هَنِيئاً بِنَصْرِ اللَّهِ قَدْ جَاءَ وَالفَتْحُ | |
|
| وَصَاحَبَكَ اليُمْنُ المُوَاصَلُ وَالنُّجْحُ |
|
وَوَافَتْكَ بُشْرَى إِثْرَ بُشْرَى كَمَا أَتَى | |
|
| عَلَى أَثَرِ الفَجْرِ الَّذِي صَدَقَ الصُّبْحُ |
|
وَأَبْدَى لَكَ الصُّنْعُ الْجَمِيلُ عَجَائِباً | |
|
| فَعَزَّ مِثَالُ الوَصْفِ وَامْتَنَعَ الشَّرْحُ |
|
وَلَمْ أَنْسَ لاَ أَنْسَ السُّرَى وَكَتَائِباً | |
|
| لِزَنْدِ المَنَايَا كُلَّمَا زَحَفَتْ قَدْحُ |
|
لَوَاحِقَ مِنْ نَسْلِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ | |
|
| هِيَ السُّفْنُ فِي بَحْرِ العَجَاجِ لَهَا سَبْحُ |
|
عَلَيْهَا مِنَ الأَبْطَالِ كُلُّ مُبَاسِلٍ | |
|
| عَلَى بَأْسِ لَيْثِ الغَابِ ضُمَّ لَهُ كَشْحُ |
|
وَذِي لُجَبٍ جَمِّ الصَّوَاهِلِ أَرْعَنٍ | |
|
| إِذَا لَمَحَتْهُ الشَّمْسُ أَعْجَزَهَا اللَّمْحُ |
|
مِنَ التَّارِكِينَ الأَرْضَ تُشْرِقُ بِالْقَنَا | |
|
| وَسُحْبُ الدَّمِ المَوَّارِ فِيهَا لَهَا سَبْحُ |
|
رَمَيْتَ بِهِمْ إِشْبِيلِيَهْ وَحُصُونَهَا | |
|
| فَثُلَّتْ عُرُوشُ الْكُفْرِ وَاسْتُنْزِلَ الصَّرْحُ |
|
وَجَاؤُوا بِهَا مِلءَ الفَضَاءِ مَغَانِماً | |
|
| لِلَيْلِ عَجَاجِ الْخَيْلِ مِنْ فَوْقِهَا جُنْحُ |
|
وَصَبَّحْتَ مِنْ إِطْريرَةٍ ذَات مَنْعَةٍ | |
|
| بِهَا لَمْ يُرَجَّ لاَ صَلاَحٌ وَلاَ صُلْحُ |
|
وَدَارَتْ بِهَا دَوْرَ الْوِشَاحِ جَحافِلٌ | |
|
| لِنَارِ المَنَايَا فِي الوُجُوهِ بِهَا نَفْحُ |
|
مُعَوَّدَةٌ طَعْنَ الْفَوَارِسِ فِي الْوَغَى | |
|
| وَضَرْباً بِهِ قَدْ جَرَّحَ الدَّارِعَ الجُرْحُ |
|
وَحَادَثْتَ بِالْحَرْبِ الزَّبُونِ مَعَاقِلاً | |
|
| بِأَوْجُهِهَا بِالنَّيْلِ مُذْ حُودِثَتْ نَضْحُ |
|
فَسُرْعَانَ مَا جَرَّتْ عَلَى الأَهْلِ أَهْلِهَا | |
|
| هَزَائِمَ مَسْرُورٌ بِهَا السَّيْفُ وَالرُّمْحُ |
|
وَمُلِّكَ مِنْ أَسْوَارِهَا كُلُّ شَاهِقٍ | |
|
| لِمَالِكِهِ حُسْنٌ بَدَا وَلَهَا قُبْحُ |
|
وَجَاسَتْ عَلَى جُرْدٍ خِلاَلَ دِيَارِهِا | |
|
| كُمَاةٌ لَهُمْ سَعْيٌ زَكَا وَلَهُمْ كَدْحُ |
|
وَأَمْسَتْ كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ وَاغْتَدتْ | |
|
| فَلاَ رَبْعُهَا رَبْعٌ وَلاَ سَرْحُهَا سَرْحُ |
|
وَحَاقَ مُسِيءُ المَكْرِ فِيهِ بِأَهْلِهِ | |
|
| فَحَظُّهُمُ الخُسْرَانُ بِالْمَكْرِ لاَ الرِّبْحُ |
|
وَفِي يَوْمِكَ الثَّانِي زَحَفْتَ لِمَعْقِلٍ | |
|
| إِلَى النَّطْحِ يَسْمُو أَوْ يُتَاحُ لَهُ نَطْحُ |
|
تَحَصَّنَتِ الْكُفَّارُ فِيهِ وَمَا دَرَوْا | |
|
| بِفَتْحٍ لأَبْوَابِ السُّعُودِ بِهِ فَتْحُ |
|
وَرَامُوا نَجَاةً مِنْكَ فِيهِ وَإِنَّمَا | |
|
| يُتِيحُ نَجَاةَ الْمَرْءِ حِلْمُكَ وَالصَّفْحُ |
|
فَذَاقُوا وَبَالَ الأَمْرِ وَاسْتَشْعَرُوا الَّتِي | |
|
| تُغَادِرُ صَرْعَى فِي البِّطَاحِ لَهُمْ بَطْحُ |
|
وَدَارَتْ عَلَيْهِمْ أَكْؤُسُ الْحَتْفِ مُرَّةً | |
|
| فَمِنْ سُكْرِهَا الصَّاحُونَ فِي الحَرْبِ لاَ تَصْحُ |
|
وَنُبِّئْتُ أَنَّ الرُّومَ جَاءَتْ جُيُوشُهَا | |
|
| إِلَيْكَ ضُحىً وَالعَادِيَاتُ لَهَا ضَبْحُ |
|
فَآثَرْتَ مَحْضَ الْحَزْمِ بِالْعَزْمِ صَادِقاً | |
|
| وَأَمْرُكَ جِدٌّ حَيْثُ لاَ يُحْمَدُ الْمَزْحُ |
|
وَوَافَيْتَ مُرْتَاداً مُعَسْكَرَكَ الَّذِي | |
|
| لِوُرْقِ التَّهَانِي فَوْقَ أَعْلاَمِهِ صَرْحُ |
|
وَبَوَّأْتَ فِيهِ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِداً | |
|
| لأِيّ قِتَالٍ آيَةَ الصِّدْقِ لاَ يَمْحُ |
|
وَكُنْتَ لَعَمْرِي لِلأَهَمِّ مُقَدِّماً | |
|
| فَلاَ طَعْنَ فِي الطَّعْنِ الْمُعَدِّ وَلاَ قَدْحُ |
|
إِلَى أَنْ كَفَى اللَّهُ الْقِتَالَ وَأُحْمِدَتْ | |
|
| عَوَاقِبُ لَمْ يَغْفَلْ مُرَاعَاتهَا النُّصْحُ |
|
فَعُدْتَ إِلَى حَرْبِ الَّذِينَ تَمَنَّعُوا | |
|
| وَلِلسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ مَا بَيْنَهُمْ مَسْحُ |
|
فَأَنْزلْتَهُمْ أَسْرَى عَلَى حُكْمِكَ الَّذِي | |
|
| بِهِ لِلرَّدَى مَنْعٌ وَفِي طَيِّهِ مَنْحُ |
|
وَسِيقُوا أُلُوفاً يَذْكُرُ الْحَشْرُ عَرْضَهُمْ | |
|
| عَلَى نَارِ حُزْنٍ لاَ يَغِبُّ لَهَا لَفْحُ |
|
وَكَفَّتْ أَكُفُّ السَّبْيِ مِنْهُمْ عَقَائِلاً | |
|
| حِسَاناً عَلَيْهِنَّ الْقَلاَئِدُ وَالوُشْحُ |
|
وَأَدْرَكْتَ ثَأْرَ الدِّينِ فِي القَوْمِ مَسَّهُمْ | |
|
| كَمَا مَسَّ أَسْرَانَا بِغَدْرِ العِدَى قَرْحُ |
|
وَوَافَتْكَ أَرْسَالُ النَّصَارَى خَوَاضِعاً | |
|
| بِرَوْعِهِمُ يَنْحُو الأَسَى أَيَّةً تَنْحُو |
|
بِكُلِّ كِتَابٍ كُلَّمَا خُطَّ صَفْحُهُ | |
|
| تَهَلَّلَ لِلسَّيْفِ اليَمَانِي بِهِ صَفْحُ |
|
وَأَبْدُوا لَكَ الإخْلاَصَ سَمْعاً وَطَاعةً | |
|
| وَذَاكَ كَمَالُ الفَتْحِ لاَ عُدِمَ الْفَتْحُ |
|
وَجِئْتَ بِأَسْرَى ضَاقَتِ الأَرْضُ عَنْهُمُ | |
|
| فَمَا نَهَضَ الْوَادِي بِهِمْ لاَ وَلاَ السَّفْحُ |
|
وَأَظْهَرْتَ عِزَّ الدِّينِ لَمَّا أَجَزْتَهُمْ | |
|
| عَلَى طُرُقٍ رِيَعَتْ بِهَا الرِّيحُ وَالضَّحُّ |
|
وَدَوَّخْتَ أَرْضَ الرُّومِ مُحْتَمِلاً لَهُمْ | |
|
| عَلَيْهَا وَلِلْحَرْبِ العَوَانِ بِهِمْ لَقْحُ |
|
وَلَوْلاكَ مَا رِيعَتْ وَذَلَّتْ جُمُوعُهُمْ | |
|
| وَلاَ مُلِئَتْ رُعْباً بِلاَدُهُمُ الْفُسْحُ |
|
صَنَائِعُ لَمْ تَحْكِ التَّوَارِيخُ مِثْلَهَا | |
|
| وَلاَ حَدَّثَتْ عَنْ شِبْهِهَا الأَلْسُنُ الفُصْحُ |
|
وَلِلَّهِ يَا لِلَّهِ مَقْدَمُكَ الَّذِي | |
|
| لَهُ الطَّائِرُ الْمَيْمُونُ وَالسَّنْحُ لاَ البَرْحُ |
|
وَمَا كُنْتَ إِلاَّ الشَّمْسَ وَالطَّرْفُ أُفْقُهَا | |
|
| وَنَقْعُكَ سُحْبٌ بِالدِّمَاءِ لَهَا سَفْحُ |
|
وَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ مِنْكَ خَلِيفَةٌ | |
|
| رَفِيعُ عِمَادِ الْفَخْرِ لِلْمُجْتَدي سَمْحُ |
|
مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ ذُو الشَّرَفِ الَّذِي | |
|
| بِعطْفِ العُلَى مِنْ جُودِ مُحْرِزِهِ رَشْحُ |
|
مِنَ الْقَومِ مَا بَيْنَ الْخِيَامِ تَخَالُهُمْ | |
|
| حَيَاءً مِنَ الجَارَاتِ مَرْضَى وَقَدْ صَحُّوا |
|
مِنَ الْعَرَبِ الْغُرِّ الْوُجُوهِ تُظِلُّهُمْ | |
|
| بُنُودُهُم لاَ الْبَانُ كَلاَّ وَلاَ الطَّلْحُ |
|
أُولَئِكَ أَنْصَارُ النَّبِيِّ تَزَامَرُوا | |
|
| فَلاَ الْبُخْلُ مِمَّا يَعْرِفُونَ وَلاَ الشُّحُّ |
|
وَجَاءَ مِنَ اللَّهِ الْكِتَابُ بِمَدْحِهِمْ | |
|
| أَلاَ إِنَّ مَدْحَ اللَّهِ جَلَّ هُوَ الْمَدْحُ |
|
بَقِيتَ أَمِيرَ المُسْلِمِينَ مُهَنّأً | |
|
| بِغُرِّ فُتُوحٍ لاَ يَغِيبُ لَهَا قَدْحُ |
|
وَدَامَتْ لَكَ الْبُشْرَى وَأُيِّدْتَ مَا ذَكَا | |
|
| لِعَرْفِ الصَّبَا بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا نَفْحُ |
|