عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أحمد تقي الدين > ولي ولدُ عمرُه تِسعةٌ

لبنان

مشاهدة
651

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ولي ولدُ عمرُه تِسعةٌ

ولي ولدُ عمرُه تِسعةٌ
ويا حبَّذا التسعةُ الأَشهرُ
شبيهُ الازاهر لكنّه
أغضُّ من الزّهر بل أَطهرُ
شبيهُ الكواكب لكنّه
أَتمُّ من البدر بل أنور
لقد غاب عن ناظري أشهراً
حسبتُ الشهور هي الأَدهرُ
وفي البال يخطُرُ تذكارُه
وكيف بباليَ لا يخطُر
وأذكرُه قائماً قاعداَ
وكل أَبٍ لابنه يَذكُر
وها أَنا قد أُبتُ من غيبتي
وآنسني وجهُه المُقمرُ
فقبلتُه ونسيتُ الحساب
وهل يُحسبُ الشوق أو يُحصر
فحدّق فيّ وحدّقت فيه
ومثلي إلى مثله يَنظُر
وطار إليّ بدون جَناحٍ
يريد الكلام ولا يَقدِر
فخفَّتْ له النفسُ تحتاطُه
كطيرٍ لأَفراخها تَغمُر
ففي ناظريَّ الهّنا ظاهر
وفي ناظريه الهَنا يَظهَر
فشوق الفريد إليّ كثيرٌ
ولكنَّ شوقي هو الأكثرُ
وأولادُنا مثلُ أَكبادنا
فكيف على بُعدهم نَصبِر
فيا حُسنَه ولداً لاعباً
ويا بَهجتي والداً أُبصرُ
يزقزق كالفرخ في عِشّه
ويَدرُجُ كالفرخ بل أقدر
فاحملُه فَرحاً لاعباً
وقلبي حَواليه يَستبشر
فينفتُّر عن سنّه ضاحكاً
وجانِبَها أُختها تنظر
فيا سنَّه اكبري لؤلؤاً
يحفُّ عقيق به أحمر
ويا ريقَه أعطني نهلةً
فإنكَ في ثغره الكَوثر
ويا خدَّه أعطني وردةً
فأَنتَ شقيق لها أكبر
ويا عينَه ارحمي مُهجتي
فأَنتِ هو السحر بل أسحر
نصبتِ الجفونَ عَمودَ الهوى
وأسلاكُه الهُدْبُ والمِحجر
وفي القلب مستودَعُ الكهرباء
ومنه مَجاري الهوى تَصدر
أُحييهِ من ولدِ نائم
بمهدٍ هو المسك والعنبرُ
تحوم الملائكُ حول السرير
تهزّ السرير ولا يَشعُر
وعين الإله له حارس
وعين الحنوّ له تَخفُر
ومن حوله والد ناظر
ومن حوله أُمُّه تنظر
فيا عينَ طفل تنام الدّجى
ويا عين والدة تسهر
سَلِ النجم عن سهر الأُمهات
فإن النّجوم به أخبر
فسقياً لثديٍ يُغذّي الرّضيعَ
لوقت الفِطام ولا يَضجَر
فكن لي يا ولدي طائعاً
ففي طاعتي الظَّفَرُ الأَكبرُ
فإني أُربّيكَ حتى تَشُبَّ
عن الطّوق إن الفتى يكبر
أُعلّمكَ العلم لا للتفاخر
بل للكنوز التي تَظهر
أُعلّمك النّظمَ لا للمديح
فأكثرُه كَذِبٌ مُسفِر
ولكن لإظهار صِدق الشعور
ولا خير في المرء لا يَشعر
أُعلّمك الدّينَ لا للخُرافة
بل للكمال الذي يُضمِر
أُعلّمك الدّينَ لا للتعصّب
بل للسلام الذي ينشُر
أُعلّمك الدين لا للتظاهر
بل للصلاح الذي يَستُر
فيا ولدي عش لنا زهرةً
وحبلُ حياتِك لا يقصُرُ
فإن البنينَ ثمارُ القلوبِ
ولا خيرَ في الغُصنِ لا يُثمِرُ
أحمد تقي الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/03/04 02:16:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com