عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > أحمد عبد المعطي حجازي > لمن تغنّي ؟

مصر

مشاهدة
3514

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لمن تغنّي ؟

من أجل أن تتتفجّر الأرض الحزينة بالغضب،
وتطلّ من جوف المآذن أغنيات كاللّهب،
وتضيء في ليل القرى، ليل القرى كلماتنا،
ولدت هنا كلماتنا
ولدت هنا في اللّيل يا عود الذرة
يا نجمة مسجونة في خيط ماء
يا ثدي أمّ، لم يعد فيه لبن
يا أيّها الذي ما زال عند العاشره
لكنّ عينيه تجوّلتا كثيرا في الزمن
يا أيّها الانسان في الريف البعيد
يا من تعاشر أنفسنا بكماء لا تنطق
وتقودها، و كلاكما يتأمّل الاشياء
وكلاكما تحت السماء، و نخلة، و غراب،
وصدى نداء
يا أيّها الانسان في الريف البعيد
يا من يصمّ السمع عن كلماتنا
أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين، لو صادفتنا
كيلا تموت على الورق
أسقط عليها قطرتين من العرق،
كيلا تموت
فالصوت إن لم يلق أذنا، ضاع في الصمت الأفق
ومشى على آثاره صوت الغراب!
***
كلماتنا مصلوبة فوق الورق
لمّا تزل طينا ضريرا، ليس في جنبيه روح
وأنا أريد لها الحياة،
وأنا أريد لها الحياة على الشفاه
تمضي بها إلى شفه، فتولد من جديد!
***
يا أيّها الانسان في الريف البعيد!
أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين، لو صادفتها،
أن تقرأ الشوق الملحّ إلى الفرح
شوقا إلى فرح يدوم
فرح يشيع بداخل الأعماق، يضحك في الضلوع
كي تنبت الأزهار في نفس الجميع
كي لا يحبّ الموت إنسان على هذا الوجود
***
ولدت هنا كلماتنا
لك يا تقاطيع الرجال النائمين على التراب
المائلين على دروب الشمس، و البط المبرقش،
والسحاب
فوراء سمرتك الحيّية يلتوي نهر الألم
وبجانب العينين طير، ناصع الزرقه
مدّ الجناح على اصفرار كالعدم
وهفا ليرتشف الدموع
إنّي أحبّك أيّها الانسان في الريف البعيد!
وإليك جئت، و في فمي هذا النشيد
يا من تمرّ و لا تقف
عند الذي لم يلق بالا للسكرارى و الستائر و الغرف
وأتى إليك، إلى فضائك بالنغم
نغم تلوّعفي فؤادي قبلما غنّيت لك
فأنا الذي عالجت نفسي بالهوى،
كي تخرج الكلمات دافئة الحروف
وأنا الذي هرولت أيامنا بلا مأوى، بدون رغيف،
كي تخرج الكلمات راجفة، مروّعة بكلّ مخيف،
وأنا ابن ريف
ودّعت أهلي وانتجعت هنا،
لكنّ قبر أبي بقريتنا هناك، يحفّه الصبّار
وهناك، ما زلت لنا في الأفق دار؟
***
أين الطريق إلى فؤادك أيّها المنفيّ في صمت الحقول
لو أنّني ناي بكفّك تحت صفصافه!
أوراقها في الأفق مروحة،
خضراء هفهافه
لأخذت سمعك لحظة في هذه الخلوه،
وتلوت في هذا السكون الشاعري حكاية الدنيا،
ومعارك الانسان، و الأحزان في الدنيا
ونفضت كلّ النار، كلّ النار في نفسك
وصنعت من نغمي كلاما واضحا كالشمس
عن حقلنا المفروش للأقدام،
ومتى نقيم العرس؟
ونودّع الآلام!
***********
أغسطس
أحمد عبد المعطي حجازي
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الخميس 2007/02/01 02:39:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com