سَهِدتَ يا جَفنُ ولمَّا تَنَمْ |
فهل حماك النومَ طيفٌ أّلَمْ |
وشامَكَ الوجدُ بغمدِالضَّنى |
فسلَّكَ السُّهدُ على ذي سَقَمْ |
فرحتَ تبري جسمَه والحَشا |
للهِ باريكَ وباري النَّسَم |
وخاطَكَ الطرفُ بأَهدابه |
فقرَّحَ الأَجفانَ فرطُ الأَلم |
نُصِبتَ مفعولا لأَجل النوى |
فجزمتْ فعل الكرى منك لم |
وأَقسمتْ عيناكَ أَن لاتني |
فصاحبتْ بلواكَ واوُ القَسمَ |
أحرقَكَ الشوقُ إذا ما اْصطلى |
أَغرقَكَ الدمعُ إذا ما اْنسجم |
ولوعةٍ في النفس أَخفيتُها |
فاعلنتْ بين الضلوع الضَّرم |
وجمرةٍ في الصدر أَسكنتُها |
فاخفقتْ فوق الخدودِ العَلَم |
واحتلّت القلبَ وجادتْ به |
واحتكمتْ كمن بغى واْحتكم |
ودولةُ الحبِّ إذا استعمرتْ |
بمهجةٍ أَودتْ بها للعَدَم |
أو استقلتْ بين جنبَيْ فتىً |
تكشفَ عن ساقِ الوغى والقَدَم |
والحربُ ما أَذكى لظاها الهوى |
إلا وأَهَمتْ غادياتِ النّقَم |
فيا لمُضنىً شفَّه سُهدهُ |
فعلَّم الطيرَ شَجِيَّ النَّغَم |
ويا لقلبٍ غرّه زهوُهُ |
بالله برِّد في النوى ما اضطرم |
ويا لقلبي كم تقاسي وكمْ |
تشقى وكم تلقى بجنبي وكَم |
تيَّمك الحسنُ ويا ليتَهُ |
لم يلجِ الصدرَ بباب الحَرم |
بموكب حَفَّتْ به لوعةٌ |
والسُّقمُ والسُهدُ وباقي الحَشَم |
فحلَّ ضيفاً في الحشا مُكرَماً |
وشيمةُ العُربِ الوفا والكرم |
صِيدٌ إذا اشتدتْ بهم أزمةٌ |
راحوا بجُردٍ ما ثَنتها اللُّجُم |
شادوا على العزّ صروحَ النُّهى |
بمنهجِ العدلِ وحفظِ الذِّمَم |
وإنني منهم سليلُ النُّهى |
حباُهمُ اللهُ بفيضِ النِّعَم |
أَدّرعُ الصبرَ إذا راشني |
دهريَ سهماً صائباً فانثلم |
وإنْ رمتني نُوَبٌ جمّةٌ |
ففي فؤاديَ هِزّةٌ من شِيّم |
أَو حلَّ بي خطبٌ ولم يُردِني |
علَّمني أُُمثولةً تُغتَنَم |
أَو ساورتني نائباتُ الهوَى |
يفترُّ ثغري عن ثَنايا النَّدَم |
وإن بلاني الحبُّ في صَرفِه |
كتمتُ سراً في الفؤادِ اْنكتم |
يا لوعتي من زمنٍ مُقبلٍ |
ويا سُهادَ الجفنِ ممّا اْنصرم |
قد هزّني وجدٌ إلى روضةِ |
الشعرِ دعاني أَن أهزَّ القَلَم |