إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نَبَتَتْ عَلى بَالي غُصُونُ قَصِيدَةٍ |
حَمَلَتْ أَهَازِيجَ الْوَطَنْ |
فَسَقَيتُها أَنْغَامَ شَعْبٍ قَادَهُ طُولُ الْمِحَنْ |
رَاوَدْتُها عَنْ صَفْحَةٍ لأَخُطَّ فِيها خَاطِري |
فَتَعَلَّقَتْ في شَوكِها أَحْبَالُ صَوتِي وَالشَّجَنْ |
سِرْتُ الْهُوَينَى في الْكَلامِ وَرُحْتُ أُومِئُ بِالدّمُوعْ |
فَلَعَلَّها تَمْضِي عَلى دَرْبِ الْقَصِيدِ بِلا رَسَنْ |
لَكِنَّها نَظَرَتْ إلى زنْزَانَةٍ بُنِيَتْ على كَسْرِ الضّلُوعْ |
فَتَراجَعَتْ تَرْجُو الْخَلاصَ مِنَ الْوَهَنْ |
وَرَجَوتُها تَسْمُو عَلى وَجَعِ الْقُيُودِ وَما يَلُوعْ |
فَاسَتَوحَشَتْ وَتَدَثَّرَتْ في صَمْتِها |
فَدَعَوتُ مَنْ يُلْقِي لَها نَغَماً يُذَلّلُ دَرْبَها |
أَسْمَعْتُها أَلَمَ الْعَصافِيرِ الّتي لَمْ تَبْنِ عُشَّ فِراخِها |
وَعَصَرْتُ في كَلِماتِها شَغَفَ الْفُؤادِ إلى السّكَنْ |
وَنَثَرْتُ في أَوْراقِها وَهَجَ الصّبَايا وَاشْتِعالَ صُدُورِها |
حَيثُ الْخُطُوبُ تَنازَعَتْ فِيها النّفُوسِ بِلا ثَمَنْ |
ذَكّرْتُها بِالشّعْبِ وَالأَرْضِ الّتِي رُوِيَتْ بِهِ |
قَالُوا احْصُدُوهُمْ عِنْدَ طَلْعَةِ لَيلِهِمْ * |
صَرَخُوا احْصُدُوهُمْ لِلرَّدَى |
خَمْسُونَ إلا وَاحِدا |
أَوَ تَذْكُرِينْ |
أَصْوَاتَ قَهْقَهَةٍ يُرَدّدُها الصّدَى |
وَالرّيحُ تَنْبَحُ وَالسّفِيهُ تَمَرّدَا |
في كُفْرِ قَاسِم.. |
لا فِدَى |
لَمْ يَنْتَهُوا بالْجَدِّ إِذْ نَزَعُوا شَغافَ بِلادِهِ |
في قَلْبِهِ بُورُ الْحُقُولِ وَليَلُ قُبَّرَةٍ تَحِنُّ لِلَحْنِها |
ذَكّرْتُها بِمَلامِحِ الزّيتُونِ عِنْدَ حَصَادِهِ |
وَالأُنْسُ يَكْظِمُ غَيظَهُ بَينَ الْبَرارِي وَالْمُدُنْ |
لَمّا رَأَتْ قَلَمِي تَهَيَّأَ لِلزّفافِ على عَرُوسِ قَصِيدَتي |
مَرّغْتُ صَدْري في مَراغِ خُيُولِها |
وَعَسَى الْحُروفُ تَقُولُ لي لَحْنَ الْوَطَنْ |
فَجَفاؤُها يُذْكِي مَرارَةَ غُرْبَتِي |
لَمّا رَأَتْ أَسَفِي يَفُورُ على جُفُوني شَاكِيا |
أَرْخَتْ سِتَارَ الصّمْتِ فَوقَ خِبائِها |
وَتَجَلْبَبَتْ بِسُكوتِها تَرْوي الْهُمُومَ وَما بِهِنْ |
فَلِقُاؤُنا آتٍ وَإِنْ رَبَضَ الْجَفا في دَرْبِها |
بَينَ ابْتِهالٍ وانْتِظارٍ أَرْشُفُ الْكَلِماتِ منْ حَسَراتِ نَهْرِ الصّابِرينْ |
فَحَمَلْتُ أَضْلاعي على صَخْرِ الْحُرُوفِ.. |
لأَنْحَتَ الشّعْرَ الّذي أَلْبَسْتُهُ قُمُصَ الْوَطَنْ |
وَجَبَلْتُ طِينَةَ خَاطِرِي وَالْمَاءُ يَجْرِي فَوقَ أَرْصِفَةِ الْقَصِيدْ |
وَكَأَنّهَا غَثَيانُ حُبْلَى تَشْتَكِي طُولَ الزّمَنْ |
قَالَتْ لِيَ الْكَلِماتُ في وَقْتٍ عَسِرْ |
الشّعْرُ في وَحْلِ النّفُوسِ تَلَوّثَتْ فِيهِ الصّوَرْ |
فَتَخُوضُ في رِجْسِ الأَغانِي وَالتّغَرّبِ وَالْفِتَنْ |
ياَ شَاعِرَ النّجْوَى تَرَفَّقْ بِالْقَصَائِدِ وَالْمُتُونِ وَمَنْ تُحِبْ |
شِعْرِي عَلى مَتْنِ النّفِاقِ تَفَرّقَتْ أَلْوَانُهُ |
يَا أُمُّ يَا حَوْشَ الَْعَبِيدْ |
أَيُّ الْحُرُوفِ تَرَينَها لا تَنْتَمِي لِلشّعْبِ في أَرْضِ الشّهِيدْ |
فَلْتُشْعِلِيها في الْحُطامِ وَفي الْوَقُودْ |
لا تَرْكَنِي لِلْحَرْفِ إِنْ جَمَدَ النّشِيدْ |
عِنْدَ النّوَائِبِ وَاخْتَفَى مِنْ سَطْرِهِ حِبْرُ الْوَطَنْ |