عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > عبدالرحمن الطويل > رسالة قاهرية إلى دمشق

مصر

مشاهدة
719

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رسالة قاهرية إلى دمشق

رسالةٌ كَتبتُها
طيَّبتُها
ختَمتُها بقُبلَةِ الوفاءْ
فلا يفضُّها سِوَى التي إليها أُرسِلَتْ
بعثتُها إليكِ في الهواءْ
وإنَّهُ لأسرعُ البريدِ في السفَرْ
وأَكتمُ الرسولِ لِلخبَرْ
مُؤَمَّنُ الطريق مأمونُ الأداء
فطار يَقطعُ السما
مَهما بأثقالِ الغُيُومِ حُمِّلَتْ
حتَّى إليكِ ينتهي
مُسلِّمًا ما أشتَهي
فإن أتَاك حاملاً رسالتي
فأَكرميِهِ عِندَ الِاستلامْ
وأَقرئيهِ للتي تُحبُكِ السلامْ
رسالةٌ كتبتُها
كتبتُ في سُطورِها ألفَ رسالهْ
صوَّرتُ فيها بالمِداد الدمعِ
حُبًا بالغًا أحشاءَ لُبِّ الأرضِ تحتي
مُحْدِثًا فيه اشتعالَهْ
حُبًا لهُ في كل بيتٍ فيَّ نبضٌ
واشتياقاتٌ رغيباتٌ
رهيباتُ الجلالهْ
حُبًا جسيمًا
بالغًا أعلى غلافي
مُسَيْطرًا عليَّ آسرًا
مِنِّي تراتيلَ هُجودي و اعتكافي
والعزمُ منّي خالدُ الصَّمتِ حيالَهْ
حُبًا عظيمًا
بعضُهُ كُلي
وبعضي كُنهُهُ
يستغرقُ الألفاظَ مِنِّي
وصفُهُ حقًا
وتفنَى فيه أفكارُ المقالَهْ
هلّا قرأتِ الشوقَ فيها
يُخاطبُ الشوارعْ
عن جَذوةِ الحنينِ في تَرائبِ الشوارعْ
عن الثّرى الظمآنِ في أرضي
يطيرُ في الرياحْ
ويستسيغُ الظَّعنَ في رِكابِها
لا يَذرفُ المَدامِعْ
لعلَّها تَحملُهُ إليكِ في الصباحْ
لِيلتقي فيكِ الثرى الحبيبا
قد خبَّروهُ أنَّهُ يَئنّ
فطارَ يبتغي يراهُ
ويُنزلَ الرياحَ في حِماهُ
لِيُشبِعَ الجِراحَ منهُ بلسمًا و طِيبا
مُعانِقًا ذرَّاتُهُ ذراتِهِ لِيطمئنّ
وما على المُحبِّ مِن ملامْ
وما على مدينةٍ تُحبُّ أُختَها
ذنبٌ إذا آلتْ لها ألا تنامْ
ومَسجِدٍ يُحبُّ مسجدًا
تبادلا قديمًا الشيوخَ و الدُّروسْ
فكُلُّ شيخٍ هاهُنا لهُ هناك ظِلْ
وكل عالمٍ هناكَ
رجعُ صوتِهِ هُنا
يُعادُ في مساجد الإسلامِ لا يُمَلْ
وما على المآذِنِ العَليَّهْ
قد اشمخرَّتْ تَرقُبُ البعيدا
هل آنسَ الأمانَ
أم ما زال سِجنُ الخوفِ حولَهُ مَشيدا
هل لا يزالُ يشتكي الأغلالَ و القيودا
ويَجْمعُ الصَّداقَ للحُريَّهْ
مآذنُ المساجدِ المصريَّهْ
يطيرُ شوقُها الأسيفُ في السَّما يَجُوسْ
لِيطمئنَّ قلبُها على المآذنِ الشاميَّهْ
وما تُراها أحدَثَتْ فيها العوادي
بأيادي هادمي اللذّاتِ
أعوانِ المَجُوسْ
شَوقٌ لطولونيَّةٍ مَلويَّهْ
مُصاحبًا في رَكْبِهِ
صبابةَ المنارةِ الغُوريَّهْ
وقد تفجَّرتْ
أشواقُها في الجوِّ مِن خمْسِ رءُوسْ
تَهفو إلى العَروسْ
فارْوِ الهوى يا كاتبَ القصيدهْ
عن الرسالةِ التي فُصولُها عقيدهْ
حقَّ الهوى
حقَّ الغرامِ في النَّوى
شأنَ مُحبٍّ مُسرفِ التمادي
يُصغي إليه النَّجمُ
حينَ يُنشدُ الأشعارَ
في هوى الحبيبةِ البعيدَهْ
يحفّها إيقاعُ نَبضِ قلبِهِ
ونَوحُهُ على مقاماتِ الهَوى الفريدهْ
وتُنصتُ الغيومُ للإنشادِ
حتَّى يخرَّ عزمُها
فتَذرفَ الدُّموعَ فوقَ كُلِّ بُقعةٍ
وتنصبَ السيولَ في البلادِ
ذاك المُحبُّ طائفٌ
مُسافرٌ فؤادُهُ
مِن بيتِهِ المُقيم في المعادي
إلى حبيبةٍ لَهُ مُقيمةٍ في المَزّهْ
قد علَّمتْهُ في رسائلِ الهَوَى
بمَنطقِ الغرامِ معنى العِزَّهْ
وعلمتهُ من معاني المَجدِ
معنًى عِندَها
أنَّ الكرامةَ الحياةُ وَحدَها
وكُلَّ عيشٍ دُونَها
مَوتٌ مُقيمٌ بَعدَها
حبيبةٌ شاميَّةٌ
تُعلمُ الجمالْ
في عرشِهِ معنى الجمالْ
وتَلبَسُ الكمالْ
إن كانَ في الناس كمالْ
وتفضحُ الشموسَ
حينمَا يَبينُ خدُّها
مِن شُرفةٍ مُوارَبَهْ
وتَستَبِدُّ بالقُلوبِ
حينَ تَسْري في الهوا أنفاسُها
فيَسبقُ النسيمُ بعضَهُ
يُحاول المُصاحَبهْ
عرَفتُ حُسنِها بِحُسنِ أرضِها
وعِزةً في رُوحها
مِن عزةٍ تعيشُ في سُفوحِها
فإنَّ حُسنَ الناس في الشآمِ جِذرُهُ
وإن عِز العُرب في الشآم نصرُهُ
وإنَّ كُلَّ عِشقْ
عُنوانُهُ دِمشقْ
رسالةٌ كتبتُها
بِمُهجةٍ تكثَّفَتْ مِدادا
ليستْ تكُفُّ عن تأوُّه الذبيحِ
ولا تَمثُلِ الجُروحِ
حينَ يَخلُو جسمُها من الجُروحِ
ما دُمتِ حتى الآنَ
تصرُخينَ
تنزفينَ
تسألينَ الطبَّ و الضِّمادا
ليستْ تودُّ مُهجتي
شيئًا سِوى
لو أنَّها كانت معَكْ
فتُؤنِسُ السهادا
وتحرسُ الرقادا
وأن إصبعًا لها
يمتدُّ في خدّيْك يمحُو مدمعَكْ
فيُؤْمنُ الفؤادا
ويُثْبتُ العِمادا
وأنها دسَّتْ حُسامًا
في فؤادِ الليلِ
أرداهُ قتيلاً خاسئًا
واستنقذَتْ من أسرِهِ
فجرًا وسيمًا
طالَ منهُ الغيبُ حتى روَّعَكْ
فأحيَت الأعيادا
وردَّت الأمجادا
أمنيَّةٌ حسناءُ قاهريَّةٌ
أن أقضيَ الشتاءَ و الصيفَ معَكْ
ويجمعَ اللقا بنا بغدادا
وتونسَ الخضراءَ و القُدسَ
وصنعاءَ و فاسًا و الشقيقاتِ البلادا
أمنيَّةٌ متينةُ التأصُّلِ
قد أوشَكَتْ لأعيُني أن تنجلي
فأبشري
بنصرِك الموعودِ
يمحُو كُلَّ ما قد أوجعَكْ
ووحدةٍ ستَجمَعُ الفُرادَى
دمشقُ يا أُمّ المُدنْ
يا أقدم البلادِ يا بِكرَ البسيطهْ
يا زهرةً
تُضفي أريجًا ساطعًا على الخريطهْ
يا ياسَمِينةً
أوراقُها الحِسانُ
ترسمُ ابتسامةَ الزمنْ
يا دارَ مَجْدِ العُربِ من أُميَّهْ
ومنبعَ الفتوح
فائضًا بأنهار الهُدى على البريَّهْ
مالي أراكِ
تعتريكِ في الدُّجى كآبهْ
مالي أرى الكابوسَ
حطَّ في ديارِكِ اغترابَهْ
هل ذاكَ إلا عارضٌ على الزمانْ
هل ذاكَ إلا أجنبيٌّ
قاءهُ جوفُ المكانْ
ما ذاك إلا ماردٌ من الدُّخانْ
يُحاولُ الحياةَ تحتَ وابلٍ
تصبُّهُ ألفُ سحابهْ
وفوقَ نهرٍ ماؤُهُ من الجِنانْ
ما ذاكَ إلا ضرْبةٌ قويَّةٌ
لنخلةٍ شمَّاءَ
مِن كَفِّ ذُبابهْ
يا أُختَ ديني و اللسانْ
واللهِ أنتِ الظاهرهْ
واللهِ أنتِ الظافرَهْ
فيكِ الرجالُ الأُسْدُ
فيك العزَماتُ القادرهْ
يبنُونَ فيكِ المَجدَ سهلاً
طالما يبنيهِ أبطالٌ كِرامٌ
بالدماء الطاهرَهْ
إن ترتَقي منهُ المَراقي
تُلفِي قليلَ الجهدِ باقي
ويُشرقُ النصرُ عليكِ
بالشموسِ الزاهرَهْ
شدَّتْ لكِ الرحالَ مِن عهدٍ قديمٍ
تشتهي بكِ التلاقي
أتتْكِ في أسرابِها
مُقيمةً لا زائرَهْ
دمشقُ يا قُطبَ الفلَكْ
هيا ارتقي المجدَ الذي بناهُ لكْ
أبطالُ صِدقٍ مِن بنيكِ
مُشرقُون في الحَلَكْ
وشاهدي الشُّموسَ تملأُ السما
يسوقُها ألفُ ملَكْ
دمشقُ يا...
ما أجملَكْ
ما أجملَ الأمجادَ فيك وهْي آمرهْ
ما أجملَ الجُموعَ فيك و هْي ثائرَهْ
ما أجمالَ الرجالَ
موجةً وراءَ موجةٍ
بِكُل آيات الجهادِ فائرَهْ
ما أجملَ اللقاءَ بيننا غدا
والخوفُ أمسَى
عن فُؤاديْنا طريدًا مُبعَدا
ونَضرةُ ابتسامِ ثغرِك الجميلِ
للزمان ساحرهْ
هيا أريني حُسنَها
فإنَّني إليكِ في غدٍ مُسافِرَهْ
والآنَ يَبلُغُ الكلامُ
في رسالةِ الغرامِ آخرَهْ
والحمدُ للهِ الذي
يُزجِي إلينَا في غدٍ
آياتِ نصرٍ باهرَهْ
قد خُطَّ في العشرين مِن مُحرَّمٍ
ووقَّعتْهُ بالحنينِ القاهرَهْ
عبدالرحمن الطويل
بواسطة: عبدالرحمن الطويل
التعديل بواسطة: عبدالرحمن الطويل
الإضافة: السبت 2012/12/29 04:16:29 صباحاً
التعديل: الأحد 2012/12/30 01:15:40 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com