عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أحمد تقي الدين > يا حاديَ العِيس عرّج بي على الخِيم

لبنان

مشاهدة
991

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا حاديَ العِيس عرّج بي على الخِيم

يا حاديَ العِيس عرّج بي على الخِيم
على منازل أَعراب بذي سَلَمِ
هناك نار القِرى مشبوبةَ الضرم
وثمَّةَ المثلُ الأعلى من الشَممِ
وثمةَ المثلُ الأعلى من الجودِ
وعُج بكثبان طيّ في بواديها
حيث المضارب قد عجَّت نواديها
وجردُها مقرباتٌ في نواحيها
عزّ الفلاة وما تنبو مواضيها
في كف كل أبيّ غيرِ رِعديدِ
هذا حمى حاتمٍ بالجود ينهمرُ
كأن نائله في كفه مطرُ
كأن في راحتيه النار تستعرُ
كأنه خادم للضيف يأتمرُ
وهذه شيمة العُرْب الصناديدِ
وجاد حاتمُ حتى انفذ النشبا
وهل تصون نفوس حرة ذهبَا
والمال إن لم تصنه حكمة ذهبَا
وليذهب المال إن ابقى لنا حسبَا
فالمال دون إباء شرّ معبودِ
وجاء حاتمَ أضياف وكان بدا
ضيق فلا سبداً أبقى ولا لَبَدا
فنادمت أمه ضيفانهَا وعدا
من فوق اجردَ يبغي للقِرى مَدَدا
وعاد قاري الفيافي غيرَ ممدودِ
فقالت الأُم بعني كالعبيد ولا
تبخل وجودُك أضحى في الورى مثلا
فقال واهَبْتِني يا أُمّ واخَجَلا
لئَن أطعتُ أيبقي حاتمٌ رَجُلا
أنا الفِدى للنَّدى يا غادةَ الغيدِ
ولم تجد لفتاها شارياً نَجِدا
فابتاعه الضيف فافترت له كبِدا
وقدّمت جذالاً للضيف ما حمِدا
وما درى أَنها باعت له وَلَدا
يا خيرَ والدة يا خيرَ مولودِ
وصار حاتم من أتباع سيده
كأنه عبد قنٍّ منذ مَولِده
وبَرّ سيدَه بِرّاً بمحتِده
وجاد بالنفس إكراماً لقاصدِه
والجودُ بالنفس أقصى غايةِ الجودِ
يا من يرى حاتماً كالعبد يَأتمرُ
ألا تراه أميراً دونه البشرُ
وكم ترى سيِّداً في خدّه صَعَرُ
ونفسُه عبدةٌ بالطوق تفتخرُ
والعبدُ بالنفس ليس العبد بالجيدِ
وجاء مَوْلى أبي سَفَّانةٍ رجلُ
راذ رأى حاتماً جادت له المقلُ
وقال عبدُك هذا خيرُ من بذلوا
ومن أجاروا ومن فادوا ومن سُئلوا
ومن أجابوا ومن نادى ومن نودي
هذا الذي يتباهى باسمه الكرمُ
ولا يحاكي نَداه الخلقُ كلُّهُمُ
ولا تضارِعُه في جوده الدِيَمُ
هذا هو الحر والدنيا له خَدَمُ
ومَن كحاتمَ في الأمصار والبيدِ
فقام سيّدُه للحال يسألُه
والأمر عبء ثقيل ليس يحمِلُه
فضنّ بالسرّ من سالت أناملُه
ولاح في وجهه الزاهي تجاهلُه
والكَتْمُ للجود خُلق في الأجاويدِ
وقد أَلح أميرُ القوم مختبرا
لعبده فدرى من أمره الخَبرا
فقال يا سيدَ الأنجادِ والأُمرا
أَنا الرقيق وأَنت الحرّ دون مِرا
ونصفُ مالي عَطاء غيرُ مردودِ
هذا نَدى حاتمَ الطائي وشيمتُه
هذا الخلود وهذي عبقريتُهُ
والمرء إن لم يَجُدْ ضاعت كرامتُه
ولا تكرِّمُه إن ضنَّ ثروتُهُ
يا نفسُ مهما يكن من أزمةٍ جودي
هذي مآثر آباء لنا نُجُبِ
سطعنَ في أُفُق التاريخ كالشُّهُبِ
وبِتْنَ مفخرة تبقى على الحِقَبِ
فَلْنفتخر بمزايا قومنا العَرَبِ
وَلْنحتفظ بعُلى آبائنا الصيدِ
أحمد تقي الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/03/04 02:01:11 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com