عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > أديب اسحاق > خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد

سورية

مشاهدة
1898

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد

خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد
قتلوا عبدَ العزيزِ المرتضى فهوَ شهيد
جدّدت فينا بنارٍ من اوارٍ كربلا
وبدا للناس امرٌ مبهمٌ حيرنا
لاقَ فيهِ انَّ عيني تسكبُ الدمعُ دما
لعنة اللهِ على مَن ذلك الجرم جنى
خانةٌ للدينِ والدولة من قومِ يزيد
قتلوا عبدَ العزيزِ المرتضى فهوَ شهيد
جُدِّدَت فينا بِنارٍ من أُوارٍ كَربُلا
وبدا للناس أمرٌ مبهمٌ حيَّرنا
لاقَ فيهِ أنَّ عيني تسكبُ الدّ َمعَ دَماً
لَعنةُ الله على من ذلك الجرمَ جَنى
قد مضت خمسٌ عليهِ حِججاً دون بيان
واهتدى تحقيقهُ من بعد خاقان الزمان
ذخرنا عبد الحميد العادل العالي المكان
فانتفى الريب وصار الأمر في حكم العيان
بعض أهل الغرض الفاسد سرّاً مكروا
جعلوا السلطان بين الشهدا واستتروا
وأذاعوا بعد هذا أنهُ منتحرُ
لم يخافوا الله في بهتانهم لم يحذروا
كم منادٍ من جرا ما قد جرى واأَسفاه
بعض أهل الظلم ممن لم يفوزوا بانتباه
قتلوا السلطان من غير جناحٍ آه آه
ويلهم قد جاءَهم من ملك العدل بلاه
أسف الدنيا عَلَى المظلوم سلطان الأوان
الأمير العدل ذي القرنين في هذا الزمان
أسفاً لم ينجُ ممَّن كان بالإيمان مان
فغدا عنهُ شهيداً إن مثواهُ الجنان
قلبي من وجديَ في وهجِ
وأنا من دمعيَ في لججِ
فارفق يا ظبيُ بقلبٍ شجي
قد هامَ بمنظرك البهجِ
فتَّاك الناظر مرهفهُ
ورشيقُ القدِّ مهفههُ
بأَبي ما ضمّنَ مرشفهُ
من درِّ باهٍ ذي فلجِ
يزهو بمحاسنٍ طلعتهِ
وبصبحٍ لاحَ بغرَّتهِ
وبليلٍ حلَّ بطرَّتِه
يجلوهُ الفجرُ من البلجِ
مذ أجرى العاشق ادمعهُ
والشوقُ تولَّى اضلعهُ
وافاهُ واسدل برفعهُ
خوفاً من عاذلنا السمجِ
اقبح بالعاذل انسانا
وأَتتهُ البلوى ألوانا
ووقانامنهُ مولانا
وارانا الخلّ مع الخرُجِ
خرُجٌ قد حار بهِ النظرُ
ولهُ غرَرٌ ولهُ طرَرُ
وبهِ قصبٌ وبهِ درَرُ
تغني الانسان عن السُرجِ
فيهِ الدكَّان وغلتها
ورياضُ الشام وربوتها
والمرجة فيهِ ونفختها
والبهجة فيهِ بلا حرجِ
وجراب الكردي لا يذكر
ان جاءَ الخرجُ فذا اشهر
وعقود اللؤلؤء والجوهر
لا تغني عن ذاك الخرُجِ
فابعث بالخرج عَلَى عجلِ
فوق الاظعان او العجلِ
وكذا الستين بلا مهلِ
وفقاً للوعد بلا عوج
صفحاً لدهريَ عماَّ قد اتى وجنى
من بعد لقياكَ يا كل الهناءِ هنا
يا من اذا غلب عني كان في خلدي
لولا التقادير ما تمَّ اللقاء لنا
لمَّا قضى الدهر ظلماً بالنوى ونأَى
عنا الهنا ولقينا البؤس والحزنا
لبثت مكتئباً اخشى عليكَ اذًى
يبدو وجييش اصطباري عنك قد وهنا
وقد تركتك يا مولاي ذا جزعٍ
كادت تفارق فيهِ روحك البدنا
يبدي لك البأس اهوالاً منمقةً
فنحسب العيش طيشاً والمنون منى
لكن اراك ومن لي ان تكون هنا
لما يكون بهِ الاقبال مقترنا
دعا الغرام فؤادي وهو مالكهُ
فجئت كيما الاقي من بها افتتنا
حمَّلت نفسك ما يودي بها ولقد
ركبت فيما فعلت المركب الخشنا
وجئتَ ترجو الوفا من مرأة غدرت
فهل نسيت الشقا والحزن والشجنا
احذر هديت فذات الغدر ما برحت
تبدي الوداد وتخفي المكر والضغنا
عرضت نفسيَ في سوق الهوى فاذا
قضيت في الحب لا ابغي لها ثمنا
من ليس يسأَل عني
فلست أسأل عنهُ
ومن غدا الغدر يجني
لا ترتجِ الخير منهُ
الناس لاموا ومالوا
عن شكر صاحب منَّهُ
إن تحسن الفعل قالوا
فرضٌ عليه وسنَّه
لا تلمني فلا يفيد الملامُ
حكم الحبُّ واستثبَّ الغرامُ
يا أخا العدل خلِّ ذا العذل جوداً
انما لوم من يحبُّ حرامُ
أترضى بهذا هرميون وتصبرُ
وتثبت في حفظ الوداد ويغدرُ
تسوم اصطباراً كلما زاد غدرهُ
وتخضع في كل الأمور وتعذرُ
لها مقلةٌ بالدمع شكرى ومهجةٌ
من الغدر تشكو فهيَ تشكو وتشكرُ
وتدعوك ان اربى البلا مستجيرةً
فأنت لمن يدعوك في الضيق تنصرُ
واسروري لبيك يا من دعاني
فأنا والوفاء خير رفيقِ
أكثر القول طالباً كل شيء
واسلكن للشقاق كل طريق
سلامٌ ايها الملك الهمامُ
ودام لك ارتفاعٌ لا يرامُ
علوت بهمةٍ ليست تضاهى
واجدادٍ هم القوم الكرامُ
أهلاً بهم ليس المجال بعيدا
وأخو البسالة لا يخاف وعيدا
إن يقدموا فلقد تقدَّم ظلمهم
قبلي أبي حاميهم الصنديدا
سيعيد ظلمهم فتىً متظلماً
ولربَّ ضرٍّ قد يكون مفيدا
ما خلتُ أنك من طراز المخلفين
وعودهم والناقضين عهودا
لقد انتصرت لأستبدّ فكيف ارضى
بالخضوع وما انا رعديدا
ترضى بهِ طوعاً لعين حليلةٍ
ترنو اليك فثبلغ المقصودا
عينٌ بمغناطيسها لما سطت
جذبت فؤَادك حيث كان حديدا
هذه عيونٌ في الغرام اطيعها
لكنّ نفسي تكره التقييدا
خثم الكلام فسر اليها ذاكراً
ما قلت وارحل ان سئمت ربودا
دنت وقد انثنت فرنت غزالا
ومالت بانةً وبدت هلالا
تلفت بها ولو حيَّت لأَحيت
قتيلَ صبابةٍ الف القتالا
مهفهفةٌ رأت وصلي حراماً
يعاف وقد رأَت قتلي حلالا
اتت بعد الجفا من غير وعدٍ
تفاجئني بناظرها اغتيالا
فجال الدمع فيهِ وقد اراني
حساماً قد اجاد لهُ الصقالا
أبكي عَلَي ولدٍ اليف عذابِ
في السجن بات سمير كل مصابِ
ولدٌ أَراهُ كلَّ يومٍ مرَّةً
واقلَّة الانصار والاصحابِ
هذا بقيَّة مهجةٍ اتلفتها
في محبسٍ اتفقت فيهِ شبابي
فلبست ثوب السقم بعد تنعمي
وجعلت من دمع العيون خضابي
لكنما اليونان سوف يهيئون
لك البكا من غير هذا البابِ
ماذا عسى يبغون بعد قطيعتي
وتلهفي وتأَلمي وعذابي
ما ذنب طفلٍ في الاسار معذّبٍ
الف الشقا وتحمل الاتعاب
قد اهلكوا ابطالنا وحماتنا
وقضوا عَلَى اموالنا بنهاب
ماذا اجبت رسولهم مولايَ هل
جاريتهم فأجبت بالايجابِ
لا قد رفضت وقد توعدني الرسو
لُ ومابرحت مقاوماً بجوابي
ولوسف تأتيني المراكب عدةً
فيها صنوف مواكب الركابِ
عاديت قومي مثلما شاءَ الهوى
ورددتهم املاً بنيل طلابِ
عاديتهم حباً بذات ملاحةٍ
لما حلت جلبت مرير عذابي
فلعلَّ ناظرها يقوم بنصرتي
ولعلها تشفي الجوى بخطابِ
يا من اذا حاربتُ عنها راعني
من لحظها الفتاك رشق حرابِ
اني اقاتل عنكِ لا متهيباً
الاّ قتال بجنبٍ وتصابِ
هذي يدي هذا فؤَادي ها انا
نبدي الخضوع لحسنكِ الغلاَّبِ
وان كان ذنبي كلّ ذنبٍ فانهُ
محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
تجاوزتِ حدَّ التهاجر والصدّ
تجاوز طرفكش في حدهِ الحدّ
وقد كفّر الدمع لما همى
ذنوباً جناها الحسام المهند
وادَّيت دَين الوداد وهذا
حساب ذنوبي بدمعى مسدّد
هجرت منامي بفرط غرامي
وسامرت بدراً حكاكِ وفرقد
فيا ثغر بالله فسّر غرامي
فانكَ تروي حديث المبرّد
ويا قدّ ما بال قلبك يقسو
وانت تكاد للينك تعقد
تثنَّيت لما جمعت الجمال
وما زلت يا جامع الحسن مفرد
ويا من تجنَّت عَلَى من جنت
عليهِ الغرام فبات مشرَّد
حنانيك انَّ الغرام رماني
فأَطلقتِ دمعي وقلبي مقيَّد
واني لأحمي الغلام بعزمي
وحزميَ حتى اموت وألحد
وان طال عمري ينل بحساميَ
عزّاً عزيزاً وملكاً موطد
فجودي بعطفٍ عليَّ تسودي
وعودي عن الظلم فالعود احمد
عليك دموعي جرت بانسكاب
تحاكي السحاب السحاب السحاب
فرحماك مولاي يا ذا الهمام
وأَنقذ غلاماً غلاماً غلام
يا غزالاً يروم مني سلوّاً
عنهُ والحبُّ في فؤاديَ لابث
زادني العذل في هواك ثباتاً
رُبَّ عذلٍ اضحى عَلَى الحبّ باعث
فأجرني أجارك الله من شو
في وكن لي من سهم عينيك غائث
يا لقومي صار الحبيب عذولاً
انَّ هذا لمن صروف الحوادث
أيا دهرُ ما لي في العذاب ضريبُ
فقد حلَّ بي يا دهر منهُ ضروبُ
وامرضتني لمَّا سلبت أحبتي
وليس لدائي في الديار طبيبُ
بكيت وكان الدمع من ذوب مهجتي
وكفّي بحنَّاءِ الدموع خضيبُ
فإن كان لي ذنبٌ وأنت موآخذٌ
فإنيَ من ذنبي إليك أتوبُ
جار دهري وما من مجير
ونأَى بعد عزّي نصيري
فغذا قلبي كئيباً بالمصائب
وجفاني طيب أنسي
وتولَّى اليأسُ نفسي
يا إلهي انت ملجا كلّ طالب
فأجر نفسيَ من هذه النوائب
دهر جورٍ لا يبالي
بتلافي ووبالي
بات جسمي منهُ بالي
وهوَ بالاوجال حالِ
قد جار بي دهري
فحرت في امري
وما من الدهر مجير
يا لدهرٍ من اذاهُ
طاب بالجسم بلاهُ
كيف أنحو من بلاهُ
وهوَ بالفصَّال صال
يا خالق الكونِ
كن في البلا عوني
فأنت لي خير نصير
دموعي جرت على الخدود
فاضرم في قلبي الوقود
وشمت فيَّ الحسود
يا ترى زماني يعود
فيخلو لقلبي الورود
واخلص من حزني
لا تظلموني بل ارحموني وخلصوني
عولوا غلامي وارعوا زمامي واشفوا وامي
لا تظلموا الأطفال
يا أيها الأبطال وانقذوني
أرضى بما رمتِ أَرضى
وليثني لستُ أرضى
أورست عمَّا قليل
يجيءُ والامر يُقضى
قد كان وهوَ بعيدٌ
لا يلتقي منكِ دحضا
فصارَ وهوَ قريبٌ
يلقى نفاراً ورفضا
عجبتُ مما اراهُ
حبٌّ تحوَّل بغضا
لا تعجبي فانقلابي
عن قبحه ليس بغضا
قابلتُ بالغدر حباً
قد جاءَ بالودِّ محضا
فإن رآني وحالي
بمثلها ليس يرضي
يشفي الفؤاد انتقاماً
وينفض الثوب نفضا
فلستُ أرضى بهذا
يا ليتني كنتُ أرضى
لا تنفري عن محبٍّ
ببعض ودّكِ يرضى
فليس يجفوكِ صبٌّ
ذو مهجةٍ منكِ مرضى
يرى ودادكِ ديناً
ويحسب الصبر فرضا
مناسب الان يأتَي بهِ بيلاد
فأُنيلهُ من لقائي المراد
غادريهِ وكفى ما قد جرى
ودعيهِ انهُ قد غدرا
كيف اسلوهُ وقلبي في يديه
انَّ روحي نزعت مني اليه
ليس صبري عنهُ كالصبر عليه
لا تلومي انَّ من ذاق درى
غادريهِ انهُ قد غدرا
ولقد ذاق ولكن ما درى
مهجتي من حرّ شوقي تحترق
وفؤادي في هواهُ تحتَ رقّ
وسهام الغدر قلبي تخترق
ووشاة الدمع تروي ما جرى
غادريهِ انهُ قد غدرا
وكفى سيدتي ما قد جرى
لا تقولي قد كفى ما حصلا
فاهجري او فاصبري صبرّا حلا
زادني الصبر مصاباً وبلا
فاز إلا في الهوى من صبرا
لماذا تريدين تنبيه همّي
فإنيَ أرفض علمي بعلمي
فقولي فديتك اني سلو
تُ وصوّبت نحو الاصابة سهمي
ترومين اني فراراً
هلمّي بنا للمسير هلمى
نسير ويبقى اسير الاسيرة
بين يديها واترك قسمي
ولكن اذا عاد عن غدرهِ
وعامل بالحلم من بعد ظلمِ
وصار الحبيب وفياً بعهدي
سميعاً لقولي مطيعاً لحكمي
ولكن اراهُ خؤُوناً فاَبقى
عذولة حبٍّ وسيلة غمِّ
أقابل بالغدر غدراً اتاهُ
واستلُّ للفتك صارم عزمي
جنيت عَلَى الابن ويلاً ومنهُ
سأَجني على الامّ اوفر سهمِ
ومن عجب الايام رؤيةُ عاشقٍ
تحيَّرت الافكار في امر حبهِ
يقرّب من لا ترتضي غير بعدهِ
ويبعدُ من لا تبتغي غير قربهِ
أهلاً بمن مسَّهُ في حبهِ السقمُ
شوقاً وما مسَّهُ هجرٌ ولا سأَمُ
ماذا دعاكَ إلينا بعد فرقتنا
الشوق أم رحمةٌ في طيها نعمُ
هذا انقيادي لحبٍّ حلَّ في كبدي
فجئت أبديهِ علَّ الهجر ينصرمُ
وان اعاهد نفسي بالبقاءِ عَلَى
عهدي لمن غدروا ظلماً وما رحموا
قرَّبتهم نفروا واصلتهم هجروا
امنتهم غدروا خاطبتهم سئموا
صبراً عليهم فهم قصدي ولو سفكوا
دمي وطوعاً لما راموا ولو ظلموا
هم ارضعوني ثديَ الحبّ من صغرٍ
فلست عن حبهم بالصبر انفطمُ
يا من دعاني اليكِ الحبُّ لا تسلي
عن حال قلبٍ بهِ النيران تضطرمُ
مذ سرت عني تركت الدار ناعيةً
وخضت بحراً بهِ الامواج تلثطمُ
وكم فريت الفلا والليل معثكرٌ
والغيث يبكى وثغر البرق يبتسمُ
طلبتُ موتاً وكان العمر يطلبني
فازددت حزناً واضنى قلبيَ الألمُ
بين البرابرة القوم الاولى رغبوا
في قتلتي وانا بالصبر معتصمُ
قوم من السيت اهني صيدهم رجلٌ
حيٌّ واعذب شيءٍ يشربون دمُ
نجوت منهم وجئت اليوم مبتغياً
موتاً من اللحظ فهوَ المالك الحكُم
قضى الزمان بأَن انجو بلا طلبٍ
وقد سقطت على عمدٍ ولا أَجمُ
كنت الذبيحة للمعبود عندهمُ
بئس الذبيحة اذ مذبوحها عدمُ
وما نجاتيَ إلا كي اقدّمَ في
هياكل الحبّ حيث المجد ينتظمُ
فجرَّدوا سيف لحظٍ كي يريق دمي
يا ظالمين وفي الاحشاءِ حبكُم
إن أنكر الصبُّ الهوى فدموعهُ
في وجنتيه تخطُّ عنهُ سطورا
لا تستري وجهَ الغرام ببرقعٍ
إنَّ الزجاجة ليس تخفي النورا
أو أن يسلمك الغلام
حالاً كما صار الكلام
أو انني أمضي فلا
أرضى البقا في ذا المقام
لم ارضَ بعد العزّ في
ذلي ولا أخشى الملام
فاذهب وباشر ماعسى
يفضي إلى نيل المرام
ليس بدعاً إذا غدوت مجيباً
عن سؤَالٍ عنهُ السؤَال جوابُ
تمَّ ما رمتُ والزمان وفى لي
وقد انجاب عن نهاري الضبابُ
ما كلما يتمنَّى المرءُ يدركهُ
تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ
كفاكَ حزناً وغماًّ
مولايَ فالحزنُ يضني
قد ذبتَ فيهِ سقاماً
وكاد يخفيكَ عني
تبعت رأيكَ لكن
لشقوتي لم يفدني
سئمت عيشي ودهري
كلَّ المصائب يجني
ولا أزال حزيناً
حتى أنال التمني
ومنيتي ذات حسنٍ
مذ كلمتني سبتني
فاعلم صديقيَ اني
إن لم أنلها فإني
كيف أرضى بأَن أسير وتبقى
بسرورٍ وافٍ وقلبيَ يشقى
ضعضعت همتي مصائب تترى
واتاني البلاءُ غرباً وشرقا
كم أراعي وقتاً واكظم غيظاً
ومصاباً وكم من الحبّ ألقى
لا تلمني اذا رأيتَ اضطرابي
يا أَنيسي انا الذي متُّ حقا
متُّ حقاً لكنما بعد موتي
من بهِ متُّ لا يعيشُ ويبقى
سوف يلقى بيروس مني فتىً لا
يرهب الموت أي نعم سوف يلقى
الآن أنت كما ترضى العلى رجلُ
يلقى الصروف بقلبٍ ما بهِ وجلُ
أصبت نصراً عَلَى نصرٍ وخيرهما
نصرٌ غريمكَ فيهِ الأعين النجلُ
زعمت بأَني لا أحولُ عن الوفا
صدقت فاني عنهُ لست أحولُ
لكن هجرتُ نعم هجرتُ فخلها
تبكي وتندب حظها وتقولُ
وامرُّ ما لاقيت في اسر البلا
قربُ الخلاص وما اليه سبيلُ
كالعيس في البيداءِ يقتلها الظما
والماءُ فوق ظهورها محمولُ
أجزلَ الله عليكَ النعم
أيها المولى الهمام
لا تقل لا بعد قولِ نعم
ليس ذا شأن الكرام
لا تخف يا صاح عود العنا
بعد ما حاذرتهُ
إن قلبي وهوَ قلبي أنا
لو جفا غادرتهُ
في سما الأنس لدينا
قمرُ الاصلاحِ لاح
وبما اهدى الينا
طائرُ الافصاحِ صاح
قد نأَى وجهُ العناءِ
ودُجى الاتراحِ راح
فسكرنا بالهناءِ
انما الافراحُ راح
طاب الهناءُ لنا وقد نلنا المنى
وبدا هلال سرورنا
والغمّ عنا قد نأَى ودنا الهنا
بدنوِّ انس نصيرنا
نالت مزيد الهناءِ انفسنا
من بعد ما كادَ يقطعُ الاملُ
فدمتَ يا بدرُ ياغمامةُ يا
عالي الذرى يا همام يا بطلُ
يا شهم يا سهمُ يا مهنَّدُ يا
ليثُ الشرى يا يا همامُ يا رجلُ
قد بدا لنا
بعد الظلام
ونأَى العنا
يا ابن الكرام
فدم ما انجلى
بدرُ التمام
يا من علا علَى العلى
بين الملا
واسلم ما حلا
حسن الختام
إن مسعايَ قد انالكِ فوزاً
وسعوداً لا زلتِ بالاسعاد
عادَ بيروس طالباً منكِ قرباً
فتهنى بالقرب بعد البعاد
أصبت فلا سوى حظي يلامُ
ولا عتبٌ عليكِ ولا ملامُ
واني لا ألومكِ غير اني
اذوبُ اسىً كما شاءَ الغرامُ
شكا قلبي عذاباً يلتقيهِ
فقلتُ اصبر كما صبر الكرامُ
فقال وقد أُصيب بسهم غدرٍ
عَلَى الدنيا وبهجتها السلامُ
مهلاً فاني في حماكِ ومالي
من ذلةٍ كي تقطعي آمالي
وفقدت بعلي في القتال ومالي
والدهر لي كاسَ المذلة مالي
لله من ذل العزيز الغالي
أبكي عَلَى ولدي ودمعيَ جاري
كالغيث لكن ليس يطفىءُ ناري
سلبوا بما طلبوا يسير قراري
لا تسلبوه فان حفظ الجارِ
فرضٌ على اهلِ المقام العالي
قد صنتُ امكِ يوم راموها بشرّ
ومنعتها من ان يدانيها بَشر
فاحمي فتىً أَلفَ الكآبة والكدر
حيرانَ ما بين السلامة والخطر
حتى غدا سقماً خيال خيالِ
بقلبي من اذى دهري لهيبٌ
لدمعي فوقهُ ايُّ انسكاب
فلا تطفي الدموع لهيبَ حزني
وغير القبر لا يطفي التهابي
كزيتٍ معدنيٍّ ليس يطفى
بماءِ وهوَ يطفأ بالتراب
أنوح نوحَ الثواكل
والدمع جارٍ وسائل
والقلب راجٍ وسائل
وما لصبري وسائل
في مثل هذهِ المسائل
سأجاريهِ وللدهر احتكام
وفؤَادي فيهِ من حزني ضرام
مقصدي برَّرلي واسطتي
هكذا قال لنا بعض الانام
للهِ مولايَ مهلاً
فأنت اعظم حلما
ان رمتَ تسليم ابني
سلّم معَ الابن أَمَّا
مولايَ كنتَ حليماً
لم تأتِ من قبل ظلما
عذَّبتَ قلبي شديداً
كأنني جئتُ جرما
فاسمح فانت كريمٌ
اباً وخالاً وعماَّ
أمولايَ رفقا فالدموع سوافحُ
وكاساتُ حزني بالمصاب طوافحُ
فسامِح اذا ما كنتُ ذات جريمةٍ
فأنتَ كريمٌ والكريمُ يسامحُ
وارحم فقد أضني الأَلم
جسمي واضواهُ العذاب
والحزن عندي قد المَّ
بمهجتي والقلب ذاب
مولايَ رفقاً بقلبي
واشفق على سوءِ حالي
فأنتَ تعلم اني
فقدتُ اهلي ومالي
رأيتُ بعلي قتيلاً
يجرُّ فوق الرمالِ
ووالدي الشهمُ ايضاً
قضى بذاك القتالِ
لم يبقَ لي غير طفلٍ
من اسرتي ورجالي
مولايَ قد ذابَ قلبي
مولايَ رفقاً بحالي
احرقَ الدهرُ بنارٍ كبدي
عندما راموا بشرٍّ ولدي
انتَ يا هكتور عزّي عضدي
سيدي ركني مجيري سندي
اقصروا اللومَ وكفوا العذَلا
لستُ ارضى من حبيبي بدلا
لا وحقّ الحبّ يا هكتور لا
ما قيادي يا مليكي في يدي
أيا دهرُ كم بالصابرين تجورُ
وما من نصير في بلاكَ يجيرُ
فسدوا حتكم واظلم وعذب كما تشا
فإنَّ فؤادي يا زمان صبورُ
مهيلاً ستَقضي الأمر آلهة الورى
وليس عليهم في الأمور عسيرُ
لقد ذاب يا هكتور قلبي ومهجتي
بها من زماني لوعةٌ وسعيرُ
أما كفى ما قد جرى
فالسقم بالجسم سرى
قد فاز مَن قد صبرا
فالصبر أولى ما أَرى
والدهر يبدي العبرا
كما يرومُ
لقد جنى دهري العنا
وحلَّ بالجسم الضنى
وقد نأى عنا الهنا
والغمُّ وافى ودنا
فارفق بنا يا ربنا
انتَ الرحيم
قلبي اشتفى وبدا هلالُ هنائهِ
فأضاءَ في ظلمات ليل عنائهِ
انقذت طفلاً سوف يحيي ذكرَ من
سلفوا ونالوا المجد من آبائهِ
انقذتهُ ويلاهُ عزَّ تصبري
كيف السبيل الى حفاظ بقائهِ
هيا بنا نلقاهُ آخر مرَّةٍ
ونذوق خصب البعد بعد لقائهِ
لا تعجبي ان كان لا
يفدي فؤَادي شخصهُ بوفائهِ
هكتور لا تجزع فلست اخون من
انفقتُ عمري في سبيل ولائهِ
هكتور يا خير الورى هكتور يا
ليث الشرى والمقتدى بعلائهِ
هكثور انت رجاءُ قلبي لا سوا
كَ فكيف يهنأُ بعد فقد رجائهِ
لبيك اني مثلما شاءَ القضا
اقضي وما من دافعٍ لقضائه
هذي يدي لقضي لبانة مهجتي
بمهندٍ يفري الحشا بمضائهِ
لا تزيدي غصتي
فأَنا اتبعك
واجعلي من حصتي
ان اوافي معك
لله ما هذا المقال
قد عزَّ مني الاحتمال
من يرحم الفؤَادا
بين الورى
اما كفى وزادا
ما قد جرى
تسائلني ان كنت صباً بحبها
يجيبك دمعي وهوَ منكِ صبيبُ
سلي حسرتي او لوعتي او تذلّلي
فليَ شاهدٌ مما ترينَ يجيبُ
تقول خليُّ البال عني وما رأت
خوافي فؤَادٍ حشوهنَّ عذابُ
سقامٌ ووجدٌ واحتراقٌ وانها
صنوفُ عذابٍ في الغرامِ عذابُ
خلَّدتَ يا حبّ ذكرَ الهمّ في خلدي
وكابدت منكَ انواع العنا كبدي
فماتَ صبري وهبَّ الدمعُ يندبهُ
حتى بكاهُ بكا امٍّ عَلَى ولدِ
ما زلتَ تطلبُ صبري غير متئدٍ
حتى تسلمتهُ مني يداً بيدِ
فليتَ شمسك لم تشرق على وطني
وليتَ بدركَ لم يطلع عَلَى بلدي
لكلِّ صابٍ عَلَى علاَّتهِ امدٌ
الاّ أذاكَ فلا يجري الى امدِ
يا من أُصيبت بسهم الهمّ مهجتهُ
اصبر فما في الورى خالٍ من النكدِ
واستوقف الدمعَ ان نالتكَ نازلةٌ
فانَّ دهريَ لا يبقى على احدِ
لله ما يفعلُ الغرامُ
فلا اعتذارٌ ولا ملامُ
صبراً على كلّ ما قضاهُ
للحبّ يا مهجتي احتكامُ
طوعاً لما رمتِ من محبٍّ
فانكِ القصد والمرامُ
فسوفَ يلقى بيروسُ مني
فتىً لديهِ طابَ الحمامُ
واليوم تبدو سوق المنايا
وبيننا ينصفُ الحسامُ
إن لم أمت في الوغى قتيلا
لا ندب فقديَ الكرامُ
تفديكِ روحي وانت روحي
اليَّ مني فلا أُلامُ
هوَ الحبُّ حتى ينفد العزمُ والصبرُ
وما الحبُّ الاَّ الذلُّ والهولُ والاسرُ
فلا منجدٌ ان جارَ وهوَ محكَّمٌ
ولا منقذٌ من حكمهِ ولهُ الامرُ
اذلّ فؤَادي وهوَ في العزِّ راتعٌ
واوهن عزمي بعد ما نالهُ النصر
ومن عجبي اني اخوضُ الوغى ولا
أُبالي وقد غصَّت بها البيضُ والسمرُ
وأغشى الظبي والموتُ رهن مضائها
واخشى الظبا حياً ومسكنها القفرُ
وهنا انا في ذا الحبِّ رهنُ احتكامهِ
وحيدٌ وما قولي كذا ومعي الصبرُ
اين المرؤة شيمة الابطالِ
والصدق في الاقوالِ والاعمالِ
اين الوفا شأنُ الكريم واين من
نادى انا ابنُ مُذلّل الاقيالِ
من كان لا يلويهِ ليثٌ رهبةً
عن عهدهِ يلويهِ لحظ غزالِ
بطلٌ تحاذرهُ الاسودُ اذا سطا
ويروعهُ ظبيٌ نزالِ
يا من اتاني بعد ان نقض الولا
قد هجت بلبالي ولست تبالي
اكبرت نفسك وهيَ صغرى بالهوى
ورضيت بعد العزِّ بالاذلالِ
عارٌ عليك عليك عارٌ دائمٌ
يبقى مدى الاعصارِ والاجيالِ
اتنكرُ حبي والمدامعُ تبديهِ
وينشرهُ سقمي وصدُّك يطويهِ
اتيتك والآمالُ ملءُ خواطري
وقلبيَ يصفو والزمانُ يصافيهِ
فعاملتني بالغدرِ يا ساقط الوفا
واورثتني سقماً تراهُ ويرويهِ
وما زال قلبي وافياً وهوَ ذائبٌ
متى انت تشفيهِ وحتى مَ تشقيهِ
الامر اصبح يا ناصري
في خطرٍ يحذرُ من غادرِ
ذلكَ ما يخطر في خاطري
والامر في ذلكَ للآمرِ
قد غدا خوفي عظيماً
ايها الملكُ الهمام
وأرى خطباً جسيماً
قاضياً بالاهتمام
كن بما تبدي حكيماً
نال ذو الرشد المرام
فهيَ قد زاد جواها
بمعاناةِ الغرام
واذا زاد بلاها
رغبت في الانتقام
لا تقل عزمي وحزمي
وجنودي والمقام
وذكا عقلي وعلمي
وثباتي في الصدام
كم بعوضٍ دون عزمٍ
اسدٌ منها يضام
فكرك السامي سليمُ
فاذا ضلَّ تلام
أيها المولى الكريمُ
احسنَ اللهُ الختام
أين رشدي ماذا جرى ما احتيالي
كيف أنجو من البلا والوبال
فغرامٌ غريمُ قلبٍ كليمٍ
وظلومٌ بنكبتي لا يبالي
جارَ ظلماً فحار قلبي وراح ال
همُّ يشقيه وهوَ ناعمُ بالِ
لا لعمري فسوفَ يلقى جزاهُ
يا الهي رفقاً بهِ وبحالي
كيف يقضي وحبهُ في ضميري
وبهِ لوعتي ومنهُ انتحالي
ربما عاد عادلاً بعد ظلمٍ
انت ترجو يا قلب عين المحالِ
فليمت فليمت ولكن فؤادي
عندهُ قد ثوى بدون ارتحال
كيف اقضي بقتلهِ وهوَ روحي
اين رشدي ماذا جرى ما احتيالي
لكنهُ بين المخافة والرجا
يسري ولا يدري فأَصبح فاكرا
اضحى يطالبه الغرامُ بقتلهِ
والرشدُ يثنيهِ فأضحى حائرا
يا مهجتي زاد البلا فتزلزلي
مما جرى غماًّ ولا تتعللي
بئس الحيوة فلستُ اؤَثر حفظها
يا مهجتي سيموتُ من لم يقتلِ
فلأشفينَّ النفس ثمَّ اميتها
فاذا اشتفت فكأنني لم افعلِ
رأى أُسدا ما راعها الموت في الوغى
يروعُ قلوب العاشقين زئيرُها
تدكُّ الجبال الراسيات بعزمها
وان سُلَّ سيفٌ تلتقيهِ صدورُها
واسيافها والموت رهن مضائها
حدادٌ مواضٍ ليس يطفى سعيرُها
احاطت بهِ كالعاصفات فلم يكن
ليدفعها ردًّا وعزمي يثيرُها
انا ابن الذي لا يرهب الموت قلبهُ
وتحمدهُ الاحياءُ وهوَ نصيرُها
لا كنتَ يا قاتل الشهمِ الكريمِ ولا
لقيت أُناً ولا ذقت السرور ولا
لبستَ يا فظُّ عاراً لست تنزعهُ
مدى الزمان فرح يا ابن الطغاة الى
قتلتكَ السماءُ قتل اللئامِ
وسقتكَ الصروف كأس الحمامِ
رح ودعني فلم يعُد من مرامي
ترك هذي الديار فهيَ مقامي
اما والنهى لم يبقِ دهري عَلَى رشدي
فمن منجدٌ قلباً اصيب عَلَى عمدِ
جنود الاسى قد نازلت ربع مهجتي
فما حال فردٍ بين ذلكمُ الجندِ
كأنيَ والأهوال زندٌ ودملجٌ
يضيق ولا ينفكُّ عن ذلكَ الزندِ
كأنَّ البلا جاري وقد الف الوفا
وعاهدني قرباً فدام عَلَى العهدِ
كأنَّ بنات النائمات شغفنَ بي
فواصلنني وصل المقيم على الوجدِ
يقرّب مني الدهر من لا ارومهُ
ويقربني ممن يطيب لهُ بعدي
تقلص ظلُّ الانس عني واقفرت
ربوعُ سروري وانقضى اجلُ السعدِ
مصابٌ وذنبٌ وارتياعٌ وحسرةٌ
تعدَّدت البلوى على واحدٍ فردِ
اثبّط عزماً ضعضعتهُ نوائبٌ
وامنعُ رشداً بالضلالة يستهدي
اطعت الهوى وهوَ الهوان معللاً
بآمالهِ نفسي فخاب بهِ قصدي
قتلتُ مليكاً ايدتهُ يد العلى
وقاومت شخص العزمِ والحزمِ والمجدِ
وخالفت شرع الملك والوطن الذي
وجدت لاحمي مجدهُ في الورى جهدي
وذلك طوعاً للغرامِ وانهُ
غريمٌ على رغمي عدؤٌ عَلَى عمدِ
لكِ الله يا من ذدتُ عنها فاعرضت
وقد قابلتني بالتجنب والصدِّ
رويدكِ ما هذا الصدود وانني
تقمصت عارا كي اقابل بالصدِّ
قحمتُ المنايا والظبى تقرعُ الظبي
ويحمل وخزَ الشوك مقتطف الوردِ
فيا زمن الاهوال حسبك ما جرى
وقدك اجتراءً يا زمان بما تبدي
وياموت ما اشقى بعادك عن فتىً
تضيقُ عليه فسحة الغور والنجدِ
حنانيك جد لي باللقاء وانني
اليف عناً لم يبقِ دهري عَلَى رشدي
لا لا فقد الف البلابل خاطري
يا نفس لاتخشي البلا بل خاطري
اني لاتبع هرميون فسر ولا
تنقذ اخا جرمٍ اليف جرائرِ
دع ذكرها مولاي واعلم انها
قتلت فصارت مثل امس الغابرِ
أجل مذ عايثت محبوبها
صاحت رويداً بالمليك السائرِ
ماذا دهاهُ فدتهُ نفسي هل قضى
ويعيشُ قلبي ليس عنهُ بصابرِ
وتسنمت صخراً ونادت قد دنا
يوم اللقاءِ بذي صدودٍ نافرِ
وبخنجرٍ طعنت حشاها طعنةً
فجرت دماها كالغدير لناظرِ
وتنهدت والموت ارعش جسمها
فغدت جوارحها كجنحِ الطائرِ
ارشدوني اين جسم العاشقين
لست اطوي بيننا شقَّة بين
واجمعوا افئدة لم تأتلف
بوداد واقثلوا عيناً بعين
ويالقومي قد سجا ليل البلا
بين بلبالٍ واهوالٍ وبين
ما احتيالي خانئي الصبر وقد
بات عزمي اثراً من بعد عين
لا ارى غير دمٍ حولي جرى
اين رشدي يا اخا الارشاد اين
ماذا أرى بيروس عدتَ فكيف قد
انقذتَ نفسك كي تراني حيثما
هذا هوَ الجرح الاخير اجل وذا
دمك الذي يجري فيا لله ما
ذي هرميون لديَّ ضمَّت جسمهُ
لتذود عنهُ وهيَ تصرخ كلما
ترنو اليَّ بلحظ منتقمٍ كما
هاج المقاتل عند ما نظر الدما
وتقودُ من جنس الابالس عسكراً
واراقماً تسعى وتنفثُ عند ما
مهلاً بنيَّات الجحيم فانني
رجلٌ الى هذا العذاب تقدّما
لمن الاراقم فهى فوق رؤوسكن
فهل سعت سعياً لتلسعني كما
بادرنَ نحوي لاتخفنَ ممانعاً
اتلفنَ جسماً للعذاب مسلما
وافتحنَ لي باب الجحيم كفى كفى
عاينتهُ سجناً مخيفاً مظلما
سرحنَ لي هذي الاراقم علَّها
تقضي بقتلى فهيَ فاغرةٌ فما
لا لا فهذي هرميون تقدمت
ترمي فؤَادي من لظاها اسهما
ها مهجتي لا ترجعي
فلقد وفت قبل الفراق وبعدما
وناديت عفواً عن شقائي وذلتي
وصفحاً عن الذنب الذي أوجب النكد
وقلتُ إلامَ ذل العذاب وذا العنا
فصاحت بي الاشباح هذا إلى الأبد
حتى بدا ملك الصباح برايةٍ
بيضاء بين مواكبٍ وكتائبِ
فأقمتُ في ذاك المكان ثلثةً
أتلو صحيفةَ ما ارتكبت واندبُ
وغدا لسان الحال فيهِ قائلاً
اذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ
ان كان يرفض ما استحق من الثنا
كرماً فما منع الكلام الالسنا
لم يهزم الاعدآءَ الاَّ بعدما
لعبت بجمعهم الصوارم والقنا
هذا الثنآءُ احلّهُ واجلهُ
عندي محلاً في الجنان وموطنا
فثبات نفسكِ في كلامكِ شفَّ عن
صدقٍ ودلَّ عليهِ فيكِ وبرهنا
جزت الصفوف وفرقت الالوف وأر
غمت الانوف وجيش الموت يصطدمُ
افنيت اجسام اقوامٍ مركبة
مثلي واقدمت والارواح تنهزمُ
وعدت والنصر اقوامٍ مركبة
تبكي الفوارس من فعلي فأبتسمُ
وقد رأيت فتاة المجد ناظرة
ترنو اليَّ بلحظٍ حشوهُ كلمُ
ترى انتصاري بعينٍ نارها حزَنٌ
ومهجة نالها من حزنها المُ
وتسأَل الله عفواً للذين قضوا
في ساحةٍ قد سقاها كالغدير دمُ
كأنها بلسان الحال قائلة
معنى القتال يعيهِ السامع الفهمُ
شأن المقاتل جهدٌ في القتال وان
لا يزدهيهِ انتصار سمنهُ ورمُ
الا رفقاً بهِ يا خير مولىً
مخافةَ ان تدان كما تدين
أرى أن شعاع الهدى قد اخ
ترق ظلمات قلبك فاثبت وأقم هنا
جزاك الهك خير الجزا
ولا زلت تلقى جزيل الهنا
فإن هداية هذا الأسير
أسيرُ بها بالهنا من هنا
إني لديك أسيرة فانعم بما
أرجوهُ يا مولايَ منك تكرُّما
كيف السبيل إلى النجاة من العدى
يا سيدي إن سرتَ من هذا الحمى
ألبستني ثوب الفخار تفضلاً
وشملتني بالفضل يا شمس العلى
فتلوت في صحف الثنا بين الملا
آيات فضلٍ منك لن تتأوَّلا
أنا ابنةُ من إذا طلبوهُ نادى
أنا ابنُ جلا وطلاَّع الثنايا
أبي رولان لا يخفى وأمي
شقيقةُ من تطيع لهُ البرايا
اصلحت يا بن الكرام
بالفضل حالي
فجلَّ في ذا المقام
قدري وحالي
لا زلتَ عالي المقام
في كلّ حالِ
من لي بأَن ابدي الثنا
عليك يا بادي السنا
دافعت عني محسنا
واعدت لي روح المنى
أضحت لك العليا وسام
يا صاحب الخلق الوسيم
فدمت يا عين الكرام
في نعمة الربّ الكريم
أقولُ لقلبٍ ذاب في الحبِّ شطرهُ
أَليف اصطبارٍ لا يذاعُ لهُ سرُّ
أَأَكتم اشواقاً بهِ ام ابثها
فقال هما امران احلاهما مرُّ
تجلَّى الامر واتضح الخفآءُ
فلا كان التلبس والرياءُ
يظلّلها الكمال اذا تثنت
وان جليت يكلّلها البهآءُ
عَلَى قلب الحليم لها ولاءٌ
وفوق الناظرين لها لوآءُ
تكلّم من تكلمهُ بلحظٍ
هوَ الداءُ المحاذر والدواءُ
ولو علمت بما في القلب منها
اذا رقَّت لهُ فدنا الرجآءُ
يا روبر الآن ساعة الهجر
مدمعي هثَّان والهوى عذري
وإني ما كان قابلا عذري
فأنا حيران قد وهى صبري
برت منها سهدي زائدٌ في الحدّ
وابي من وجدي عاملٌ بالضدِّ
آه لو يرضاهُ لزها وقتي
والهنا يزداد من صفا برتِ
عنك دع يا صاح حالة الوجدِ
فالهوى فضَّاح قطُّ لا يجدي
لا تحاول لومي لا تغيرعزمي
قد جفاني نومي لا تضاعف سقمي
إنَّ بي اشجان حيرت فكري
واصطباري بان آه لو تدري
جفاني رشدي
فنأى سعدي
وأضحى قصدي
عَلى الضدِّ
فماذا أبدي
وماذا يجدي
هموماً عندي
بلا حدِّ
هيَ الأحزان
تزيد الأشجان
وحشى الولهان
منها في اتلافِ
أعظم به لقباً قد زدتهُ شرفاً
والسرُّ بالمرءِ ليس السرُّ باللقَبِ
لا يبلغ المجد إلا كل مجتهدٍ
المجد بالجد ليس المجد بالنسبِ
طالع الاسعاد عاد
والأنس زاد للناظرين
خمرةٌ من عهد عاد
فيها المراد للشاربين
وافى الهنا
نلنا المنى
راحة الأرواح راج
والانشراح فيها كمين
نورها في الكأس لاح
مثل الصباح للناظرين
لا جناح
فذا مباح
روض الافراح ابدى انسى
فاغنم يا صاح طيب الغرسِ
في كأس الراح نور الشمس
والسعد لاح بصفا النفسِ
صوت الانغام يجلو سمعي
حسن الالحان ابهى صنعِ
فيهِ للناس كلّ الخيرِ
ورحيق الكاس منهُ سكري
السيف اصدقُ من تنبأَ وادَّعى
واعزّ من لبيَّ الكميُّ وأسرعا
قد كان في هذا الزمان لملكنا
سيفان ألباب الفوارس روَّعا
سيفٌ لرولان الشهير مهندٌ
ان هزَّ أمنَ من يشاءُ وأَفزعا
هذا درندال الذي اضحت لهُ
في ارض اندلس الاعادي خضَّعا
سيفٌ اذا عاينتهُ يوم الوغى
تلقى لهُ في كلّ هامٍ مرتعا
وحسامنا الثاني بقبضة شارلما
ن يجيبهُ يوم القتال إذا دعا
هذا جوليس الباتر الماضي الذي
لو مسَّ أجرام السماءِ لزعزعا
إن رامهُ او فرَّ منهُ مسرعٌ
كانت منيَّتهُ اليهِ اسرعا
نزع العدى منا درندالاً وقد
ابقوا اسىً بقلوبنا لن ينزعا
فعسى الزمان كما نريد يعيدهُ
كي يلمع السيفان في وقتٍ معا
مليكٌ يسير المجد تحت لوائهِ
ويخدمهُ الاقبال والفتح والنصرُ
مطالبهُ العليا وفكرتهُ الهدى
وحضرتهُ الدنيا ونائلهُ الغمرُ
أعد حديث الكرام
فالقلب يهواه
واملأ كؤُوس المدام
واستغفر الله
يشفي غليل النفوس
ذكر الكرامات
وخمرة في كؤُوس
منها الكرى مات
شجاعٌ ماجدٌ دانت
لهُ العليا
كريمٌ جودهُ عمَّا
سجاياهُ قد ازدانت
بها الدنيا
همامٌ مجدهُ نمَّا
هلّموا نشرب الراحا
بتكرارٍ
عَلَى ذكرٍ لهُ اسنى
فنجمُ الانس قد لاحا
بأَنوارٍ
حكت اخلاقهُ الحسنى
من مات نال جزاءهُ من ربهِ
عدلاً فدعهُ يا بنيَّ تأدبا
هيهات يجدي الميت رحمة راحمٍ
إن كان مغضوباً عليهِ معذّبا
أو تعتريه تعاسةٌ من لعنةٍ
إن كان في دار النعيم مقرَّبا
مولايَ صانكَ ربي
طرحت في اليأس قلبي
هل كان والفرض دينٌ
قضاء فرضيَ ذنبي
قد زاد فيَّ اضطرابي
وتاهَ بالغيظ لبي
هل كان غيظك مني
الغيظ من ظلم دهري
إني بما أنت قاضٍ
أرضى ولو عيل صبري
لكن تأَمل عذابي
وفرط غمي وقهري
أضحى رجاء فؤَادي
ما بين موتٍ ونشرِ
ولست أفعل خيراً
إلا يجيءُ بشرِّ
حظي وانسي وسعدي
والحبُّ مالك امري
ذا كلهُ مستطاعٌ
ان شئت من غير نكر
وكلمةٌ منك تقضي
بجبر قلبي وكسري
ولست ترضى بهذا
واحيرتي ضاق صدري
إليك مني جزيل شكرٍ
قارنهُ المدح والثناءُ
قضيت بالعدل واجباتي
والله يقضي بما يشاءُ
رحلوا فلولا انني
أرجو اللقاءَ قضيت نحبي
والله ما فارقتهم
لكنني فارقتُ قلبي
أسيرُ وقلبي لديهِ اسير
ودمعي طليقٌ وجفني كسير
أتاني الرحيل وجسمي نحيل
ورسمي محيلٌ وصبري عسير
أخفيت سرك في الفؤَاد فلاح لي
ومن الفؤَاد الى الفؤَاد سبيلُ
فاشرح غرامك كي أبثّ صبابتي
إن اللسان عَلَى الفؤاد دليلُ
يا من تناجيني بمضمر سرّها
شرح الغرام كما علمت طويلُ
قد أظمعتني النفس وهيَ أبيةٌ
في مطلبٍ ما لي إليهِ وصولُ
فكثمت حتى لا يقال مملقٌ
وصبرت حتى لا يقال ملولُ
كتمت وفي فؤَادك نار وجدٍ
يلوح لها ولو سترت ضرامُ
فلا يبقى معَ الحبِّ اصطبارٌ
ولا يجدي معَ الوجدِ اكتثامُ
فما الشكوى وما بك مثل ما بي
فدعها او يضيق بنا المقامُ
فهاكَ يدي لتبرم عهد حبٍّ
وثيقٍ لا يكون لهُ انفصامُ
أعاهدها وبي للحبِّ قلبٌ
وفيٌّ لا يفارقهُ الغرامُ
ويطربني اللقا فأذوب حزناً
مخافةَ أن يكون لهُ انصرامُ
شكا قلبي غرامك وهوَ غضٌّ
فقلت أصبر كما صبر الكرامُ
فإنَّ الحبَّ سلطانٌ مطاعٌ
تذلُّ لهُ الجبابرة العظامُ
بسطت لهُ امري فقال معنفاً
لقد رمتها جهلاً ولست لها اهلا
فعدت الى نفسي وقلت مراجعاً
بحق الهوى مهلاً فقد رمتها جهلا
سيعلم أن الحبَّ أعظم قدرنا
فحلَّ بقلبينا وأَلبسنا فضلا
وان لنا مستقبلاً ان بدا لهُ
يرى حبنا عدلا فلا يؤَثر العذلا
يا كارهاً ظلماً هوانا
والامر عنهُ سترا
تخاف ان تلقى هوانا
بالحبّ لكن سترى
لا تخشى يا مولايَ لائم
اللوم يمضي بالهوى
وكن عَلَى عهدي ملازم
شرط الهوى حفظ الهوى
قاوماني فكيف اطلب فوزاً
وضعيفان يغلبان قويَّا
كان خوفي عليهما من مصابٍ
ولعمري ما جئت شيئاً فريَّا
قد تولَّى الغرام قلبيكما من
بعد ما كان ذاك امراً قصيَّا
والى شارلمان مرجع هذا
ليس يغني عنهُ كلاميَ شيئاً
تولَّت فكرك الاهوال
وساءَت عندك الاحوال
وهذا مشهد قاسٍ
يزيد الحزن والبلبل
فدعنا اليوم منهُ ولا
تزد في قلبنا الوجلا
وكن مولايَ في البلوى
على الرحمن متكلا
الموت يكشف ما استتر
ذي عبرةٌ لمن اعتبر
إني لأَجهلُ حالتي
بل لست أدري ما الخبر
وأنا المليك أخا العلا
سامي الذرى بين البشر
كم قد شقيتُ وكم نعمت
وكم لقيتُ من الخطر
دمثت أخلاق البرابر
وهيَ أقسى من حجر
وفتحت أوروبا فدا
نت لي واسعدني القدر
لو كان يعلم من يعلو من البشرِ
مصيرهُ هجر الدنيا بلا كدرِ
الدهر يهبط رغماً كلّ مرتفعٍ
لا تقصف الريح إلا عاليَ الشجرِ
شاب الزمان عَلَى غدر الأنامِ لذا
تراهُ يفجعُ بعد بالأثرِ
الشهم إن لاقى الهوا
ن بعيشهِ لا يرتضي
لا خير في عيش بأك
ناف المذلة ينقضي
فهلمَّ أيها الفارس لتقتل أو تُقتل
أبيت اللعن أن الحرب سوقٌ
تباع وتشتري فيهِ النفوسُ
سيعلم من ينازلنا بأنا
لنا في الحرب تتخفض الرؤُوسُ
نكرُّ عَلَى الخميس ولا نبالي
ونلقاهُ فينهزم الخميسُ
يا هماماً ساد فينا وملك
ملكٌ أنت مهابٌ أم ملك
فاز من بين الملا قد املك
والهنا بعد العنا قد امَّ لك
سر بحفظ الله يا هذا الهمام
وابلغ الامال وارجع بسلام
وانقذن من خصمنا ذاك الحسام
سر اليهِ واسقهِ كاس الحمام
جرال قد نال المنى
وقد نفى عنا العنا
جاءَ النصرُ وافى الاقبال
زالَ العسرُ نلنا الآمال
فليحي جرال البطل
من نال بالحرب الامل
فقد نفى عنا الخجل
ولم يخف وقع الاجل
جاءَ النصرُ وافى الاقبال
زالَ العسرُ نلنا الآمال
لا تنزع النصل دعهُ
في مهجتي فهيَ جرحى
فلست اسطيع صبرا
ولست اسمع نصحا
وقد بدا ليَ امري
وسوءُ ظني صحَّا
عرفت دائي وسرَّا
بهِ فؤَادي اوحى
فليعتبر من كان ذا نظرٍ
ولينتبه من نومهِ من رقد
ومن لهُ وسوس إبليس أن
يعذر فلينظر بعقبى الولد
إنَّ ذنوب الوالدين إلى
أبنائهم تنقل يا ذا الرشد
من لم يذق في الناس كأس فراقِ
لم يدرِ كيف مصارع العشَّاقِ
قد كان في كأس الغرام بقيةٌ
فشربت وحدي كلّ ذاك الباقي
يا من يلوم على الاسى انَّ الهوى
يومان يوم نوًى ويوم تلاقِ
وافى النوى فجرت بوادر ادمعي
ومن الوداع فضيحة المشتاقِ
لا تحسبوا دمعاً جرى من اعيني
هذا فؤَادي سال من آماقي
أديب اسحاق
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/03/20 10:54:23 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com