وعاذلةٍ في الحُبِّ أزرى بها الجَهلُ | |
|
| تُسفِّهُ تَجْري حينَ لم تَدْر ما الفَضْلُ |
|
إليكِ فَما عَقلٌ تخادِعْنَهُ عقلُ | |
|
| شِرى وصلِهم بالرُّوحِ عِنْديَ لا يَغْلُو |
|
فلا لَوْمَ يُسلي عَنْهُمُ لا ولا عَذْلُ
|
وكيفَ بأنْ أُصغي لِلَوْمٍ عَليهمُ | |
|
| وكلُّ نَعيمٍ أرتجي في يَدَيْهمُ |
|
ولما رأيتُ العَيْشَ غَضّاً لَديهمُ | |
|
| خَرجتُ عن الدُّنيا فقيراً إليهمُ |
|
وفي حُبِّهم لا مالَ يَبْقى ولا أهْلُ
|
بِحَسْبيَ أن أُمسي رَهيناً بِضَيْرِهمْ | |
|
| ولا أرتجي خَيْراً سِوى نيلِ خَيْرِهِمْ |
|
يقولون جارُوا قُلْتُ أرضى بِجَوْرهمْ | |
|
| فلا تَحْسبوا مِنِّي فَراغاً لِغَيْرِهمْ |
|
فَعَنْ كُلِّ شُغلٍ عندَ قلبي لَهُم شُغْلُ
|
رَضِيْتُ بأن أقْضي هَواهُمْ تَعَلُّلا | |
|
| ولا يَهْتِفَ العُذَّالُ أنِّيَ مَنْ سَلا |
|
أمثليَ يَرضى أنْ يُنَكِّبَ عَن عُلا | |
|
| دَعُوني على أبْوابِهم مُتَذلِّلا |
|
فَمِنْ بعدِ عِزِّي لَذَّ لي فيهمُ الذُّلُّ
|
هُم الدينُ والدُّنيا وحَسْبُك خُلَّةً | |
|
| كُسيتُ بِهمْ للرِّقِّ أشرفَ حُلَّةً |
|
بها قامَتِ الأكوانُ نحوي تجلَّةً | |
|
| وأعجبُ منِّي كلما زدْتُ ذِلَّةً |
|
إليْهم أرَى في النَّاسِ قَدري بِهمْ يَعْلو
|
هُمُ سُؤْلُ قَلْبي لَسْتُ أبغي سِواهُمُ | |
|
| وإن طمَّ بالعُشّاقِ بَحْرُ جَواهُمُ |
|
رضيتُ بحالَيْ قُربِهمْ ونواهُمُ | |
|
| فما شاءَ فَلْيحكُمْ عَليَّ هَواهُمُ |
|
ففيهِ تَساوى الجَورُ عنديَ والعَدْلُ
|
ألا ليت شِعري هل سبيلٌ لِقُربهمْ | |
|
| تهافَتُّ حَسْبي أن أموتَ جوىً بِهمْ |
|
فأعظمُ قَدري أنْ أُكَنَّى بِصبِّهمْ | |
|
| تحيَّرتُ لما اخْتَرتُ مَذهبَ حُبِّهمْ |
|
تَحيُّرَ صَبٍّ هَجْرهُم عندهُ وَصلُ
|
حُرِمتُ وَفاءً في الهَوى إنْ أخُنْهُمُ | |
|
| خَضَعْتُ لَهُمْ لَمّا بَدا العِزُّ مِنهمُ |
|
خُضوعَ مُعَنّىً روحهُ من لَدُنْهُمُ | |
|
| وقُلْتُ لِقَلبي أينَ تَذْهَبُ عَنْهمُ |
|
وما دُونَهمْ ماءٌ يَطيبُ ولا ظِلُّ
|
أيا سائقَ الوَجْناءِ يرمي مِنىً بِها | |
|
| ثنَتْ عِطفَهُ ذِكرى معاطِفِ قُضْبِها |
|
ألوكةَ صَبٍّ ضاقَ ذَرْعاً بِرَحْبِها | |
|
| بِعَيْشِكَ إن وافَيْت نَجداً فقِفْ بها |
|
فإنَّ بها مَن قد أحَلُّوا دَمي حَلُّوا
|
وسَلِّمْ على ضالٍ هناك أظَلَّهُمْ | |
|
| تَرِفُّ عليهِ السُّحبُ تَكْرمةً لَهُمْ |
|
وعَرِّضْ لهمْ باسمي عَساهُم وعَلَّهُمْ | |
|
| وحَدِّثْهُمُ عَنّي حَديثاً وقلْ لَهُمْ |
|
بأنِّيَ عَنهُمْ ما سَلوتُ ولا أسْلُو
|
أأحبابَ قَلبي هَلْ يُفَكُّ أسِيرُكمْ | |
|
| أضَرَّتْ بيَ البلوى فكَمْ أستجيرُكمْ |
|
لقد عِيْلَ صَبري واسْتَمرَّ مَريرُكمْ | |
|
| مَتى يا عُرَيْبَ الشِّعبِ يأتي بَشيرُكمْ |
|
فتسكنَ أشواقي ويَنْتَظِمَ الشَّمْلُ
|
وعَيْشِكُم ما هكَذا حَقُّ عَدْلِكُمْ | |
|
| أهِيمُ ومَجْرى النِّيل في فَيْءِ ظِلِّكُمْ |
|
هَبُوا الحقَّ هَجْري أينَ سابغُ فضلِكُمْ | |
|
| صِلُوني عَلى مابي فإنِّي لِوَصْلِكُمْ |
|
إذا لمْ أكُنْ أهلاً فأنتُمْ لَهُ أهْلُ
|