صَدَّقتُ نارَ القَلبِ لَمّا كانَ
|
عَرشُ اللهِ مَرفوعاً عَلى ماءٍ
|
|
|
وَالسَّماءُ تُرَتِّبُ الأَسماءَ
|
في أُسطورَةِ التَّكوينِ مِن نارٍ وَطينْ
|
وَتَقِدُّ مِن ضِلعي بُذورَ النُّطفَةِ الأُولى
|
وَتَعجِنُ مِن تُرابِ الأَرضِ عَرشَ المَرأَةِ الأُولى
|
|
تُتَوِّجُها عَلى فَلَواتِ رُوحي
|
|
|
|
تُعلِّمُها مِنَ الأَسماءِ أَسماءً
|
|
وَطَعمَ القُبلَةِ الأُولى
|
وُضُوحَ الرُّوحِ في جَسَدٍ
|
مِنَ الصِّلصالِ مَسكوناً بِقَلبٍ قُدَّ مِن نورٍ وَنارْ
|
|
|
يَبحَثُ في سُكونِ اللَّيلِ عَن قَلبٍ يُرَفرِفُ ساخِناً
|
وَيُكَسِّرُ الصَّمتَ الَّذي ما زالَ يَجري في عُروقي آيةً
|
|
وَحدي أَنا في السِرِّ أَستَرِقُ النَّظَرْ
|
مِن خَلفِ أَبوابِ السَّماءِ لِصَدرِها العاري
|
يُبَلِّلُهُ رَذاذُ الماءِ مُختَلِطاً بِدَمعي
|
|
لا الصَّوتُ يَختَرِقُ الهَواءَ مُمَزِّقاً جُدرانَ حُزني في الظَّلامِ
|
|
وَلا أَحَدٌ يُقاسِمُني بُكاءَ القَلبِ حينَ يَنامُ مَكسوراً
|
عَلى حَجَرٍ وَحيداً في العَراءِ وَفي المَطَرْ
|
يَتَقَمَّصُ الأَسماءَ مُحتَرِقاً:
|
رَحيلُ الظِلِّ نحَوَ الشَّمسِ مُرتَعِشٌ
|
مِياهُ النَّهرِ حينَ تَلوذُ بِالأَشجارِ خائفةً
|
وَدوريٌّ يُلَملِمُ ما تَبَقّى مِن حُطامِ العُمرِ
|
كَي يَبني عَلى الأَشجارِ أَعشاشاً لِدوريٍّ صَغيرْ
|
وَالبَحرُ مِرآةُ العَذارى
|
|
والرِّيحُ أُولى الأُغنِياتْ
|
|
|
أَنيني خَلفَ جُدرانِ الغُروبِ مُعَلَّقاً
|
ما بَينَ رُؤيايَ الَّتي خَبَّأتُها في القَلبِ يَوماً بَعدَ يَومٍ
|
|
وَاعتَنَقتُكِ مَذهَباً في السِرِّ لي وَحدي
|
|
أَلفُ عامٍ بَينَنا مَزَّّقتُها
|
وَتَركتُها خَلفي رَماداً بارِداً
|
وَأَنَرتُ مِن قَلبي شُموعي
|
جِئتُ أَزحَفُ عارِياً مِن كُلِّ عُمري
|
جِئتُ وَحدي هارِباً مِن كُلِّ أَشعاري
|
|
|
كانَ وَجهُكِ كُلَّ ما عَتَّقتُ مِن أَمسي
|
وَحُزنُكِ كانَ يَشرَبُني عَلى مَهلٍ
|
|
أُفَتِّشُ في ثَنايا الحُزنِ
|
عَن غَيمٍ يُظَلِّلُني مِنَ الأَحزانِ
|
|
أُنادي كُلَّما ضاقَ المَكانُ وَأَوجَعتني الذِّكرَياتُ
|
وَضَجَّ صَمتُ الأَرضِ مِنّي
|
كُلَّما حارَ السُّؤالُ مِنَ السُّؤالِ
|
وَعادَ صَوتي مُطفَئاً يَشكو
|
أُفَتِّشُ عَنكِ بَينَ خُطايَ
|
|
|
|
|
وَحينَ أَراكِ قادِمَةً مِنَ الآتي
|
بِعَكسِ الرِّيحِ تَخنُقُني دُموعي
|
أَلفَ عامٍ حاوَرتني أَلفَ عامٍ
|
|
|
|
|
وَالنَّخيلُ مُسافِرٌ سُحُباً مِنَ الأَحزانِ
|
|
تَمُرُّ الآنَ في جَسَدي عَلى مَهلٍ
|
|
|
|
وَتُطفِئُني بماءِ القَلبِ
|
تحَمِلُني إِلى مِحرابِ عَينيها
|
أُصَلّي هائماً في الصَّمتِ
|
وَحدي لِلتُّرابِ وَلِلمَطَرْ
|
الآنَ تَسجُدُ نارُ قَلبي لِلحَمَأْ
|
لِلطِّينِ أَسجُدُ عاصِياً
|
|
|
|
|
|
ها أَنا أَمشي وَراءَكِ مِثلَ ظِلِّ شارِدٍ
|
|
وَقلبي لَم يَزَل ناراً تُعَذِّبُني
|
وَتحَرِقُ ما تَبَقّى مِن حُطامِ العُمرِ
|
|
|
|
|