إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بَرْزَخُ العشق |
لم يكنْ في يديْ مُصْحَفٌ |
لم يكنْ في يديْ غيرَ قلبي |
ولا كان في يدها خُصْلةٌ غير عُنابها |
لا عهود ارْتجلْتُ |
ولا هي مَدَّتْ يداً للضَّفَائِرْ |
*** |
هكذا .. ذوَّبَ العِشْقُ سُكَّرَهُ |
والبنفْسَجُ أحْمَرَهُ .. |
ليلَ أسْرَتْ بنا الصَبَواتُ إلى بَرْزَخِ العِشْقِ |
حتَّى اعْتَنَقْنَا الصَّبَابَةَ وعْدَاً .. وعَهْدَاً |
إلى يومَ تُبْلَى السَّرَائِرْ |
*** |
هكذا .. وَقَفَتْ دَهْشَةُ العِطْرِ |
فاصِلَةً بيْنَ كَفَّيْنِ .. كَفِّيْ |
وكَفٌّ على صدرها |
تَتَحَسَّسُ فيه العذابَ المُقَدَّسِ حائرةً |
لا تَرَى قُرْبَهَا غيْرَ حَائِرْ |
*** |
هي مَنْ أدْخَلَتْني إلى مَلَكُوتِ الأميراتِ |
مَرَّتْ بساتينها مِنْ أماميْ .. |
وأغلق شُبَّاكُها سَمْعَهُ |
ثمَّ داسَتْ طواويسها في خشوعي |
فأبْصَرتُ سِرْبَ اليَمَامِ الذي |
فَزَّ من كُحْلِها طائراً إثْرَ طائرْ |
*** |
كلّما أشْعَلَتْ رَجْفَةً مِلْءَ قلبي |
ابتعدتُ قليلا |
وأخرجتُ مِنْ مُعْجَمِ اللوْن تنهيدةً |
تُشْبِهُ الفَرَحَ الجاهليِّ |
ودارتْ على ناظريَّ الدوائرْ |
*** |
كيفَ لي أنْ أُطَاولَ وَقْفَتها .. |
وهي لا تُشْبه النَّخْلَ .. لكنَّها |
آيةٌ في السُّمُوّ |
ولا بَهْجَةً غيْرَهَا في عنَانِ السَّمَاءِ |
تَنَزَّلُ كَالصُّبْحِ أوْ كالبَشَائِرْ |
*** |
إذا جَلَسَتْ .. |
خِلْتُ لا بَجَعاً في الأرائكِ صلَّى |
إلى غَيْرَها قِبْلةٍ |
لا بخورَ استحى قَبْلَها إذْ تَمُرُّ .. |
ولا خَطَرَتْ خطوةٌ قَبْلها |
فوقَ عُشْبِ المشاعرْ |
*** |
هي لا تُشْبِهُ الحَبَقَ الطائفيّ .. ولكنَّها |
كلُّ ما لَذَّ للكَيْفِ .. |
لا يُشْبه العيدُ فستانَها حين تمشي |
ولا صوتُها الرَّطْبُ مثلَ الأغاني الطَّريةِ |
لا .. لم تكنْ قَبَسَاً منْ ملاكٍ |
ولكنها كلها ثورةٌ .. منذُ أبْصَرْتُها |
هَبَّ في إثْرِها القلبُ ثائِرْ |
*** |
هي تلك التي لو تَبَرَّجَ رُمَّانُها |
انفَرَطَتْ شهقةً .. شهقةً |
أو تبرَّجَ حِنَّاؤها |
أثِمَ الضَّوءُ .. وانْداحَ سُكْرُ الضَّمائرْ |
*** |
هي أوَّلُ ما زَيَّنَ الغَانِيَاتُ |
وآخرُ ما زَيَّنَ الحَاليَاتِ |
ولا سَجَدَ الحُلْمُ في كفِّ فاتنةٍ قَبْلَهَا |
طَعْمُ أحلامِها كالمُزاحِ |
وسُلْطَانُها .. رُغْمَ كُلِّ السَّماحَاتِ جائرْ |