عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > تونس > ابن عزوز > وافت تبختر في سنىً وسناء

تونس

مشاهدة
991

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وافت تبختر في سنىً وسناء

وافت تبختر في سنىً وسناء
ليرى الأنام نموذج الحوراء
أقلادةٌ في جيدها اتسقت فما
تركت جمال النظم للجوزاء
أم ثغرها اللألاء أو ماء برقه
لو صال مضناها وقعد جفاء
ماذا السواد أذي ذوائب فتنةٍ
برزت لتصبي كمل العظماء
أم ذي عيون كواعبٍ صفت لكي
تغتال أسداً وهي سرب ظباء
كلّا وفهم الجد فافهم إن في
ذوق المعاني نشوة الصهباء
في عالم الأفكار أضعافٌ لما
يهواه جسمٌ إذ يراه الرائي
ولكل مرتبةٍ وكل درايةٍ
أهلٌ فجد بالعذر للجهلاء
إيهٍ أخا النصح المبين فهات لي
ما يستطاب لدي ذوي الأحجاء
يا ذا الحبيب تحركت بك غيرةٌ
دينيةٌ في همةٍ شماء
لما رأيت مراسم الإسلام في
نقصٍ وكانت في انتظام نماء
وتلاوة القرآن ثم صلاتنا
قد ضيعا في السر والإبداء
قد ضيعا بالجهل أو بتساهلٍ
إثار حظ النفس والأهواء
فطفقت ترشد معرباً سنن الهدى
بالجهد سالك مسلك النصحاء
تبغي المعين وأنت في زمنٍ به
ذو الدين وفق النص في الغرباء
من أجل ذا استفتيت والفتوى بما
تراه ليست عنك ذات خفاء
فقريضكم يحوي مباحث خمسةً
تدقيقها للروح خير غذاء
فقريضكم صيفٌ عزيزٌ ما ارتضى
نزلاً بغير منصة الأحشاء
لكن بما يقري قنوعٌ هكذا
أخذاً وتركاً عزة الكبرا
فخذ الجواب وكل علمٍ إجابةٍ
بدأت مزيته بالإستفتاء
تحريف لفظٍ من كتاب اللَه عن
عمدٍ ضلالٌ فيه كل شقاء
ومن التعمد من تلا مستعجلاً
عجلاً يخالف مجمع القراء
ولعادةٍ ولرب تابع عادةٍ
ضلت مراشده بظن نجاء
من ذاك قلب الذال زاياً صافراً
والسين يجعله محل الثاء
لو كان فاعل شبه ذلك أعجماً
لا يستطيع تلفظ العرباء
أو كان يخطئ ذاهلاً فالشرع قد
منح المكلف عثرة الإخطاء
ولقد سمعنا قارئاً في مسجدٍ
يتلوه أعجم راكب الهوجاء
وبذلك النادي تلاه محرراً
مثل الأعارب معدن الفصحاء
هذا تلاعب عامدٍ أم جاهلٍ
بمكانة القرآن ذي استزراء
قال الرضا القاضي عياضٌ والرضا
منلا على القاري قري الكرماء
تبديل حرفٍ مجمعٍ عنه إذا
عمداً جرى كفرٌ بلا استثناء
وأفادنا النووي هذا الحكم من
إجماع هذي الأمة الغراء
تجويده لا سيما بصلاتنا
حتمٌ ومأمورٌ بالاستيفاء
وصلاة ذي لحنٍ على خطرٍ ففي
بطلانها خلفٌ لدي العلماء
وخليل أفهم في إمامة لاحنٍ
تفصيل حكمٍ ضيق الأرجاء
إن كان في أم الكتاب عثاره
لا خلف في البطلان للفقهاء
واختار بناني فاسٍ صحةً
ميلاً ليسر الملة السمحاء
لكن مع التحريم إن وجد الذي
يدري حدود مبيني الإقراء
ومتابعو النعمان أرجح قولهم
لغانمي المشرق الأضواء
بطلانها إن كان أهل تعلم
أم العوام فأفت بالإعفاء
وشبيهها فتوى الرضات النووي في
شرح المهذب درة العرفاء
والهيتمي الفذ عالم مكةٍ
أبداه معتمداً بحسن جلاء
ثم امتياز الضاد سهلٌ عند من
عاناه بالتلقين والإلقاء
وله التباسٌ غالبٌ بالظا فمن
عرف الحدود يفوز بالعلياء
ألضاد مخرجه بحافة مقولٍ
يمني أو اليسري بغير عناء
بلصوقه الأضراس وهو بمخرجٍ
فردٌ على الجهتين في الأنحاء
فردٌ بوصف الاتطالة ماله
زحمٌ كمثل الأحرف الشركاء
وبكونه لمقدم الفم عنده
قربٌ قليلٌ جاوزوا للظاء
والحال بين المنطقين تغايرٌ
فرقٌ جليٌّ مثل شمس ضحاء
فالظاء لولا الميز بالإطباق جا
ذالاً كمثل الطاء حول التاء
والصاد بالأطباق فارق سينه
فأولا أمام الفم خط سواء
ومن الخطا في الضاد يلفظ حرفه
دالاً يفخمه مع استعلاء
أو باللسان يمس جلد الحنك أو
شفةً عن الأضراس نطقاً نائي
والبعض يلفظه كلامٍ فخمت
والكل منعوتٌ بنعت عداء
اللفظ بذله مع المعنى وذا التح
ريف من يرضي عدا البلداء
للضاد شرطٌ لا يكون لغيره
فاسمعه فيه العون للأملاء
ريحٌ من الفم بانضغاطٍ بارزٌ
معه فتسفعه كنقر إناء
لكن نعير تعسفٍ كتعمدٍ
بالنفخ والغالي رهين بلاء
ويظن بعض المعتنين وأخطأوا
أن استطالته بطول بطاء
يمضي زماناً في تكلف نطقه
فيفوته قصدٌ مع الأعياء
فالإستطالة في مكان حازه
لافي الزمان ولا بصوت هواء
صفة التفشي ما فشت ومفيدها الط
طود الخليل من القدا الفضلاء
فتعقبوه ورد فالأحري به
شينٌ هو المقروء في الأنداء
الضاد مضبوطٌ متينٌ ما رأت
فيه التفشي دقة البصراء
ووجوبه نطقاً بلا ريبٍ فمن
يلغيه زهداً يلق شر جزاء
أما الوقوف فتركها لا ينبغي
وبعين جاهلها عظيم غشاء
لولا المواقف ما استبان تعلقٌ
لكثير آي الذكر والأنباء
كان الصحابة يحفظون وقوفه
كالحل والتحريم باستقراء
وجمال رونقه يزيد بوقفه
والخلط شأن بصيرةٍ عمشاء
وقفوا من أنفسكم عزيزٌ وابتدوا
بعليه ما بدأً حليف جفاء
فاختل فهو القصد واعجب أسسوا
ذافي المصاحف منه مسرى الداء
وسواه قس وهل التدبر ممكنٌ
مع خلط نسق إمامها بوراء
أما الأغاني في التلاوة مبتلى
أصحابها بمصيبةٍ دهماء
إلا بجمع شروطها فاسمع لما
يتلى عليك وشده بوكاء
أن لا يقدم صنعة التحسين في
صوتٍ على قانون علم أداء
مدّاً لمقصور وقصر مديده
كالإدغام وغنةٍ إخفاء
وسواه من آدابها فمفرطٌ
تبعاً لأنغامٍ من الجناء
هذي الشروط بالاتفاق لقارئٍ
أما الذي ينحوه للإصغاء
وافى لسمع الذكر إلا أنه
يختار صوتاً راق أهل ذكاء
فالقصد يستمع الكتاب تدبراً
لا لاشتهاء النفس صوت غناء
ودليله أن لا يفارق قلبه
معنى الكلام بنغمةٍ حسناء
ومن المشاهد أن مستمعي أولا
يتأوهون كمشتكى الأزراء
والبعض يطربه السماع وربما
يهتز صائح صيعة السراء
سلهم أمعني الذكر وقتئذٍ دروا
كلّاً ورب الغيث والأنواء
ما ثم جوفٌ يحتوي قلبين دع
تلبيس أهل الغي والإغواء
ما جيئ بالقرآن إلا للهدي
بحضور قلب تخشعٍ وبكاء
ما يستحون من اتخاذ كلامه
سبحانه للهو ستر وقاء
وسماعه من آلةٍ وآذانها
لعباً وتتلو خطبة الخطباء
هزؤا بدينهم لطمس بصيرةٍ
تبّاً لمعشر شقوةٍ سفهاء
واردفه ذكر معقبات صلاتهم
يزقى مسبحهم كهزل مكاء
فالذاكرون تلعثموا غلطاً به
والمنصتون لهوا بسمع حداء
واسمع لبدعيٍّ ينادي بالدعا
تنميقه في سجعة الورقاء
آمين آمين المغني باسمها
أجمال صوتٍ مسرعٌ بعطاء
أوربك الرحمن في بعدٍ غدا
وتضرعٍ ذي خفيةٍ بدعاء
وبه كتاب اللَه جاء مصرحاً
أيثاب ذكر تصنعٍ ورياء
لم يعلموا من كان يعمل مثل ذا
للإقتراب يجاب بالإقصاء
والعلة الكبرى التي منها البلا
داء التعود معضل الأدواء
كم بدعةٍ ورذيلةٍ سهلت على
قومٍ بها اعتادوا بلا استحياء
كم سنةٍ وفضيلةٍ سيقت لمن
ما اعتاد ينظرها من البلواء
أين التقى يا خير أمةٍ أخرجت
للناس ذات شريعةٍ زهراء
أمراً بمعروفٍ ونهى مناكرٍ
يا فوز شهمٍ آمرٍ نهاء
أما الذين يفسرون كلامه
سبحانه بالحدث والآراء
ولعوا بفلسفةٍ رأوها حجةً
معصومةً من زلةٍ وخطاء
شموا روائحها وبعضٌ قلدوا
صبغ القرين بصبغة القرناء
وتجرؤا حتي بها وزنوا لهم
إخبار غيبٍ صح بالإيحاء
هذا من الإلحاد في آياته
والملحدون معاضدون والأعداء
إيماننا بالغيب أول مطلعٍ
في المصحف المتبوع للسعداء
تفسيرهم طيراً أبا بيلاً بمك
روبٍ تعدٍّ جالب الأسواء
أي اضطرارٍ موجبٌ لعدولنا
عن ظاهرٍ بمحجةٍ بيضاء
والشرط في التأويل رد العقل ما
في ظاهرٍ بالقطع قطع مضاء
للعقل أيضاً منتهي من جازه
في الحال يصم بفتنةٍ عمياء
جزموا بظنياتهم شغفاً بها
والظن غير الحق في الأشياء
مست عقائد في الصريح ورودها
قالوا اقتضته قواعد الحكماء
يا قوم مالكم خلطتم ذا بذا
لا تعقدوا عقداً بغير ضياء
تصديق ما شادوا بنهج صنائعٍ
لا ضير تسليماً إلى الخبراء
إذ ثم مكتشفاتهم والدين لا
ينفي حقائقها لدي العقلاء
أما الذي هو من وراء فهومهم
حجرٌ على فم معتدٍ خطاء
سبحانك اللَهم هذا منكرٌ
بهتان فاكتبنا من البراء
شكراً لمن أسدى لنا أنشودةً
تزرى ببهجة روضةٍ غناء
هذا وقد هيجت لي أسفاً خبا
وأثرت لي أملاً لنجع دواء
فعسى نهوضك فيه نفع للورى
إذ كنت صالح نيةٍ بصفاء
أهلٌ لها عبد الحفيظ وخدنها
في فطنةٍ ومعزةٍ قعساء
علمٌ كعلمك نافعٌ تهدي به
والنفع رأس الشكر للنعماء
إقبل جواباً تم ضمن قصيدةٍ
طاعت قوافيها بلا استيناء
وافتك ترفل في مطارف قدرها
محمرة الوجنات ذات حياء
للمصلحين تمتعٌ وكفيلةٌ
ببصارة الأنوار والظلماء
ولمن تعدى الحد شرعاً سهمه
منها شرارة منذر الإصلاء
كعصا الكليم له متاعٌ والبغا
ت أتتهم في حيةٍ رقطاء
يا رب وفق والذنوب اغفر لنا
وكن الولي لنا وجد برضاء
وصل الصلاة مع السلام على الذي
ختم النبوة سيد الشفعاء
ابن عزوز
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2013/01/22 11:38:24 مساءً
التعديل: الثلاثاء 2013/01/22 11:42:10 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com