ازدَلَفَ الراجُونَ منكم بصَالِحٍ | |
|
| فإن متَاتِي عِندَكَ الحمدُ والشُّكرُ |
|
فلاَ بَرِحَ اليومُ الذي طَلَعَت بِهِ | |
|
| عَلَينَا عُلاَكُم يَزدَهِي عِطفَهُ الكِبرُ |
|
ودامت بأجيادِ المواسِمِ زينَةٌ | |
|
| عَلَى سِبطِكَ المنصُورِ مَا بَقِيَ الدَهرُ |
|
إمامُ الهدى حَاز المعالي وَرَاثةً | |
|
| وَوَجهُ الضًّحَى مِن عابِرِ الدَّمِ مُحمَرُّ |
|
رأى دُونها بَحرَ الرَّدَى فأجازَهُ | |
|
| بِهِ سَابِحٌ لكِن بسَاحَتِه الحُضرُ |
|
أهَابت بهِ فاهتَاجَ عِزّاً وغَيرَةً | |
|
| عليها حِفاظٌ مِن خلاَئِقِهِ مُرُّ |
|
جَدِيرُ بأن متَّت بحبلِ ذِمَامِهَا | |
|
| إلَيهِ فلم يَطرُق عُرَى عَهدِهَا خفرُ |
|
نهُوضٌ بأعبَاءِ العُلَى غَيرَ كَارِثٍ | |
|
| بأنحاء دَهرِ أو سَطَا حَادِثٌ يعرُو |
|
برأي يَرَى فِي مُبهَمِ الخَطبِ مَنهَجاً | |
|
| وقَد ضَاقَ في حَافَاتِه المسلَكُ الوَعرُ |
|
وأنصارِ حزِبٍ قَد تخطَّت إلَى الوَغَى | |
|
| بهِم ضُمَّرٌ دُهمٌ وسائمَةٌ شُقرُ |
|
وَجُودٍ إذا ضَنَّ الغمامُ تبجَّسَت | |
|
| بِهِ كَفَّهُ وانهَلَّ نائِلُهَا الغمرُ |
|
إلى شِيَمٍ مَهدِيَّةٍ فاطميَّةٍ | |
|
| يهزُّ عِطفَيهِ شَيبَةُ أو عمرُو |
|
ومجدٍ بناهُ الأنبياءُ مؤَثَّلٍ | |
|
| له الزَّهرُ أترابٌ وشمسُ الضُّحى ظِئرُ |
|
مَساعٍ لها فوقَ السِّماكِ مُعَرَّسٌ | |
|
| لبدرِ الدجى تِلقَاءَهُ النَّظَرُ الشَّزرُ |
|
عُلىً تنتمي أعراقُها أوَّلِيَّةٌ | |
|
| تَعَرَّقَ في خيرِ الأنامِ لها نَجرُ |
|
يجرُّ بِهَا ذَيلَ الفخارِ غَطَارِفٌ | |
|
| نَمَاهُم إِلَى العَليَا كِنَانةُ والنَّضرُ |
|
لَهُم في ذُرَى البطحاءِ دارٌ عتيقةٌ | |
|
| يروحُ إليها خابِطُ اللَّيلِ مُعتَرُّ |
|
وتُلفَى حِفَافَيها جِفانٌ مليئةٌ | |
|
| سَدِيفاً ومَولى كُلِّ طائفَةٍ حَزرُ |
|
وملبونةٌ مربُوطَةٌ بإزائِها | |
|
| قِبابٌ تُعالِيهِنَّ مركُوزةٌ سُمرُ |
|
إِذا دُعِيَت للحَربِ طَارت إلى الوَغَى | |
|
| وفي كلِّ وُكنٍ فذَّهَا لَكُمُ صُغرُ |
|
وتلمَعُ في أيمانِهِم يَزَنِيَّةٌ | |
|
| بِهِنَّ عَمودٌ مِن جَميعٍ لَهَا سُمرُ |
|
وتطفُو عليهم أذرُعٌ تبَعِيَّةٌ | |
|
| كما فُضِّضَت من فوقِ أصلاَحِهَا الغُدرُ |
|
لكُ يا بَنِي خيرٍِ الورى كُلٌّ باذِخٍ | |
|
| مِنَ العِزِّ أعيَى العَالمِينَ وَلاَ فَخرُ |
|
مَنَاقِبُ يَروِيهَا المُعَرَّفُ والصّفا | |
|
| وزمزمُ والبيتُ المعظَّمُ والحِجرُ |
|
أيا خيرَ مَن تَفتَرُّ عَن مَكرُمَاتِهِ | |
|
| إذَا شَقشَقَ النادي الأحاديثُ والذكرُ |
|
تجاوزتُ طُرقَ المادحين من الورى | |
|
| وفي العجزِ عن إدراكِ أوصَافِكَ العُذرُ |
|
لِيَهنِكَ ما تُثنِي به السُّوَرُ الَّتِي | |
|
| تُرَتِّلُ فيكَ آيَهَا البَدوُ والحَضرُ |
|