عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > ابتهالات

سورية

مشاهدة
7271

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ابتهالات

لا الغوطتان ولا الشباب أدعو هواي فلا أجاب
أين الشام من البحيرة والمآذن والقباب
وقبور إخواني وما أبقى من السيف الضراب
الصامتات وللطيور على مشارفها اصطخاب
الغافيات فلم ترع منها الزماجر والوثاب
أشتاق أحضنها وألثمها وللدمع انسكاب
تحنو الدموع على القبور فتورق الصمّ الصلاب
ولها إلينا لهفة ولطول غربتنا انتحاب
يا شام: يا لدة الخلود وضمّ مجدكما انتساب
من لي بنزر من ثراك وقد ألحّ بي اغتراب
فأشمّه وكأنّه لعس النواهد والملاب
وأضمّه فترى الجواهر كيف يكتنز التراب
هذا الأديم شمائل غرّ وأحلام عذاب
وأمومة وطفولة ورؤى كما عبر الشهاب
وتحيّة مسكيّة من سالفين هووا وغابوا
ومن الأبوّة والجدود لأهل ودّهم خطاب
هذا الأديم أبي وأمّي والبداية والمآب
ووسائدي وقلائدي ودمى الطّفولة والسخاب
ودد يباع له الوقار ولا ندامة والصواب
أغلى عليّ من النجوم ولا ألام ولا أعاب
الروح من غيب السماء ومنك قد نسج الإهاب
أشتاق شمسك والضحى أنا والبحيرة والضباب
ومضفّرات بالثلوج كأنّما نصل الخضاب
تعوي الرّياح فما القساور في الفلاة وما الذئاب
والثلج جنّ فلم تبن سبل ولم تعرف شعاب
أخفى المعالم لا السفوح هي السفوح ولا الهضاب
يا شمس غبت فكيف تمّ – ولا طلوع لك – الغياب
إن كنت مسلمة الهوى فتألّقي رفع الحجاب
ملّ السحاب من السماء وقرّ في الأرض السحاب
وكأنّ ملء الأرض ملء الأفق آلهة غضاب
حسن يهاب وما سما حسن يحبّ ولا يهاب
***
دوح البحيرة أين سامرك المعطّر والشراب
والراقصون ونوا فحين دعاهم النغم، استجابوا
والقاطفون شفاههم كورودهم حمر رطاب
ثغر على ثغر . تسرّب فيه، فاختلط الرضاب
قبل، أغاريد الشفاه فتستعاد وتستطاب
وتكاد تقطف كالرّياحين المجانة والدعاب
أهي العقود على الرّقاب بل المعاصم والرقاب
بيني وبين الدوح في أحزانه النسب القراب
من كلّ موحشة فأين الطيب والوهج المذاب
وغدا يعود لك الشباب ولن يعود لي الشباب
الدّهر ملك يمينه والشمس من يسراه قاب
طابت سلافته تدار على سكارها وطابوا
لهفي عليه فطالما أشقاه لوم واغتياب
نعم الملائك بالشباب فما لنعمته استلاب
ويزورنا لمع البروق فما للامعه اصطحاب
والعمر أيام قد اختصرت وآمال رحاب
ليت الملائك يشفقون على الألى عبثوا وخابوا
قدر تعجّل أن نعاقب مؤمنين وأن يثابوا
عد يا شباب ولن أطامن من جماحك يا شباب
***
في غربة أنا والإباء المرّ والأدب اللباب
كالسيف حلّته الفتوح وربّما بلي القراب
طود أشمّ فكيف ترشقني السّهام ولا أصاب
يخفي البغاث فلا تلمّ به ولا يخفى العقاب
الكبر عندي للعظيم إذ تكبّر لا العتاب
عندي له زهد يدلّ على الكواكب واجتناب
يزهو الكريم وقلبه قطع تمزّقها الحراب
أغلى المروءة شيمة طبعت وأرخصها اكتساب
***
أنا ما عتبت على الصحاب فليس في الدنيا صحاب
خرس ولكن قد تفاصحت الخواتم والثياب
عقمت مروءتهم وتطمع أن يدغدغها احتلاب
واعفّ عن سبّ اللئيم وربّما نبل السباب
حيّا فبشر سلامه نزر وبسمته اغتصاب
يا من يمنّ بودّه والشهد . حين يمنّ – صاب
أنا كالمسافر لاح لي أيك وأغرتني قباب
وتفتّحت حولي الرياض الخضر واصطفق العباب
ووثقت أنّ النهر ملك يدي ففاجأني السراب
***
أنا لا أرجّي غير جبّار السماء ولا أهاب
بيني وبين الله من ثقتي بلطف الله باب
أبدا ألوذ به وتعرفني الأرائك والرّحاب
لي عنده من أدمعي كنز تضيق به العياب
***
يا ربّ: بابك لا يردّ اللائذين به حجاب
مفتاحه بيديّ يقين لا يلمّ به ارتياب
ومحبّة لك لا تكدّر بالرّياء ولا تشاب
وعبادة لا الحشر أملاها عليّ ولا الحساب
وإذا سألت عن الذنوب فإن ّ أدمعي الجواب
هي في يميني حين أبسطها لرحمتك الكتاب
إنّي لأغبط عاكفين على الذنوب وما أنابوا
لو لم يكونوا واثقين بعفوك الهاني لتابوا
منهم غدا لكنوز رحمتك اختطاف وانتهاب
ولهم غدا بيقينهم من فيء سدرتك اقتراب
وسقيت جنّتك الدموع فروّت النطف العذاب
وسكبت في نيرانك العبرات فابترد العذاب
تنهل في عدن فنوّر كوكب ونمت كعاب
قرّبتها زلفى هواك فلا الثواب ولا العقاب
أنت المرجّى لا تناخ بغير ساحتك الركاب
الأفق كأسك والنجوم الطافيات به حباب
أنا من بحارك قطرة مّما تحمّله الرباب
ألقى بها بعد السّفار فضمّها قفر يباب
ألبحر غايتها فلا واد يصدّ ولا عقاب
يا دمعة المزن اغتربت وشطّ أهلك والجناب
حثّي خطاك فللفروع إلى أرومتها انجذاب
حثّي خطاك فشاهق يرقى وموحشة تجاب
ألبحر معدنك الأصيل وشوق روحك والحباب
وغدا للجّته وإن بعدت يتمّ لك انسياب
***
أنا لا أطيل إذا ابتهلت وقد تحدّتني الصّعاب
لا أشتكي وبمهجتي ظفر يمزّقها وناب
مسح الحياء على الدموع وأكرم الشكوى اقتضاب
تكفي ببابك وقفة وأسى تجمّل واكتئاب
***
يا شام عطر سريرتي حبّ لجمرته التهاب
أنت اللبانة في الجوانح لا النوار ولا الرباب
لك مهجتي وقبولها منك الهديّة والثواب
والنور في عيني ولا منّ عليك ولا كذاب
أنا من عرفت: تجلّد عند النوائب واحتساب
ولئن عثرت فربّما عثرت مجليّة عراب
يعيا بحقّك من يسوّفه ولا يعيا الطلاب
غالبت أشواقي إليك ويضرم الشوق الغلاب
ووددت لو عمرت رباك وألف عامرة خراب
أنا طيرك الشادي وللأنغام من كبدي انسراب
سكبت أغاريدي وللأمواج زأر واحتراب
فصغت تسمعها الريّاح وقرّ في الموج اضطراب
أنا والربيع مشرّدان وللشذا معنا ذهاب
لا الأيك بعد غيابنا غرد الطيوب ولا الرباب
والنور يسأل والخمائل والجمال متى الإياب؟
بدوي الجبل
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الاثنين 2007/01/29 11:43:19 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com