حميت لواء الملك فارتد طالبه |
وصنت ذمار الحق فاعتز جانبه |
وأدركت نصراً ما رمت ساحة الوغى |
بأمواجها حتى رمتها غواربه |
تضج العدى غرقى وينساب زاخراً |
تعب عواديه وتطغى معاطبه |
إذا النصر عادى في الوغى جند مدبرٍ |
فجندك مولاه وسيفك صاحبه |
أبت أمة اليونان أن تسكن الظبى |
فهب الردى فيها تلظى مضاربه |
بعثت عليها من جنودك عاصفاً |
تضيق به الآجال إن جد دائبه |
ترامى بها فالبر حيرى فجاجه |
مروعة ً والبحر حرى مساربه |
إذا التمست في غمرة الهول مهرباً |
تطلع عادي الموت وانقض واثبه |
منايا توزعن النفوس بمعطبٍ |
دعا السيف فيه فاستجابت نوادبه |
إذا انهل مسفوكٌ من الدم أعولت |
وراحت تريق الدمع ينهل ساكبه |
وإن ضج ما بين القواضب هالك |
أرنت وراء الخيل شعثاً تجاوبه |
مآتم أمسى الملك مما تتابعت |
وأعراسه ما تنقضي ومواكبه |
تجلت هموم كن بالأمس حوله |
كما اسود ليل ما تفرى غياهبه |
أهاب بها النصر الحميدي فارعوت |
وأقبل وضاحاً تضيء كواكبه |
تبيت منيفات المآذن هتفاً |
بأنبائه والبغي ينعق ناعبه |
بريدٌ من المختار يعبق طيبه |
وبرقٌ من الأنصار يسطع ثاقبه |
سنا الوحي أسطارٌ فإن كنت قارئاً |
فهذا كتاب الحق والله كاتبه |
أفي معقل الإسلام تطمع أمة ٌ |
تبيت مناياها حيارى تراقبه |
إذا لمحت إيماءة ً منه أجلبت |
على القوم حتى يسأم الشر جالبه |
كتائب من أقوامنا خالدية ٌ |
وما الحرب إلا خالدٌ وكتائبه |
مشت تأخذ الأعداء والله قائم |
عليها ودين الله يعتز غالبه |
إذا لمست حصناً هوت شرفاته |
وإن لمحت طوداً تداعت مناكبه |
تعلمت الهيجاء شتى فنونها |
وتمت لها من كل فن عجائبه |
لها في أعاصير القتال وقائعٌ |
هي السحر لولا أن يزيف كاذبه |
ألمت بلاريسا فحل ربوعها |
عذابٌ إذا ما استصرخت لج واصبه |
رمتها بوبلٍ من حديدٍ وأسربٍ |
تتابع يجري من يد الله صائبه |
تقلب في فرسالة العين هل ترى |
على اليأس فيها من سميعٍ تخاطبه |
تديران نجوى جارتين اعتراهما |
على الضعف هم يصدع الصخر ناصبه |
إذا صاحتا بالجيش تستنجدانه |
تنصل موريه وأجفل هاربه |
بكل مكانٍ مدبرٍ من فلولهم |
تضل مناحيه وتعمى مذاهبه |
يجانب حر البأس والأرض كلها |
دمٌ وسعيرٌ مطبقٌ ما يجانبه |
ومن يلتمس لحم الضواري له قرًى |
فتلك مقاريه وهذي مآدبه |
هم أطعموا الموت الزؤام وعلموا |
جنون السكارى ما تكون عواقبه |
تساقوا أفاويق الغرور فما نجوا |
وليس بناجٍ من أذى السم شاربه |
أجارتنا ما أكرم الجيش لو وفى |
وما أحسن الأسطول لو جد لاعبه |
إليكم بني هومير هل من قصيدة ٍ |
تغني ضوارينا بها وثعالبه |
دعوا شيخكم إني على الشعر قائمٌ |
فما يبتغي غيري على الدهر طالبه |
أسيرة فيكم حديثاً مردداً |
لنا مجده الأعلى وفيكم مثالبه |
لنا من بني عثمان سيفٌ إذا انتمى |
تسامت به أعراقه ومناسبه |
لحمزة حد منه غير مكذب |
وحد لسيف الله شتى مناقبه |
إذا ما دعا الشم الأباة لغارة ٍ |
دعا البيت فيه واستجابت أخاشبه |
قضيت لهم في الله واجب حقه |
وكيف بحق الله إن ضاع واجبه |