حَدَا الرَّكبُ باسمِ الحَبِيبِ البَشِير | |
|
| وصَارَ فُؤَادِىَ مِنهُم كَسِير |
|
أُوَاصِلُ دَمعاً كَغَربٍ غَزِير | |
|
| وَأبكِى بُكاءَ الهَدِيلِ الهَدِير |
|
هَنِيئاً لَهُم أصبَحُوا قُربَهُ | |
|
| وَنارَ الحَشا أبرَدُوا عِندَهُ |
|
وَلاَحَ المَنارُ كَذَا تُربُهُ | |
|
| وَطَاشَ عُقيلُ الفَقِيرِ الأَسِير |
|
وَأَدَّوا تَحِيَّاتِهِ بانكِسَار | |
|
| وَحامُوا لَدَيهِ وَحَولَ المَزَار |
|
وَثَجُّوا دُمُوعاً هُناكَ غِزَار | |
|
| كَوَابِلٍ غَيثٍ أتَى بالظَّهيِر |
|
وَزَارُوا البَقِيعَ وَسَادَاتِهِ | |
|
| وَأُحداً كَذَاكَ وَسَاحاتِهِ |
|
وَجازُوا العَقِيقَ لِمَرضَاتِهِ | |
|
| كَذَاكَ قُبا وَالمَقامَ الشَّهِير |
|
وَقامُوا لوَيلاَتِ وَصلِ الهَنا | |
|
| بِطَيبَةَ يَجنُونَ ثَمراً دَنا |
|
فَيا سَعدَهُم إِذ أُنِيلوا المُنا | |
|
| وَيا عَينُ أَبكى بُكَاءً كَثِير |
|
أَرَى البُعدَ مِنهُم حَقِيقاً مَشُوم | |
|
| وَما فِى التَّكاسُلِ غيرُ الغُمُوم |
|
فَلا تَقعدَن تَجتَنى لِلهُمُوم | |
|
| وَخَلَّ الأَمانِى وَقُم لِلبَشِبر |
|
بِزَورَتِهِ قَد تَنالُ المُنا | |
|
| بِزَورَتِهِ يُمحَ عَنكَ الضَّنا |
|
بِزَورَتِهِ تَرتَقى قُنَنَا | |
|
| بِزَورَتِهِ تُسعَدَن لاَنَكِير |
|
دَعا الأَيكَ لَيَّت لَهُ ثُمَّ جات | |
|
| كَذَاكَ الوُحُوشُ الَّتى فِى الفَلاَت |
|
وَثُمَّ الطُيورُ الَّتى دَاجِنَات | |
|
| حَياءً لِهَيبَتِهِ لَم تَسِير |
|
وَبِئرٌ لِعُسفانَ لَمَّا تَفَل | |
|
| وَكانَت كأَنَّ بِها المِلحَ حَل |
|
فَصَارَت إِذن أعذَبَن مِن عَسَل | |
|
| وَأَروَى الجُيُوشَ بِمَاءٍ نَمِير |
|
أَمُوتُ كَئِيباً إِذَا لَم أزُر | |
|
| شَفِيعَ البَرَايا وَنِعمَ الذُّخُر |
|
لِيَومِ المَعادِ إِذا الخَلقُ طُر | |
|
| تَقُولُ النَّجاءَ النَّجا مِن هَجير |
|
أَيا نَفسُ كَم تَقعُدِى تَصبِرِى | |
|
| وَذُلَّ الغَرامِ بهِ تَستُرِى |
|
تَخَلِّى وَقُومِى وَلاَ تَضجَرِى | |
|
| إِلَى شَافِعٍ هَولَ يَومِ السَّعِير |
|
بَكَيتُ زَماناً مَضى حَسرَةً | |
|
| وَلَم أُخلِصَنَّ بهِ ساعَةً |
|
قَضى العُمرُ أيضاً وَلاَ طاعَةً | |
|
| أُسَرُّ بِها إِذ أتانِى النَّذِير |
|
دَعُونِىَ يا إِخوَتِى أبكِيَن | |
|
| وَأندُب لِعُمرِ مَضى خاسِرَن |
|
عَسى اللهُ عَنِّى يُزِيلُ المِحَن | |
|
| بِجاهِ النَّبى ذِى المَقامِ الكَبِير |
|
دَعَوتُكَ مِمَّا دَهانِى أُجِيب | |
|
| فَما طَالِبٌ جاءَكُم فَيَخِيب |
|
وَلِى حُسنُ ظَنٍّ بِكُم مُستَطِيب | |
|
| إِذا الصُّحفُ سِيقَت إِلَينا تَطِير |
|
عَسى عَطفَةٌ تَهدِنِى لِلسَّبيل | |
|
| عَسى زَورَةٌ تَشفِ مِنِّى الغَلِيل |
|
عَسى رَحمَةٌ تُنمِى مِتِّى القَلِيل | |
|
| بِجاهِ الرَّسُولنِ الشَّكى لُ البَعيِر |
|
حَوَى الفَخرَ قِدماً أَتَى بالهُدَى | |
|
| وَزَحزَحَ عَنَّا جَمِيعَ الرَّدَى |
|
وَيُجلى الكُرُوبَ إِذَا يَسجُدَا | |
|
| وَيُعطى السُؤَالَ وَما فِى الضَّير |
|
إِذَا ما اشتَكَت أَنفُسٌ عَثرَتِى | |
|
| وَكانَ النَّبِيُّونَ فِى حَيرَةِ |
|
وَنادَى الحَزِينُ بِيا كربَتى | |
|
| يَقُولُ إِلَى أنا لِلسَّعِير |
|
فَيُجلِى الغُمُومَ وَيُعطى المُرَاد | |
|
| بِقَولِ الإِلهِ احكُمَن فِى العِباد |
|
فأَنتَ الَّذِى عِندَنا تُستَزَاد | |
|
| وَإِنِّى علَى ما تَشاءُ قَدِير |
|
أَيا رَبِّ نِلنى وِصالاً بهِ | |
|
| وَيا رَبِّ زِدنِىَ فِى حُبِّهِ |
|
وَيا رَبِّ نِلنى أماناً بهِ | |
|
| أُحادُ بهِ حَولَ نارِ الشَّرِير |
|
عُبَيدِكُم الطَّاهِرُ المُذنِبُ | |
|
| أتاكُم وَقِيعاً بِكُم يَطلَبُ |
|
سَماحَ ذُنُوبٍ بِها يُسحَب | |
|
| إِذَا أَنتَ لَم تَطفِ عَنه السَّعِير |
|
أَيا رَبِّ صَلِّ علَى المُصطَفى | |
|
| صَلاَةً بِها يَأمَنُ الخَائِفَا |
|
كَذَا الآلِ وَالصَّحبِ ما طَائِفَا | |
|
| أَتَى زَائِراً لِلمَقامِ الشَّهِير |
|