شجنٌ بِقَلبِكَ يَطمَئِنُّ وَيَفزَعُ |
وَهَوىً لِنَفسِكَ يَستَقِلُّ وَيَرجِعُ |
تَنسى الشُموسَ الغارِباتِ وَقَد بَدا |
لِهَوى الأَحِبَّةِ مِن جُفونِكَ مَطلَعُ |
دَمعٌ تَرَدَّدَ مِنكَ خَلفَ عَزيمَةٍ |
ذابَت فَفاضَ كِلاهُما يَتَدَفَّعُ |
لَكَ أَن تَبيتَ عَلى الصَبابَةِ عاكِفاً |
قَلِقت وَسادُكَ أَم تَلَوّى المَضجَعُ |
أَيُطيقُ عِبءَ النَومِ جَفنٌ مُتعَبٌ |
وَيُطيعُ حُكمَ الصَبرِ قَلبٌ موجَعُ |
تَبَلَتكَ مِصرُ وَمِصرُ في حَرَمِ الهَوى |
دارٌ تَضُمُّ العاشِقينَ وَتَجمَعُ |
يُجبى لَها شَغَفُ القُلوبِ وَإِنَّما |
تُجبى القُلوبُ بِأَسرِها وَالأَضلُعُ |
ما أَنتَ وَحدَكَ بِالكِنانَةِ مولِعاً |
كُلٌّ بِها صَبٌّ وَكُلٌّ مولَعُ |
دارٌ تُزَوِّدُ كُلَّ ناءٍ لَوعَةً |
تَجِدُ الدِيارُ غَليلَها وَالأَربُعُ |
وَضَعَ الجِباهَ الشُمَّ عَن عَليائِها |
جاهٌ أَشَمُّ لَها وَعِزٌّ أَرفَعُ |
كَأسُ الهَوى العُذرِيِّ فَوقَ يَمينِها |
حَرّى يُلِمُّ بِها المَشوقُ فَيُصرَعُ |
يَمشي الشَهيدُ عَلى الشَهيدِ وَإِنَّما |
يَمضي عَلى أَثَرِ الرِفاقِ وَيَتبَعُ |
يا مِصرُ أَنتِ لِكُلِّ نَفسٍ مَطلَبٌ |
جَلَلٌ وَأَنتِ لِكُلِّ قَلبٍ مَطمَعُ |
في كُلِّ مُطَّرَحٍ حَزينٌ يَشتَكي |
وَبِكُلِّ مُضطَجَعٍ صَريعٌ يَفزَعُ |
يَنسابُ فيكَ النيلُ مِلءَ عِنانِهِ |
فَالحُسنِ ينبتُ وَالملاحَةُ تَنبُعُ |
حاباكِ مِن جَعلَ المَحاسِنَ آيَةً |
لَكِ مِن رَوائِعِها الطِرازُ الأَبدَعُ |
لَكِ مِن أَيادي الحُسنِ كُلُّ سَنِيَّةٍ |
يَجني هَواكِ عَلى القُلوبِ فَتَشفَعُ |
عُذرُ الصَبابَةِ أَنَّ حُبَّكِ سُؤدُدٌ |
عالٍ وَمَجدٌ ما يُرامُ فَيُفرَعُ |
تُحيينَ بِالقَتلِ النُفوسَ فَلا المُنى |
تُطوى لَدَيكَ وَلا الدِماءُ تُضَيَّعُ |
بِدَمي وَكُلِّ دَمٍ إِلَيَّ مُحَبَّبٍ |
دَمُكِ الزَكِيُّ إِذا أَصابَكَ مُفجِعُ |
إِنّي قَضَيتُ فَكُلُّ عيدٍ مَأتَمٌ |
حَتّى يُظِلَّكِ عيدُكِ المُتَوَقَّعُ |
اللَهُ شاءَ فَمَن يُبَدِّلُ حُكمَهُ |
وَقَضى القَضاءَ فَمَن يَرُدُّ وَيَمنَعُ |
سيري عَلى بَرَكاتِهِ وَتَمَسَّكي |
مِنهُ بِحَبلِ عِنايَةٍ ما يُقطَعُ |
تَمشينَ ظامِئَةَ المَطالِبِ وَالمُنى |
وَكَأَنَّما يَمشي إِلَيكِ المَشرَعُ |
لا تَترُكي المُتَطَيِّرينَ لِيَأسِهِم |
اليَأسُ يَكذِبُ وَالتَطَيُّرُ يَخدَعُ |
في كُلِّ أُفقٍ إِن نَظَرتِ وَكَوكَبٍ |
نورٌ يُضيءُ مِنَ الرَجاءِ وَيَسطَعُ |
فَخُذي البِشارَةَ مِن فَمي وَتَأَمَّلي |
آياتِ رَبِّكِ وَاِنظُري ما يَصنَعُ |