أَيَا دَارِيَ الأَوْلَى بِمُنْعَرِجِ اللِّوَى | |
|
| أَعِنْدَكِ عِلْمٌ بِالَّذِي جَرَّتِ النَّوَى |
|
وَمَا فَعَلَ الحَيُّ الَّذِينَ تَرَحَّلُوا | |
|
| وَأَبْقَوْا بِقَلْبِي لاَعِجَ الوَجْدِ وَالجَوَى |
|
وَشَبُّوا شُجُونِي فَاحْتَمَى الرَّمْلُ لاَ احْتَمَى | |
|
| وَأَجْرَوْا دُمُوعِي فَارْتَوَى البَانُ لاَ ارْتَوَى |
|
وَحَانَ بِمَرْعَى العِيسِ مَا كَانَ يُخْتَشَى | |
|
| مِنْ الكَبِدِ الحَرَّى فَسُرْعَانَ مَا ذَوَى |
|
وَقَدْ كَانَ لِي خَمْرٌ مِنَ الرِّيقِ مُسْكِرٌ | |
|
| فَبُدِّلْتُهُ لَكِنْ بِخَمْرٍ مِنَ الهَوَى |
|
وَفِي الجِيرَةِ الغَادِينَ بَدْرُ مَنَازِلٍ | |
|
| تَحَيَّرَ مِنْهَا الطَّرْفُ وَالقَلْبُ إِذْ ثَوَى |
|
وَلِلَّهِ صَبٌّ دَانَ بِالحُبِّ مُخْلِصاً | |
|
| وَلَكِنَّهُ مَا ضَلَّ يَوْماً وَمَا غَوَى |
|
وَمَا إِنْ نَوَى إِلاَّ الوَفَاءَ وَإِنَّمَا | |
|
| لِكُلِّ امْرِىءٍ فِي السِّرِّ والجَهْرِ مَا نَوَى |
|
وَيَا بِأَبِي حَسْنَاءَ مِنْ غُنْجِ طَرْفِهَا | |
|
| هُوَ الدَّاءُ لَكِنْ مِنْ مَرَاشِفِهَا الدَّوَا |
|
تَزِيدُ غَرَامِي شِدَّةً بَعْدَ شِدَّةٍ | |
|
| وَلَكِنْ بِضَعْفِ الخَصْرِ قَدْ أَعْدَتِ القُوَى |
|
بَعِيدَةٌ مَهْوَى القِرْطِ أَقْسَمْتُ إِنَّهُ | |
|
| لأَبْعَدُ مِنْ نَجْمِ السَّمَاءِ إِذَا هَوَى |
|
وَمَا زَالَ غُصْنُ البَانِ يَحْكِي قَوامَهَا | |
|
| فَلَمَّا رَأَتْ مِنْهُ الصَّبَا الحَسَدَ التَوَى |
|
وَآيَةُ شَمْسٍ فِي فُؤَادِيَ أُفْقُهَا | |
|
| إِذَا مَا تَبَدَّتْ أُخْتُهَا فَهُمَا سَوَى |
|
تَنَاءَتْ بِهَا أَيْدِي الرِّكَابِ فَأَدْمُعِي | |
|
| تَصُوبُ وَقَلْبِي بِالفِرَاقِ قَدِ اكْتَوَى |
|
وَمَا رَاعَنِي بِالجَزْعِ إِلاَ ضَعائِنٌ | |
|
| تُذَكِّرُنِي عَهْداً قَدِيماً بِذِي طُوَى |
|
وَأَسْرَابُ غِرْبَانٍ بِكُحْلِ عُيُونِهَا | |
|
| رَوَاقِعُ مَا تُبْدِي السُّيُوفُ مِنَ الكُوَى |
|
وَرَبْعٌ كَبَاقِي الوَشْمِ بِالنَّعْفِ دَارِسٌ | |
|
| أَصَمُّ الصَّدَى بَادِي البِلَى طَامِسُ الصُّوَى |
|
وَقَفْتُ بِهِ أَبْكِي وَأَسْفَحُ أَدْمُعاً | |
|
| عَلَى مِثْلِهَا وَدَّ الغَمَامُ لَوْ احْتَوَى |
|
وَلَمْ أَنْسَ سَيْرِي فِي دَيَاجٍ كَأَنَّهَا | |
|
| جُيُوشُ ابْنِ نَصْرٍ خَافِقٍ فَوْقَهَا اللِّوَى |
|
كَرِيمٌ لَهُ الغَايَاتُ فِي البَأْسِ وَالنَّدَى | |
|
| إِذَا جَدَّ جِدُّ الطَّعْنِ أَوْ شُكِيَ الطَّوَى |
|
فَعَنْ نَافِعٍ مِنْهُ التَّكَرُّمُ مُسْنَدٌ | |
|
| وَعَنْ عَاصِمٍ مِنْهُ التَّفَرُّسُ قَدْ رَوَى |
|
وَمِنْ بَأْسِهِ نَارٌ بِخَيْرِ يَدٍ وَمِنْ | |
|
| نَدَاهُ بِهَا لِلْمُحْتَدِي مَنْهَلٌ رَوَى |
|
وَمَا شَرَّفَ العَبْدَ المُطِيعَ سِوَى التُّقَى | |
|
| وَقَلْبٍ عَلَى عِلْمٍ لَدُنِّيٍّ انْطَوَى |
|
وَكَمْ ثَمَّ مِنْ وَادٍ وَلَكِنْ بِقُدْسِهِ | |
|
| تَشَرَّفَ لَمَّا مَرَّ مُوسَى بِذِي طُوَى |
|
هُمَامٌ أَطَاعَتْهُ البِلاَدُ وَأَهْلُهَا | |
|
| وَلاَ عِزَّ إِلاَّ جَلَّ مِنْهُ بِمُسْتَوَى |
|
هُوَ النَّارُ وَالنَّاسُ الهَوَاءُ إِذَا بَدَا | |
|
| وَلاَ شَكَّ أَنَّ النَّارَ تَعْلُو عَلَى الثَّوَى |
|
مِنَ الخَزْرَجِيِّينَ الَّذِينَ سُيُوفُهُمْ | |
|
| بِهِنَّ النَّوَى عَنْ أَهْلِ مِلَّتِنَا الْتَوَى |
|
مِنَ القَاتِلِينَ المَحْلَ بِالجُودِ صَوْبُهُ | |
|
| يَنُوبُ مَنَابَ السُّحْبِ وَالنَّجْمُ قَدْ هَوَى |
|
هُوَ الغَيْثُ مَهْمَا بَلَّ أَرْضاً فَبَرْقُهُ | |
|
| حُسَامٌ بِهِ جَنْبَ المُنَاجِزِ قَدْ كَوَى |
|
وَلَيْثٌ إِذَا مَا ظَلَّ يَهْدِرُ غَاصَ فِي | |
|
| دِمَاءِ العِدَى الذِّئْبُ الذي إِثْرَهُ عَوَى |
|
أَمِيرٌ لَهُ قَدْ أَنْجَزَ اللَّهُ وَعْدَهُ | |
|
| وَمَا إِنْ لَوَى الدِّيْنَ الَّذِي كَانَ قَدْ لَوَى |
|
وَخَصَّصَهُ الفَتْحَ المُبِينَ بِمَا اقْتَنَى | |
|
| وَأَوْطَأَهُ مَا كَانَ مِنْ أَرْضِهِمْ رَوَى |
|
وَأَشْبَهَ بِشْراً فِي اسْتِوَاءٍ فَلَيْتَهُ | |
|
| بِحَرْبٍ عَلَى أَرْضِ العِرَاقِ قَدِ اسْتَوَى |
|
جَرِيٌ أَحَبَّ الأَرْضَ تُشْرِقُ بِالقَنَا | |
|
| وَكُلُّ مُحِيطٍ مِنْ مَدَائِنِهِ احْتَوَى |
|
إِذَا نَشَرَ الأَعْلاَمَ أَقْبَلَ زَاحِفاً | |
|
| بِجَيْشٍ بَرُودَ البِيدِ لِلطَّعْنِ قَدْ طَوَى |
|
حَلِيفُ ضِرَابٍ خَيْلُهُ بِدَمِ العِدَى | |
|
| لَهُنَّ إِذَا عَبَّ الفَوَارِسُ مُرْتَوَى |
|
مُثِيرُ عَجَاجٍ حَلَّقَ النِّسْرُ فَوْقَهُ | |
|
| فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الطَّعْنَ مِنْ جَنْبِهِ اشْتَوَى |
|
لَهُ جَمَعَ اللَّهُ الشَّجَاعَةَ كُلَّهَا | |
|
| فَكَانَ سِوَاهُ مِنْ شُجَاعٍ كَلاَ سِوَى |
|
هَنِيئاً أَمِيرَ المُسْلِمِينَ بِمَقْدَمٍ | |
|
| سَعِيدٍ حَوَى مِنْ بَهْجَةِ الحُسْنِ مَا حَوَى |
|
وَعَوْدٍ إِلَى جَنَّاتِ أَشْرَفِ حَضْرَةٍ | |
|
| غَدَتْ وَهْيَ لِلأَعْدَاءِ نَزَّاعَةُ الشَّوَى |
|
وَيَا خُسْرَ عَاصٍ مَرَّ عَنْكَ مُغَاضِباً | |
|
| وَيَا فَوْزَ مَطْرُودٍ إِلَى بَابِكَ انْطَوَى |
|