شَغلتُ زماني بحب الأَملْ |
وقلبي بشكوى الزمانِ اشتغلْ |
وأَشعلتُ في الصدر نارَ اللِّقا |
ورأسي بشيبِ البِعادِ اشتعل |
وعِفتُ المَنامَ وكم حالمٍ |
على غيرِ أَشباحه ما حصل |
فهذا بدا نجمُهُ لامعاً |
وما إن تأَلَّق حتى أَفل |
وذاك رأَى وردَه زاهراً |
وما إن تفتَّقَ حتى ذَبُل |
وبعضٌ بأَحلامه بالغُ |
السماكينِ وهو بسفح الجبل |
وبعضٌ بأَوهامه ذاهبٌ |
مذاهبَ في عَطَفَاتِ الخَطَل |
وكلٌّ يجرُّ ذيول الرجاءِ |
وثوبُ الرجاءِ طِرازُ الحِلَل |
وكلٌّ بروضِ المنى سارحٌ |
كثيرُ الخَيالِ قليلُ العَمَل |
فما للأَماني كلمح السَّرا |
ب إذا زرتَه كبخيلٍ رَحَلْ |
وما للرجاءِ إذا سُقتَهُ |
فما إن تقدَّم حتى قَفَل |
وما لغرورِكَ مستحوِذاً |
عليكَ يكرُّ كرورَ البطل |
وما للمطالبِ محتلّةً |
فؤادَكَ مثلَ احتلالِ الدول |
وما لهمومكَ مجتاحةً |
قُواكَ وأَنتَ صريعُ الكسلْ |
تناجي النجومَ وهل في النجو |
مِ سميعٌ يجيبُ دُعا مَنْ سأَل |
وتحيي الدجى لابساً جِنحَهُ |
ومن يحيي ليلاً نهاراً قَتل |
تريدُ المعاليَ مُنقادةً |
لدى أَخمصيكَ بقيدِ الوَحَلْ |
ومن لكِ بالوردِ دون العَنا |
وحيثُ جنى الوردِ يُجنى الدَّغَل |
وتشكو الحبيبَ وإخلافَه |
لوعدكَ والحبُّ أَصلُ العِلَل |
وتشكو الزمانَ وإغراقَهُ |
بغدرك والدهرُ رامي الأَسَل |
فهل تحسنُ الظنَّ في صاحبٍ |
وقد لبسَ الذئبُ ثوبَ الحَمَل |
فتحتَ الخشونةِ نارُ الغَضا |
وتحتَ النعومةِ ماءُ الخَبَل |
فخلِّ الظواهرَ مهما حلتْ |
فحسنُ الظواهر يطوي الدَّخل |
وخلِّ صباكَ بعقدِ النُّهى |
فما حِليةُ الثوبِ إلا عَطَل |
ولا تَخْدَعَنْكَ أَماني الشبا |
بِ فإن الشبابَ مطايا الزلَل |
لئن كان باليأسِ داءُ النفو |
سِ فإنَّ دواءَ النفوسِ الأَمل |