الى الله اشكو من عظام النوازل |
وارزاء دهر حافل بالزلازل |
لحى الله دنيا لا ترق لعاتب |
وتباً لدهر لا يلين لعاذل |
اذا ابتسما فالغدر للناس كامن |
وراء ابتسام من عدو مخاتل |
وما العيش في الدنيا سوى حلم حالم |
وما المجد في الدنيا سوى هزل هازل |
يروح ويغدو لاهياً بزخارف |
على انها للحتف بعض الحبائل |
اذا صال لم تمنعه صولة قادر |
ولا عصمت منه حصون المعاقل |
هوى اليوم من طود الفضائل والنهى |
امام به ازدانت صدور المحافل |
هو العيلم المزري بياناً وحكمة |
بقس ولقمان وسحبان وائل |
بكت بطرس الآداب والفضل قد غدا |
يحن عليه في الضحى والاصائل |
ومدرسة غراء اعلى منارها |
بكاه بنوها بالدموع الهوامل |
وكانت لظمأى العلم اعذب منهل |
به يرتوي من ظمأه كل ناهل |
وكشف حجاب والمحيط وقطره |
ومفتاح مصباح وشرح السائل |
ودائرة لولا السليم لاصبحت |
ليتمٍ تفيض الدمع فيض المناهل |
كذاك ازاهير الجنان لحزنها |
ذوت بعدما كانت كزهر الخمائل |
لقد كان كنزاً للمعارف والحجى |
وللعلم بحراً لا يحد بساحل |
وفي يده الاقلام قد كان فعلها |
على الطرس يزري بالرماح الذوابل |
وكم قد اتانا جده في زمانه |
بما لم يكن من قبل عند الاوائل |
طواه الردى لكن اثار فضله |
حديث مقيم في البلاد وراحل |
وان يطو منه الرمس اعظم ماجد |
فما زال منشوراً بغر الشمائل |