إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
زرنا موتانا في يوم العيد |
وقرأنا فاتحة القرآن، |
ولملمنا أهداب الذكرى |
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية |
وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً |
وتساقينا دمعاً و أنيناً |
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا |
أن نلقى موتانا |
في يوم العيد القادم. |
يا موتانا |
كانت أطيافكم تأتينا |
عبر حقول القمح الممتدة |
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى |
والبيت الواطئ في سفح الأجران |
كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً |
موعدكم كنا نترقبه |
في شوق هدهده الاطمئنان |
حين الأصوات تموت، |
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران |
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد |
وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان |
هل جئتم تأتنسون بنا؟ |
هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟ |
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟ |
نتدفأ فيكم من خوف الوحده |
حتى يدنو ضوء الفجر، |
ويعلو الديك سقوف البلدة |
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان |
عودوا يا موتانا |
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات |
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ |
لكن لقم من تذكار، |
حتى نلقاكم في ليل آت. |
مرت أيام يا موتانا، مرت أعوام |
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة |
يا قاسية القلب النار |
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك |
حتى صرنا أحطاب محترقات |
حتى جف الدمع الديان |
على خد الورق العطشان |
حتى جف الدمع المستخفي |
في أغوار الأجفان |
عفواً يا موتانا |
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد |
لما أدركتم انا صرنا |
أحطاباً في صخر الشارع ملقاة |
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن |
قد نذكركم مرات عبر العام |
كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين |
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية |
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن |
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم |
ونخبئها طي الجفن. |
يا موتانا |
ذكراكم قوت اللقب |
في أيام عزت فيها الأقوات |
لا تنسونا .. حتى نلقاكم |
لا تنسونا .. حتى نلقاكم |