إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
رسالةٌ كَتبتُها |
طيَّبتُها |
ختَمتُها بقُبلَةِ الوفاءْ |
فلا يفضُّها سِوَى التي إليها أُرسِلَتْ |
بعثتُها إليكِ في الهواءْ |
وإنَّهُ لأسرعُ البريدِ في السفَرْ |
وأَكتمُ الرسولِ لِلخبَرْ |
مُؤَمَّنُ الطريق مأمونُ الأداء |
فطار يَقطعُ السما |
مَهما بأثقالِ الغُيُومِ حُمِّلَتْ |
حتَّى إليكِ ينتهي |
مُسلِّمًا ما أشتَهي |
فإن أتَاك حاملاً رسالتي |
فأَكرميِهِ عِندَ الِاستلامْ |
وأَقرئيهِ للتي تُحبُكِ السلامْ |
رسالةٌ كتبتُها |
كتبتُ في سُطورِها ألفَ رسالهْ |
صوَّرتُ فيها بالمِداد الدمعِ |
حُبًا بالغًا أحشاءَ لُبِّ الأرضِ تحتي |
مُحْدِثًا فيه اشتعالَهْ |
حُبًا لهُ في كل بيتٍ فيَّ نبضٌ |
واشتياقاتٌ رغيباتٌ |
رهيباتُ الجلالهْ |
حُبًا جسيمًا |
بالغًا أعلى غلافي |
مُسَيْطرًا عليَّ آسرًا |
مِنِّي تراتيلَ هُجودي و اعتكافي |
والعزمُ منّي خالدُ الصَّمتِ حيالَهْ |
حُبًا عظيمًا |
بعضُهُ كُلي |
وبعضي كُنهُهُ |
يستغرقُ الألفاظَ مِنِّي |
وصفُهُ حقًا |
وتفنَى فيه أفكارُ المقالَهْ |
هلّا قرأتِ الشوقَ فيها |
يُخاطبُ الشوارعْ |
عن جَذوةِ الحنينِ في تَرائبِ الشوارعْ |
عن الثّرى الظمآنِ في أرضي |
يطيرُ في الرياحْ |
ويستسيغُ الظَّعنَ في رِكابِها |
لا يَذرفُ المَدامِعْ |
لعلَّها تَحملُهُ إليكِ في الصباحْ |
لِيلتقي فيكِ الثرى الحبيبا |
قد خبَّروهُ أنَّهُ يَئنّ |
فطارَ يبتغي يراهُ |
ويُنزلَ الرياحَ في حِماهُ |
لِيُشبِعَ الجِراحَ منهُ بلسمًا و طِيبا |
مُعانِقًا ذرَّاتُهُ ذراتِهِ لِيطمئنّ |
وما على المُحبِّ مِن ملامْ |
وما على مدينةٍ تُحبُّ أُختَها |
ذنبٌ إذا آلتْ لها ألا تنامْ |
ومَسجِدٍ يُحبُّ مسجدًا |
تبادلا قديمًا الشيوخَ و الدُّروسْ |
فكُلُّ شيخٍ هاهُنا لهُ هناك ظِلْ |
وكل عالمٍ هناكَ |
رجعُ صوتِهِ هُنا |
يُعادُ في مساجد الإسلامِ لا يُمَلْ |
وما على المآذِنِ العَليَّهْ |
قد اشمخرَّتْ تَرقُبُ البعيدا |
هل آنسَ الأمانَ |
أم ما زال سِجنُ الخوفِ حولَهُ مَشيدا |
هل لا يزالُ يشتكي الأغلالَ و القيودا |
ويَجْمعُ الصَّداقَ للحُريَّهْ |
مآذنُ المساجدِ المصريَّهْ |
يطيرُ شوقُها الأسيفُ في السَّما يَجُوسْ |
لِيطمئنَّ قلبُها على المآذنِ الشاميَّهْ |
وما تُراها أحدَثَتْ فيها العوادي |
بأيادي هادمي اللذّاتِ |
أعوانِ المَجُوسْ |
شَوقٌ لطولونيَّةٍ مَلويَّهْ |
مُصاحبًا في رَكْبِهِ |
صبابةَ المنارةِ الغُوريَّهْ |
وقد تفجَّرتْ |
أشواقُها في الجوِّ مِن خمْسِ رءُوسْ |
تَهفو إلى العَروسْ |
فارْوِ الهوى يا كاتبَ القصيدهْ |
عن الرسالةِ التي فُصولُها عقيدهْ |
حقَّ الهوى |
حقَّ الغرامِ في النَّوى |
شأنَ مُحبٍّ مُسرفِ التمادي |
يُصغي إليه النَّجمُ |
حينَ يُنشدُ الأشعارَ |
في هوى الحبيبةِ البعيدَهْ |
يحفّها إيقاعُ نَبضِ قلبِهِ |
ونَوحُهُ على مقاماتِ الهَوى الفريدهْ |
وتُنصتُ الغيومُ للإنشادِ |
حتَّى يخرَّ عزمُها |
فتَذرفَ الدُّموعَ فوقَ كُلِّ بُقعةٍ |
وتنصبَ السيولَ في البلادِ |
ذاك المُحبُّ طائفٌ |
مُسافرٌ فؤادُهُ |
مِن بيتِهِ المُقيم في المعادي |
إلى حبيبةٍ لَهُ مُقيمةٍ في المَزّهْ |
قد علَّمتْهُ في رسائلِ الهَوَى |
بمَنطقِ الغرامِ معنى العِزَّهْ |
وعلمتهُ من معاني المَجدِ |
معنًى عِندَها |
أنَّ الكرامةَ الحياةُ وَحدَها |
وكُلَّ عيشٍ دُونَها |
مَوتٌ مُقيمٌ بَعدَها |
حبيبةٌ شاميَّةٌ |
تُعلمُ الجمالْ |
في عرشِهِ معنى الجمالْ |
وتَلبَسُ الكمالْ |
إن كانَ في الناس كمالْ |
وتفضحُ الشموسَ |
حينمَا يَبينُ خدُّها |
مِن شُرفةٍ مُوارَبَهْ |
وتَستَبِدُّ بالقُلوبِ |
حينَ تَسْري في الهوا أنفاسُها |
فيَسبقُ النسيمُ بعضَهُ |
يُحاول المُصاحَبهْ |
عرَفتُ حُسنِها بِحُسنِ أرضِها |
وعِزةً في رُوحها |
مِن عزةٍ تعيشُ في سُفوحِها |
فإنَّ حُسنَ الناس في الشآمِ جِذرُهُ |
وإن عِز العُرب في الشآم نصرُهُ |
وإنَّ كُلَّ عِشقْ |
عُنوانُهُ دِمشقْ |
رسالةٌ كتبتُها |
بِمُهجةٍ تكثَّفَتْ مِدادا |
ليستْ تكُفُّ عن تأوُّه الذبيحِ |
ولا تَمثُلِ الجُروحِ |
حينَ يَخلُو جسمُها من الجُروحِ |
ما دُمتِ حتى الآنَ |
تصرُخينَ |
تنزفينَ |
تسألينَ الطبَّ و الضِّمادا |
ليستْ تودُّ مُهجتي |
شيئًا سِوى |
لو أنَّها كانت معَكْ |
فتُؤنِسُ السهادا |
وتحرسُ الرقادا |
وأن إصبعًا لها |
يمتدُّ في خدّيْك يمحُو مدمعَكْ |
فيُؤْمنُ الفؤادا |
ويُثْبتُ العِمادا |
وأنها دسَّتْ حُسامًا |
في فؤادِ الليلِ |
أرداهُ قتيلاً خاسئًا |
واستنقذَتْ من أسرِهِ |
فجرًا وسيمًا |
طالَ منهُ الغيبُ حتى روَّعَكْ |
فأحيَت الأعيادا |
وردَّت الأمجادا |
أمنيَّةٌ حسناءُ قاهريَّةٌ |
أن أقضيَ الشتاءَ و الصيفَ معَكْ |
ويجمعَ اللقا بنا بغدادا |
وتونسَ الخضراءَ و القُدسَ |
وصنعاءَ و فاسًا و الشقيقاتِ البلادا |
أمنيَّةٌ متينةُ التأصُّلِ |
قد أوشَكَتْ لأعيُني أن تنجلي |
فأبشري |
بنصرِك الموعودِ |
يمحُو كُلَّ ما قد أوجعَكْ |
ووحدةٍ ستَجمَعُ الفُرادَى |
دمشقُ يا أُمّ المُدنْ |
يا أقدم البلادِ يا بِكرَ البسيطهْ |
يا زهرةً |
تُضفي أريجًا ساطعًا على الخريطهْ |
يا ياسَمِينةً |
أوراقُها الحِسانُ |
ترسمُ ابتسامةَ الزمنْ |
يا دارَ مَجْدِ العُربِ من أُميَّهْ |
ومنبعَ الفتوح |
فائضًا بأنهار الهُدى على البريَّهْ |
مالي أراكِ |
تعتريكِ في الدُّجى كآبهْ |
مالي أرى الكابوسَ |
حطَّ في ديارِكِ اغترابَهْ |
هل ذاكَ إلا عارضٌ على الزمانْ |
هل ذاكَ إلا أجنبيٌّ |
قاءهُ جوفُ المكانْ |
ما ذاك إلا ماردٌ من الدُّخانْ |
يُحاولُ الحياةَ تحتَ وابلٍ |
تصبُّهُ ألفُ سحابهْ |
وفوقَ نهرٍ ماؤُهُ من الجِنانْ |
ما ذاكَ إلا ضرْبةٌ قويَّةٌ |
لنخلةٍ شمَّاءَ |
مِن كَفِّ ذُبابهْ |
يا أُختَ ديني و اللسانْ |
واللهِ أنتِ الظاهرهْ |
واللهِ أنتِ الظافرَهْ |
فيكِ الرجالُ الأُسْدُ |
فيك العزَماتُ القادرهْ |
يبنُونَ فيكِ المَجدَ سهلاً |
طالما يبنيهِ أبطالٌ كِرامٌ |
بالدماء الطاهرَهْ |
إن ترتَقي منهُ المَراقي |
تُلفِي قليلَ الجهدِ باقي |
ويُشرقُ النصرُ عليكِ |
بالشموسِ الزاهرَهْ |
شدَّتْ لكِ الرحالَ مِن عهدٍ قديمٍ |
تشتهي بكِ التلاقي |
أتتْكِ في أسرابِها |
مُقيمةً لا زائرَهْ |
دمشقُ يا قُطبَ الفلَكْ |
هيا ارتقي المجدَ الذي بناهُ لكْ |
أبطالُ صِدقٍ مِن بنيكِ |
مُشرقُون في الحَلَكْ |
وشاهدي الشُّموسَ تملأُ السما |
يسوقُها ألفُ ملَكْ |
دمشقُ يا... |
ما أجملَكْ |
ما أجملَ الأمجادَ فيك وهْي آمرهْ |
ما أجملَ الجُموعَ فيك و هْي ثائرَهْ |
ما أجمالَ الرجالَ |
موجةً وراءَ موجةٍ |
بِكُل آيات الجهادِ فائرَهْ |
ما أجملَ اللقاءَ بيننا غدا |
والخوفُ أمسَى |
عن فُؤاديْنا طريدًا مُبعَدا |
ونَضرةُ ابتسامِ ثغرِك الجميلِ |
للزمان ساحرهْ |
هيا أريني حُسنَها |
فإنَّني إليكِ في غدٍ مُسافِرَهْ |
والآنَ يَبلُغُ الكلامُ |
في رسالةِ الغرامِ آخرَهْ |
والحمدُ للهِ الذي |
يُزجِي إلينَا في غدٍ |
آياتِ نصرٍ باهرَهْ |
قد خُطَّ في العشرين مِن مُحرَّمٍ |
ووقَّعتْهُ بالحنينِ القاهرَهْ |