يا لائمي إن ترم بالعنف تلحاني |
وتزدري جمع أعواني وألحاني |
أنا الذي حق بالعصيان خسراني |
أنا الحقير الكسير المسرف العاني |
أنا الذليل الضعيف العاجز الواني |
أنا المبالغ في لهوٍ وممتزح |
أنا المشتت في جمع ومنتزح |
أنا الحزين بما أبديت من فرح |
أنا الضعيف كثير اللهو في مرح |
أنا الجهول الغفول المذنب الجاني |
أنا المقيم على التسويف في كسلي |
أنا الغريق ببحر اللهو في زللي |
أنا الذي موقع الإدبار من قبل |
أنا الذي لا أفي بالعلم في عملي |
أنا الذي ساءني جهلي وعصياني |
أنا الملازم في الأعمال أوضعها |
أنا المفارق في الأفعال أنفعها |
أنا المباين في العلياء أرفعها |
أنا المسوف في الأيام أقطعها |
لهواً وسهواً بتفريطي وإركاني |
أنا المبالغ في زهوٍ وفي كسلِ |
أنا الذي تهت في سهوٍ وفي خللِ |
أنا المفلل في قولٍ ومفتعل |
أنا المضيع أوقاتي بلا عمل |
يرضي الإله فيا ذلي وخسراني |
أنا الذي فات عمري في الزمان سدى |
أنا المقصر في سيري سبيل هدى |
أنا المباين عمن للسبيل هدى |
أنا المسيء وما لي حجةٌ أبدا |
سوى رسوبي بتقصيري ونقصاني |
أنا الذي فعله المجهول راكسه |
أنا الذي درسه المعلوم دارسه |
أنا المضاعة في خسر مجالسه |
أنا الذي ضاع من عمري نفائسه |
واحسرتاه على تضييع أزماني |
أنا الذي لو خيم الذنب مقترف |
أنا الذي بان في أفعاله السرفُ |
أنا مزل عن التسديد منحرف |
أنا الذي في مقام الذل معترف |
بسوء فعلي وتقصيري ونسياني |
كم ليلةٍ ذهبت لي غير باقيةِ |
ضيعتها في ليال فتن فانيةِ |
بزهو نفس عن التذكار لاهيةِ |
كم غفلةٍ لي مضت في الليلِ قافيةِ |
جررت فيها بطرف العجب أرداني |
كم هفوةٍ سبقت لي كنت أرغبها |
في فكرةٍ لم أكن في الفكر أحسبها |
كم فاتني من كنوزٍ لت أرقبها |
كم لفظةٍ برزت مني وقعت بها |
في سوء ما كان من إثمٍ وبهتان |
كم زلةٍ عن هواها النفس ما نبأت |
دنت إليها وعن عين الصلاح نأت |
كم شهوةٍ تابعتها في الشقا نشأت |
كم شبعةٍ من خبيث الزاد قد ملئت |
بها الحشا دون ملهوفٍ وجوعان |
عُمري مضى وأراني غير منتبهٍ |
أردد الفكر في حق ومشتبه |
كمن تمادى بسوءٍ في مركَّبه |
يا ضيعة العمر في لهوٍ سررت به |
على سروري به يا طول أحزاني |
يا غفلة أذهبت عمري بلا حسب |
يرضى به الله في جد ولا طلب |
ولا ترقيت في علم ولا أدب |
يا خيبة السعي في لهو وفي لعب |
يا صفقة خسرت من دون رجحان |
يا خجلة النفس من خسران مكسبها |
ويا شقاها بخبثٍ في مركبها |
كم في هواها ليالي العمر تذهبها |
يا مهلة ذهبت ضاع الزمان بها |
في غير نفع وحادي الموت ناداني |
وحل يرمي حسامي بالممات فلل |
وحل بي عن نهوضي للمرام كلل |
وعدت ما بين أبناء الزمان مثل |
وجاءني الملكان السائلان عن ال |
عقيدة الصدق في سري وإعلاني |
وخاطباني بما قد كان من قبلي |
بسوء فعلي مع التقصير في عملي |
وطول ميلي إلى التسويف في زللي |
فرب إفحام لفظٍ موجب خجلي |
أو جزل قولٍ بلطف الله أعلاني |
يقرعاني بأيام أضعت سدى |
وفوت عمري بلا نفع قد اطردا |
بالعجز واللهو خسراناً فني وعدا |
والبعث من بعد هذا والنشور غدا |
والعرض يوم الجزا في وضع ميزاني |
فأي نازلةٍ بالخزي نازلةٌ |
في صيحة الحشر والآفاق سائلة |
والنفس تجزى بما في الأمس عاملة |
وقد سئلت وما لي ثم نافلة |
وحق بين يدي مولاي خسراني |
يا وقفةً لي غدا بالذل في خجل |
وليس لي حجة تفضي إلي أمل |
أقيم عذري به في سوء مفتعل |
بذلةٍ واحتقار في شقا عمل |
فما انتفاعي بأصحابي وجيراني |
أو كان غصن نظامي قد ذوى وحني |
ومال بي مشتهى نفسي إلى محني |
وحق بالجهل والتسويف ممتحني |
أدعوك من خجل العصيان تمنحني |
بحسن عفو وألطافٍ وغفران |
إليك فيك ملاذي خفية وعلن |
فاسمح لعبدك فيما قد خفى وكمن |
سواك لا ملجأ قلبي إليه سكن |
إن تعف عني فأهل للسماح وإن |
عاقبتني يا شقا حظي وحرماني |
رضيت عدلك في حكم وفصل قضا |
في كل حالٍ على ما يرتجى ومضى |
وإن صليت بما يرضيك جمر غضا |
بعز عزك يا ذا العز جُد برضا |
لذل ذلي فما لي عنك من ثاني |
ما لي بحر اللظى صبرٌ ولا جلد |
وليس لي غير ظني فيك معتمد |
فاز الذي بك يا مولاي مستند |
والحمد لله رب واحد أحد |
منزه الذات عن كفؤ وعن ثاني |
مقدس عن إشاراتٍ وعن عدد |
وعن شبيه وعن مثل وعن جسد |
وعن نظيرٍ وعن ند وملتحد |
وعن قرين وعن أهل وعن ولد |
وعن شريك وأشباه وأعوان |
حاشاه من وصف تكييف ومن جهة |
وكل أين وتحديد بمعرفة |
وجل عن وصف ألفاظٍ وعن لغة |
مقدس الذات عن إسمٍ وعن صفة |
وعن إحاطة أفكار وأزمان |
والشكر لله شكراً في متابعة |
على وفا نعمةٍ بالفضل سابقة |
ونسأل الله آلاء بعافية |
وألف ألف صلاة في مضاعفة |
تخص خير الورى من ال عدنان |
من بالهدى لجميع الخلق مرسله |
وبالنبوة والعليا مفضله |
نهاية الفضل فيه بل وأوله |
وآله الشرفا والتابعين له |
ما مال ريح الصبا يوماً بأغصان |
وما تولى زمان في تجدده |
وما تسامى سماء في تأبده |
وما الرسول ترقى في تأيده |
وما ترنح ورق في تردده |
وما تتابع بالكر الجديدان |
العمر يفنى ويبقى ما بدا وخفا |
من كل فعل بما يأتي وما سلفا |
طوبى لمن يجعل التقوى له خلفا |
إذا أتى الموت والعمر انقضى أسفا |
أين الصديق الذي باللهو والاني |
يحوطني أصدقاء دمعهم يكف |
قد أنكروا فوت أيام لها ألفوا |
وغبت عن وطني فيما به عرفوا |
وصرت فرداً إلى مثواي وانصرفوا |
عني جميعاً وقد فارقت أوطاني |