قِفَا نشتكي هَذِي الرُّبوعُ الدّوارِسُ | |
|
| لِمَا جرَّعَتهُنَّ الرِّيَاحُ الرَّوامِسُ |
|
ربُوعٌ لها بينَ الضُلُوعِ مَرابِعٌ | |
|
| تُماثِلُ غَيرَ أَنَّ تِلكَ بَسَابِسُ |
|
فهل يُسعِدُ المشتاقَ فِيمَا يبيتُهُ | |
|
| خلِيٌّ لَهُ جَفنٌ من الدَّمعِ يابِس |
|
وهل تُنبِىءُ الأطلالُ أينَ أنِيسُهَا | |
|
| وتُخبِرُ عَن آرامِهِنَّ المكانِسُ |
|
ومما يَشُبُّ في الحَشا ضَرَمَ الأسى | |
|
| سُؤَالُكَ قَطُّ لَيسَ فِيهِ مُؤانِسُ |
|
فما كلُّ مَن يُبدي المَلامةَ ماحِضٌ | |
|
| ولا كُلُّ مَن يَحلُو بِسِرِّكَ رامِسُ |
|
ولا كلُّ من يُبدي الشَّجاعَةَ وَاقِفٌ | |
|
| إذا صافَحَت بيضَ السُّيوفِ القوانِسُ |
|
ولا كلُّ من جَرَّ الجيوشَ إلَى الوَغَى | |
|
| خبِيرٌ بأدواءِ الحروبِ مُمَارِسُ |
|
ولاَ كلُّ مَن تَسمُو إلَى المُلكِ نَفسُهُ | |
|
| نَهُوضٌ بِأعبَاء الخِلاَفةِ سائِسُ |
|
فلولا نفَاقُ الدُرِّ كانت مِنَ الحَصى | |
|
| كواسِدُها تِلك اللآلي النَّفَائِسُ |
|
تخَطَّفَهَا المنصورُ من مِحلَبِ الرّدَى | |
|
| وللنَّقعِ والبارودِ ليلٌ عُكَامِسُ |
|
دعَتهُ فَلبَّاهَا وقَد حَالَ بَينَها | |
|
| وَقَائِعُ أضحَكن الرَّدَى وهوَ عَابِسُ |
|
حُرُوبٌ طَوَت ذِكرَ البُغاَةِ ومِلَّهُم | |
|
| ومات لها ذِكرُ البَسُوسش وداحِسُ |
|
بِهَا قَد وَدِدنَا أنَّهُ مَعَ جَدَّهِ | |
|
| بصِفِّينَ يَومَ حاربَتهُ العنابِسُ |
|
تقرُّ بها عَينُ الوصيِّ لدَى الوغَى | |
|
| دُجى النّقع وَالتَفَّت عليه الكَرَادِسُ |
|
لعَمرُكَ لاَ أنسَاهُ يَوماً شَهِدتُهُ | |
|
| وقَد سَفَرَت سنَّ الكُمَاةِ المَداعِسُ |
|
يُرَبِّسُ للإقدامِ كُلَّ كَتِيبةٍ | |
|
| كمَا رَبَّسَ المَرجَان في السِّلكِ رابِسُ |
|
وحَسبُك في وادِي المخازِن وقعةٌ | |
|
| بها الشِّركُ حتَّى آخِرِ الدَّهرِ ناعِسُ |
|
بها عرَفت أبناءُ عيسى بأنَّهم | |
|
| عبِيدُ العصا ما ناسَ في الدَّهرِ نائِسُ |
|
فدانُوا لَهُ حتى توقَّعَ بَطشَهُ | |
|
| برُمَّتِهِم صُلبَانُهَا والكَنَائِسُ |
|
وَضَاقَت على بَستَيَانٍ كُلُّ عَوِيصةٍ | |
|
| وذَلَّت لَنَا مِنهُ الأنوفُ الغطارسُ |
|
فجهَّزَ ما تحوي ذخائِرُ مُلكِهِ | |
|
| يَذوذُ بها عن نفسِهِ وَيُداعِسُ |
|
ولو أيقَنُوا مِنهَا النَّجَا بِبَنَاتِهِم | |
|
| لزُفّت لنا أبكارُهُم والعَوَانِسُ |
|
بِيُمنِ أبي العبَّاسِ صَالت سُيُوفُنَا | |
|
| على الشِّركِ حتَّى ليسَ للشِّركِ حَارِسُ |
|
ومن جُودِه صُلنَا عَلَى الدَّهرِ بَعدَمَا | |
|
| لهُ من نُفُوس المُقتِرين فرائسُ |
|
فكم وقعةٍ فِي البَذلِ أفنَت بنانُهُ | |
|
| بها المالَ حَتَّى ليسَ في الأرضِ بائسُ |
|
كذلِكَ أبنَاءُ الوَصِيِّ بنانُهُم | |
|
| إذا جَمَسَت أيدِي السَّحَابِ بَرَاجِسُ |
|
فلا زال سَيفُ الحدِّ في كفِّ أحمدٍ | |
|
| يذُودُ بهِ عَن دِينِهِ ويُدَاعِسُ |
|
ولا زالَتِ التتلِيثُ تقرَعُ باسمِهِ | |
|
| فتَحرُسُ فِي الأديَار تِلك النَّوَاقِسُ |
|
فلا زالتِ الدُّنيَا ببَهجَةِ نُورِهِ | |
|
| تُمَايِلُ أغصَانَ النَّقَا وَتُمَايِسُ |
|