تَفانَيتُ قِدماً في هَوى كُلِّ أَغيَد | |
|
| لَطيفِ التَثَنّي نادِرَ الحُسنِ مُفرَدِ |
|
وَما عَلِقَت روحي دَنِياً وَإِن يَكُن | |
|
| جَميلاً وَلَكن ذا جَلالٍ وَسُؤدَدِ |
|
وَكانَ اِبتِدائي أَن هَويتُ محمداً | |
|
| فَصارَ اِختِتامي في الهَوى بمحمدِ |
|
وَبِالأَعيُنِ السُودِ أُفتُتِنت فيا لَها | |
|
| سواجي قَد حَرّكنَ شَوقاً لمكمدِ |
|
وَعلّقتُهُ صَعبَ المقادَةِ آبياً | |
|
| كَثيرَ التَوقي صَيِّنا ذا تَشَدُّدِ |
|
كَريمٌ بِتَأنيسٍ وَتَحديثِ ساعَةٍ | |
|
| بخيلٌ بِتَقبيلٍ وبِاللَمسِ بِاليَدِ |
|
وَجاذبتُهُ يَوماً فَفَرَّ كَأَنَّهُ | |
|
| غَزالٌ رَأى منّي اِحتيالَ التَصَيُّدِ |
|
فَلاطَفتُهُ حَتّى اِستَكانَ وَما دَرى | |
|
| بِأَنَّ الدَنايا لا تَحُلُّ بِمعقَدِ |
|
مُرادِيَ مِنهُ ما يُريدُ وَقَد كَفى | |
|
| تعهدُّهُ قَلبي بأُنسٍ مُجَدَّدِ |
|
وَرُؤيةُ عَيني البَدرَ عِنديَ طالِعا | |
|
| وَتَشنيفُهُ سَمعي بدُرٍّ مُنَضَّدِ |
|
وَعلمُ حَبيبي أَنَّني لَستُ تارِكاً | |
|
| هَواهُ وَلَو أَنّي أَحُلُّ بِملحدي |
|
أُنادِمُ مِنهُ مِلءَ عَيني مَلاحَةً | |
|
| وَأَلحَظ مِنهُ الشَمسَ حَلَّت بِأَسعَدِ |
|
وَأَقطُفُ مِن آدابِهِ الزَهرَ يانِعاً | |
|
| وَأشتمُّ رَيحاناً بِخَدٍّ مُوَرَّدِ |
|
وَها أَنا ذا قَد رُحتُ عَنهُ مُوَدِّعا | |
|
| فَيا لَيتَ شِعري هَل لَهُ بَعدُ أَغتَدي |
|