يَحِق لِلأَزهَرِ المَعمورِ أَن يَهنا | |
|
| فَما تَمَنّاه مَولانا بهِ منّا |
|
وَالدَهرُ مَدَّ يَداً لِلصُلح مُعتَذِراً | |
|
| وَأَصبَح اليَومَ يَرجو قُربه مِنّا |
|
وَأَشرَقَت في سَماءِ السَعدِ شَمسُ مُنىً | |
|
| وَبُلبُلُ الأُنسِ في رَوضِ الصَفا غَنّى |
|
وَاِستَبشَر الناس بِالخَيرِ المَزيد لِذا | |
|
| كُلٌّ لِصاحِبِه في الكَونِ قد هَنّى |
|
مُذ عاد مَولى التُقى شَيخاً لأَزهرنا | |
|
| حَسّونَةُ المُنتَقى يستصحِبُ اليُمنا |
|
الجِهبِذيُ أَبو الإِفضلِ مَن بِسَنا | |
|
| مِشكاةِ أَفكاره فاق الوَرى ذهنا |
|
ربُّ المَهابَةِ وَالإِجلالِ مَن شهِدت | |
|
| بِطيب مَسراه فينا السيرَةُ الحَسنا |
|
دُرِّهِ المُنتَقى كم زان قاصِدَهُ | |
|
| وَكنزِهِ المُجتَبي كم أَجزل المنا |
|
في حُسنِ منطقه سحرُ البيانِ بدا | |
|
| شهمٌ رَأَينا لهُ كسبَ العُلا فنا |
|
أَبو المَعالي فتَأبى أَن يكون لها | |
|
| سواهُ أَهلاً وَلا يَرضى سواها ابنا |
|
هذي مَآثره تُغنيكَ بيِّنَةً | |
|
| فَإِنَّ منطِقها لا يَعرِف المينا |
|
لا عَيبَ فيهِ سوى تقليدنا منناً | |
|
| غَرّاء تُعجِزُ مَن طولَ المدى أَثنى |
|
اذا عُيونُ وُلاةِ الأَمرِ قد غَفلَت | |
|
| نَراه في نفعِنا قد أَسهر الجَفنا |
|
يولى الجَميلَ لراجيه وَيُشكرهُ | |
|
| وَلَيسَ يُتبِعه فخراً وَلا مَنّا |
|
لِلَّهِ أَخلص في قولٍ وفي عملٍ | |
|
| وَليسَ غيرَ صلاحٍ يبتَغي مِنّا |
|
لا يُعرفُ الطيب إِلّا من شَمائِلِه | |
|
| وَلا العَدالةُ إِلّا ما له سنّا |
|
لَئِن تَقضّى زَمانٌ كان يُغضِبُنا | |
|
| فَذا زَمانٌ به فَوقَ المنى نِلنا |
|
فَالأَزهَرُ اليوم مَسرورٌ بِعَودَتِهِ | |
|
| فَإِنَّهُ مِن نَواهُ طالَما أَنّا |
|
وَطالَما قد شَكا مِمّا أَلَمَّ بِهِ | |
|
| وَطالَما بِاِستِياقٍ لِلِّقا حَنّا |
|
يا ناصِرَ الدينِ وَالأَعدا قَدِ اجتَمَعوا | |
|
| لِيَهدِموا من أَعالي حِصنه رُكنا |
|
نصرتهُ عند ما عَزّ النَصيرُ له | |
|
| وَكنتَ وحدَكَ في مِصرٍ له عَونا |
|
لم تَخشَ في اللَهِ لَومَ اللائمين وقد | |
|
| جاهَرتَ بِالحَقِّ وَالغَيرُ انزَوى جُبنا |
|
أَفحَمتَ خَصمك مُحتَجّاً عَلَيه بِلا | |
|
| إِكراهَ في الدينِ حَتّى قالَ آمنا |
|
وَبِعتَ في دينكَ الدُنيا بِما اِشتَمَلَت | |
|
| وَقُلتَ إِن ننصُر الرحمن يَنصُرنا |
|
لِذا مَقامَكَ فاقَ الشَمس منزِلَةً | |
|
| وَطيبُ ذكرِكَ فينا عطَّر الكونا |
|
يا آلَ الأَزهر كونوا كُلُّكُم رجُلاً | |
|
| وَبِالقُلوبِ تَصافَوا وَاِرتُكوا الضِغنا |
|
كَفى كَفى ما مَضى مِمّا أَضرَّ بِنا | |
|
| مِنَ التَفَرُّقِ وَلنَرجع كما كُنا |
|
قَد كانَ أَصغَرُكُم يُجِلُّ أَكبَرُكُم | |
|
| وَالأَبُّ في كُلِّ آنٍ يَرحَمُ الإِبنا |
|
وَما سَمِعنا بِشَكوى قَبلُ مِن أَحدٍ | |
|
| وَلا رَئيسٍ عَلى ذي حاجَةٍ ضَنّا |
|
وَكُنتُمُ باِئتِلافٍ في عَفافِكُم | |
|
| يَسعى الأَميرُ إِلَيكُم ليس مُمتَنّا |
|
فَصَيَّرَ الحالَ مَعكوساً تَزَلُّفُكُم | |
|
| لكُلِّ ذي نِعمَةٍ عنكُم قَد استَغنى |
|
حَتى ازدراكُم بهذا كل مُحتَرِمٍ | |
|
| لكم وَمجكُمُ الأَعلى مَعَ الأدنى |
|
وَحَلَّ بعد الوِفاقِ الخُلفُ بينكم | |
|
| وَالحِقدُ وَالبُغضُ صارا عِندَكم فنّا |
|
وَالعَفوُ أَنكرتُموهُ وَهوَ شيمَتُكُم | |
|
| وَالصَفحُ لَفظٌ لديكُم مُبهَمُ المَعنى |
|
لذاكَ نال أَعادي الدين بغيتهم | |
|
| فينا وَكان الَّذي مِن أَمره خِفنا |
|
الحَقَّ قلتُ وَلا أَخشى ملامتكُم | |
|
| فالحقُّ إن ضاع عمداً بيننا ضِعنا |
|
فإن تَرَوا أن تُعيدوا مجدَ سالِفِكم | |
|
| وَأن تصونوا به أعراضكُم صَونا |
|
فلتَقطَعوا حبلَ مرذولِ التقاطُعِ وَل | |
|
| يكُن شعارُكُم الإِخلاصَ لا الشَّحنا |
|
وَلتقتدوا بهداةٍ منكمُ شهِدت | |
|
| بفضلهم وتقاهم سيرةٌ حَسنا |
|
عَفُّوا فخفّوا وصانوا ماء وجههمُ | |
|
| فكان هذا لدين المصطفى حِصنا |
|
كونوا يَداً مَع نَصير الحقّ شَيخِكُمُ | |
|
| وإن ظَنَنتُم عُدولا حسِّنوا الظَنّا |
|
وَاِستَغفِروا اللَهَ مِمّا كان وابتهلوا | |
|
| إليهِ يَغفِر لنا فضلاً ويرحَمنا |
|
عَلَيهِ صلِّ وَسَلِّم رَبَّنا أَبداً | |
|
| وَالآلِ وَالصَحبِ جَمعاً ما الدُجا جَنّا |
|