عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > ابن كمونة > نوى ظعناً يبقي منى فالمحصبا

العراق

مشاهدة
685

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نوى ظعناً يبقي منى فالمحصبا

نوى ظعناً يبقي منى فالمحصبا
فأدنى إليه اليعملات وقربا
وفوض من بعد الأقامة راحلاً
يلف الربى بالبيدو والبيد بالربى
وجشمها شرق البلاد وغربها
إذا جاز منها سيسباً أم سبسبا
ليقضي عليها من منىً غاية المنى
فقد شاقه من شعبه ما تشعبا
وقد جنحت للخيف حتى كأنما
قوائمها نيطت بأجنحة الصبا
وأرسلها من طيه الأرض آصفا
وقد ذكرتني هدهداً جاء من سبا
وعرس كيما يستريح ركابه
بأعطانها مما عراها وأتعبا
ولما حدا الحادي وهاج أهاجها
رواقص للادلاج هجن تطربا
ووجه تلقاء المعرف وجهه
ليقضي به فرض الوقوف تقربا
ولما قضى التعريف والشمس آذنت
وقد أزف الترحال أن تتحجبا
وحيث أفاض الناس أرخى ركابه
وألوى به للمشعرين ونكبا
وضج فضج الناس كل مؤديا
من الذكر ما نص الإله وأوجبا
ومال إلى جمع الحجار ورميها
ولما رماها ساق هدياً وقربا
وطاف ببيت الله سبعاً إنابةً
إليه وصلى في المقام وعقبا
وقد أوسع الأركان عند استلامها
دموعاً فخيل السيل قد بلغ الزبى
وأكثر عند المستجار تنصلاً
إلى ربه مما أساءَ وأذنبا
وساغ إليه الورد من ماء زمزم
وأعذب بماء ورده ساغ مشربا
وللسعي بين المروتين مهرولاً
سعى وبجلباب الخضوع تجلببا
وسارع للتقصير غير مقصر
وشرق للتشريق ينحو المحصبا
ولما قضى نسكاً مناسك حجه
نحا يثرباً لا أبعد الله يثربا
بأم وقد زفت به العيس مرقداً
هو العرش بل أربى حضيضا ومنكبا
تجلى عليه الله جل جلاله
فوارى به نور التجلي وحجبا
وأوذعه صوناً حقيقة سره
وصان به علم الغيوب فغيبا
ومد رواقي ظله في رواقه
فخيم ظل الله فيه وطنبا
وغشى بما غشى أشعة نوره
حذاراً بأن يغشى العيون فتذهبا
فهذا هو المشكاة في كل وجهة
ترى منه مصباحا يضيء وكوكبا
فيا مدلج الوجناء والليل حالك
سلكت بها الأهدى إلى الرشد مذهبا
إذا ما ترآى سفح أعلام يثرب
ولاح لديها مسجد الفتح من قبا
ترجل فما الوادي المقدس بالذي
يضاهي وإن حاز التقدس يثربا
وأنى يضاهي مرقداً ضم علةً
بها كل معلول من الله سببا
حوى من إليه الله أدناه رفعةً
وقربه من قاب قوسين أقربا
وأوحى إليه ما أراد بخلقهذ
فبلغ ما أوحى إليه وأعربا
فهذا زعيم الرسل والرسل نبَّؤٌ
عن الله ما يملي عليها من النبا
هو المصدر الفياض والفيض صادر
بامداده ينهل للخلق صيبا
صفا فاصطفاه ذو الجلال لنفسه
ونزهه من كل ريبٍ وهذبا
فليس لذي لبٍ سبيل لنعته
وإن صعَّد الفكر السليم وصوبا
فعفر بمثواه جبينك مدركاً
من المجد أنهى ما تمنيت مطلبا
وبث لديه ما جرى يوم كربلا
فبالحشران قايسته كان أصعبا
أمستنزل الأقدار هلا جلبتها
وفاجأت قوماً أغضبوا الله مغضبا
وهلا بعثت الرسل تترى كتائبا
لمن حاد عن نص الكتاب وكذبا
وهلا ندبت الغلب فتيان غالبٍ
ونبهت فرسان الملاحم يعربا
وهلا يخيل الله طلاب وتره
ملأت فجاج الأرض شرقاً ومغربا
لتدرك ثارات الحسين فقد قضى
ظماً وقضت أبناؤه الغر سغبا
برغم العلى فوق العوالي رؤوسهم
تعلى وفي أجسامهم تعبث الصبا
وقد هتكت حجب الجلال وأبرزت
بناتك من حجب الجلالة للسبا
أبيح حماها ما استكانت ولم تجد
حميماً فيحميها ولم تر مهربا
وأعظم ما يشجي الغيور سفورها
وأعظم منه أن تسب وتسلبا
فيالحريمٍ قد أتبيح وحرمة
أبى الله إلا أن تصان وتحجبا
لعمرك ما الصبر الجميل بهتكها
جميل لدى أهل الحمية والابا
ومن زينب عز البتول بولدها
وعز عليها أن تراهم وزينبا
وناد بنادٍ في البقيع لثارها
بني مضر والسادة الغلب تغلبا
وجعجع بها شعث النواصي ضوابحاً
فسلهبةً صبحاً تسابق سلهبا
تقل رجالاً من لوي سيوفها
لادراك ثار الله مشحوذة الشها
جرى جريها حتم القضا وسيوفها
جرت جريها الأقدار ضربا ومضربا
كأن علياً في الحروب أعارها
ثباتا وغضباً بالقراع مجربا
قيم بها مغناه فهو زعيمها
ومفزعها إن ناب دهر وارعيا
وفاخر ملوك الأرض حول ضريحه
طوافاً وأملاك السماء تأدبا
وقل يا عظيماً عظم الله شأنه
فعبر في فرقانه عنه بالنبا
ويا فتنى الله التي فتن الورى
بها وبها اذرا خبيثا وطيبا
ويا لوحه المحفوظ والقلم الذى
به أثبت الله القضاء ورتبا
وآيته الكبرى وفرقانه الذي
على حفظه حث الأنام ورغبا
إليك أمير المؤمنين شكايةً
تغص شجامها وتنقض مغضبا
ويوشك أن تنبث حزنا لبثها
المهاد وأحرى أن تسيخ وتقلبا
أبا حسن أضحى الحسين مجدلاً
تريب المحيان بالدماء مخضبا
صريعاً تحاماه الأسود مهابةً
وتعدو عليه الأعوجيات شزبا
عجبت وما فكرت إلا وزادني
قعودك عن ثار الحسين تعجبا
قعدت ولم تنهض ولا زلت قائماً
بأعباء ما أعي القرون وأتعبا
ولم تبرح المثوى كأن مصابه
أصار فقار الظهر منك محدبا
وأجج في أحشائك النار كلما
خبت زادها ما ذاب منك تلهبا
وصعد أقذاءً لعينيك عن دم
فأوشك أن يجري مع الدمع صيبا
فما زالت الدنيا وأنت مليكها
تنوبك إن أعرضت عنها تجنبا
وكنت لحلم الله بالصبر مظهراً
وعن بطشه بالبطش لا زلت معربا
فقلبك أعي أن يراع فما الذي
عراه فأعياه أرتياعاً وقلبا
وسيفك لو حكمته في نفوسها
لأسكنها دار البوار وماصبا
أضعتم سرايا شيبة الحمد حمدكم
وبالضيم بوءتم إن عدلتم عن الإبا
متى أبصر الدنيا وقد غص رحبها
سروراً وتغر الدين يفتر أشنبا
أسأت إلى نفسي وأذنبت واثقاً
بصفكم عمن أساء وأذنبا
فأنتم أمام الخائفين ولم أكن
وإن ساء فعلي خائفاً مترقبا
كفاني حسين شافعاً ومشفعاً
وخدمته حسبي فخاراً ومنصبا
أقول إذا ما قست ذنبي بعفوه
ألا إنني في تركه كنت مذنبا
ابن كمونة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2013/01/22 11:46:07 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com