البَرق هَيَّج مِنكِ الذكر فَاِهتاجي | |
|
| وَناشِدي جِلَّقاً ما شئتِ أَو ناجي |
|
مِن الوَفا أَن تُريقي الدَمع مُنسجماً | |
|
| وَأَن تَذودي الكَرى عَن طَرفكِ الساجي |
|
لَمع الأَسنَّة هَذا البرقُ مُؤتَلِقاً | |
|
| وَوَمضه وَمض وَقدٍ ثَمَّ وَهّاج |
|
مَرابع الشام أَطلال مُعطَّلة | |
|
| وَأَرسُم مُوحشات بَعدَ إِبهاج |
|
وَالغُوطَتان مَثار النَقع رَوضَهُما | |
|
| ذاوٍ وَقَد كانَتا الفَردوس لِلاجي |
|
الباغمات عَراها الذُعر واجِمة | |
|
| وَالصادِحات نَواعٍ بَعدَ إِهزاج |
|
ذَوَت مَحاسن أَرض الشام وَاِنطَمَسَت | |
|
| أَنوارها بَعدَ إِشراق وَإِبلاج |
|
مِن المعيد لِأَرض الشام بَهجَتها | |
|
| وَمُنقذ الشام مِن رِقٍّ وَإِحراج |
|
مَهوى العُروبة ما ذا حَلّ ساحَتها | |
|
| وَأَيَّ خَطب تُعانيه وَإِزعاج |
|
في ذمَّة العُرب وَالتاريخ ما لَقيت | |
|
| وَما تَصابر مِن عُجمٍ وَأَعلاج |
|
تِلكَ العَقائل مِن أَدمى أَناملها | |
|
| مِن راع آمنها في الحندس الداجي |
|
مِن فَكَّ دَملجها مِن حزّ معصمها | |
|
| مِن بزَّها الثَوب مِن وَشيٍ وَدِيباج |
|
مِن نَضَّ بُرقُعها مِن حلَّ مئزرها | |
|
| مِن ساقها حاسِراتٍ بَينَ أَفواج |
|
مُقَّفاتِ ضُلوع خافِقات حَشا | |
|
| مهشَّمات عَرانينٍ وَأَثباج |
|
مِن ثاكِلٍ تذرع البيدا وَمُرمِلةٍ | |
|
| قَد جُشِّمَت نَهسَ أَقتاب وَأَحداج |
|
دَعِ الأَيامي تُرقرق مِن مَدامعها | |
|
| فَمن لَها بَعدَ أَبناءٍ وَأَزواج |
|
هَذي المَنازل أَنقاض مدمَّرَة | |
|
| وَكنَّ في منعة أَمثال أَبراج |
|
تَحتَ الخَرائب أَشلاء ممزّقة | |
|
| وَفَوقَها قَبَسات ذات إِيهاج |
|
وَفي السُجون ثَوَت شَيب وَأَغلمة | |
|
| قَد أَيأَسوها فَلَم تَطمَع بِإِفراج |
|
مَضَت دِمَشق وَلَم تجزع لِنازلة | |
|
| وَلَم تَقف مَوقف المُستضعف الراجي |
|
وَهَيَّجت مِن بَنيها لِلوَغى أُسُداً | |
|
| مِن كُل أَروع ماضي العَزم مُهتاج |
|
قَساور إِن دَعوا لِلحَرب مُسعرة | |
|
| مَشوا لَها بَينَ أَفراد وَأَزواج |
|
هَبَّت تردُّ العِدى بِالسَيف آونةً | |
|
| وَتارَةً بِلِسان غَير لَجلاج |
|
وَاَستَبسَلت في دِفاع عَن حَقائقها | |
|
| بِكُل ذي لُبدَةٍ لِلهَول فَرّاج |
|
لا تُنكِروا في اللُقا يَوماً فروستها | |
|
| فَإِنَّها نِضو إِلجام وَإِسراج |
|
وَالحَق يُؤخذ مِن حَدّ السُيوف وَلا | |
|
| يُعطى كَإِعطاء بَعض السؤل وَالحاج |
|
مَن جاءَ يُطفيء مِنا أَلشرّ أَجَّجه | |
|
| وَقادَنا لِضرام مِنهُ أَجّاج |
|
قَد أَبهظوا الشَعب حَتّى ناءَ كاهله | |
|
| وَأَحرَجوه وَلَكن أَيّ إِحراج |
|
لَم يَنج مِن شرهم طفل وَلا يَفَعٌ | |
|
| وَلا أَخو هرم مِن شرهم ناجي |
|
يَختال عَنتَرَةً فينا جَبانهمُ | |
|
| ويُحسب السَمحُ مِنهُم أَلف حجّاج |
|
عَدوا عَلى الشام فَاِجتاحوا مَعالمها | |
|
| وَفَجَّعوها بعزّ الملك وَالتاج |
|
الشَعب دامية مِنهُ أَظافرهم | |
|
| وَكَم دَمٍ عِندَهُم لِلشَعب ثِجاج |
|
دِمَشق سِيري إِلى العَلياء خافِقَة | |
|
| مِنك البُنود بِتَأويب وَإِدلاج |
|
فَقيلُ راياتك الخَفّاقة اِفترعت | |
|
| هام الرُبى بَينَ وادي السند وَالتاج |
|
وَرَفرَفت فَوقَ سَدّ الصين وَاِنبَعَثَت | |
|
| إِلى المُحيط فَماجَت فَوقَ أَمواج |
|
لا غَرو إِمّا اِصطَليتِ الحَرب مُكرَهةً | |
|
| هُم أَخرَجوكِ عَلَيهم شَرّ إِخراج |
|
نَشدتِ بِالدَم حَقاً مِنكِ مُغتَصِباً | |
|
| وَكُلّ أَفوه ثَبت القَول محجاج |
|
وَمَن سَقى بِالدَم استقلاله بَسَقَت | |
|
| فُروعه مُنتَجاتٍ أَيَّ إِنتاج |
|
رَماكِ قادحهم بِالسُوءِ مُفتَرياً | |
|
| التُربُ في فَم ذاكَ القادح الهاجي |
|
حُرية الشَرق باب أَنتِ مفتحُه | |
|
| وَالقَوم قَد أَرتجوه أَيَّ إِرتاج |
|
الشَرق وَالعالم الغَربيُّ مُرتَقِبٌ | |
|
| أَن تَنهجي لِلمَعالي خَير مِنهاج |
|
يا مَن غَدوا وَلَهُم في دارهم صَخَبٌ | |
|
| أَضَعتُم الوَقت في شغبِ وَإِضجاج |
|
ما ضرّكم جَمع شَمل في هَوى وَطَن | |
|
| لِجَمع شَمل بَنيه جدِّ مُحتاج |
|
لا تَنثنوا بعداءاً في مَواطنكم | |
|
| قَد قرَّبت بَينَكُم أَنساب أَمشاج |
|
النطق وَالعرق وَالأَوطان واحدة | |
|
| وَرِحمكم مِن مَعَدٍّ ذات أَوشاج |
|
يا أَرض جِلق حَيّاكِ الحَيا وَسَقى | |
|
| لَدَيكِ مُلتفَّ غابات وَأَحراج |
|
الوَجد بَرَّح مِن بَعد الفراق بِنا | |
|
| وَأَنضَج القَلب مِنا أَيَّ إِنضاج |
|
يا حَبَّذا مِنكِ رَيّا نَسمَةٍ أَرِجت | |
|
| وَنَفحةٍ مِن نَسيم الواد مئراج |
|
وَحَبَّذا بَرَدى وَالماء مصطفِق | |
|
| يَجري بِهِ بَينَ وَلّاجٍ وَخرّاج |
|
أَزباده الهُوج قَد أَفصَحن عَن شجني | |
|
| وَالمَوج عَبَّرَ عَن شَجوي وَأَنشاجي |
|
ما ماؤُه العَذب محمّراً يَسيل بِهِ | |
|
| لَكنَّهُ دُفع مِن فَيض أَوداجي |
|