عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > سميح القاسم > أمطار الدم

فلسطين

مشاهدة
1270

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أمطار الدم

النار فاكهة الشتاءْ
ويروح يفرك بارتياحٍ راحتين غليظتينْ
ويحرّك النار الكسولةَ جوفَ موْقدها القديم
ويعيد فوق المرّتين
ذكر السماء
والله.. و الرسل الكرامِ.. و أولياءٍ صالحين
ويهزُّ من حين لحين
في النار.. جذع السنديان و جذعَ زيتون عتيق
ويضيف بنّاً للأباريق النحاس
ويُهيلُ حَبَّ الهَيْلِ في حذر كريم
الله.. ما أشهى النعاس
حول المواقد في الشتاء!
لكن.. و يُقلق صمت عينيه الدخان
فيروح يشتمّ.. ثم يقهره السّعال
وتقهقه النار الخبيثة.. طفلةً جذلى لعوبه
وتَئزّ ضاحكةً شراراتٌ طروبه
ويطقطق المزراب.. ثمّ تصيخ زوجته الحبيبة
قم يا أبا محمود..قد عاد الدوابّ
ويقوم نحو الحوش.. لكن!!
قولي أعوذُ..تكلمي! ما لون.. ما لون المطر؟
ويروح يفرك مقلتيه
يكفي هُراءً.. إنّ في عينيك آثار الكبَر؟
وتلولبت خطواته.. و مع المطر
ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر
ثم ارتمى..
يا موقداً رافقتَني منذ الصغر
أتُراك تذكر ليلة الأحزان . إذ هزّ الظلام
ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام
دَهمَ اليهود بيوتكم..
دهم اليهود بيوتكم..
أتُراك تذكرُ؟.. آه .. يا ويلي على مدن الخيام!
من يومها .. يا موقداً رافقته منذ الصغر
من يوم ذاك الهاتف المشؤوم زاغ بِيَ البصر
فالشمس كتلة ظلمة .. و القمح حقل من إبر
يا عسكر الإنقاذ، مهزوماً!
ويا فتحاً تكلل بالظفر!
لم تخسروا!.. لم تربحوا!.. إلا على أنقاض أيتام البشر
من عِزوتي .. يا صانعي الأحزان، لم يسلم أحدْ
أبناء عمّي جُندلوا في ساحة وسط البلد
وشقيقتي.. و بنات خالي.. آه يا موتى من الأحياء في مدن الخيام!
ليثرثر المذياع في خير و يختلق السلام!!
من قريتي.. يا صانعي الأحزان، لم يَسلم أحدْ
جيراننا.. عمال تنظيف الشوارع و الملاهي
في الشام، في بيروت، في عمّان، يعتاشون..
لطفك يا إلهي!
وتصيح عند الباب زوجته الحبيبه
قم يا أبا محمود .. قد عاد الجُباة من الضريبه
ويصيح بعض الطارئين: افتح لنا هذي الزريبه
أعطوا لقيصر ما لقيصر!!
***
ويجالدُ الشيخ المهيب عذاب قامته المهيبه
وتدفقت كلماته الحمراء..بركانا مفجّر
لم يبق ما نعطي سوى الأحقاد و الحزن المسمّم
فخذوا ..خذوا منّا نصيب الله و الأيتام و الجرح المضرّم
هذا صباحٌ.. سادن الأصنام فيه يُهدم
والبعلُ.. و العزّى تُحطّم
***
وتُدمدم الأمطارُ..أمطار الدم المهدوم.. في لغةٍ غريبهْ
ويهزّ زوجته أبو محمود.. في لغة رهيبه
قولي أعوذُ.. تكلّمي!
ما لون.. ما لون المطر؟
. . . . .
ويلاه.. من لون المطر!!
سميح القاسم
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الجمعة 2007/02/09 05:45:40 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com