لا در درك جعفر يا جعفر |
دعني بغي ضلالتي أتعثر |
وإذا فقيه القوم أسهب واعظاً |
وبه اهتدى غيري فدعني أكفر |
وأنخ على باب الصراحة ناقتي |
حتى يموت بغيظه المتذمر |
واضرب به وبفقهه وبوعظه |
عرض الجدار فذا بذلك أجدر |
عبود قال فمالنا ومقاله |
السكر في نظر الشريعة منكر |
والخمر رجس والكؤوس برأس من |
شربوا بها يوم الحساب تكسر |
إن الأله الحق جل جلاله |
من أن يقول بقول شيخك أكبر |
فهلم نشربها فلون حبابها |
ذهب كشعر الشركسية أَشقر |
وتعال عند المنتشين بطبعهم |
من حان أَلحان الربابة نسمر |
الطامعين وليس من أمل لهم |
والقانطين وكلهم مستبشر |
الآخذين من الحياة بصفوها |
والتاركين لغيرهم ما يكدر |
نور نسميهم ونحن بعرفهم |
منهم وفي عين الحقيقة أَنور |
أو لم تر العرفاء كيف تهودوا |
أو لم تر المتعلمين تنصروا |
والبائعين بلاد هم بقلامة |
قد أقدموا والمخلصين تقهقروا |
باعوا العقائد بالقلائد وانبرى |
منهم لبيع تراث يعرب أزعر |
وتوهم التعساء سؤددهم كما |
ظنوا ومثلك بالحقيقة أخبر |
هيهات لو تغني الظواهر ربها |
أسداً لكان الثعلب المتنمر |
فدع الرصانة والرزانة والحجا |
برءوس عبدان الفلوس تنقر |
وهلم عند الضاربين بطبلهم |
للناس أمثلة الصراحة نسمر |
الراقصين على حبال جدودهم |
رقصاً كرقص الأمس لا يتغير |
الثابتين على مباديء قومهم |
الحافظين ذمام من لا يخفر |
نور لئن كانوا فإن وفاءهم |
مما يحار بأمره المتبصر |
لا يكذبون ولا تبور فعالهم |
ولقلما ظهروا بما لم يضمروا |
ما زال من كنا نؤمل خيرهم |
قد أصبحوا عن راي وزمن يصدروا |
يا هبر شعبك بالحياة من أمتي |
أضحي الأَحق وبالكرامة أجدر |
يا هبر هات لي الربابه وانطلق |
بي حيث قومك اسهلوا أم أصحروا |
أنا مثلكم أصبحت لا أرض ولا |
أهل ولا دار ولا لي معشر |
ولقائل لك بالعراق وملكه |
واق يعيذك ما تخاف وتجذر |
فهناك لا بلفور يزعج وعده |
أحداً وليس هناك من يتبلفر |
وهناك لا بيك تخاف جنوده |
يوماً ولا ككس هناك وهوبر |
وهناك لا أو هل هناك دساكر |
يا شيخ بالهيف المرنح تزخر |
وعيون ما ينفك يزعم أنها |
عيناه في نظراتهن الجؤذر |
هيهات ما بعد الصريح وأهلها |
للحصن لا شرقي سال مغير |
ما في العراق ورب زمزم أَعين |
إلا ومن خلف الزجاجة تنظر |
عمص ويحسبها السخيف لأَنها |
سقيت بدجلة بابلية تسحر |
فأقم بأربد لا تغادر ساحها |
إلا إلى القبر الذي به تقبر |