هاجَت لواعِجُ الصَّبَبابةِ أدمُعِي | |
|
| لِبلىً أحَالَ عُهُودَ تِلكَ الأربُعِ |
|
شُنَّت عليها للسَّحائبِ غَارةٌ | |
|
| صَرَعَت معَالمَهُنَّ أيَّ مُصرَّعِ |
|
لا تعجَبُوا ممَّا تصَبَّبَ من دَمٍ | |
|
| من مُقلَتِي فَصَبِيبُهُ من أضلُعي |
|
وأُسائِلُ الأطلالَ وهيَ جَوامِدٌ | |
|
| وأرومُ رَجعَ جواب مَن لم يَسمَعِ |
|
عَهدِي بِهَا والأُنسُ في عَرَصَاتِها | |
|
| يجلُو القُلُوبَ بِكُلِّ رَوضٍ مُمرِعِ |
|
وأوانسٌ يُمضِينَ أحكَامَ الهوَى | |
|
| رَغماً عَلَى المتعبِّدِ المتوَرِّعِ |
|
فقَدَت كِنَاسَاتُ الحِمَى آرامَها | |
|
| فَقدَ الكنائِسِ شَعبَها والبِيَّعِ |
|
عصَفَت عليها للرَّشَادِ عواصفٌ | |
|
| غادرنَ عَرشَ الشِّركِ أصفَر بَلقَعِ |
|
حَالَت عليها عُصبَةٌ علويَّةٌ | |
|
| وَقَعَت بأهلِ الشِّركَ أفظَعَ مَوقِعِ |
|
لم يألُ بَستَيانُ في استَصرَاخِهِ | |
|
| صُهبَ الأعاجِمِ من بلاَدٍ شُسَّعِ |
|
فأتت بَنُو الأصفرِ مُعتَصاً بهم | |
|
| لحِمَايَةِ التَّتلِيثِ كُلٍّ مَهيَعِ |
|
فتجشَّمُوا البحرَ المحيطَ وما دَرَوا | |
|
| مُحيدطِ بحرٍ من عَوَالٍ شُرَّعِ |
|
بحرٌ أبو العباس عَبَّ عُبَابَهُ | |
|
| بِجَنَانِ ثَبتٍ في الحروبِ مُشيَّعِ |
|
وكتَائبٍ حَفَّتهُ منصوريَّةٍ | |
|
| تنقَادُ بالأُسدِ الغِضَابِ الجُوَّعِ |
|
قَد طَالَ مَا شَهِدُوا الحُرُوبَ وكافَحَت | |
|
| بِهِمُ الوقائِعُ خدَّ كُلِّ مُجَمَّعِ |
|
بِعَوَازمٍ وَعَوَاسِلٍ وصَوارِمٍ | |
|
| لِرَحَى النّوائبِ والعُجالَةِ دُفَّعِ |
|
قَد أمَّهَا سُحبٌ حَمَلنَ صواعِقا | |
|
| حُدِيَت إلى الشَّطِّ الخصيبِ المَرتعِ |
|
مَتلُوَّةً بمواعِدٍ أنحَت بها | |
|
| للكُفرِ قُنَّاتُ الجِبَالِ الفُرَّعِ |
|
لَقَمَت موارِجَ من جحيمٍ فاغتَدَت | |
|
| للرُّومِ ترجُمُهُم بِشُهبٍ سُطَّعِ |
|
حتَّى إذا الجمعانِ عَايَنَ بعضُهُم | |
|
| بعضاً وليسَ للرَّدى مِن مَدفَعِ |
|
صُبَّت على الكفَّارِ صَبّاً عارِضاً | |
|
| هَطِلاً ولكن بالسَّمُومِ النُّقَّعِ |
|
فتركنَ عُبَّادَ المسيح كأنَّهُم | |
|
| أعجَازُ نحلٍ بالسُّيول مُقَلَّعِ |
|
وأراد بَستِيننُ النّجاةَ بِنَفسِهِ | |
|
| فَزِعاً بحيثُ لاتَ حِينَ مفزَعِ |
|
هيهاتَ هيهاتَ النّجاةَ وخلفَهُ | |
|
| عِقبانُ تهوِي كالبروقِ اللُّمَّعِ |
|
فسَقَى رُبَى أشبُونَةٍ ورِبَاضَهَا | |
|
| لنَعِيِّهِ زرقٌ سَوافِكُ أدمُعِ |
|
دَارَت بَطارِقَةُ الخبِيثِ بِشِلوِهِ | |
|
| صَرعَى بِكَأسٍ من حِمَامٍ مُترَعِ |
|
بميامِنِ المنصورِ لاحَت للهُدى | |
|
| شَمسٌ لها فِي الغَربِ أسطَعُ مَطلَعِ |
|
فرعٌ نماهُ محمدٌ ووصيُّهُ | |
|
| هَل مِن فخارٍ غيرِ هذا أرفَعِ |
|
لا زلتَ فِيأفقِ الخِلاَفَةِ نَيِّراً | |
|
| تحتَالُ بينَ كواكبٍ لَك خُضَّعُ |
|