ما دامَ رائِدَنا الإِخلاصُ في العَمَلِ | |
|
| لا بُدَّ نَبلغُ يَوماً غايَةَ الأَمَلِ |
|
وَذو العَزيمَةِ إِن رام المُحالَ فَلا | |
|
| يحولُ دونَ مناه أَوعرُ السُبُلِ |
|
وَمَن يُزَعزِعهُ تَضليلُ مُعتَمِدٍ | |
|
| عَلى قُواهُ فهذا لَيسَ بِالرَجُلِ |
|
الحقُّ لا بُدَّ يُعلى شَأنَ صاحِبِه | |
|
| وَالظُلمُ يَدعو إِلى الخِذلانِ وَالخَطَلِ |
|
وَالاتِّحادُ قُوىً لا يُستَهانُ بِها | |
|
| تَعنو لها قوّةُ البَتّارِ وَالأَسَلِ |
|
فَوَحِّدوا الرَأيَ لا يَلعَب بِلُبِّكُم | |
|
| هَوى النُفوسِ فذا داعً إِلى الزللِ |
|
أَمران مَن يَعتَصِم يَوماً بحَبلهما | |
|
| فَالنُجحُ رائِدهُ في أَيِّما عَملِ |
|
هُما الثَباتُ وَتَوحيدُ القُلوبِ لِذا | |
|
| إِلَيهِما قد دعانا خاتَمُ الرُسُلِ |
|
وَإِن أَردتُم مِثالا صالِحاً حسناً | |
|
| فَسعدُ أَبلغ ما تبغون مِن مَثَلِ |
|
فَبِالنَفيسِ وَبِالنَفسِ العَزيزَةِ قد | |
|
| ضَحّى وَعَمّا أَرادَ الشَعبُ لم يَحِلُ |
|
كَم وَقفةٍ لَم يَقفها غيرُهُ شهدت | |
|
| بأنَّهُ فَوق أَهلِ الرَأيِ وَالجَدَلِ |
|
وَلم يُزلزلهُ ما لاقى وَقد وَهَنَت | |
|
| عزائِمُ الكلِّ مِن نَجدٍ وَمِن بَطل |
|
قُوّادَنا إِنَّ مِصرَ اليومَ قد وَضَعت | |
|
| آمالَها فيكُمُ فَاِمضوا بِلا مَهَلِ |
|
وَحَقِّقوا ما رَجَت بِالفعل تحمَدُكُم | |
|
| فَخيرَةُ الناس مَن يَفعل وَلم يَقُلِ |
|
وَأَنقِذوها مِنَ الضيم المُهين لها | |
|
| وَحَرِّموا النومَ تَحريماً على المُقَلِ |
|
فَقَد عَرَفتُم وَكُلُّ الناسِ قَد عَرَفوا | |
|
| عواطِف الشَعبِ نَحوَ المُخلِصِ البَطَلِ |
|
مِلكُ الشُعوبِ بِإِخلاصِ القُلوبِ لها | |
|
| وَلَيسَ مِلكُ قلوبِ الشَعبِ بِالحِيَلِ |
|
وَالمَرءُ ذِكرى وَأَعمالٌ يُخلِّدُها | |
|
| وقد كفاكُم دَليلاً سيرَةُ الأُوَلِ |
|
وَالشاهِدُ العَدلُ تاريخُ الرِجال فَما | |
|
| يقوله فهو مَقبولٌ بِلا جَدَلِ |
|
فَإِن أَردتُم مكاناً في القُلوبِ لكم | |
|
| مُخَلَّدَ الذِكرِ في الأَجيالِ وَالدُوَلِ |
|
فَحَقِّقوا بِمَضاءِ العزمِ أُمنِيَةً | |
|
| لِلشَّعبِ يَنجو بها من ذلكَ الخَطَلِ |
|
لم نَنسَ وَقفَتَكم يومَ الكَريهَةِ إِذ | |
|
| عِفتُم مَناصبكم جمعاً بِلا بَدَلِ |
|
أَيَّدتُمُ الشَعبَ تَبغونَ النُهوضَ بِه | |
|
| وَالحَقُّ لَولا اتِّحادُ الرَأيِ لم نَصِلِ |
|
وحينَما قد قَرَأنا في ضَمائِرُكُم | |
|
| آياتِ إِخلاصِكُم ف الحادِثِ الجَلَلِ |
|
تجدَّدَت بعد يَأسٍ عندنا ثِقَةٌ | |
|
| كما تجدَّدَ فينا باعِث الأَمَلِ |
|
لنسا بِعُبّاد أَشخاصٍ نُقَدِّسُهُم | |
|
| لَسنا نُقَدِّسُ إِلّا مَبدَأَ الرَجُلِ |
|
سَعدٌ وَمَن معه في الرَأي قادَتُنا | |
|
| ما دامَ إِخلاصُهُم في القَولِ وَالعَمَلِ |
|