عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السعودية > سليمان بن سحمان > رسائل أخوان الصفا والتودد

السعودية

مشاهدة
832

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رسائل أخوان الصفا والتودد

رسائل أخوان الصفا والتودد
إلى كل قلب سليم موحد
ومن بعد حمد الله والشكر والثنا
صلاتاً وتسليماً إلى خير مرشد
وآل وصحب والسلام عليكمو
بعد وميض البرق أهل التودد
وبعد فقد طم البلاء وعمنا
من الجهل بالدين القويم المحمد
بما ليس نرجو كشفه وانتقادنا
لغير الإله الواحد المتفرد
ولم يبق إلا النزر في كل بلدة
يعاديهمو من أهلها كل معتد
فهبوا عباد الله من نومة الردى
إلى الفقه في أصل الهدى والتجرد
وقد عن أن نهدي إلى كل صاحب
نضيداً من الأصل الأصيل المؤطد
فدونك ما انهدى فهل أنت قابل
لذلك أم قد غين قلبك بالدد
تروق لك الدنيا ولذات أهلها
كأن لم تصر يوماً إلى قبر ملحد
فإن رمت أن تنجو من النار سالماً
وتحظى بجنات وخلد مؤبد
وروح وريحان وارفه حبرة
وحور حسان كاليواقيت خرد
فحقق لتوحيد العبادة مخلصاً
بأنواعها لله قصداً وجرد
وأفرد بالتعظيم والخوف والرجا
وبالحب والرغب إليه ووحد
وبالنذر والذبح الذي أنت ناسك
ولا تستغث إلا بربك تهتد
ولا تسعن إلا به وبحوله
له خاشياً بل خاشعاً في التعبد
ولا تستعذ إله به لا بغيره
وكن لائذاً بالله في كل مقصد
إليه منيباً تائباً متوكلاً
عليه وثق بالله ذي العرش ترشد
ولا تدع إلا الله لا شيء غيره
فداع لغير الله غاوٍ ومعتد
وكن خاضعاً لله ربك لا لمن
تعظمه واركع لربك واسجد
وصل له واحذر مرآة ناظر
إليك وتسميعاً له بالتعبد
وجانب لما قد يفعل الناس عند من
يرون له حقاً فجاءوا بمؤيد
يقومون تعظيماً ويحنون نحوه
يومون نحو الرأس والأنف باليد
وهذا سجود وانحنى بإشارة
إليه بتعظيم وذا فعل معتد
إلى غير ذا من كل أنواعها التي
بها الله مختص فوحده تسعد
وفي صرفها أو بعضها الشرك قد أتى
فجانبه واحذر أن تجيء بمؤيد
وهذا الذي فيه الخصومة قد جرت
على عهد نوح والنبي محمد
فوحده في أفعاله جل ذكره
مقراً بأن الله أكمل سيد
هو الخالق المحيي المميت مدبر
هو المالك الرازق فاسأله واجتد
إلى غير ذا من كل أفعاله التي
أقر ولم يجحد بها كل ملحد
ووحده في أسمائه وصفاته
ولا تتأولها كرأي المفند
فتشهد أن الله حقاً بذاته
على عرشه من فوق سبع ممجد
وإن صفات الله حقاً كما أتى
بها النص من آي ومن قول أحمد
بكل معانيها فحق حقيقة
وليست مجازاً قول أهل التمرد
فليس كمثل الله شيء ولا له
سميٌ وقل لا كفواً لله تهتد
وذا كله معنى شهادة أنه
إله الورى حقاً بغير تردد
فحقق لها لفظاً ومعنى فإنها
لنعم الرجى يوم اللقا للموحد
هي العروة الوثقى فكن متمسكاً
بها مستقيماً في الطريق المحمد
فكن واحداً في واحد ولواحد
تعالى ولا تشرك به أو تندد
ولم قيدها بكل شروطها
كما قاله الأعلام من كل مهتد
فليس على نهج الشريعة سالكاً
ولكن على آراء كل ملدد
فأولها العلم والمنافي لضده
من الجهل إن الله ليس بمسعد
فلو كان ذا علم كثير وجاهل
بمدلولها يوماً فبالجهل مرتد
وثانيها وهو القبول وضده
هو الرد فافهم ذلك القيد ترشد
كحال قريش حين لم يقبلوا الهدى
وردوه لما أن عتوا في التمرد
وقد علموا منها المراد وإنها
تدل على توحيده والتفرد
فقالوا كما قد قاله الله عنهمو
بسورة ص فاعلمن ذاك تهتد
فصارت به دماؤهم وأموالهم
حلالاً وأغناماً لكل موحد
وثالثها الإخلاص فاعلم وضده
هو الشرك بالمعبود في كل مقصد
كما أمر اله الكريم نبيه
بسورة تنزيل الكتاب الممجد
ورابعها شرط المحبة فلتكن
محباً لما دلت عليه من الهد
وإخلاص أنواع العبادة كلها
كذا النفي للشرك المنفد والدد
ومن كان ذا حب لمولاه إنما
محبته للدين شرط فقيد
ومن لا فلا والحب لله إنما
يتم بحب الدين دين محمد
فعاد الذي عادى لدين محمد
ووال الذي والاه من كل مهتد
واحبب رسول الله أكمل من دعا
إلى الله والتقوى وأكمل مرشد
أحب من الأولاد والنفس بل ومن
جميع الورى والمال من كل أتلد
وطارفه والدين كليهما
بآبائنا والأمهات فنفتد
وأحبب لحب الله من كان مؤمناً
وأبغض لبغض الله أهل التمرد
وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذاك البري من كل غاو ومعتد
وخامسها فالانقياد وضده
هو الترك للمأمور أو فعل مفسد
فتنقاد حقاً بالحقوق جمعيها
وتعمل بالمفروض حتماً وتقتد
وتترك ما قد حرم الله طائعاً
ومستسلماً لله بالقلب ترشد
فمن لم يكن لله بالقلب مسلماً
ولم يك طوعاً بالجوارح ينقد
فليس على نهج الشريعة سالكاً
وإن خال رشداً ما أتى من تعبد
وسادسها هو اليقين وضده
هو الشد في الدين القويم المحمد
ومن شك فليبك على رفض دينه
ويعلم أن قد جاء يوماً بمؤيد
ويعلم أن الشك ينفي يقينها
فلا بد فيها باليقين المؤيد
بهما قبه مستقيناً جاء ذكره
عن السيد المعصوم أكمل مرشد
ولا تنفع المرء الشهادة فاعلمن
إذا لم يكن مستقيناً ذا تجرد
وسابعها الصدق المنافي لضده
من الكذب الداعي إلى كل مفسد
وعارف معناها إذا كان قابلاً
لها عاملاً بالمقتضى فهو مهتد
وطابق فيها قلبه للسانه
وعن واجبات الدين لم يتبلد
ومن لم تقم هذي الشروط جميعها
بقائلها يوماً فليس على الهد
إذا تم هذا واستقر فإنما
حقيقة الإسلام فاعلمه ترشد
وإن له فاحذر هديت نواقضاً
فنم جاء منها ناقضاً فليجدد
فقد نقض الإسلام وارتد واعتدى
وزاغ عن السمحاء فليتشهد
فمن ذاك شرك في العبادة ناقض
كذبح لغير الواحد المتفرد
كمنه كان غدو للقباب يذبحه
وللجن فعل المشرك المتمرد
وجاعل بين الله بغياً وبينه
وسائط يدعوهم فليس بمتهد
ويطلب منهم بالخضوع شفاعة
إلى الله والزلفى لديه ويجتد
وثالثها من لم يكفر لكافر
ومن كان في تكفيره ذا تردد
وصحح عمداً مذهب الكفر والردى
وذا كله كفر بإجماع من هد
ورابعها فالاعتقاد بأنما
سوى المصطفى الهادي وأكمل مرشد
لأحسن حكماً في الأمور جميعها
وأكمل من هدى النبي محمد
كحالة كعب وابن أخطب والذي
على هديهم من كل باغ ومعتد
كمن وضعوا القانون زعماً بأنه
أتم وأوفى من هدى خير مرشد
ففي الشرع قتل بالحدود وغيرها
وبالمال في القانون زجر لمفسد
وبالحبس في قانونهم وافترائهم
نجات من القتل المزير لا الحد
فتباً لهاتيك العقول وما رأت
لقد عزلت حكم الكتاب الممجد
وقد فسخت حكم الرسول محمد
وأصحابه من كل هاد ومهتد
وخامسها يا صاح من كان مبغضاً
لشيء أتى من هدى أكمل سيد
فقد صار مرتداً وإن كان عاملاً
بما هو ذا بغض له فليجدد
وذلك بالإجماع من كل مهتد
وقد جاء نص ذكره في محمد
وسادسها من كان بالدين هازئاً
ولو يعقاب الواحد المتفرد
وحسن ثواب الله للعبد فلتكن
على حذر من ذلك القيل ترشد
وقد جاء نص في براءة ذكره
فراجعه فيها عند ذكر التهدد
وسابعها من كان للسحر فاعلاً
كذلك راضٍ فعله لم يفند
وفي سورة الزهراء نص مصرحي
بتكفيره فاطلبه من ذاك تهتد
ومنه لغمري الصرف والعطف فاعلمن
أخي حكم هذا المعتدي المتمرد
وثامنها وهي الظاهرة التي
يعان بها الكفار من كل ملحد
على المسلمين الطائعين لربهم
عياذاً بك اللهم من كل مفسد
ومن يتولى كافر فهو مثله
ومنه بلا شك به أو تردد
كما قاله الرحمن جل جلاله
وجاء عن الهادي النبي محمد
وتاسعها وهو اعتقاد مضلل
وصاحبه لاشك بالكفر مرتد
كمعتقد وهو اعتقاد مضلل
وصاحبه لاشك بالكفر مرتد
كمعتقد أن ليس حقاً وواجباً
عليه إتباع المصطفى خير مرشد
فمن يعتقد هذا الضلال وإنه
يسعه خروج عن شريعة أحمد
كما كان هذا في شريعة من خلا
كصاحب موسى حيث لم يتقيد
هو الخضر المخصوص في الكهف ذكره
وموسى كليم الله فافهم لمقصد
وهذا اعتقاد الملاحدة الأولى
يسمى بن رشد الحفيد الملدد
وثور كبي في الضلالة صاحب
القصوص ومن ضاهاهمو في التمرد
وإياك أن تصغي لقول مفند
يروح به في الناس يوماً ويغتد
أناس ذوو علم ولكن دهاهمو
من الجهل بالكفار أقوال معتد
يقولون محيي الدين وهو مميته
واكفر خلق الله من كل ملحد
ومن قبلهم من كان بالله عارفاً
فتباً له من زائغ ذي تمرد
وعاشرها الإعراض عن دين ربنا
فمن لم يتعلمه فليس بمهتد
ومن لم يكن يوماً من الدهر عاملاً
به فهو في كفرانه ذ تعمد
ولا فرق في هذي النواقض كلها
إذا رمت أن تنجو وللحق تهتد
سوى المكره المضهود إن كان قد أتى
هنالك بالشرط الأطيد المؤكد
وحاذر هداك الله من كل ناقض
سواها وجانبها جميعاً لتهتد
وكن باذلاً للجد والجهد طالباً
وسل ربك التثبيت أي موحد
وإياه فارغب في الهداية للهدى
لعلك أن تنجو من النار في غد
وصل إلهي ما تألق بارق
وما وخد تقود بمور معبد
نقوم إلى البيت العتيق وما سرى
نسيم الصبا أو شاق صوت المغرد
وما لاح نجم في دجا الليل طافح
وما انهل صوب في عوال ووهد
على السيد المعصوم أفضل مرسل
وأكرم خلق الله طراً وأجود
وآل وأصحاب ومن كان تابعاً
صلاةَ دوامٍ في الرواح وفي الغد
سليمان بن سحمان
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2013/01/20 01:35:17 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com