إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كيف أنسَى سُنبلاتٍ في حقولكْ؟ |
علّمتني حبَّ شعبٍ لم يدعْ ريحاً تُهينكْ |
علّمتني دفءَ ورْدِي |
أملأُ الأردانَ عطراً من شجونِكْ |
أرسمُ اللوحاتِ من ألوانِ بُؤسي والتّصدِّي |
منْ أغاريدِ العصافيرِ التي نامتْ على شوكِ التّحدِّي |
أسرجُ الأشعارَ شمعاً حين يسطُو الليلُ يَجلُو من دُجونِكْ |
***** |
زمَّلوني معطفاً من بحرِ حزنِكْ |
هل ترينَ الدربَ يخلو من صِحابي؟ |
حبُّ جدّي أخرجوهُ منْ كتابي |
علّموني كيف أكبو للتّردِّي |
أكتبُ الأيامَ أغلالاً وأشقَى في تُرابي |
إن ترَينَ القلبَ يخلُو منْ خيالِكْ |
هل غريبٌ أن يخونكْ؟ |
***** |
أسكتوني |
هل ترى سيفاً يُلَوّحْ؟ |
في الفيافي، في المراقي، في المرامي، في المراعي، في المشارفْ |
هل ترى فيها نذيراً غيرَ جارحْ؟ |
لا تُثِرْ ريقاً لعطشَى من عناوينِ الصحائفْ |
لو ترى يوماً أساميها تُرفرفْ |
لا تظنَّ البرقَ يُغرَفْ |
أوْ مِنَ الأوهامِ بيتاً قد يُزخرفْ |
***** |
أسمعيهم نبضَ وِلْدِكْ |
سقفُ طينٍ تحتَ واكفْ |
من جنانِ الأرضِ يزهُو في عيونِكْ |
***** |
إنْ تسلْهم |
قد تلاقي ما يَغيظُ النفسَ أو تبقَى تُكابِدْ |
علَّموني أسكنُ القبرَ امْتثالاً |
للذي يسعَى إلى بَوْسِ الوسائدْ |
ما رأَى ثكلَى تُنادي خِلَّها عندَ المقابرْ |
أين أولادي وأين الريحُ تهوِي بالْمُقامرْ؟ |
باعَ دمعي وارتَمَى في حضنِ عاهِرْ |
ثم يمضي كي يُحادِدْ |
شمسَ شعبٍ في ضُحاها |
بل يُوالي من يجرُّ السلكَ غيظاً للأوابدْ |
يتْرعُ الوديانَ ممنْ قد يصونكْ |
***** |
كيف أُرضِى سُنبلاتٍ في عيونكْ؟ |
عندما تبكي على طفلٍ يُوارِي دمعَهُ من عينِ والدْ |
لم يجاوبْ حلمهُ والقيدُ غالبْ |
يطلبُ الأقلامَ حتى يرسمَ المعنى وينشدْ |
للأيادي الشاخصاتِ الواجماتِ الحالماتِ الهائماتِ الشاكياتِ |
الراهناتِ الراغباتِ الذاهلاتِ البُؤسُ فيها والشدائدْ |
من يظنُّ الشمسَ تنأَى عن ربوعِكْ |
لم يبِتْ يوماً أسيراً في عرينِكْ |
****** |
كيف أمضي؟ |
عندما تطفُو القصائدْ |
بالأسيلاتِ اشْتعالاً للموائدْ |
يا بلادي أين أمضي إذْ ترينَ الدربَ حالِكْ |
يا بلاداً عوَّدْتني كيف أسمو في المهالِكْ |
في فضائي أنشدُ الشعرَ الذي غنَّاهُ جُرحي |
هل يقيمُ الشعرُ بيتاً في حصاركْ؟ |
تلكَ أحلامٌ وقد ناحتْ لها أبراجُ غصنكْ |
****** |
كيف أمشي؟ |
والمواني ألقتِ الأكفانَ إرهاصاً لنعشي |
أحملُ الخيماتِ سقفاً في المدى والتّربُ فَرشي |
يا بلادي أين أمشي؟ |
كرمُنا يهفو إلى نسرٍ بِوَكْرٍ لا يُحاشي |
يمتطي نجماً لهُ والليلُ باركْ |
***** |
علّموني بسمةً في جَوفِها دمعٌ تَنَدَّى |
حزنَ صمتٍ في جنابكْ |
وابتهاجاً فيه يعدُو كلُّ حاقدْ |
كيف أمشي؟ |
في وريدي حلمُ أمٍّ يمتطي خيلاً لبابكْ |
جرحُها في كلِّ طفلٍ جاءَ من قصفِ المدافعْ |
لم يكنْ يجري على أرضِ المعاركْ |
***** |
كيف أنسى دفءَ شمسي في عيونكْ؟ |
والمسافاتُ انتهتْ بين الحواجزْ |
فوقَ دربي قامَ دربٌ للجنائِزْ |
كيسُ رملٍ بين قلبي والمفاوزْ |
لم يعدْ في صخرنِا ألوانُ كُحلٍ ظلُّها يُرضى عيونكْ |
كيفَ.............؟ |