عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن سيده > الحمد لله الذي بحمده

غير مصنف

مشاهدة
554

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الحمد لله الذي بحمده

الحمد لله الذي بحمده
يدوم ما خوَلنا من عنده
ثم صلاتي كل يوم وغدٍ
على السراج المستنير أحمد
نحنُ ركيب من رجال المشرق
أكارم الأنفس لُدّ المُنطق
مالت بنا الأيام نحو المغرب
مهما يشرق كوكب نغرب
والمرء قد يُزيحه عن الوطن
حبُّ العلى أو نبوة من الزمن
يا ربّ حرّ ماجد تغرّبا
شرَّق في كسب العلى وغربا
وكم نبيء تارك أوطانه
شدَّ الإله بعد ذا سلطانه
فلتسألونا واحداً فواحدا
لتعرفوا الفروع والمحامدا
فكلنا قرم أب وخالٍ
ذو حسب عِدّ وفخر عالِ
وناشئ في سُرر الأمصار
بين المياه الزرق والأنهار
وكلنا رامٍ مجيد فارسُ
تصعق من سوراتنا الفوارسُ
وكلنا أمواله وذائم
بذلا وإهداء وذاك دائم
وكل مخطوط من الهجاء
حواه ما نحوي من الأسماء
كذلك اسم الأب واسم الخال
وغير ذا من بلد وآلِ
ومركب وقنَص مرميّ
وشجر السهام والقسي
كذاك ما نهدي من أشلاءِ القنص
وما لقوت النفس منها قد خلص
وما نزجيه إلى الحبائب
خلاَّتنا في أزمن الشبائب
وما به من عَلَم يُسمينا
إذا دعوناهنّ أو يُكنينا
وكل ما نهديه من نشيد
لهنّ أو ينشدن من قصيد
في كل ذاك من حروف المعجم
ما لا يدور غيره على فمي
إن تسألوا باسمي فإني أحمد
في كل لأواء الزمان أحمد
ووالدي أربد الهمامُ
في كل أنواع العلى إمامُ
ونسبي في عنصري أياد
أهل التقى والبأس والأيادي
وبلدي من أرفع البلدان
آمدُ داري وقرى أُسوان
أما الذي أركبه فالإبلُ
أو أُتُن تعنو لهنّ السبلُ
إن الأتان للقلوص ثانية
لا سيما أن أصبحت يمانيه
وقد أبان الفضل تلك الببغا
وكان حبرا واجداً لما ابتغى
أما قسيي فهي من ألاءِ
وربما تخذتها من آءِ
واسهمي من حائط الأراك
ليس لمن تغشاه من حراك
وربما استجدتها من أثأبِ
تعجل من أرمي عن التثاؤب
وربما كانت من الأمطي
منبتها في العانك الوطي
أما الذي اقتص فالأوز
أو الأنوق فهي نعم البر
أنحي عن الألية والإبهام
منها ويغدو إبطها طعامي
ثمت أُهدي بعد ذاك أبطا
إلى فتاة من ظباء الأرطى
ذات دلال اسمها أمامه
تمشي الهوينا مشية الغمامه
أنشدها بأحسن النشيدِ
ما يبعث الوُرق على التغريدِ
أما لجنح الليل من صباحِ
أما يزال ضافي الجناح
فعند ذاك تنشد الحسناء
ما أذني عن غيره صماء
آل عديّ ازمعوا الرواحا
فودعت أجسامنا الأرواحا
واسمي إن تسأل بذاك يُشكرُ
ووالدي مَلك الملوك يعصر
ونسبي في بيته اليحامد
أهل الندى والبأس والمحامد
ولي خال في بني يربوع
في فَدك حلّ وفي ينبوعِ
أما الذي أركبه فيَعمله
ما إن تزال في الفيافي مُعمله
أما قسيي فمن اليَنبُوت
منها معاشي واجتلاب قوتي
أما سهامي فمن اليَعضيد
نحتُّها من غصن خضيد
وربما كانت من الينتون
أصلب عيداناً من الزيتون
أما الذي اصطاد فاليعقوبُ
حيزومه باسمهي منقوبُ
أُصيب من جميعها اليافوخا
من غير أن أحنو لها الفخوخا
آكل منه يده اليمينا
إذا وجدت لحمه سمينا
تمت أهدي يده اليسارا
ولا أعدّ فقدها خسارا
إلى فتاة اسمها يمامه
قد ألفت حدائق اليمامه
تُغذي من الرقلة والسحوق
مما تنميه بنو صعفوق
يُجبي إليها الرطب السقيط
والناس المثمر الربيط
والماء بين راحتيها جاري
من كل عذب خصر النجار
تُخال في ملاعب البستان
حوراء من كواعب الجنان
قلت لها وادمعي دماء
يوم النوى وأضلعي صِلاء
يمٌّ غرقتُ فيه من هواكِ
إذ أسفرت عن وجهها نواكِ
قالت وقد أصغت إلى كلامي
بعد الذي أهدت من السلام
يوم لنوى معترك العُشَّاقِ
بني يد التوديع والفراق
وبلدي يثرب خيرُ دار
مأوى المهاجرين والأنصار
حيث ثوى قبر النبي أحمدِ
أكرِم بترب أرضهِ وأحمدِ
نوافج المسك ونشر العنبر
بين تراب قبره والمنبر
صلى عليه ربّنا وسلما
وصانه في عرشه وكرّما
وآله وصحبه الكرام
والحمد لله على التمام
واسمي إن تسأل به نعمانُ
ومولدي ومنشائي نعمانُ
أعني بذاك وادي الأراكِ
والاسم قد يعم باشتراك
ووالدي نُسيبة ابن نائل
طلق المحيَّا سَبطِ الأنامل
لم يُعتمَر بسؤدُدٍ فِناءُ
منذ نفى وجوده الفَناء
أبكي عليه بدموع ما تني
ليت الزمان قبله أماتني
ولعنة الله على أناسِ
يخفون غير ما بدا للناس
وقد وعظتُ فاقبلِ المواعظا
إن كنت من نفسك تُلفي واعظا
إن تسألوا باسمي فإني ناصرُ
ووالدي خِدن المعالي تامرُ
وحسبي ونسبي في ناجيه
قبيلة من كل سوء ناجيه
ولي خال في بني النجار
ممتنع الدار عزيز الجارِ
وقد أطلت القول إن وعظ نفع
وُفق من بصادق الوعظ انتفع
الحمد لله العلي الشان
سيَّان عندي وامِقٌ وشاني
ولعنة الله على أملاكٍ
يكفّرون كلّ حبر زاكِ
من كل مفتوق المعاء بطنه
ليس له في غير ظلم فطنه
رخو الوِكاء غير ذي غَناءِ
إلا لذي القهوة والغِناء
ثعلب ليلٍ ونهاراً جيفه
تخفق رايات حشاه خيفه
إذا رأى القتام مستطيرا
يكاد منه القلب إن يطيرا
وإن يرى الثريد فهو ليث
فيه ليمنى راحتيه غيثُ
يأكل في سبع من الأمعاء
كما دحشت الثوب في الوعاء
فحظه من الإله شحط
عليه لعنٌ دائم وسخط
لكن ولي أمرنا علي
في كل مجد جدّه علي
وُفِق للعدل وللرشاد
فهو فتى السؤدد ذي السداد
مضمر الكشح اشمّ المنكب
واضحة غرّته كالكواكب
ونسبي من الأنام لحمُ
سماء عزّ وطراف ضخم
صحبت خير ملك مجاهدا
وكان في جمع العلوم جاهدا
ولم أزل بشغله سميرا
فما أفدت عنده قطميرا
لكنما سليله أبو الحسن
قد ظلت منه في ذرى عيش حسن
إن لم يُقيض لي هناك حاسد
إذ كل ذي صدر علي حاقد
قد بار سوق الفهم إلا عند من
فاق الورى نجل العلى أبي الحسن
علي ابن الملك الموفَّقِ
لولاه سوقُ أدب لم ينفق
يأوي إلى حضرتهِ أهلُ السُنَن
والحكمة الغراء والذهن الحسن
وحاملو القرآن والآدابِ
في كنف منه وفي جناب
يسقيهم وابله وطلَّه
وينشر الدهرَ عليهم ظلّه
يكرمهم بالقصد والإلمام
فعلَ أبيه الملك الهمام
يوسعهم رفقاً إذا ما أخطأوا
ولا يزجيهم إذا ما أبطأوا
إلا بمألوف من الحباءِ
كذاك فعل الأب بالأبناء
ما لهم من بعده من آوي
كل الورى عمرو وهم كالواو
وإن تشأ فاختبر الأملاكا
فلست تُلفي فيهم ملاكا
ما منهم إلا أخو طنبور
وجالس إلى ذرى تنور
إذا رأى مغنياً مأمونا
كساه ديباجاً وسقلاطونا
مسدداً إلى ذراه عُرفه
بكفّه لا برئت من عرفه
وإن رأى ذا أدب فقيها
أهدى له نخامة يُلقيها
يرميه إبعاداً له بالزندقة
وهو الغبي لا يحاكي منطقه
وأوقح الناس ملوك فاسقه
تقول للأحبار يا زنادقه
وأينا أشد عن رشد عمى
فلا عدتهُ لعنة من السما
لو قد تركتم يا بني المُصنّة
ثلبي ثنيت عنكم الأسنه
لا زينت هامتكم قلانسُ
ولا اللحى فإنها مكانسُ
ولا احتمال الكتب في الآكمامِ
فذاك ضد النَور في الأكمامِ
ولا تردّيكم ببيض الأرديه
وما تصدرتم له في الأنديه
يا رب لصّ قد يُسمَّى قاضي
والله من نجواه غير راضِ
ورب من تدعوه بالفقيهِ
ومُحصنات الحيّ تتّقيهِ
ورب نكس لا أريد ذكره
لم اعتقل في هجوه لفكره
فكيف يُلحى عالم قد مَهَرا
ألا حياءٌ من هلال بَهَرا
لتخسإ الكلاب عن هلالِ
لا يرهب النقص على كمالِ
إذا اطمأنّ بالهي قلبي
فما أبالي بنباح كلبِ
يا عجبا من قمر محسود
هل فيه مرجى ليد الحسودِ
يحسدني من لا ينال سعي
فمشربي من عرضه ورَعيي
دَعهُ وما يختاره لنفسه
ثم أرضني لأُختِه وعرسهِ
يظن قوم دأبي السكوتا
كأنني أرهب إن أموتا
متى أحدت في اللئام نطقي
فليقطع السيف سواءً عرقي
في عرسهِ والأم ثم الأختِ
ونفسه فذاك أخزى مقتِ
لا تَعبَأن مقالة الفلاسفه
فإنها للغيب غير كاشفه
وإن تنل منها فحدّ المنطقِ
أو الحساب أو بطبّ فاعلُقِ
وغير ذا من غامض الطبيعه
مغمزة في هذه الشريعه
لو شئت يا ذا الصفح والغفرانِ
عمَّمت بالسخط أو الرضوان
وفي الغنى سوّيت أو في الفقرِ
ولم تعذّب مُعدماً بمثرِ
كوّنت أشياءً ذوات حسن
ثم تُعفَى سِبرَها وتُفني
ولو تشاء دام ما كوَّنتا
لا عالم بالسر إلا أنتا
قد أهل الجهل بالأموالِ
وبالبنين الحسّد الرجالِ
تكسوهم الديباج والحريرا
ويُمنحون التاج والسريرا
وتحرم النبيل قوت ليله
تتركه لضيعة وعيله
وربما وهبته إناثا
معريّات عُطّلاً غِراثى
وربما صاهر في الأرذال
لثقل الظهر وعدم المالِ
الفقير باكي الألحاظِ
وإن غدا مبتسم الألفاظ
تحمله شماتة الأقارب
إن يغتذي من حُمة العقارب
ولو يطيق لاك أُفعوانا
ولا يوافي لاخٍ خِوانا
هذا إذا ما كان ذا مروَّه
ومُعرقاً في طيب الأبوَّه
إهوَ الذئاب واشنإِ الأقاربا
وواصلِ الحيَّات والعقاربا
شرُّ قرين للكريم أقربه
ذلك أفعاه وذاك عقربه
شرّهم العمُّ ونجل العمِ
والخال والخالة وابن الأمّ
واشنأ الناس لك ابن أختِكا
فامقته فهو آخذ في مقتكا
إثن على الصدّيق والفاروقِ
فإنه من أوكد الحقوق
ولا تضع تلوهما عثماناً
خير امرئ بعدهما قد كانا
ولا تؤَخّر ذا العلى عليَّا
الهاشمي البطلَ الكميَّا
ومن يكُ يقدحُ في معاويه
فذاك كلب من كلاب عاويه
ابتع الحبر الأجلّ مالكا
وإن تبعت غيره فذلكا
كالشافعي وأبي حنيفة
كلاهما ذو ورع وخيفه
قرأتُ بالوحي وسنّي أربع
وقبل ستٍ تمّ عندي أجمعُ
حتى إذا حليت بالتنزيلِ
نظرت في حقائق التأويلِ
ولم أدع لعالم تحبيرا
إلا وقد ظَلت بها خبيرا
فلا ابن عباس أضعت وضعه
ولا ابن سلاَّم تركت جمعه
ولا كتاب ابن حميدٍ عبدٍ
غلا اذَّخرت كل ذاك عندي
حتى إذا استضلعت بالحِجاجِ
قرأت كتب كل حبر ناجِ
كتب أبي إسحق ذي المعاني
أوضِح به لمشكل القرآن
وكل ما أحمله من سند
عن الفقيه الطَلَمنكي أحمد
ثم قرأت كتب الموطإ
عليه دون كسل مُستبطإ
ثمت اشبعت من البخاري
رواية فتم لي فخاري
ولم أُضِع كتب أبي عبيدِ
جميعها في ربقتي وقيدي
ثم قرأت علم سيبويهِ
لبّ الفؤاد فهماً عليهِ
على أبي عثمان شيخي نافعِ
وكان فيه جد حبر بارعِ
ثمت فأوهت أبا العلاءِ
في كتب الصفات والأسماءِ
روَاني الغريب والإِصلاحا
حتى أنار فجرها ولاحا
ثمت رقَّاني إلى الألفاظِ
رواية فعدت في الحفَّاظِ
وقد قرأت كتب المجازِ
عليه من قرموطة الشيرازي
بعد سماعه عن الفقيهِ
أحمد ذي التفهيم والتفقيهِ
ثم قرأت كتب الرمَّاني
والفارسي وابنه عثمان
أعني ابن جنيّ فإنه بنُ
له وإن كان أباه الحسنُ
فإنه خرَّجه وأدَّبه
وقد تقول للشقيق يا أبَه
وغر قوما هذه البنوة
فمنحوا الهنا الأبوه
سبحان ذاك الواحد العدل الصمد
لم يتخذ صاحبةً ولا ولد
كل كتاب لغة وعيتُ
وكل شعر لهم رويتُ
ثم تأملت حدود المنطق
فمن يُرم حقيقةً فلينطقِ
ابن سيده
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/04/05 11:58:09 مساءً
التعديل: الجمعة 2013/04/05 11:58:42 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com