يا راهب الدير تبنا عن محبتهم |
وقد أنبنا فلا كاني ولا ماني |
ولا هوى رسه يبكي فتدمغه |
بذكرياتك وادي السير ألحاني |
شبنا وران على الفودين متزن |
من المشيب بكى حظي وأبكاني |
يا راهب الدير تبنا والحياة كما |
ترى تلوى لمثلي لي ثعبان |
قل للسوادن يفتحن الصوامع لي |
فالريح صر وبرد الغور آذاني |
يا راهب الدير جلعاد صحيفته |
طويتها ولها قدمت قرباني |
فما عساك براع ما له غنم |
تقول إن جاء جانبكم وزكاني |
يا راهب الدير طوبى للألى جأرت |
أحزانهم وعدت ذؤبان أحزاني |
افتح لي الباب وادمجني بزمرتكم |
فبرد جلعاد يابونا تحداني |
لست المسيح ولكن مجدليتكم |
كبنت يفتاح دعها اليوم ترعاني |
ودع عذاراه وادي الغور إن أزفت |
منية كنت أخشاها وتخشاني |
أما الهوى والجوى يا مي إن ذهبت |
أيامه فدعي الأيام تنعاني |
وليبك وادي الشتا بعدي جآذره |
وليبك حسبون بعدي ماء حسبان |
أما أنا فبحسبي ما أكابده |
من لوعة أَججت يا ناس نيراني |
يا جيرة اليان هذا البان بأنكم |
يا ليته لم يكن يا جيرة البان |
تلومني أنني يا ابني أعاقرها |
يا وصف هبني جلال الدين دواني |
أو إنني ابن رشد في مباذله |
أو إنني عمر الخيام يا جاني |
أو ابن سينا وقد كانت مجالسه |
للأنس يحدو بها الحادي بركبان |
تريدني ويك شيخاً كله ورع |
ذا مركب خشن يأباه شيطاني |
وخلتني أمس يا ذكرى مخيلة |
بها تطوف تباريحي وأشجاني |
قد رف وهناً وناموا بعدما سهروا |
صحبي بريق شجاه الفذ أشجاني |
فاستيقظت عبرتي من بعد هجعتها |
وعادني ذكرها من بعد نسيان |
فإذ بي المصطفى ماش على يده |
سار كطيف الكرى في عين وسنان |
وليس لي أرجل أَمشي بها فأنا |
أحيا لأصغي إلى أصداء ألحاني |
أما أنا وأَمانينا وما تركت |
لي الليالي أحزان بأحزان |
قالوا بوادي الشتا لاحت مكحلة |
فما عليك ارعوى من خدها القاني |
اعذرنني يا أخياتي فما برحت |
لها بقايا هوى في سؤر تحناني |