يَومَ السّؤالِ وحينَ نَرجُو المغْفِرَهْ |
قُولوا لِمنْ تَرَكَ الإنابَةَ مُدْبـِرَهْ |
|
كيفَ السّبيلُ إلى شَفاعَةِ أَحْمدٍ |
عِندَ النّدامَةِ يومَ تَبكِي الْحَنْجَرَهْ |
|
وَنَقولُ يَاليتَ الْحيـاةَ تَعَطَّلَتْ |
في دَربِها وَنعودُ نَرْوي التّبصِرَهْ |
|
لِمَحَبَّةٍ غَرَسَ الرّسولُ فَسيلَهـا |
بينَ الْقُرَى فَتَرَى النُّفوسَ مُعَطَّرَهْ |
|
يا أَيّها الْمأْخوذُ في بَحرِ الْهَوَى |
ارْكبْ سَفينَكَ تِلكَ دُنيَا مُقْفِرَهْ |
|
يا مَنْ تُناجي وَهْمَ ضَوءٍ لَمْ يَلُحْ |
هُوَ مَنْ نَناجِي حينَ تَغْفُو الْمَعْذِرَهْ |
|
إنّ الطّريقَ لِمنْ يَؤوبُ مُعَبّـدٌ |
وَدُروبُ مَنْ شَرِبَ الذّنوبَ مُبَعْثَرَهْ |
|
سُنَنُ الْهِدايةِ أُنْزِلَتْ فَتَحَرّرَتْ |
أُمَمٌ نَمَتْ بينَ الْجوَى مُسْتَعْمَرَهْ |
|
فَانْهلْ بِما قالَ الْحَديثُ مُغَرّدَا |
وَافْخَرْ بِأنّكَ قدْ هُدِيتَ لِتَشْكُرَهْ |
|
فَرِسالةُ الْمَولَى تَنَجَّمَ عِطْرُهـا |
تَحتَ السّماءِ وَلم يَكنْ قدْ أَخَّرَهْ |
|
تَجلُو عنِ العَينِ الغَشَاوةَ والقَذَى |
وَتُرِي النّفوسَ شُموعَها مُسْتَبْشِرَهْ |
|
فَاظْفَرْ بِما غَرَسَتْ يَداهُ منَ الهدَى |
واصْرِفْ حِصَانَكَ في الحقُولِ الْمَخْضَرَهْ |
|
منْ لَم يُبَايِعْ قَلبُهُ كَفَّ الْحَبيـ |
بِ فَكيفَ يَرقَى معْ وُجُوهٍ مُسْفِرَهْ |
|
سَتَرَونَ وَجْهَ اللهِ عَيناً في السَّما |
ذاكَ الرِّضَا قالَ القَديرُ وَبَشَّـرَهْ |
|
نَكَصَ الّذينَ مَضَوا على أهْوائِهمْ |
فاَلْزَمْ سَبيـلَ مُحَمّدٍ يَوماً تَـرَهْ |
|
بُشْرى لِمْن شَغَلَ الفُؤادَ بِحُبّهِ |
وَتَعَطّـرَتْ أَنْفاسُـهُ لِلْمَقْبَـرَهْ |
|
وَحَذارِ مِنْ غَسَقِ الْقُلوبِ إِذا هَوَتْ |
أَنْ لا تَرَى بَابَ الإِيابِ فَتُنْكِرَهْ |
|
فَمَنِ ارْتدَى جَرسَ العمَى وَتَجَوّلَتْ |
أَنفاسُهُ بينَ الْغَـوَايةِ وَالشّـرَهْ |
|
يَخْشَى الخروجَ عنِ السّبيلِ وَضَوئِهِ |
وَتَراهُ يَغـرقُ في هموم مُوغِـرَهْ |
|
وَلَبِئْسَ مَثـوَى الظّالِمينَ إذا رَأَوا |
نَجْمَ الرّشَادِ وَقَد دُعوا لِتَدَبّرَهْ |
|
شَمسُ الصّحابَةِ لَم تَزلْ وَهّاجَـةً |
فَاصْدَعْ بِها بِدَعاً تَراءَتْ مُبْهِرَهْ |
|
والْبَسْ قَميصَ شَفيعِنا تَلْـقَ السّنا |
وامْشِ الْهُوَينا في الدّرُوبِ الْمُعْسِرَهْ |
|
مَنْ غَيرُهُ شَرُفَتْ لـهُ كلُّ الرِّقـا |
بِ وَهابَهُ أَنْفُ الْمُلوكِ وَقَـدّرَهْ |
|
وَتَرنَّمَتْ لِخُيُـولهِ أرْضٌ عَتَـتْ |
عنْ أَمْـرهِ وَتَقَرّبَتْ بالمعَـذِرَهْ |
|
فَالأرْضُ كانتْ تَشْتكي منْ هُونِها |
وَالْعَبـدُ لم يَرَ وَالياً كَي يَخْفُرَهْ |
|
أَوَلَمْ تَرَوا للْجِذْعِ كيفَ حَنينُـهُ |
أَنْدَى الرّمُوشَ خُوارُهُ والجمْهَرَهْ |
|
وَالذِئبُ يَشْهدُ للرّسُولِ بِيَثـرِبٍ |
والْماءُ بينَ يَدَيـهِ نَبْعٌ فَجَّـرَهْ |
|
فَامْـلأْ فُؤادَكَ بِالْخَليلِ وَهَدْيِـهِ |
طُرُقُ الشّقاوَةِ لنْ تَراها مُقْمِرَهْ |
|
هُوَ حِبُّنَـا ، صَلّوا عَليهِ وسَلّمُوا |
ترْوُوا بِهِ شُغُفَ القُلوبِ المدْبِرَهْ |