في مَشرِقِ المَجدِ نَجمُ الدينِ مَطلَعُهُ | |
|
| وَكُلُّ أَبنائِهِ شُهُبٌ فَلا أَفَلوا |
|
جاءوا كَيَعقوبَ وَالأَسباطَ إِذ وَرَدوا | |
|
| عَلى العَزيزِ مِن أَرضِ الشامِ وَاِشتَمَلوا |
|
لَكِنَّ يوسُفَ هَذا جاءَ إِخوَتُهُ | |
|
| وَلَم يَكُن بَينَهُم نَزعُ وَلا زَلَلُ |
|
وَمَلكو أَرضَ مِصرَ في شَماخَتِهِ | |
|
| وَمِثلَها لِرِجالٍ مِثلُهُم نَزَلوا |
|
أَبو المُظَفَّرِ مَأوى كُلِّ مُضطَهِدٍ | |
|
| بِحِلمِهِ وَنِداهُ يُضرَبُ المَثَلُ |
|
مَهما يَمِل جائِرَ أَو عائِثٌ عَمَّهُ | |
|
| فَعِندَ عَدلِ صَلاحِ الدينِ يَعتَدِلُ |
|
أَحيا بِهِ اللَهُ مِصراً فَهيَ ناشِرَةٌ | |
|
| وَاِفتَكَّها مِن عَدوٍ ما بِهِ قِبَلُ |
|
كَم لِلفِرِنجِ بِها وِرداً وَمُنتَجَعاً | |
|
| وَنارُهُم حَولَها تَذكو وَتَشتَعِلُ |
|
فَأَطفَأَ الناصِرُ المَنصورُ جَذوَتَهُم | |
|
| وَأَدبَروا بِقُلوبِ شَهمُها وَجِلُ |
|
مَلكٌ تَقَلَّدَ سِلكُ المُلكِ مُنتَظِماً | |
|
| وَقالَ لِلمالِ هَذا مِنكَ لي بُدلُ |
|
فَفَرَّقَ المالَ جَمعاً لِلقُلوبِ بِهِ | |
|
| وَحَسبُهُ فيهِمُ إِدراكُ ما سَأَلوا |
|
إِنَّ المُلوكَ الَّذينَ اِمتَدَّ أَمرُهُم | |
|
| لَم يَخزِنوا المالَ بَل مَهما حَوَوا بُذِلوا |
|
كَذا السِياسَةُ فَالأَجنادُ لَو عَلِموا | |
|
| بُخلَ المَليكِ وَجاءَت شِدَّةُ خُذِلوا |
|
لَتَظفُرَنَّ بِما لَم يَحوهُ مَلِكٌ | |
|
| أَبا المُظَفَّرِ حَقّاً حَظَّهُ الأَزَلُ |
|
دَليلُ ذَلِكَ آراءُ اِقتَرَنَت | |
|
| بِالحَزمِ وَالعَزمِ لَم يُخَصَّص بِها الأَوَّلُ |
|
قَد سادَ اِسكَندَرَ أَهلَ الزَمانِ مَعاً | |
|
| في سِنِّ عِشرينَ وَاِمتَدَّت لَهُ الحِيَلُ |
|
وافى الثَلاثينَ وَالأَقطارُ أَجمَعُها | |
|
| طَوعاً لَهُ وَمُلوكُ الأَرضِ وَالمِلَلُ |
|