إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هذا زمان السأم |
نفخ الأراكيل سأم |
دبيب فخذ امرأة ما بين أليتيّ رجل .. |
سأم |
لا عمق للألم |
لأنه كالزيت فوق صفحة السأم |
لا طعم للندم |
لأنه لا يحملون الوزر إلا لحظة .. |
ويهبط السأم |
يغسلهم من رأسهم إلى القدم |
طهارة بيضاء تنبت القبور في مغاور الندم |
نفن فيها جثث الأفكار و الأحزان، من ترابها .. |
يقوم هيكل الإنسان |
إنسان هذا العصر و الأوان |
أنا رجعت من بحار الفكر دون فكر |
قابلني الفكر، ولكني رجعت دون فكر |
أنا رجعت من بحار الموت دون موت |
حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته، |
وعدت دون موت |
أنا الذي أحيا بلا أبعاد |
أنا الذي أحيا بلا آماد |
أنا الذي أحيا بلا ظل .. ولا صليب |
الظل لص يسرق السعادة |
ومن يعش بظله يمشي إلى الصليب، في نهاية الطريق |
يصلبه حزنه، تسمل عيناه بلا بريق |
يا شجر الصفصاف: إن ألف غصن من غصونك الكثيفه |
تنبت في الصحراء لو سكبت دمعتين |
تصلبني يا شجر الصفصاف لو فكرت |
تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذكرت |
تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملت ظلي فوق كتفي، وانطلقت |
وانكسرت |
أو انتصرت |
إنسان هذا العصر سيد الحياه |
لأنه يعيشها سأم |
يزني بها سأم |
يموتها سأم |
قلتم لي: |
لا تدسس أنفك فيما يعني جارك |
لكني أسألكم أن تعطوني أنفي |
وجهي في مرآتي مجدوع الأنف |
ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون |
يدعو اله النقمة المجنون أن يلين قلبه، ولا يلين |
ينشده أبناءه و أهله الأدنين، و الوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيدا |
وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها انس ولا شيطان |
يدعو اله النعمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة، |
حتى يؤتى الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبتني بحر ماله كنيسة ومسجداً وخان |
للفقراء التاعسين من صعاليك الزمان |
ملاحنا يلوي أصابعاً خطاطيف على المجداف و السكان |
ملاحنا هوى إلى قاع السفين، واستكان |
وجاش بالبكا بلا دمع .. بلا لسان |
ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب |
.. والأحباب و الزمان و المكان |
عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه، ومال |
ومد جسمه على خط الزوال |
يا شيخنا الملاح .. |
.. قلبك الجريء كان ثابتاً فما له استطير |
أشار بالأصابع الملوية الأعناق نحو المشرق البعيد |
ثم قال: |
هذي جبال الملح و القصدير |
فكل مركب تجيئها تدور |
تحطمها الصخور |
وانكبتا .. ندنو من المحظور، لن يفلتنا المحظور |
هذي إذن جبال الملح و القصدير |
وافرحا .. نعيش في مشارف المحظور |
نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير و التوقع المرير |
وبعد آلاف الليالي من زماننا الضرير |
مضت ثقيلات الخطى على عصا التدبر البصير |
ملاحنا أسلم سؤر الروح قبل أن نلامس الجبل |
وطار قلبه من الوجل |
كان سليم الجسم دون جرح، دون خدش، دون دم |
حين هوت جبالنا بجسمه الضئيل نحو القاع |
ولم يعش لينتصر |
ولم يعش لينهزم |
ملاح هذا العصر سيد البحار |
لأنه يعيش دون أن يريق نقطة من دم |
لأنه يموت قبل أن يصارع التيار |
هذا زمن الحق الضائع |
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله |
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات |
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس |
فتحسس رأسك |
فتحسس رأسك! |