سعدٌ له بِقُلوبِنا أَسمى مَكانه | |
|
| حاشا نُسَلِّمُ أَن نَرى أَحداً مكانَه |
|
شَهدَ الخَلائِقُ أَجمعونَ بأَنَّهُ | |
|
| رغم المَصاعِب خيرُ مَن أَدّى الأَمانَه |
|
هل فيكُمُ مَن حدَّثتهُ نفسُه | |
|
| يَوماً بَزيغٍ عند سَعدٍ أَو خِيانَه |
|
هل مُنصِفٌ مِنّا رماه بِأَنَّهُ | |
|
| كِسواهُ ساوَمَهُم على بَيع الكِنانَه |
|
هل في الوُجودِ لفضلِ سَعدٍ جاحِدٌ | |
|
| إِلّا الَّذي عقلَت يد البَغضا لسانَه |
|
أو هل سمعتُم أَنَّه يوما صَبا | |
|
| لِلَّهوِ أَو ضَمَّته مَع هَيفاءَ حانَه |
|
إِن كانَ لا هذا وَلا هذا جَرى | |
|
| منه فما العَينُ الَّذي يا قومُ شانَه |
|
مَن ذا الَّذي أُوتى مَواهِبَ مِثلَهُ | |
|
| تحكى حِجاهُ أَو سَناهُ أَو بَيانَه |
|
عَجزت دُهاةُ القَومِ عن تَضليله | |
|
| إِذ كُلَّما دَسُّوا له سُمًّا أَبانه |
|
لم يَثنِ عَزمتَهُ انحِلالُ عَزائِمٍ | |
|
| مِن مَعشَر جبُنوا وَعَهدَ اللّه صانَه |
|
قَد هالَهم بَطشُ العَدُوِّ فَزُلزِلوا | |
|
| مع أَنَّ حَبلَ الظلم ليسَ له مَتانَه |
|
وَلَو أَنَّهُم صَدَقوا وَلَم يَتَحَيَّزوا | |
|
| ما نالَهُم منا ازدِراء أَو إِهانَه |
|
لكن قَضى حُبُّ الوَظائِفِ أَنَّهُم | |
|
| يَستَسلِمونَ وَيَأمرونَ بِالإِستِكانَه |
|
ضَلُّوا وَعن عَمدٍ أَضَلُّوا وَاِبتَغَوا | |
|
| بيع الضَمائِر وَاِصطَفَوا لهمُ بِطانَه |
|
لتَدُسَّ مِن سُمِّ التَفَرُّقِ ما تَشا | |
|
| وَتُمِدَّ مُنحطَّ الكرامةِ بِالإِعانَه |
|
وَتَجُرَّ غَوغاءَ البِلاد لِحَربِ مَن | |
|
| هم فخرُ مِصرَ أَولوا الحِجا وَأُولو الفَطانَه |
|
عظُمت نُفوسهمُ فَأَكبَرُ هَمِّهِم | |
|
| حفظُ البِلادِ وَصونُها كلّ الصِيانَه |
|
وَاللَهُ ما خانوا وَلا غَشَّوا وَلا | |
|
| جَهِلوا وَلا ضَلُّوا وَلا هَجَروا الرَزانَه |
|
جَغبوبُ وَالسَودانُ أَدرى بِالأُلى | |
|
| خانوا البِلادَ وَحُبِّبَت لَهُم الخِيانَه |
|
جَغبوبُ وَالسودانُ أَدرى بِالأُلى | |
|
| صاروا أَحَقَّ بِالازدِراءِ وَبِالمَهانَه |
|
مَن هم أَضَرُّ عَلى البِلاد مِن العِدا | |
|
| وَلِذا فَهُم أولى وَأَجدرُ بِالإِدانَه |
|
هل مَن جَنى هذه الجِنايَةَ واثِقٌ | |
|
| مِن دَهره بنَجاته مَعَ مَن أَعانَه |
|
إِن كانَ مِن جَنبِ الحكومَةِ آمناً | |
|
| هل كُلُّ ذي بَطشٍ سيعطيه أَمانَه |
|
يا مَن تَأَكَّل صَدرُهُ مِن حِقدِه | |
|
| وَأَضاعَ فيما لَيسَ ينفَعه زَمانَه |
|
حُبُّ الظُهورِ قَضى بِبَيعِ ضَميرِ مَن | |
|
| يَهوى الظُهورَ وَلَو رَأى فيهِ اِمتِهانَه |
|
يُغرونَ مَسلوب الإِرادَةِ وَالنُهى | |
|
| بفعال ما تَأبى المُروءَةُ وَالدِيانَه |
|
ذلَّت بِهِم مصرٌ وَأوذى أَهلُها | |
|
| وَعَمى البَصيرَةِ أَفقدَ الجاني حَنانَه |
|
ماذا يَكونُ وَقَد تَجَلّى أَمرُهُم | |
|
| إِذ كُلُّ مَن أَخفى لهم سِرّاً أَبانَه |
|
إِسقاطُ سعدٍ مُنتَهى آمالِهِم | |
|
| حتى وَلو مِصرٌ تَضيعُ بِلا ضَمانَه |
|
مَن ذا الَّذي يَرضى بِبَيعِ ضَميره | |
|
| لِيَنال مِن حكامه أَدنى لُبانَه |
|
الحِقدهم يعطونَ خَصمهُم السلا | |
|
| ح لِيَقتُلَن إِخوانَهُم وَيَقى كِيانَه |
|
هل بَعد أَن بهر اتحادُهُمُ الوَرى | |
|
| يَدعونَ لِلتَّفريقِ بَينهمُ مكانَه |
|
يا عُصبَةَ الإِنصافِ يا مَن شاهدوا | |
|
| ظُلماً بِوادي النيل أَفقده جَنانَه |
|
وَرَأوا لِواء العَسفِ يخفُق عالِياً | |
|
| الشَعبُ يَرجو أَن يُحَمِّلكم أَمانَه |
|
كلُّ يُبَيِّنُ ما عَليهِ وَماله | |
|
| وَيُطيلُ ما قَضَتِ الدَواعي في الإِبانَه |
|
لِيَكونَ تَضليلُ المُضِلِّ مُجَسَّماً | |
|
| وَيَرى مِنَ الشَعبِ ازدِراهُ وَامتِهانَه |
|
فَعَسى دُعاةُ السوء يَأفلُ نجمُهُم | |
|
| وَبِما جَنوهُ يُحرمون مِنَ الحَصانَه |
|
يا سَعدُ لا تَحفِل بما قد دَبَّروا | |
|
| سَيكونُ عُقبى المُعتَدى منهم هوانَه |
|
فَاللَه ينصُرُ ناصِرُ الحَقِّ الَّذي | |
|
| لم يُعلِ إِلّا رَبُّهُ في الناسِ شانَه |
|