يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ | |
|
| بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ |
|
اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى | |
|
| وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ |
|
يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي | |
|
| وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ |
|
وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي | |
|
| وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَصْلِحْ شَانِي |
|
وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي | |
|
| وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ |
|
طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَصَفِّ سَرِيرَتِي | |
|
| أَجْمِلْ بِهِ ذِكْرِي وَأَعْلِ مَكَانِي |
|
وَاقْطَعْ بِهِ طَمَعِي وَشَرِّفْ هِمَّتِي | |
|
| كَثِّرْ بِهِ وَرَعِي وَأَحْيِ جَنَانِي |
|
أَسْهِرْ بِهِ لَيْلِي وَأَظْمِ جَوَارِحِي | |
|
| أَسْبِلْ بِفَيْضِ دُمُوعِهَا أَجْفَانِي |
|
اِمْزِجْهُ يَا رَبِّي بِلَحْمِي مَعْ دَمِي | |
|
| وَاغْسِلْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الأَضْغَانِ |
|
أَنْتَ الَّذِي صَوَّرْتَنِي وَخَلَقْتَنِي | |
|
| وَهَدَيْتَنِي لِشَرَائِعِ الإِيمَانِ |
|
أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي وَرَحِمْتَنِي | |
|
| وَجَعَلْتَ صَدْرِي وَاعِيَ الْقُرْآنِ |
|
أَنْتَ الَّذِي أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي | |
|
| مِنْ غَيْرِ كَسْبِ يَدٍ وَلاَ دُكَّانِ |
|
وَجَبَرْتَنِي وَسَتَرْتَنِي وَنَصَرْتَنِي | |
|
| وَغَمَرْتَنِي بِالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ |
|
أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَنِي وَحَبَوْتَنِي | |
|
| وَهَدَيْتَنِي مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ |
|
وَزَرَعْتَ لِي بَيْنَ الْقُلُوبِ مَوَدَّةً | |
|
| وَعَطَفْتَ مِنْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ |
|
وَنَشَرْتَ لِي في الْعَالَمِينَ مَحَاسِنًا | |
|
| وَسَتَرْتَ عَنْ أَبْصَارِهِمْ عِصْيَانِي |
|
وَجَعَلْتَ ذِكْرِي في الْبَرِيَّةِ شَائِعًا | |
|
| حَتَّى جَعَلْتَ جَمِيعَهُمْ إِخْوَانِي |
|
وَاللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي | |
|
| لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي |
|
وَلأَعْرَضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي | |
|
| وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ |
|
لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي | |
|
| وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَانِي |
|
فَلَكَ الْمَحَامِدُ وَالْمَدَائِحُ كُلُّهَا | |
|
| بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي |
|
وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ | |
|
| مَا لِي بَشُكْرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ |
|
فَوَحَقِّ حِكْمَتِكَ الَّتِي آتَيْتَنِي | |
|
| حَتَّى شَدَدتَّ بِنُورِهَا بُرْهَانِي |
|
لَئِنِ اجْتَبَتْنِي مِنْ رِضَاكَ مَعُونَةٌ | |
|
| حَتَّى تُقَوِّيَ أَيْدُهَا إِيمَانِي |
|
لأُسَبِّحَنَّكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً | |
|
| وَلَتَخْدُمَنَّكَ في الدُّجَى أَرْكَانِي |
|
وَلأَذْكُرَنَّكَ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا | |
|
| وَلأَشْكُرَنَّكَ سَائِرَ الأَحْيَانِ |
|
وَلأَكْتُمَنَّ عَنِ الْبَرِيَّةِ خَلَّتِي | |
|
| وَلأَشْكُوَنَّ إِلَيْكَ جَهْدَ زَمَانِي |
|
وَلأَقْصِدَنَّكَ في جَمِيعِ حَوَائِجِي | |
|
| مِنْ دُونِ قَصْدِ فُلاَنَةٍ وَفُلاَنِ |
|
وَلأَحْسُمَنَّ عَنِ الأَنَامِ مَطَامِعِي | |
|
| بِحُسَامِ يَأْسٍ لَمْ تَشُبْهُ بَنَانِي |
|
وَلأَجْعَلَنَّ رِضَاكَ أَكْبَرَ هِمَّتِي | |
|
| وَلأَضْرِبَنَّ مِنَ الْهَوَى شَيْطَانِي |
|
وَلأَكْسُوَنَّ عُيُوبَ نَفْسِي بِالتُّقَى | |
|
| وَلأَقْبِضَنَّ عَنِ الْفُجُورِ عِنَانِي |
|
وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا | |
|
| وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِي |
|
وَلأَتْلُوَنَّ حُرُوفَ وَحْيِكَ في الدُّجَى | |
|
| وَلأُحْرِقَنَّ بِنُورِهِ شَيْطَانِي |
|
أَنْتَ الَّذِي يَا رَبِّ قُلْتَ حُرُوفَهُ | |
|
| وَوَصَفْتَهُ بِالْوَعْظِ وَالتِّبْيَانِ |
|
وَنَظَمْتَهُ بِبَلاَغَةٍ أَزَلِيَّةٍ | |
|
| تَكْيِيفُهَا يَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ |
|
وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ | |
|
| مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ في أَزْمَانِ |
|
فَاللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا | |
|
| حَقًّا إِذَا مَا شَاءَ ذُو إِحْسَانِ |
|
نَادَى بِصَوْتٍ حِينَ كَلَّمَ عَبْدَهُ | |
|
| مُوسَى فَأَسْمَعَهُ بِلاَ كِتْمَانِ |
|
وَكَذَا يُنَادِي في الْقِيَامَةِ رَبُّنَا | |
|
| جَهْرًا فَيَسْمَعُ صَوْتَهُ الثَّقَلاَنِ |
|
أَنْ يَا عِبَادِي أَنْصِتُوا لِي وَاسْمَعُوا | |
|
| قَوْلَ الإِلَهِ الْمَالِكِ الدَّيَّانِ |
|
هَذَا حَدِيثُ نَبِيِّنَا عَنْ رَبِّهِ | |
|
| صِدْقًا بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ بُهْتَانِ |
|
لَسْنَا نُشَبِّهُ صَوْتَهُ بِكَلاَمِنَا | |
|
| إِذْ لَيْسَ يُدْرَكُ وَصْفُهُ بِعِيَانِ |
|
لاَ تَحْصُرُ الأَوْهَامُ مَبْلَغَ ذَاتِهِ | |
|
| أَبَدًا وَلاَ يَحْوِيهِ قُطْرُ مَكَانِ |
|
وَهُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ | |
|
| مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نِسْيَانِ |
|
مَنْ ذَا يُكَيِّفُ ذَاتَهُ وَصَفَاتِهِ | |
|
| وَهُوَ الْقَدِيمُ مُكَوِّنُ الأَكْوَانِ |
|
سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى | |
|
| وَحَوَى جَمِيعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ |
|
وَكَلاَمُهُ الْقُرْآنُ أَنْزَلَ آيَهُ | |
|
| وَحْيًا عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ |
|
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ خَيْرَ صَلاَتِهِ | |
|
| مَا لاَحَ في فَلَكَيْهِمَا الْقَمَرَانِ |
|
هُوَ جَاءَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ الَّذِي | |
|
| لاَ تَعْتَرِيهِ نَوَائِبُ الْحَدَثَانِ |
|
تَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَحْيُهُ | |
|
| بِشَهَادَةِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ |
|
وَكَلاَمُ رَبِّي لاَ يَجِيءُ بِمِثْلِهِ | |
|
| أَحَدٌ وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلاَنِ |
|
وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا | |
|
| وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ |
|
مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ يُبَارِيَ نَظْمَهُ | |
|
| وَيَرَاهُ مِثْلَ الشِّعْرِ وَالْهَذَيَانِ |
|
فَلْيَأْتِ مِنْهُ بِسُورَةٍ أَوْ آيَةٍ | |
|
| فَإِذَا رَأَى النَّظْمَيْنِ يَشْتَبِهَانِ |
|
فَلْيَنْفَرِدْ بِاسْمِ الأُلُوهَةِ وَلْيَكُنْ | |
|
| رَبَّ الْبَرِيَّةِ وَلْيَقُلْ سُبْحَانِي |
|
فَإِذَا تَنَاقَضَ نَظْمُهُ فَلْيَلْبَسَنْ | |
|
| ثَوْبَ النَّقِيصَةِ صَاغِرًا بِهَوَانِ |
|
أَوْ فَلْيُقِرَّ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُ مَنْ | |
|
| سَمَّاهُ في نَصِّ الْكِتَابِ مَثَانِي |
|
لاَ رَيْبَ فِيهِ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُهُ | |
|
| وَبِدَايَةُ التَّنْزِيلِ في رَمَضَانِ |
|
اللهُ فَصَّلَهُ وَأَحْكَمَ آيَهُ | |
|
| وَتَلاَهُ تَنْزِيلاً بِلاَ أَلْحَانِ |
|
هُوَ قَوْلُهُ وَكَلاَمُهُ وَخِطَابُهُ | |
|
| بِفَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ وَبَيَانِ |
|
هُوَ حُكْمُهُ هُوَ عِلْمُهُ هُوَ نُورُهُ | |
|
| وَصِرَاطُهُ الْهَادِي إِلَى الرِّضْوَانِ |
|
جَمَعَ الْعُلُومَ دَقِيقَهَا وَجَلِيلَهَا | |
|
| فَبِهِ يَصُولُ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي |
|
كَلِمَاتُهُ مَنْظُومَةٌ وَحُرُوفُهُ | |
|
| بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ وَحُسْنِ مَعَانِي |
|
قَصَصٌ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَصَّهُ | |
|
| رَبِّي فَأَحْسَنَ أَيَّمَا إِحْسَانِ |
|
وَأَبَانَ فِيهِ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ | |
|
| وَنَهَى عَنِ الآثَامِ وَالْعِصْيَانِ |
|
مَنْ قَالَ إِنَّ اللهَ خَالِقُ قَوْلِهِ | |
|
| فَقَدِ اسْتَحَلَّ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ |
|
مَنْ قَالَ فِيهِ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ | |
|
| فَغَدًا يُجَرَّعُ مِنْ حَمِيمٍ آنِ |
|
مَنْ قَالَ إِنَّ حُرُوفَهُ مَخْلُوقَةٌ | |
|
| فَالْعَنْهُ ثُمَّ اهْجُرْهُ كُلَّ أَوَانِ |
|
لاَ تَلْقَ مُبْتَدِعًا وَلاَ مُتَزَنْدِقًا | |
|
| إِلاَّ بِعَبْسَةِ مَالِكِ الْغَضْبَانِ |
|
وَالْوَقْفُ في الْقُرْآنِ خُبْثٌ بَاطِلٌ | |
|
| وَخِدَاعُ كُلِّ مُذَبْذَبٍ حَيْرَانِ |
|
قُلْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلاَمُ إِلَهِنَا | |
|
| وَاعْجَلْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي |
|
أَهْلُ الشَّرِيعَةِ أَيْقَنُوا بِنُزُولِهِ | |
|
| وَالْقَائِلُونَ بِخَلْقِهِ شَكْلاَنِ |
|
وَتَجَنَّبِ اللَّفْظَيْنِ إِنَّ كِلَيْهِمَا | |
|
| وَمَقَالَ جَهْمٍ عِنْدَنَا سِيَّانِ |
|
يَا أَيُّهَا السُّنِّيُّ خُذْ بِوَصِيَّتِي | |
|
| وَاخْصُصْ بِذَلِكَ جُمْلَةَ الإِخْوَانِ |
|
وَاقْبَلْ وَصِيَّةَ مُشْفِقٍ مُتَوَدِّدٍ | |
|
| وَاسْمَعْ بِفَهْمٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ |
|
كُنْ في أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَوَسِّطًا | |
|
| عَدْلاً بِلاَ نَقْصٍ وَلاَ رُجْحَانِ |
|
وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ رَبٌّ وَاحِدٌ | |
|
| مُتَنَزِّهٌ عَنْ ثَالِثٍ أَوْ ثَانِ |
|
الأَوَّلُ الْمُبْدِي بِغَيْرِ بِدَايَةٍ | |
|
| وَالآخِرُ الْمُفْنِي وَلَيْسَ بِفَانِ |
|
وَكَلاَمُهُ صِفَةٌ لَهُ وَجَلاَلَةٌ | |
|
| مِنْهُ بِلاَ أَمَدٍ وَلاَ حِدْثَانِ |
|
رُكْنُ الدِّيَانَةِ أَنْ تُصَدِّقَ بِالْقَضَا | |
|
| لاَ خَيْرَ في بَيْتٍ بِلاَ أَرْكَانِ |
|
اللهُ قَدْ عَلِمَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَا | |
|
| وَهُمَا وَمَنْزِلَتَاهُمَا ضِدَّانِ |
|
لاَ يَمْلِكُ الْعَبْدُ الضَّعِيفُ لِنَفْسِهِ | |
|
| رُشْدًا وَلاَ يَقْدِرْ عَلَى خِذْلاَنِ |
|
سُبْحَانَ مَنْ يُجْرِي الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ | |
|
| في الْخَلْقِ بِالأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ |
|
نَفَذَتْ مَشِيئَتُهُ بِسَابِقِ عِلْمِهِ | |
|
| في خَلْقِهِ عَدْلاً بِلاَ عُدْوَانِ |
|
وَالْكُلُّ في أُمِّ الْكِتَابِ مُسَطَّرٌ | |
|
| مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نُقْصَانِ |
|
فَاقْصِدْ هُدِيتَ وَلاَ تَكُنْ مُتَغَالِيًا | |
|
| إِنَّ الْقُدُورَ تَفُورُ بِالْغَلَيَانِ |
|
دِنْ بِالشَّرِيعَةِ وَالْكِتَابِ كِلَيْهِمَا | |
|
| فَكِلاَهُمَا لِلدِّينِ وَاسِطَتَانِ |
|
وَكَذَا الشَّرِيعَةُ وَالْكِتَابُ كِلاَهُمَا | |
|
| بِجَمِيعِ مَا تَأْتِيهِ مُحْتَفِظَانِ |
|
وَلِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظَانِ لِكُلِّ مَا | |
|
| يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَيْهِ مَخْلُوقَانِ |
|
أُمِرَا بِكَتْبِ كَلاَمِهِ وَفِعَالِهِ | |
|
| وَهُمَا لأَمْرِ اللهِ مُؤْتَمِرَانِ |
|
وَاللهُ صِدْقٌ وَعْدُهُ وَوَعِيدُهُ | |
|
| مِمَّا يُعَايِنُ شَخْصَهُ الْعَيْنَانِ |
|
وَاللهُ أَكْبَرُ أَنْ تُحَدَّ صِفَاتُهُ | |
|
| أَوْ أَنْ يُقَاسَ بِجُمْلَةِ الأَعْيَانِ |
|
وَحَيَاتُنَا في الْقَبْرِ بَعْدَ مَمَاتِنَا | |
|
| حَقٌّ وَيَسْأَلُنَا بِهِ الْمَلَكَانِ |
|
وَالْقَبْرُ صَحَّ نَعِيمُهُ وَعَذَابُهُ | |
|
| وَكِلاَهُمَا لِلنَّاسِ مُدَّخَرَانِ |
|
وَالْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَعْدٌ صَادِقٌ | |
|
| بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ في الأَبْدَانِ |
|
وَصِرَاطُنَا حَقٌّ وَحَوْضُ نَبِيِّنَا | |
|
| صِدْقٌ لَهُ عَدَدُ النُّجُومِ أَوَانِي |
|
يُسْقَى بِهَا السُّنِّيُّ أَعْذَبَ شَرْبَةٍ | |
|
| وَيُذَادُ كُلُّ مُخَالِفٍ فَتَّانِ |
|
وَكَذَلِكَ الأَعْمَالُ يَوْمَئِذٍ تُرَى | |
|
| مَوْضُوعَةً في كَِفَّةِ الْمِيزَانِ |
|
وَالْكُتْبُ يَوْمَئِذٍ تَطَايَرُ في الْوَرَى | |
|
| بِشَمَائِلِ الأَيْدِي وَبِالأَيْمَانِ |
|
وَاللهُ يَوْمَئِذٍ يَجِيءُ لِعَرْضِنَا | |
|
| مَعَ أَنَّهُ في كُلِّ وَقْتٍ دَانِ |
|
وَالأَشْعَرِيُّ يَقُولُ يَأْتِي أَمْرُهُ | |
|
| وَيَعِيبُ وَصْفَ اللهِ بِالإِتْيَانِ |
|
وَاللهُ في الْقُرْآنِ أَخْبَرَ أَنَّهُ | |
|
| يَأْتِي بِغَيْرِ تَنَقُّلٍ وَتَدَانِ |
|
وَعَلَيْهِ عَرْضُ الْخَلْقِ يَوْمَ مَعَادِهِمْ | |
|
| لِلْحُكْمِ كَيْ يَتَنَاصَفَ الْخَصْمَانِ |
|
وَاللهُ يَوْمَئِذٍ نَرَاهُ كَمَا نَرَى | |
|
| قَمَرًا بَدَا لِلسِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ |
|
يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ | |
|
| لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ |
|
يَوْمٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَوْلِهِ | |
|
| وَتَشِيبُ فِيهِ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ |
|
يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ شَرُّهُ | |
|
| في الْخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيمُ الشَّانِ |
|
وَالْجَنَّةُ الْعُلْيَا وَنَارُ جَهَنَّمٍ | |
|
| دَارَانِ لِلْخَصْمَيْنِ دَائِمَتَانِ |
|
يَوْمٌ يَجِيءُ الْمُتَّقُونَ لِرَبِّهِمْ | |
|
| وَفْدًا عَلَى نُجُبٍ مِنَ الْعِقْيَانِ |
|
وَيَجِيءُ فِيهِ الْمُجْرِمُونَ إِلَى لَظَى | |
|
| يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْعَطْشَانِ |
|
وَدُخُولُ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ جَهَنَّمٍ | |
|
| بِكَبَائِرِ الآثَامِ وَالطُّغْيَانِ |
|
وَاللهُ يَرْحَمُهُمْ بِصِحَّةِ عَقْدِهِمْ | |
|
| وَيُبَدَّلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ |
|
وَشَفِيعُهُمْ عِنْدَ الْخُرُوجِ مُحَمَّدٌ | |
|
| وَطُهُورُهُمْ في شَاطِئِ الْحَيَوَانِ |
|
حَتَّى إِذَا طَهُرُوا هُنَالِكَ أُدْخِلُوا | |
|
| جَنَّاتِ عَدْنٍ وَهْيَ خَيْرُ جِنَانِ |
|
فَاللهُ يَجْمَعُنَا وَإِيَّاهُمْ بِهَا | |
|
| مِنْ غَيْرِ تَعْذِيبٍ وَغَيْرِ هَوَانِ |
|
وَإِذَا دُعِيتَ إِلَى أَدَاءِ فَرِيضَةٍ | |
|
| فَانْشَطْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي |
|
قُمْ بِالصَّلاَةِ الْخَمْسِ وَاعْرِفْ قَدْرَهَا | |
|
| فَلَهُنَّ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ شَانِ |
|
لاَ تَمْنَعَنَّ زَكَاةَ مَالِكَ ظَالِمًا | |
|
| فَصَلاَتُنَا وَزَكَاتُنَا أُخْتَانِ |
|
وَالوَِتْرُ بَعْدَ الْفَرْضِ آكَدُ سُنَّةٍ | |
|
| وَالْجُمْعَةُ الزَّهْرَاءِ وَالْعِيدَانِ |
|
مَعَ كُلِّ بَرٍّ صَلِّهَا أَوْ فَاجِرٍ | |
|
| مَا لَمْ يَكُنْ في دِينِهِ بِمُشَانِ |
|
وَصِيَامُنَا رَمَضَانَ فَرْضٌ وَاجِبٌ | |
|
| وَقِيَامُنَا الْمَسْنُونُ في رَمَضَانِ |
|
صَلَّى النَّبِيُّ بِهِ ثَلاَثًا رَغْبَةً | |
|
| وَرَوَى الْجَمَاعَةُ أَنَّهَا ثِنْتَانِ |
|
إِنَّ التَّرَاوِحَ رَاحَةٌ في لَيْلِهِ | |
|
| وَنَشَاطُ كُلِّ عُوَيْجِزٍ كَسْلاَنِ |
|
وَاللهِ مَا جَعَلَ التَّرَاوِحَ مُنْكَرًا | |
|
| إِلاَّ الْمَجُوسُ وَشِيعَةُ الصُّلْبَانِ |
|
وَالْحَجُّ مْفْتَرَضٌ عَلَيْكَ وَشَرْطُهُ | |
|
| أَمْنُ الطَّرِيقِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ |
|
كَبِّرْ هُدِيتَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا | |
|
| وَاسْأَلْ لَهَا بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ |
|
إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنَائِزِ عِنْدَنَا | |
|
| فَرْضُ الْكِفَايَةِ لاَ عَلَى الأَعْيَانِ |
|
إِنَّ الأَهِلَّةَ لِلأَنَامِ مَوَاقِتٌ | |
|
| وَبِهَا يَقُومُ حِسَابُ كُلِّ زَمَانِ |
|
لاَ تُفْطِرَنَّ وَلاَ تَصُمْ حَتَّى يَرَى | |
|
| شَخْصَ الْهِلاَلِ مِنَ الْوَرَى إِثْنَانِ |
|
مُتَثَبِّتَانِ عَلَى الَّذِي يَرَيَانِهِ | |
|
| حُرَّانِ في نَقْلَيْهِمَا ثِقَتَانِ |
|
لاَ تَقْصِدَنَّ لِيَوْمِ شَكٍّ عَامِدًا | |
|
| فَتَصُومَهُ وَتَقُولَ مِنْ رَمَضَانِ |
|
لاَ تَعْتَقِدْ دِينَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ | |
|
| أَهْلُ الْمُحَالِ وَحِزْبَةُ الشَّيْطَانِ |
|
جَعَلُوا الشُّهُورَ عَلَى قِيَاسِ حِسَابِهِمْ | |
|
| وَلَرُبَّمَا كَمَلاَ لَنَا شَهْرَانِ |
|
وَلَرُبَّمَا نَقََصَ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ | |
|
| وَافٍ وَأَوْفَى صَاحِبُ النُّقْصَانِ |
|
إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا | |
|
| مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ |
|
مَدَحُوا النَّبِيَّ وَخَوَّنُوا أَصْحَابَهُ | |
|
| وَرَمَوْهُمُ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ |
|
حَبُّوا قَرَابَتَهُ وَسَبُّوا صَحْبَهُ | |
|
| جَدَلاَنِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ |
|
فَكَأَنَّمَا آلُ النَّبِيِّ وَصَحْبُهُ | |
|
| رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ |
|
فِئَتَانِ عَقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ | |
|
| بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الْفِئَتَانِ |
|
فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ في سُبُلِ الْهُدَى | |
|
| وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ |
|
قُلْ إِنَّ خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ | |
|
| وَأَجَلَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْكُثْبَانِ |
|
وَأَجَلَّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ | |
|
| وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ الْعُمَرَانِ |
|
رَجُلاَنِ قَدْ خُلِقَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ | |
|
| بِدَمِي وَنَفْسِي ذَانِكَ الرَّجُلاَنِ |
|
فَهُمَا اللَّذَانِ تَظَاهَرَا لِنَبِيِّنَا | |
|
| في نَصْرِهِ وَهُمَا لَهُ صِهْرَانِ |
|
بِنْتَاهُمَا أَسْنَى نِسَاءِ نَبِيِّنَا | |
|
| وَهُمَا لَهُ بِالْوَحْيِ صَاحِبَتَانِ |
|
أَبَوَاهُمَا أَسْنَى صَحَابَةِ أَحْمَدٍ | |
|
| يَا حَبَّذَا الأَبَوَانِ وَالْبِنْتَانِ |
|
وَهُمَا وَزِيرَاهُ اللَّذَانِ هُمَا هُمَا | |
|
| لِفَضَائِلِ الأَعْمَالِ مُسْتَبِقَانِ |
|
وَهُمَا لأَحْمَدَ نَاظِرَاهُ وَسَمْعُهُ | |
|
| وَبِقُرْبِهِ في الْقَبْرِ مُضْطَجِعَانِ |
|
كَانَا عَلَى الإِسْلاَمِ أَشْفَقَ أَهْلِهِ | |
|
| وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ جَبَلاَنِ |
|
أَصْفَاهُمَا أَقْوَاهُمَا أَخْشَاهُمَا | |
|
| أَتْقَاهُمَا في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ |
|
أَسْنَاهُمَا أَزْكَاهُمَا أَعْلاَهُمَا | |
|
| أَوْفَاهُمَا في الْوَزْنِ وَالرُّجْحَانِ |
|
صِدِّيقُ أَحْمَدَ صَاحِبُ الْغَارِ الَّذِي | |
|
| هُوَ في الْمَغَارَةِ وَالنَّبِيُّ اثْنَانِ |
|
أَعْنِي أَبَا بَكْرِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ | |
|
| مِنْ شَرْعِنَا في فَضْلِهِ رَجُلاَنِ |
|
هُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَخَيْرُهُمْ | |
|
| وَإِمَامُهُمْ حَقًّا بِلاَ بُطْلاَنِ |
|
وَأَبُو الْمُطَهَّرِةِ الَّتِي تَنْزِيهُهَا | |
|
| قَدْ جَاءَنَا في النُّورِ وَالْفُرْقَانِ |
|
أَكْرِمْ بِعَائِشَةَ الرِّضَا مِنْ حُرَّةٍ | |
|
| بِكْرٍ مُطَهَّرَةِ الإِزَارِ حَصَانِ |
|
هِيَ زَوْجُ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ وَبِكْرُهُ | |
|
| وَعَرُوسُهُ مِنْ جُمْلَةِ النِّسْوَانِ |
|
هِيَ عِرْسُهُ هِيَ أُنْسُهُ هِيَ إِلْفُهُ | |
|
| هِيَ حِبُّهُ صِدْقًا بِلاَ إِدْهَانِ |
|
أَوَلَيْسَ وَالِدُهَا يُصَافِي بَعْلَهَا | |
|
| وَهُمَا بِرُوحِ اللهِ مُؤْتَلِفَانِ |
|
لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحْمَدَ نَحْبَهُ | |
|
| دَفَعَ الْخِلاَفَةَ لِلإِمَامِ الثَّانِي |
|
أَعْنِي بِهِ الْفَارُوقَ فَرَّقَ عَنْوَةً | |
|
| بِالسَّيْفِ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ |
|
هُوَ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ خَفَائِهِ | |
|
| وَمَحَا الظَّلاَمَ وَبَاحَ بِالْكِتْمَانِ |
|
وَمَضَى وَخَلَّى الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ | |
|
| في الأَمْرِ فَاجْتَمَعُوا عَلَى عُثْمَانِ |
|
مَنْ كَانَ يَسْهَرُ لَيْلَهُ في رَكْعَةٍ | |
|
| وِتْرًا فَيُكْمِلُ خَتْمَةَ الْقُرْآنِ |
|
وَلِيَ الْخِلاَفَةَ صِهْرُ أَحْمَدَ بَعْدَهُ | |
|
| أَعْنِي عَلِيَّ الْعَالِمَ الرَّبَّانِي |
|
زَوْجَ الْبَتُولِ أَخَا الرَّسُولِ وَرُكْنَهُ | |
|
| لَيْثَ الْحُرُوْبِ مُنَازِلَ الأَقْرَانِ |
|
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً | |
|
| وَبَنَى الإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ |
|
وَاسْتَخْلَفَ الأَصْحَابَ كَيْ لاَ يَدَّعِي | |
|
| مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ في النُّبُوَّةِ ثَانِي |
|
أَكْرِمْ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَبَعْلِهَا | |
|
| وَبِمَنْ هُمَا لِمُحَمَّدٍ سِبْطَانِ |
|
غُصْنَانِ أَصْلُهُمَا بِرَوْضَةِ أَحْمَدٍ | |
|
| للهِ دَرُّ الأَصْلِ وَالْغُصْنَانِ |
|
أَكْرِمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِهِمْ | |
|
| وَسَعِيدِهِمْ وَبِعَابِدِ الرَّحْمَنِ |
|
وَأَبِي عُبَيْدَةَ ذِي الدِّيَانَةِ وَالتُّقَى | |
|
| وَامْدَحْ جَمَاعَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ |
|
قُلْ خَيْرَ قَوْلٍ في صَحَابَةِ أَحْمَدٍ | |
|
| وَامْدَحْ جَمِيعَ الآلِ وَالنِّسْوَانِ |
|
دَعْ مَا جَرَى بَيْنَ الصَّحَابَةِ في الْوَغَى | |
|
| بِسُيُوفِهِمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ |
|
فَقَتِيلُهُمْ مِنْهُمْ وَقَاتِلُهُمْ لَهُمْ | |
|
| وَكِلاَهُمَا في الْحَشْرِ مَرْحُومَانِ |
|
وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَنْزَعُ كُلَّ مَا | |
|
| تَحْوِي صُدُورُهُمُ مِنَ الأَضْغَانِ |
|
وَالْوَيْلُ لِلرَّكْبِ الَّذِيْنَ سَعَوا إِلَى | |
|
| عُثْمَانَ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْعِصْيَانِ |
|
وَيْلٌ لِمَنْ قَتَلَ الْحُسَيْنَ فَإِنَّهُ | |
|
| قَدْ بَاءَ مِنْ مَوْلاَهُ بِالْخُسْرَانِ |
|
لَسْنَا نُكَفِّرُ مُسْلِمًا بِكَبِيرَةٍ | |
|
| فَاللهُ ذُو عَفْوٍ وَذُو غُفْرَانِ |
|
لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ التَّوَارِخَ كُلَّ مَا | |
|
| جَمَعَ الرُّوَاةُ وَخَطَّ كُلُّ بَنَانِ |
|
اِرْوِ الْحَدِيثَ الْمُنْتَقَى عَنْ أَهْلِهِ | |
|
| سِيمَا ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَسْنَانِ |
|
كَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْعَلاَءِ وَمَالِكٍ | |
|
| وَاللَّيْثِ وَالزُّهْرِيِّ أَوْ سُفْيَانِ |
|
وَاحْفَظْ رِوَايَةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ | |
|
| فَمَكَانُهُ فِيهَا أَجَلُّ مَكَانِ |
|
وَاحْفَظْ لأَهْلِ الْبَيْتِ وَاجِبَ حَقِّهِمْ | |
|
| وَاعْرِفْ عَلِيًّا أَيَّمَا عِرْفَانِ |
|
لاَ تَنْتَقِصْهُ وَلاَ تَزِدْ في قَدْرِهِ | |
|
| فَعَلَيْهِ تَصْلَى النَّارَ طَائِفَتَانِ |
|
إِحْدَاهُمَا لاَ تَرْتَضِيهِ خَلِيفَةً | |
|
| وَتَنُصُّهُ الأُخْرَى إِلَهًا ثَانِي |
|
وَالْعَنْ زَنَادِقَةَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ | |
|
| أَعْنَاقُهُمْ غُلَّتْ إِلَى الأَذْقَانِ |
|
جَحَدُوا الشَّرَائِعَ وَالنُّبُوَّةَ وَاقْتَدَوا | |
|
| بِفَسَادِ مِلَّةِ صَاحِبِ الإِيوَانِ |
|
لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ | |
|
| شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَمَا بُرْهَانِ |
|
لُعِنُوا كَمَا بَغَضُوا صَحَابَةَ أَحْمَدٍ | |
|
| وَوِدَادُهُمْ فَرْضٌ عَلَى الإِنْسَانِ |
|
حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ سُنَّةٌ | |
|
| أَلْقَى بِهَا رَبِي إِذَا أَحْيَانِي |
|
اِحْذَرْ عِقَابَ اللهِ وَارْجُ ثَوَابَهُ | |
|
| حَتَّى تَكُونَ كَمَنْ لَهُ قَلْبَانِ |
|
إِيمَانُنَا بِاللهِ بَيْنَ ثَلاَثَةٍ | |
|
| عَمَلٍ وَقَوْلٍ وَاعْتِقَادِ جَنَانِ |
|
وَيَزِيدُ بِالتَّقْوَى وَيَنْقُصُ بِالرَّدَى | |
|
| وَكِلاَهُمَا في الْقَلْبِ يَعْتَلِجَانِ |
|
وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ | |
|
| وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ |
|
فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا | |
|
| إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي |
|
كُنْ طَالِبًا لِلْعِلْمِ وَاعْمَلْ صَالِحًا | |
|
| فَهُمَا إِلَى سُبُلِ الْهُدَى سَبَبَانِ |
|
لاَ تَتَّبِعْ عِلْمَ النَّجُومِ فَإِنَّهُ | |
|
| مُتَعَلِّقٌ بِزَخَارِفِ الْكُهَّانِ |
|
عِلْمُ النُّجُومِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ | |
|
| في قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ |
|
لَوْ كَانَ عِلْمٌ لِلْكَوَاكِبِ أَوْ قَضَا | |
|
| لَمْ يَهْبِطِ الْمِرِّيخُ في السَّرَطَانِ |
|
وَالشَّمْسُ في الْحَمْلِ الْمُضِيءِ سَرِيعَةٌ | |
|
| وَهُبُوطُهَا في كَوْكَبِ الْمِيزَانِ |
|
وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ لِسِتَّةِ أَنْجُمٍ | |
|
| لَكِنَّهَا وَالْبَدْرُ يَنْخَسِفَانِ |
|
وَلَرُبَّمَا اسْوَدَّا وَغَابَ ضِيَاهُمَا | |
|
| وَهُمَا لِخَوْفِ اللهِ يَرْتَعِدَانِ |
|
اُرْدُدْ عَلَى مَنْ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمَا | |
|
| وَيَظُنُّ أَنَّ كِلَيْهِمَا رَبَّانِ |
|
يَا مَنْ يُحِبُّ الْمُشْتَرِي وَعُطَارِدًا | |
|
| وَيَظُنُّ أَنَّهُمَا لَهُ سَعْدَانِ |
|
لِمَ يَهْبِطَانِ وَيَعْلُوَانِ تَشَرُّفًا | |
|
| وَبِوَهْجِ حَرِّ الشَّمْسِ يَحْتَرِقَانِ |
|
أَتَخَافُ مِنْ زُحَلٍ وَتَرْجُو الْمُشْتَرِي | |
|
| وَكِلاَهُمَا عَبْدَانِ مَمْلُوكَانِ |
|
وَاللهِ لَوْ مَلَكَا حَيَاةً أَوْ فَنَا | |
|
| لَسَجَدتُّ نَحْوَهُمَا لِيَصْطَنِعَانِ |
|
وَلِيَفْسِحَا في مُدَّتِي وَيُوَسِّعَا | |
|
| رِزْقِي وَبِالإِحْسَانِ يَكْتَنِفَانِي |
|
بَلْ كُلُّ ذَلِكَ في يَدِ اللهِ الَّذِي | |
|
| ذَلَّتْ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ الثَّقَلاَنِ |
|
فَقَدِ اسْتَوَى زُحَلٌ وَنَجْمُ الْمُشْتَرِي | |
|
| وَالرَّأْسُ وَالذَّنَبُ الْعَظِيمُ الشَّانِ |
|
وَالزُّهْرَةُ الْغَرَّاءُ مَعْ مِرِّيخِهَا | |
|
| وَعُطَارِدُ الْوَقَّادُ مَعْ كَيْوَانِ |
|
إِنْ قَابَلَتْ وَتَرَبَّعَتْ وَتَثَلَّثَتْ | |
|
| وَتَسَدَّسَتْ وَتَلاَحَقَتْ بِقِرَانِ |
|
أَلَهَا دَلِيلُ سَعَادَةٍ أَوْ شِقْوَةٍ | |
|
| لاَ وَالَّذِي بَرَأَ الْوَرَى وَبَرَانِي |
|
مَنْ قَالَ بِالتَّأْثِيرِ فَهْوُ مُعَطِّلٌ | |
|
| لِلشَّرْعِ مُتَّبِعٌ لِقَوْلٍ ثَانِ |
|
إِنَّ النُّجُومَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ | |
|
| فَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاقِدِ الدَّهْقَانِ |
|
بَعْضُ النُّجُومِ خُلِقْنَ زِينَةَ لِلسَّمَا | |
|
| كَالدُّرِّ فَوْقَ تَرَائِبِ النِّسْوَانِ |
|
وَكَوَاكِبٌ تَهْدِي الْمُسَافِرَ في السُّرَى | |
|
| وَرُجُومُ كُلِّ مُثَابِرٍ شَيْطَانِ |
|
لاَ يَعْلَمُ الإِنْسَانُ مَا يُقْضَى غَدًا | |
|
| إِذْ كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا في شَانِ |
|
وَاللهُ يُمْطِرُنَا الْغُيُوثَ بِفَضْلِهِ | |
|
| لاَ نَوْءَ عَوَّاءٍ وَلاَ دَبَرَانِ |
|
مَنْ قَالَ إِنَّ الْغَيْثَ جَاءَ بِهَنْعَةٍ | |
|
| أَوْ صَرْفَةٍ أَوْ كَوْكَبِ الْمِيزَانِ |
|
فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا وَبُهْتَانًا وَلَمْ | |
|
| يُنْزِلْ بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ سُلْطَانِ |
|
وَكَذَا الطَّبِيعَةُ لِلشَّرِيعَةِ ضِدُّهَا | |
|
| وَلَقَلَّمَا يَتَجَمَّعُ الضِّدَّانِ |
|
وَإِذَا طَلَبْتَ طَبَائِعًا مُسْتَسْلِمًا | |
|
| فَاطْلُبْ شُوَاظَ النَّارِ في الْغُدْرَانِ |
|
عِلْمُ الْفَلاَسِفَةِ الْغُوَاةِ طَبِيعَةٌ | |
|
| وَمَعَادُ أَرْوَاحٍ بِلاَ أَبْدَانِ |
|
لَوْلاَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَهُمْ وَفِعَالُهَا | |
|
| لَمْ يَمْشِ فَوْقَ الأَرْضِ مِنْ حَيَوَانِ |
|
وَالْبَحْرُ عُنْصُرُ كُلِّ مَاءٍ عِنْدَهُمْ | |
|
| وَالشَّمْسُ أَوَّلُ عُنْصُرِ النِّيرَانِ |
|
وَالْغَيْثُ أَبْخِرَةٌ تَصَاعَدَ كُلَّمَا | |
|
| دَامَتْ بِهَطْلِ الْوَابِلِ الْهَتَّانِ |
|
وَالرَّعْدُ عِنْدَ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ | |
|
| صَوْتُ اصْطِكَاكِ السُّحْبِ في الأَعْنَانِ |
|
وَالْبَرْقُ عِنْدَهُمُ شُوَاظٌ خَارِجٌ | |
|
| بَيْنَ السَّحَابِ يُضِيءُ في الأَحْيَانِ |
|
كَذَبَ أَرِسْطَالِيسُهُمْ في قَوْلِهِ | |
|
| هَذَا وَأَسْرَفَ أَيَّمَا هَذَيَانِ |
|
الْغَيْثُ يُفْرَغُ في السَّحَابِ مِنَ السَّمَا | |
|
| وَيَكِيلُهُ مِيكَالُ بِالْمِيزَانِ |
|
لاَ قَطْرَةٌ إِلاَّ وَيَنْزِلُ نَحْوَهَا | |
|
| مَلَكٌ إِلَى الآكَامِ وَالْفَيَضَانِ |
|
وَالرَّعْدُ صَيْحَةُ مَالِكٍ وَهْوَ اسْمُهُ | |
|
| يُزْجِي السَّحَابَ كَسَائِقِ الأَظْعَانِ |
|
وَالْبَرْقُ شَوْظُ النَّارِ يَزْجُرُهَا بِهِ | |
|
| زَجْرَ الْحُدَاةِ الْعِيسِ بِالْقُضْبَانِ |
|
أَفَكَانَ يَعْلَمُ ذَا أَرِسْطَالِيسُهُمْ | |
|
| تَدْبِيرَ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الْجِهَتَانِ |
|
أَمْ غَابَ تَحْتَ الأَرْضَ أَمْ صَعَدَ السَّمَا | |
|
| فَرَأَى بِهَا الْمَلَكُوتَ رَأْيَ عِيَانِ |
|
أَمْ كَانَ دَبَّرَ لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا | |
|
| أَمْ كَانَ يَعْلَمُ كَيْفَ يَخْتَلِفَانِ |
|
أَمْ سَارَ بَطْلِيمُوسُ بَيْنَ نُجُومِهَا | |
|
| حَتَّى رَأَى السَّيَّارَ وَالْمُتَوَانِي |
|
أَمْ كَانَ أَطْلَعَ شَمْسَهَا وَهِلاَلَهَا | |
|
| أَمْ هَلْ تَبَصَّرَ كَيْفَ يَعْتَقِبَانِ |
|
أَمْ كَانَ أَرْسَلَ رِيحَهَا وَسَحَابَهَا | |
|
| بِالْغَيْثِ يُهْمِلُ أَيَّمَا هَمَلاَنِ |
|
بَلْ كَانَ ذَلِكَ حِكْمَةَ اللهِ الَّذِي | |
|
| بِقَضَائِهِ مُتَصَرَّفُ الأَزْمَانِ |
|
لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الضَّوَارِبِ بِالْحَصَا | |
|
| وَالزَّاجِرِينَ الطَّيْرَ بِالطَّيَرَانِ |
|
فَالْفِرْقَتَانِ كَذُوبَتَانِ عَلَى الْقَضَا | |
|
| وَبِعِلْمِ غَيْبِ اللهِ جَاهِلَتَانِ |
|
كَذَبَ الْمُهَنْدِسُ وَالْمُنَجِّمُ مِثْلُهُ | |
|
| فَهُمَا لِعِلْمِ اللهِ مُدَّعِيَانِ |
|
الأَرْضُ عِنْدَ كِلَيْهِمَا كُرَوِيَّةٌ | |
|
| وَهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مُقْتَرِنَانِ |
|
وَالأَرْضُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى لَسَطِيحَةٌ | |
|
| بِدَلِيلِ صِدْقٍ وَاضِحِ الْقُرْآنِ |
|
وَاللهُ صَيَّرَهَا فِرَاشًا لِلْوَرَى | |
|
| وَبَنَى السَّمَاءَ بِأَحْسَنِ الْبُنْيَانِ |
|
وَاللهُ أَخْبَرَ أَنَّهَا مَسْطُوحَةٌ | |
|
| وَأَبَانَ ذَلِكَ أَيَّمَا تِبْيَانِ |
|
أَأَحَاطَ بَالأَرْضِ الْمُحِيطَةِ عِلْمُهُمْ | |
|
| أَمْ بِالْجِبَالِ الشُّمَّخِ الأَكْنَانِ |
|
أَمْ يُخْبِرُونَ بِطُولِهَا وَبِعَرْضِهَا | |
|
| أَمْ هَلْ هُمَا في الْقَدْرِ مُسْتَوِيَانِ |
|
أَمْ فَجَّرُوا أَنْهَارَهَا وَعُيُونَهَا | |
|
| مَاءً بِهِ يُرْوَى صَدَى الْعَطْشَانِ |
|
أَمْ أَخْرَجُوا أَثْمَارَهَا وَنَبَاتَهَا | |
|
| وَالنَّخْلَ ذَاتَ الطَّلْعِ وَالْقِنْوَانِ |
|
أَمْ هَلْ لَهُمْ عِلْمٌ بِعَدِّ ثِمَارِهَا | |
|
| أَمْ بِاخْتِلاَفِ الطَّعْمِ وَالأَلْوَانِ |
|
اللهُ أَحْكَمَ خَلْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ | |
|
| صُنْعًا وَأَتْقَنَ أَيَّمَا إِتْقَانِ |
|
قُلْ لِلطَّبِيبِ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ | |
|
| إِنَّ الطَّبِيعَةَ عِلْمُهَا بُرْهَانِ |
|
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كُوْنِكَ نُطْفَةً | |
|
| في الْبَطْنِ إِذْ مُشِجَتْ بِهِ الْمَاآنِ |
|
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ عُدتَّ عُلَيْقَةً | |
|
| في أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِينَ تَوَانِي |
|
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَوْنِكَ مُضْغَةً | |
|
| في أَرْبَعِينَ وَقَدْ مَضَى الْعَدَدَانِ |
|
أَتُرَى الطَّبِيْعَةَ صَوَّرَتْكَ مُصَوَّرًا | |
|
| بِمَسَامِعٍ وَنَوَاظِرٍ وَبَنَانِ |
|
أَتُرَى الطَّبِيعَةَ أَخْرَجَتْكَ مُنَكَّسًا | |
|
| مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ وَاهِيَ الأَرْكَانِ |
|
أَمْ فَجَّرَتْ لَكَ بِاللِّبَانِي ثَدْيَهَا | |
|
| فَرَضَعْتَهَا حَتَّى مَضَى الْحَوْلاَنِ |
|
أَمْ صَيَّرَتْ في وَالِدَيْكَ مَحَبَّةً | |
|
| فَهُمَا بِمَا يُرْضِيكَ مُغْتَبِطَانِ |
|
يَا فَيْلَسُوفُ لَقَدْ شُغِلْتَ عَنِ الْهُدَى | |
|
| بِالْمَنْطِقِ الرُّومِيِّ وَالْيُونَانِي |
|
وَشَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ شِرْعَةٍ | |
|
| دِينُ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْعَدْنَانِ |
|
هُوَ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَرْعُهُ | |
|
| وَهُوَ الْقَدِيمُ وَسَيِّدُ الأَدْيَانِ |
|
هُوَ دِينُ آدَمَ وَالْمَلاَئِكِ قَبْلَهُ | |
|
| هُوَ دِينُ نُوحٍ صَاحِبِ الطُّوْفَانِ |
|
وَلَهُ دَعَا هُودُ النَّبِيُّ وَصَالِحٌ | |
|
| وَهُمَا لِدِينِ اللهِ مُعْتَقِدَانِ |
|
وَبِهِ أَتَى لُوطٌ وَصَاحِبُ مَدْيَنٍ | |
|
| فَكِلاَهُمَا في الدِّينِ مُجْتَهِدَانِ |
|
هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَيْهِ مَعًا | |
|
| وَبِهِ نَجَا مِنْ نَفْحَةِ النِّيرَانِ |
|
وَبِهِ حَمَى اللهُ الذَّبِيحَ مِنَ الْبَلاَ | |
|
| لَمَّا فَدَاهُ بِأَعْظَمِ الْقُرْبَانِ |
|
هُوَ دِينُ يَعْقُوبَ النَّبِيِّ وَيُونُسٍ | |
|
| وَكِلاَهُمَا في اللهِ مُبْتَلَيَانِ |
|
هُوَ دِينُ دَاوُودَ الْخَلِيفَةِ وَابْنِهِ | |
|
| وَبِهِ أَذَلَّ لَهُ مُلُوكَ الْجَانِ |
|
هُوَ دِينُ يَحْيَى مَعْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ | |
|
| نِعْمَ الصَّبِيُّ وَحَبَّذَا الشَّيْخَانِ |
|
وَلَهُ دَعَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمٍ قَوْمَهُ | |
|
| لَمْ يَدْعُهُمْ لِعِبَادَةِ الصُّلْبَانِ |
|
وَاللهُ أَنْطَقَهُ صَبِيًّا بِالْهُدَى | |
|
| في الْمَهْدِ ثُمَّ سَمَا عَلَى الصِّبْيَانِ |
|
وَكَمَالُ دِينِ اللهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ | |
|
| صَلَّى عَلَيْهِ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ |
|
الطَّيِّبُ الزَّاكِي الَّذِي لَمْ يَجْتَمِعْ | |
|
| يَوْمًا عَلَى زَلَلٍ لَهُ أَبَوَانِ |
|
الطَّاهِرُ النِّسْوَانِ وَالْوُلْدِ الَّذِي | |
|
| مِنْ ظَهْرِهِ الزَّهْرَاءُ وَالْحَسَنَانِ |
|
وَأُولُو النُّبُوَّةِ وَالْهُدَى مَا مِنْهُمُ | |
|
| أَحَدٌ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِي |
|
بَلْ مُسْلِمُونَ وَمُؤْمِنُونَ بِرَبِّهْمِ | |
|
| حُنَفَاءُ في الإِسْرَارِ وَالإِعْلاَنِ |
|
وَلِمِلَّةِ الإِسْلاَمِ خَمْسُ عَقَائِدٍ | |
|
| وَاللهُ أَنْطَقَنِي بِهَا وَهَدَانِي |
|
لاَ تَعْصِ رَبَّكَ قَائِلاً أَوْ فَاعِلاً | |
|
| فَكِلاَهُمَا في الصُّحْفِ مَكْتُوبَانِ |
|
جَمِّلْ زَمَانَكَ بِالسُّكُوتِ فَإِنَّهُ | |
|
| زَيْنُ الْحَلِيمِ وَسُتْرَةُ الْحَيْرَانِ |
|
كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ إِنْ سَمِعْتَ بِفِتْنَةٍ | |
|
| وَتَوَقَّ كُلَّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ |
|
أَدِّ الْفَرَائِضَ لاَ تَكُنْ مُتَوَانِيًا | |
|
| فَتَكُونَ عِنْدَ اللهِ شَرَّ مُهَانِ |
|
أَدِمِ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ فَإِنَّهُ | |
|
| مُرْضِي الإِلَهِ مُطَهِّرُ الأَسْنَانِ |
|
سَمِّ الإِلَهَ لَدَى الْوُضُوءِ بِنِيَّةٍ | |
|
| ثُمَّ اسْتَعِذْ مِنْ فِتْنَةِ الْوَلْهَانِ |
|
فَأَسَاسُ أَعْمَالِ الْوَرَى نِيَّاتُهُمْ | |
|
| وَعَلَى الأَسَاسِ قَوَاعِدُ الْبُنْيَانِ |
|
أَسْبِغْ وُضُوءَكَ لاَ تُفَرِّقْ شَمْلَهُ | |
|
| فَالْفَوْرُ وَالإِسْبَاغُ مُفْتَرَضَانِ |
|
فَإِذَا انْتَشَقْتَ فَلاَ تُبَالِغْ جَيِّدًا | |
|
| لَكِنَّهُ شَمٌّ بِلاَ إِمْعَانِ |
|
وَعَلَيْكَ فَرْضًا غَسْلُ وَجْهِكَ كُلِّهِ | |
|
| وَالْمَاءُ مُتَّبِعٌ بِهِ الْجَفْنَانِ |
|
وَاغْسِلْ يَدَيْكَ إِلَى الْمَرَافِقِ مُسْبِغًا | |
|
| فَكِلاَهُمَا في الْغَسْلِ مَدْخُولاَنِ |
|
وَامْسَحْ بِرَأْسِكَ كُلِّهِ مُسْتَوْفِيًا | |
|
| وَالْمَاءُ مَمْسُوحٌ بِهِ الأُذُنَانِ |
|
وَكَذَا التَّمَضْمُضُ في وُضُوئِكَ سُنَّةٌ | |
|
| بِالْمَاءِ ثُمَّ تَمُجُّهُ الشَّفَتَانِ |
|
وَالْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ غَسْلُ كِلَيْهِمَا | |
|
| فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْعَظْمَانِ |
|
غَسْلُ الْيَدَيْنِ لَدَى الْوُضُوءِ نَظَافَةٌ | |
|
| أَمَرَ النَّبِيُّ بِهَا عَلَى اسْتِحْسَانِ |
|
سِيمَا إِذَا مَا قُمْتَ في غَسَقِ الدُّجَى | |
|
| وَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ نَوْمِكَ الْعَيْنَانِ |
|
وَكَذَلِكَ الرِّجْلاَنِ غَسْلُهُمَا مَعًا | |
|
| فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْكَعْبَانِ |
|
لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ | |
|
| مِنْ رَأْيِهِمْ أَنْ تُمْسَحَ الرِّجْلاَنِ |
|
يَتَأَوَّلُونَ قِرَاءَةً مَنْسُوخَةً | |
|
| بِقِرَاءَةٍ وَهُمَا مُنَزَّلَتَانِ |
|
إِحْدَاهُمَا نَزَلَتْ لِتَنْسَخَ أُخْتَهَا | |
|
| لَكِنْ هُمَا في الصُّحْفِ مُثْبَتَتَانِ |
|
غَسَلَ النَّبِيُّ وَصَحْبُهُ أَقْدَامَهُمْ | |
|
| لَمْ يَخْتَلِفْ في غَسْلِهِمْ رَجُلاَنِ |
|
وَالسُّنَّةُ الْبَيْضَاءُ عِنْدَ أُوْلِي النُّهَى | |
|
| في الْحُكْمِ قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ |
|
فَإِذَا اسْتَوَتْ رِجْلاَكَ في خُفَّيْهِمَا | |
|
| وَهُمَا مِنَ الأَحْدَاثِ طَاهِرَتَانِ |
|
وَأَرَدتَّ تَجْدِيدَ الطَّهَارَةِ مُحْدِثًا | |
|
| فَتَمَامُهَا أَنْ يُمْسَحَ الْخُفَّانِ |
|
وَإِذَا أَرَدتَّ طَهَارَةً لِجَنَابَةٍ | |
|
| فَلْتُخْلَعَا وَلْتُغْسَلِ الْقَدَمَانِ |
|
غُسْلُ الْجَنَابَةِ في الرِّقَابِ أَمَانَةٌ | |
|
| فَأَدَاؤُهَا مِنْ أَكْمَلِ الإِيمَانِ |
|
فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَبَادِرَنَّ بِغُسْلِهَا | |
|
| لاَ خَيْرَ في مُتَثَبِّطٍ كَسْلاَنِ |
|
وَإِذَا اغْتَسَلْتَ فَكُنْ لِجِسْمِكَ دَالِكًا | |
|
| حَتَّى يَعُمَّ جَمِيعَهُ الْكَفَّانِ |
|
وَإِذَا عَدِمْتَ الْمَاءَ كُنْ مُتَيَمِّمًا | |
|
| مِنْ طِيبِ تُرْبِ الأَرْضِ وَالْجُدْرَانِ |
|
مُتَيَمِّمًا صَلَّيْتَ أَوْ مُتَوَضِّئًا | |
|
| فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مُجْزِيَتَانِ |
|
وَالْغُسْلُ فَرْضٌ وَالتَّدَلُّكُ سُنَّةٌ | |
|
| وَهُمَا بِمَذْهَبِ مَالِكٍ فَرْضَانِ |
|
وَالْمَاءُ مَا لَمْ تَسْتَحِلْ أَوْصَافُهُ | |
|
| بِنَجَاسَةٍ أَوْ سَائِرِ الأَدْهَانِ |
|
فَإِذَا صَفَى في لَوْنِهِ أَوْ طَعْمِهِ | |
|
| مَعَ رِيحِهِ مِنْ جُمْلَةِ الأَضْغَانِ |
|
فَهُنَاكَ سُمِّيَ طَاهِرًا وَمُطَهِّرًا | |
|
| هَذَانِ أَبْلَغُ وَصْفِهِ هَذَانِ |
|
فَإِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَوْ طَعْمُهُ | |
|
| مِنْ حَمْأَةِ الآبَارِ وَالْغُدْرَانِ |
|
جَازَ الْوُضُوءُ لَنَا بِهِ وَطُهُورُنَا | |
|
| فَاسْمَعْ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ |
|
وَمَتَى تَمُتْ في الْمَاءِ نَفْسٌ لَمْ يَجُزْ | |
|
| مِنْهُ الطُّهُورُ لِعِلَّةِ السَّيَلاَنِ |
|
إِلاَّ إِذَا كَانَ الْغَدِيرُ مُرَجْرِجًا | |
|
| غَدَقًا بِلاَ كَيْلٍ وَلاَ مِيزَانِ |
|
أَوْ كَانَتِ الْمَيْتَاتُ مِمَّا لَمْ تَسِلْ | |
|
| وَالْمَا قَلِيلٌ طَابَ لِلْغُسْلاَنِ |
|
وَالْبَحْرُ أَجْمَعُهُ طَهُورٌ مَاؤُهُ | |
|
| وَتَحِلُّ مَيْتَتُهُ مِنَ الْحِيتَانِ |
|
إِيَّاكَ نَفْسَكَ وَالْعَدُوَّ وَكَيْدَهُ | |
|
| فَكِلاَهُمَا لأَذَاكَ مُبْتَدِيَانِ |
|
وَاحْذَرْ وُضُوءَكَ مُفْرِطًا وَمُفَرِّطًا | |
|
| فَكِلاَهُمَا في الْعِلْمِ مَحْذُورَانِ |
|
فَقَلِيلُ مَائِكَ في وُضُوءِكَ خَدْعَةٌ | |
|
| لِتَعُودَ صِحَّتُهُ إِلَى الْبُطْلاَنِ |
|
وَتَعُودَ مَغْسُولاَتُهُ مُمْسُوحَةً | |
|
| فَاحْذَرْ غُرُورَ الْمَارِدِ الْخَوَّانِ |
|
وَكَثِيرُ مَائِكَ في وُضُوئِكَ بِدْعَةٌ | |
|
| يَدْعُو إِلَى الْوَسْوَاسِ وَالْهَمَلاَنِ |
|
لاَ تُكْثِرَنَّ وَلاَ تُقَلِّلْ وَاقْتَصِدْ | |
|
| فَالْقَصْدُ وَالتَّوْفِيقُ مُصْطَحِبَانِ |
|
وَإِذَا اسْتَطَبْتَ فَفِي الْحَدِيثِ ثَلاَثَةٌ | |
|
| لَمْ يُجْزِنَا حَجَرٌ وَلاَ حَجَرَانِ |
|
مِنْ أَجْلِ أَنَّ لِكُلِّ مَخْرَجِ غَائِطٍ | |
|
| شَرَجًا تَضُمُّ عَلَيْهِ نَاحِيَتَانِ |
|
وَإِذَا الأَذَى قَدْ جَازَ مَوْضِعَ عَادَةٍ | |
|
| لَمْ يُجْزِ إِلاَّ الْمَاءُ بِالإِمْعَانِ |
|
نَقْضُ الْوُضُوءِ بِقُبْلَةٍ أَوْ لَمْسَةٍ | |
|
| أَوْ طُولِ نَوْمٍ أَوْ بِمَسِّ خِتَانِ |
|
أَوْ بَوْلَةٍ أَوْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمَةٍ | |
|
| أَوْ نَفْخَةٍ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ |
|
وَمِنَ الْمَذِيِّ أَوِ الْوَدِيِّ كِلَيْهِمَا | |
|
| مِنْ حَيْثُ يَبْدُو الْبَوْلُ يَنْحَدِرَانِ |
|
وَلَرُبَّمَا نَفَخَ الْخَبِيثُ بِمَكْرِهِ | |
|
| حَتَّى يَضُمَّ لِنَفْخِهِ الْفَخِذَانِ |
|
وَبَيَانُ ذَلِكَ صَوْتُهُ أَوْ رِيحُهُ | |
|
| هَاتَانِ بَيِّنَتَانِ صَادِقَتَانِ |
|
وَالْغُسْلُ فَرْضٌ مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ | |
|
| دَفْقِ الْمَنِيِّ وَحَيْضَةِ النِّسْوَانِ |
|
إِنْزَالِهِ في نَوْمَةٍ أَوْ يَقْظَةٍ | |
|
| حَالاَنِ لِلتَّطْهِيرِ مُوجِبَتَانِ |
|
وَتَطَهُّرُ الزَّوْجَيْنِ فَرْضٌ وَاجِبٌ | |
|
| عِنْدَ الْجِمَاعِ إِذَا الْتَقَى الْفَرْجَانِ |
|
فَكِلاَهُمَا إِنْ أَنْزَلاَ أَوْ أَكْسَلاَ | |
|
| فَهُمَا بِحُكْمِ الشَّرْعِ يَغْتَسِلاَنِ |
|
وَاغْسِلْ إِذَا أَمْذَيْتَ فَرْجَكَ كُلَّهُ | |
|
| وَالأُنْثَيَانِ فَلَيْسَ يُفْتَرَضَانِ |
|
وَالْحَيْضُ وَالنُّفَسَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ | |
|
| عِنْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِّ يَغْتَسِلاَنِ |
|
وَإِذَا أَعَادَتْ بَعْدَ شَهْرَيْنِ الدِّمَا | |
|
| تِلْكَ اسْتِحَاضَةُ بَعْدَ ذِي الشَّهْرَانِ |
|
فَلْتَغْتَسِلْ لِصَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا | |
|
| وَالْمُسْتَحَاضَةُ دَهْرُهَا نِصْفَانِ |
|
فَالنِّصْفُ تَتْرُكُ صَوْمَهَا وَصَلاَتَهَا | |
|
| وَدَمُ الْمَحِيضِ وَغَيْرُهُ لَوْنَانِ |
|
وَإِذَا صَفَا مِنْهَا وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ | |
|
| فَصَلاَتُهَا وَالصَّوْمُ مُفْتَرَضَانِ |
|
تَقْضِي الصِّيَامَ وَلاَ تُعِيدُ صَلاَتَهَا | |
|
| إِنَّ الصَّلاَةَ تَعُودُ كُلَّ زَمَانِ |
|
فَالشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ قَدْ حَكَمَا بِهِ | |
|
| بَيْنَ النِّسَاءِ فَلَيْسَ يُطَّرَحَانِ |
|
وَمَتَى تَرَى النُّفَسَاءُ طُهْرًا تَغْتَسِلْ | |
|
| أَوْ لاَ فَغَايَةُ طُهْرِهَا شَهْرَانِ |
|
مَسُّ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ مُحَرَّمٌ | |
|
| حَرْثُ السِّبَاخِ خَسَارَةُ الْحِرْثَانِ |
|
لاَ تَلْقَ رَبَّكَ سَارِقًا أَوْ خَائِنًا | |
|
| أَوْ شَارِبًا أَوْ ظَالِمًا أَوْ زَانِي |
|
قُلْ إِنَّ رَجْمَ الزَّانِيَيْنِ كِلَيْهِمَا | |
|
| فَرْضٌ إِذَا زَنَيَا عَلَى الإِحْصَانِ |
|
وَالرَّجْمُ في الْقُرْآنِ فَرْضٌ لاَزِمٌ | |
|
| لِلْمُحْصَنَيْنِ وَيُجْلَدُ الْبِكْرَانِ |
|
وَالْخَمْرُ يَحْرُمُ بَيْعُهَا وَشِرَاؤُهَا | |
|
| سِيَّانِ ذَلِكَ عِنْدَنَا سِيَّانِ |
|
في الشَّرْعِ وَالْقُرْآنِ حُرِّمَ شُرْبُهَا | |
|
| وَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُتَّبَعَانِ |
|
أَيْقِنْ بِأَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ كُلِّهَا | |
|
| وَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصِيحَتِي وَبَيَانِي |
|
كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ مِنْ مَكَانِ غُرُوبِهَا | |
|
| وَخُرُوجِ دَجَّالٍ وَهَوْلِ دُخَانِ |
|
وَخُرُوجِ يِأْجُوجٍ وَمَأْجُوجٍ مَعًا | |
|
| مِنْ كُلِّ صَقْعٍ شَاسِعٍ وَمَكَانِ |
|
وَنُزُولِ عِيسَى قَاتِلاً دَجَّالَهُمْ | |
|
| يَقْضِي بِحُكْمِ الْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ |
|
وَاذْكُرْ خُرُوجَ فَصِيلِ نَاقَةِ صَالِحٍ | |
|
| يَسِمُ الْوَرَى بِالْكُفْرِ وَالإِيمَانِ |
|
وَالْوَحْيُ يُرْفَعُ وَالصَّلاَةُ مِنَ الْوَرَى | |
|
| وَهُمَا لِعِقْدِ الدِّيْنِ وَاسِطَتَانِ |
|
صَلِّ الصَّلاَةَ الْخَمْسَ أَوَّلَ وَقْتِهَا | |
|
| إِذْ كُلُّ وَاحِدَةٍ لَهَا وَقْتَانِ |
|
قَصْرُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُسَافِرِ وَاجِبٌ | |
|
| وَأَقَلُّ حَدِّ الْقَصْرِ مَرْحَلَتَانِ |
|
كِلْتَاهُمَا في أَصْلِ مَذْهَبِ مَالِكٍ | |
|
| خَمْسُونَ مِيلاً نَقْصُهَا مِيلاَنِ |
|
وَإِذَا الْمُسَافِرُ غَابَ عَنْ أَبْيَاتِهِ | |
|
| فَالْقَصْرُ وَالإِفْطَارُ مَفْعُولاَنِ |
|
وَصَلاَةُ مَغْرِبِ شَمْسِنَا وَصَبَاحِنَا | |
|
| في الْحَضْرِ وَالأَسْفَارِ كَامِلَتَانِ |
|
وَالشَّمْسُ حِينَ تَزُولُ مِنْ كَبِدِ السَّمَا | |
|
| فَالظُّهْرُ ثُمَّ الْعَصْرُ وَاجِبَتَانِ |
|
وَالظُّهْرُ آخِرُ وَقْتِهَا مُتَعَلِّقٌ | |
|
| بِالْعَصْرِ وَالْوَقْتَانِ مُشْتَبِكَانِ |
|
لاَ تَلْتَفِتْ مَا دُمْتَ فِيهَا قَائِمًا | |
|
| وَاخْشَعْ بِقَلْبٍ خَائِفٍ رَهْبَانِ |
|
وَكَذَا الصَّلاَةُ غُرُوبَ شَمْسِ نَهَارِنَا | |
|
| وَعِشَاؤُنَا وَقْتَانِ مُتَّصِلاَنِ |
|
وَالصُّبْحُ مُنْفَرِدٌ بِوَقْتٍ مُفْرَدٍ | |
|
| لَكِنْ لَهَا وَقْتَانِ مَفْرُودَانِ |
|
فَجْرٌ وَإِسْفَارٌ وَبَيْنَ كِلَيْهِمَا | |
|
| وَقْتٌ لِكُلِّ مُطَوِّلٍ مُتَوَانِ |
|
وَارْقُبْ طُلُوعَ الْفَجْرِ وَاسْتَيْقِنْ بِهِ | |
|
| فَالْفَجْرُ عِنْدَ شُيُوخِنَا فَجْرَانِ |
|
فَجْرٌ كَذُوبٌ ثُمَّ فَجْرٌ صَادِقٌ | |
|
| وَلَرُبَّمَا في الْعَيْنِ يَشْتَبِهَانِ |
|
وَالظِّلُّ في الأَزْمَانِ مُخْتَلِفٌ كَمَا | |
|
| زَمَنُ الشِّتَا وَالصَّيْفِ مُخْتَلِفَانِ |
|
فَاقْرَأْ إِذَا قَرَأَ الإِمَامُ مُخَافِتًا | |
|
| وَاسْكُتْ إِذَا مَا كَانَ ذَا إِعْلاَنِ |
|
وَلِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ فَصَلِّهَا | |
|
| قَبْلَ السَّلاَمِ وَبَعْدَهُ قَوْلاَنِ |
|
سُنَنُ الصَّلاَةِ مُبَيَّنَهْ وَفُرُوضُهَا | |
|
| فَاسْأَلْ شُيُوخَ الْفِقْهِ وَالإِحْسَانِ |
|
فَرْضُ الصَّلاَةِ رُكُوعُهَا وَسُجُودُهَا | |
|
| مَا إِنْ تَخَالَفَ فِيهِمَا رَجُلاَنِ |
|
تَحْرِيمُهَا تَكْبِيرُهَا وَحَلاَلُهَا | |
|
| تَسْلِيمُهَا وَكِلاَهُمَا فَرْضَانِ |
|
وَالْحَمْدُ فَرْضٌ في الصَّلاَةِ قِرَاتُهَا | |
|
| آيَاتُهَا سَبْعٌ وَهُنَّ مَثَانِي |
|
في كُلِّ رَكْعَاتِ الصَّلاَةِ مُعَادَةٌ | |
|
| فِيهَا بِبَسْمَلَةٍ فَخُذْ تِبْيَانِي |
|
وَإِذَا نَسِيتَ قِرَاتَهَا في رَكْعَةٍ | |
|
| فَاسْتَوْفِ رَكْعَتَهَا بِغَيْرِ تَوَانِ |
|
اِتْبَعْ إِمَامَكَ خَافِضًا أَوْ رَافِعًا | |
|
| فَكِلاَهُمَا فِعْلاَنِ مَحْمُودَانِ |
|
لاَ تَرْفَعَنْ قَبْلَ الإِمَامِ وَلاَ تَضَعْ | |
|
| فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَذْمُومَانِ |
|
إِنَّ الشَّرِيعَةَ سُنَّةٌ وَفَرِيضَةٌ | |
|
| وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ عِقْدَانِ |
|
لَكِنْ أَذَانُ الصُّبْحِ عِنْدَ شُيُوخِنَا | |
|
| مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَبَيَّنَ الْفَجْرَانِ |
|
هِيَ رُخْصَةٌ في الصُّبْحِ لاَ في غَيْرِهِ | |
|
| مِنْ أَجْلِ يَقْظَةِ غَافِلٍ وَسْنَانِ |
|
أَحْسِنْ صَلاَتَكَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا | |
|
| بِتَطَمُّنٍ وَتَرَفُّقٍ وَتَدَانِ |
|
لاَ تَدْخُلَنَّ إِلَى صَلاَتِكَ حَاقِنًا | |
|
| فَالإِحْتِقَانُ يُخِلُّ بِالأَرْكَانِ |
|
بَيِّتْ مِنَ اللَّيْلِ الصِّيَامَ بِنِيَّةٍ | |
|
| مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَيَّزَ الْخَيْطَانِ |
|
يُجْزِيكَ في رَمَضَانَ نِيَّةُ لَيْلَةٍ | |
|
| إِذْ لَيْسَ مُخْتَلِطًا بِعَقْدٍ ثَانِ |
|
رَمَضَانُ شَهْرٌ كَامِلٌ في عَقْدِنَا | |
|
| مَا حَلَّهُ يَوْمٌ وَلاَ يَوْمَانِ |
|
إِلاَّ الْمُسَافِرُ وَالْمَرِيضُ فَقَدْ أَتَى | |
|
| تَأْخِيرُ صَوْمِهِمَا لِوَقْتٍ ثَانِ |
|
وَكَذَاكَ حَمْلٌ وَالرَّضَاعُ كِلاَهُمَا | |
|
| في فِطْرِهِ لِنِسَائِنَا عُذْرَانِ |
|
عَجِّلْ بِفِطْرِكَ وَالسُّحُورُ مُؤَخَّرٌ | |
|
| فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَرْغُوبَانِ |
|
حَصِّنْ صِيَامَكَ بِالسُّكُوتِ عَنِ الْخَنَا | |
|
| أَطْبِقْ عَلَى عَيْنَيْكَ بِالأَجْفَانِ |
|
لاَ تَمْشِ ذَا وَجْهَيْنِ مِنْ بَيْنِ الْوَرَى | |
|
| شَرُّ الْبَرِيَّةِ مَنْ لَهُ وَجْهَانِ |
|
لاَ تَحْسُدَنْ أَحَدًا عَلَى نَعْمَائِهِ | |
|
| إِنَّ الْحَسُودَ لِحُكْمِ رَبِّكَ شَانِي |
|
لاَ تَسْعَ بَيْنَ الصَّاحِبَيْنِ نَمِيمَةً | |
|
| فَلأَجْلِهَا يَتَبَاغَضُ الْخِلاَّنِ |
|
وَالْعَيْنُ حَقٌّ غَيْرُ سَابِقَةٍ لِمَا | |
|
| يُقْضَى مِنَ الأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ |
|
وَالسِّحْرُ كُفْرٌ فِعْلُهُ لاَ عِلْمُهُ | |
|
| مِنْ هَهُنَا يَتَفَرَّقُ الْحُكْمَانِ |
|
وَالْقَتْلُ حَدُّ السَّاحِرِينَ إِذَا هُمُ | |
|
| عَمِلُوا بِهِ لِلْكُفْرِ وَالطُّغْيَانِ |
|
وَتَحَرَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ | |
|
| فَرْضٌ عَلَيْكَ وَطَاعَةَ السُّلْطَانِ |
|
لاَ تَخْرُجَنَّ عَلَى الإِمَامِ مُحَارِبًا | |
|
| وَلَوَ انَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْحُبْشَانِ |
|
وَمَتَى أُمِرْتَ بِبِدْعَةٍ أَوْ زَلَّةٍ | |
|
| فَاهْرُبْ بِدِينِكَ آخِرَ الْبُلْدَانِ |
|
الدِّينُ رَأْسُ الْمَالِ فَاسْتَمْسِكْ بِهِ | |
|
| فَضَيَاعُهُ مِنْ أَعْظَمِ الْخُسْرَانِ |
|
لاَ تَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَدَيْكَ بِرِيبَةٍ | |
|
| لَوْ كُنْتَ في النُّسَّاكِ مِثْلَ بَنَانِ |
|
إِنَّ الرِّجَالَ النَّاظِرِينَ إِلَى النِّسَا | |
|
| مِثْلُ الْكِلاَبِ تَطُوفُ بِاللُّحْمَانِ |
|
إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا | |
|
| أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ |
|
لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ النِّسَاءِ مَوَدَّةً | |
|
| فَقُلُوبُهُنَّ سَرِيعَةُ الْمَيَلاَنِ |
|
لاَ تَتْرُكَنْ أَحَدًا بِأَهْلِكَ خَالِيًا | |
|
| فَعَلَى النِّسَاءِ تَقَاتَلَ الأَخَوَانِ |
|
وَاغْضُضْ جُفُونَكَ عَنْ مُلاَحَظَةِ النِّسَا | |
|
| وَمَحَاسِنِ الأَحْدَاثِ وَالصِّبْيَانِ |
|
لاَ تَجْعَلَنَّ طَلاَقَ أَهْلِكَ عُرْضَةً | |
|
| إِنَّ الطَّلاَقَ لأَخْبَثُ الأَيْمَانِ |
|
إِنَّ الطَّلاَقَ مَعَ الْعِتَاقِ كِلاَهُمَا | |
|
| قَسَمَانِ عِنْدَ اللهِ مَمْقُوتَانِ |
|
وَاحْفِرْ لِسِرِّكَ في فُُؤَادِكَ مَلْحَدًا | |
|
| وَادْفِنْهُ في الأَحْشَاءِ أَيَّ دِفَانِ |
|
إِنَّ الصَّدِيقَ مَعَ الْعَدُوِّ كِلاَهُمَا | |
|
| في السِّرِّ عِنْدَ أُولِي النُّهَى شَكْلاَنِ |
|
لاَ يَبْدُ مِنْكَ إِلَى صَدِيقِكَ زَلَّةٌ | |
|
| وَاجْعَلْ فَُؤَادَكَ أَوْثَقَ الْخِلاَّنِ |
|
لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الذُّنُوبِ صِغَارَهَا | |
|
| فَالْقَطْرُ مِنْهُ تَدَفُّقُ الْخِلْجَانِ |
|
وَإِذَا نَذَرْتَ فَكُنْ بِنَذْرِكَ مُوفِيًا | |
|
| فَالنَّذْرُ مِثْلُ الْعَهْدِ مَسْئُولاَنِ |
|
لاَ تُشْغَلَنَّ بِعَيْبِ غَيْرِكَ غَافِلاً | |
|
| عَنْ عَيْبِ نَفْسِكَ إِنَّهُ عَيْبَانِ |
|
لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِدَالِ مُخَاصِمًا | |
|
| إِنَّ الْجِدَالَ يُخِلُّ بِالأَدْيَانِ |
|
وَاحْذَرْ مُجَادَلَةَ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا | |
|
| تَدْعُو إِلَى الشَّحْنَاءِ وَالشَّنَآنِ |
|
وَإِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَى الْجِدَالِ وَلَمْ تَجِدْ | |
|
| لَكَ مَهْرَبًا وَتَلاَقَتِ الصَّفَّانِ |
|
فَاجْعَلْ كِتَابَ اللهِ دِرْعًا سَابِغًا | |
|
| وَالشَّرْعَ سَيْفَكَ وَابْدُ في الْمَيْدَانِ |
|
وَالسُّنَّةَ الْبَيْضَاءَ دُونَكَ جُنَّةً | |
|
| وَارْكَبْ جَوَادَ الْعَزْمِ في الْجَوَلاَنِ |
|
وَاثْبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ أَلْوِيَةِ الْهُدَى | |
|
| فَالصَّبْرُ أَوْثَقُ عُدَّةِ الإِنْسَانِ |
|
وَاطْعَنْ بِرُمْحِ الْحَقِّ كُلَّ مُعَانِدٍ | |
|
| للهِ دَرُّ الْفَارِسِ الطَّعَّانِ |
|
وَاحْمِلْ بِسَيْفِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخْلِصٍ | |
|
| مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ |
|
وَاحْذَرْ بِجُهْدِكَ مَكْرَ خَصْمِكَ إِنَّهُ | |
|
| كَالثَّعْلَبِ الْبَرِّيِّ في الرَّوَغَانِ |
|
أَصْلُ الْجِدَالِ مِنَ السُّؤَالِ وَفَرْعُهُ | |
|
| حُسْنُ الْجَوَابِ بِأَحْسَنِ التِّبْيَانِ |
|
لاَ تَلْتَفِتْ عِنْدَ السُّؤَالِ وَلاَ تُعِدْ | |
|
| لَفْظَ السُّؤَالِ كِلاَهُمَا عَيْبَانِ |
|
وَإِذَا غَلَبْتَ الْخَصْمَ لاَ تَهْزَأْ بِهِ | |
|
| فَالْعُجْبُ يُخْمِدُ جَمْرَةَ الإِحْسَانِ |
|
فَلَرُبَّمَا انْهَزَمَ الْمُحَارِبُ عَامِدًا | |
|
| ثُمَّ انْثَنَى فَسَطَا عَلَى الْفُرْسَانِ |
|
وَاسْكُتْ إِذَا وَقَعَ الْخُصُومُ وَقَعْقَعُوا | |
|
| فَلَرُبَّمَا أَلْقَوْكَ في بَحْرَانِ |
|
وَلَرُبَّمَا ضَحِكَ الْخُصُومُ لِدَهْشَةٍ | |
|
| فَاثْبُتْ وَلاَ تَنْكَلْ عَنِ الْبُرْهَانِ |
|
فَإِذَا أَطَالُوا في الْكَلاَمِ فَقُلْ لَهُمْ | |
|
| إِنَّ الْبَلاَغَةَ لُجِّمَتْ بِبَيَانِ |
|
لاَ تَغْضَبَنَّ إِذَا سُئِلْتَ وَلاَ تَصِحْ | |
|
| فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَذْمُومَانِ |
|
وَإِذَا انْقَلَبْتَ عَنِ السُّؤَالِ مُجَاوِبًا | |
|
| فَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُنْقَطِعَانِ |
|
وَاحْذَرْ مُنَاظَرَةً بِمَجْلِسِ خِيفَةٍ | |
|
| حَتَّى تُبَدَّلَ خِيفَةً بِأَمَانِ |
|
نَاظِرْ أَدِيبًا مُنْصِفًا لَكَ عَاقِلاً | |
|
| وَانْصِفْهُ أَنْتَ بِحَسْبِ مَا تَرَيَانِ |
|
وَيَكُونُ بَيْنَكُمَا حَكِيمٌ حَاكِمًا | |
|
| عَدْلاً إِذَا جِئْتَاهُ تَحْتَكِمَانِ |
|
كُنْ طُولَ دَهْرِكَ سَاكِتًا مُتَوَاضِعًا | |
|
| فَهُمَا لِكُلِّ فَضِيلَةٍ بَابَانِ |
|
وَاخْلَعْ رِدَاءَ الْكِبْرِ عَنْكَ فَإِنَّهُ | |
|
| لاَ يَسْتَقِلُّ بِحَمْلِهِ الْكَتِفَانِ |
|
كُنْ فَاعِلاً لِلْخَيْرِ قَوَّالاً لَهُ | |
|
| فَالْقَوْلُ مِثْلُ الْفِعْلِ مُقْتَرِنَانِ |
|
مِنْ غَوْثِ مَلْهُوفٍ وَشِبْعَةِ جَائِعٍ | |
|
| وِدِثَارِ عُرْيَانٍ وَفِدْيَةِ عَانِ |
|
فَإِذَا عَمِلْتَ الْخَيْرَ لاَ تَمْنُنْ بِهِ | |
|
| لاَ خَيْرَ في مُتَمَدِّحٍ مَنَّانِ |
|
اُشْكُرْ عَلَى النَّعْمَاءِ وَاصْبِرْ لِلْبَلاَ | |
|
| فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَمْدُوحَانِ |
|
لاَ تَشْكُوَنَّ بِعِلَّةٍ أَوْ قِلَّةٍ | |
|
| فَهُمَا لِعِرْضِ الْمَرْءِ فَاضِحَتَانِ |
|
صُنْ حُرَّ وَجْهِكَ بِالْقَنَاعَةِ إِنَّمَا | |
|
| صَوْنُ الْوُجُوهِ مُرُوءَةُ الْفِتْيَانِ |
|
بِاللهِ ثِقْ وَلَهُ أَنِبْ وَبِهِ اسْتَعِنْ | |
|
| فَإِذَا فَعَلْتَ فَأَنْتَ خَيْرُ مُعَانِ |
|
وَإِذَا عَصَيْتَ فَتُبْ لِرَبِّكَ مُسْرِعًا | |
|
| حَذَرَ الْمَمَاتِ وَلاَ تَقُلْ لَمْ يَانِ |
|
وَإِذَا ابْتُلِيتَ بِعُسْرَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا | |
|
| فَالْعُسْرُ فَرْدٌ بَعْدَهُ يُسْرَانِ |
|
لاَ تَحْشُ بَطْنَكَ بِالطَّعَامِ تَسَمُّنًا | |
|
| فَجُسُومُ أَهْلِ الْعِلْمِ غَيْرُ سِمَانِ |
|
لاَ تَتَّبِعْ شَهَوَاتِ نَفْسِكَ مُسْرِفًا | |
|
| فَاللهُ يُبْغِضُ عَابِدًا شَهْوَانِي |
|
أَقْلِلْ طَعَامَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ | |
|
| نَفْعُ الْجُسُومِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ |
|
وَامْلِكْ هَوَاكَ بِضَبْطِ بَطْنِكَ إِنَّهُ | |
|
| شَرُّ الرِّجَالِ الْعَاجِزُ الْبَطْنَانِي |
|
وَمَنِ اسْتَذَلَّ لِفَرْجِهِ وَلِبَطْنِهِ | |
|
| فَهُمَا لَهُ مَعَ ذَا الْهَوَى بَطْنَانِ |
|
حِصْنُ التَّدَاوِيِّ الْمَجَاعَةُ وَالظَّمَا | |
|
| وَهُمَا لِفَكِّ نُفُوسِنَا قَيْدَانِ |
|
أَظْمِئْ نَهَارَكَ تُرْوَ في دَارِ الْعُلاَ | |
|
| يَوْمًا يَطُولُ تَلَهُّفُ الْعَطْشَانِ |
|
حُسْنُ الْغِذَاءِ يَنُوبُ عَنْ شُرْبِ الدَّوَا | |
|
| سِيمَا مَعَ التَّقْلِيلِ وَالإِدْمَانِ |
|
إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ الشَّدِيدَ عَلَى الدَّوَا | |
|
| فَلَرُبَّمَا أَفْضَى إِلَى الْخِذْلاَنِ |
|
دَبِّرْ دَوَاءَكَ قَبْلَ شُرْبِكَ وَلْيَكُنْ | |
|
| مُتَآلِفَ الأَجْزَاءِ وَالأَوْزَانِ |
|
وَتَدَاوَ بِالْعَسَلِ الْمُصَفَّى وَاحْتَجِمْ | |
|
| فَهُمَا لِدَائِكَ كُلِّهِ بُرْآنِ |
|
لاَ تَدْخُلِ الْحَمَامَ شَبْعَانَ الْحَشَا | |
|
| لاَ خَيْرَ في الْحَمَّامِ لِلشَّبْعَانِ |
|
وَالنَّوْمُ فَوْقَ السَّطْحِ مِنْ تَحْتِ السَّمَا | |
|
| يُفْنِي وَيُذْهِبُ نُضْرَةَ الأَبْدَانِ |
|
لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِمَاعِ فَإِنَّهُ | |
|
| يَكْسُو الْوُجُوهَ بِحُلَّةِ الْيَرَقَانِ |
|
أُحْذِرْكَ مِنْ نَفَسِ الْعَجُوزِ وَبُضْعِهَا | |
|
| فَهُمَا لِجِسْمِ ضَجِيعِهَا سُقْمَانِ |
|
عَانِقْ مِنَ النِّسْوَانِ كُلَّ فَتِيَّةٍ | |
|
| أَنْفَاسُهَا كَرَوَائِحِ الرَّيْحَانِ |
|
لاَ خَيْرَ في صُوَرِ الْمَعَازِفِ كُلِّهَا | |
|
| وَالرَّقْصِ وَالإِيقَاعِ في الْقُضْبَانِ |
|
إِنَّ التَّقِيَّ لِرَبِّهِ مُتَنَزِّهٌ | |
|
| عَنْ صَوْتِ أَوْتَارٍ وَسَمْعِ أَغَانِي |
|
وَتِلاَوَةُ الْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ التُّقَى | |
|
| سِيمَا بِحُسْنِ شَجًا وَحُسْنِ بَيَانِ |
|
أَشْهَى وَأَوْفَى لِلنُّفُوسِ حَلاَوَةً | |
|
| مِنْ صَوْتِ مِزْمَارٍ وَنَقْرِ مَثَانِ |
|
وَحَنِينُهُ في اللَّيْلِ أَطْيَبُ مَسْمَعٍ | |
|
| مِنْ نَغْمَةِ النَّايَاتِ وَالْعِيدَانِ |
|
أَعْرِضْ عَنِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ زَاهِدًا | |
|
| فَالزُّهْدُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى زُهْدَانِ |
|
زُهْدٌ عَنِ الدُّنْيَا وَزُهْدٌ في الثَّنَا | |
|
| طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى لَهُ الزُّهْدَانِ |
|
لاَ تَنْتَهِبْ مَالَ الْيَتَامَى ظَالِمًا | |
|
| وَدَعِ الرِّبَا فَكِلاَهُمَا فِسْقَانِ |
|
وَاحْفَظْ لِجَارِكَ حَقَّهُ وَذِمَامَهُ | |
|
| وَلِكُلِّ جَارٍ مُسْلِمٍ حَقَّانِ |
|
وَاضْحَكْ لِضَيْفِكَ حِينَ يُنْزِلُ رَحْلَهُ | |
|
| إِنَّ الْكَرِيمَ يُسَرُّ بِالضِّيفَانِ |
|
وَاصِلْ ذَوِي الأَرْحَامِ مِنْكَ وَإِنْ جَفَوا | |
|
| فَوِصَالُهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْهِجْرَانِ |
|
وَاصْدُقْ وَلاَ تَحْلِفْ بِرَبِّكَ كَاذِبًا | |
|
| وَتَحَرَّ في كَفَّارَةِ الأَيْمَانِ |
|
وَتَوَقَّ أَيْمَانَ الْغَمُوسِ فَإنِّهَا | |
|
| تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ الْحِيطَانِ |
|
حَدُّ النِّكَاحِ مِنَ الْحَرَائِرِ أَرْبَعٌ | |
|
| فَاطْلُبْ ذَوَاتِ الدِّينِ وَالإِحْصَانِ |
|
لاَ تَنْكِحَنَّ مُحِدَّةً في عِدَّةٍ | |
|
| فَنِكَاحُهَا وَزِنَاؤُهَا شِبْهَانِ |
|
عِدَدُ النِّسَاءِ لَهَا فَرَائِضُ أَرْبَعٌ | |
|
| لَكِنْ يَضُمُّ جَمِيعَهَا أَصْلاَنِ |
|
تَطْلِيقُ زَوْجٍ دَاخِلٍ أَوْ مَوْتُهِ | |
|
| قَبْلَ الدُّخُولِ وَبَعْدَهُ سِيَّانِ |
|
وَحُدُودُهُنَّ عَلَى ثَلاَثَةٍ أَقْرُءٍ | |
|
| أَوْ أَشْهُرٍ وَكِلاَهُمَا جِسْرَانِ |
|
وَكَذَاكَ عِدَّةُ مَنْ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا | |
|
| سَبْعُونَ يَوْمًا بَعْدَهَا شَهْرَانِ |
|
عِدَدُ الْحَوَامِلِ مِنْ طَلاَقٍ أَوْ فَنَا | |
|
| وَضْعُ الأَجِنَّةِ صَارِخًا أَوْ فَانِي |
|
وَكَذَاكَ حُكْمُ السِّقْطِ في إِسْقَاطِهِ | |
|
| حُكْمُ التَّمَامِ كِلاَهُمَا وَضْعَانِ |
|
مَنْ لَمْ تَحِضْ أَوْ مَنْ تَقَلَّصَ حَيْضُهَا | |
|
| قَدْ صَحَّ في كِلْتَيْهِمَا الْعَدَدَانِ |
|
كِلْتَاهُمَا تَبْقَى ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ | |
|
| حُكْمَاهُمَا في النَّصِّ مُسْتَوِيَانِ |
|
عِدَدُ الْجَوَارِ مِنَ الطَّلاَقِ بِحَيْضَةٍ | |
|
| وَمِنَ الْوَفَاةِ الْخَمْسُ وَالشَّهْرَانِ |
|
فَبِطَلْقَتَيْنِ تَبِينُ مِنْ زَوْجٍ لَهَا | |
|
| لاَ رَدَّ إِلاَّ بَعْدَ زَوْجٍ ثَانِي |
|
وَكَذَا الْحَرَائِرُ فَالثَّلاَثُ تَبِينُهَا | |
|
| فَيُحِلُّ تِلْكَ وَهَذِهِ زَوْجَانِ |
|
فَلْتَنْكِحَا زَوْجَيْهِمَا عَنْ غِبْطَةٍ | |
|
| وَرِضًا بِلاَ دَلْسٍ وَلاَ عِصْيَانِ |
|
حَتَّى إِذَا امْتَزَجَ النِّكَاحُ بِدَلْسَةٍ | |
|
| فَهُمَا مَعَ الزَّوْجَيْنِ زَانِيَتَانِ |
|
إِيَّاكَ وَالتَّيْسَ الْمُحَلِّلَ إِنَّهُ | |
|
| وَالْمُسْتَحِلُّ لِرَدِّهَا تَيْسَانِ |
|
لَعَنَ النَّبِيُّ مُحِلِّلاً وَمُحَلَّلاً | |
|
| فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مَلْعُونَانِ |
|
لاَ تَضْرِبَنْ أَمَةً وَلاَ عَبْدًا جَنَى | |
|
| فَكِلاَهُمَا بِيَدَيْكَ مَأْسُورَانِ |
|
أَعْرِضْ عَنِ النِّسْوَانِ جُهْدَكَ وَانْتَدِبْ | |
|
| لِعِنَاقِ خَيْرَاتٍ هُنَاكَ حِسَانِ |
|
في جَنَّةٍ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا | |
|
| مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ بِهَا زَوْجَانِ |
|
أَنْهَارُهَا تَجْرِي لَهُمْ مِنْ تَحْتِهِمْ | |
|
| مَحْفُوفَةً بِالنَّخْلِ وَالرُّمَّانِ |
|
غُرُفَاتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ | |
|
| وَقُصُورُهَا مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ |
|
قُصِرَتْ بِهَا لِلْمُتَّقِينَ كَوَاعِبًا | |
|
| شُبِّهْنَ بِالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ |
|
بِيضُ الْوُجُوهِ شُعُورُهُنَّ حَوَالِكٌ | |
|
| حُمْرُ الْخُدُودِ عَوَاتِقُ الأَجْفَانِ |
|
فُلْجُ الثُّغُورِ إِذَا ابْتَسَمْنَ ضَوَاحِكًا | |
|
| هِيفُ الْخُصُورِ نَوَاعِمُ الأَبْدَانِ |
|
خُضْرُ الثِّيَابِ ثُدِيُّهُنَّ نَوَاهِدٌ | |
|
| صُفْرُ الْحُلِيِّ عَوَاطِرُ الأَرْدَانِ |
|
طُوبَى لِقَوْمٍ هُنَّ أَزْوَاجٌ لَهُمْ | |
|
| في دَارِ عَدْنٍ في مَحَلِّ أَمَانِ |
|
يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذٍ شُرْبُهَا | |
|
| بِأَنَامِلِ الْخُدَّامِ وَالْوِلْدَانِ |
|
لَوْ تَنْظُرِ الْحَوْرَاءَ عِنْدَ وَلِيِّهَا | |
|
| وَهُمَا فُوَيْقَ الْفُرْشِ مُتَّكِئَانِ |
|
يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ في أَيْدِيهِمَا | |
|
| وَهُمَا بِلَذَّةِ شُرْبِهَا فَرِحَانِ |
|
وَلَرُبَّمَا تَسْقِيهِ كَأْسًا ثَانِيًا | |
|
| وَكِلاَهُمَا بِرُضَابِهَا حُلْوَانِ |
|
يَتَحَدَّثَانِ عَلَى الأَرَائِكِ خَلْوَةً | |
|
| وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلاَنِ |
|
أَكْرِمْ بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَأَهْلِهَا | |
|
| إِخْوَانُ صِدْقٍ أَيُّمَا إِخْوَانِ |
|
جِيرَانُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحِزْبُهُ | |
|
| أَكْرِمْ بِهِمْ في صَفْوَةِ الْجِيرَانِ |
|
هُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَوْنَهُ | |
|
| وَالْمُقْلَتَانِ إِلَيْهِ نَاظِرَتَانِ |
|
وَعَلَيْهِمُ فِيهِا مَلاَبِسُ سُنْدُسٍ | |
|
| وَعَلَى الْمَفَارِقِ أَحْسَنُ التِّيجَانِ |
|
تِيجَانُهُمْ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ | |
|
| أَوْ فِضَّةٍ مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ |
|
وَخَوَاتِمٌ مِنْ عَسْجَدٍ وَأَسَاوِرٌ | |
|
| مِنْ فِضَّةٍ كُسِيَتْ بِهَا الزَّنْدَانِ |
|
وَطَعَامُهُمْ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ نَاعِمٍ | |
|
| كَالْبُخْتِ يُطْعَمُ سَائِرُ الأَلْوَانِ |
|
وَصِحَافُهُمْ ذَهَبٌ وَدُرٌّ فَائِقٌ | |
|
| سَبْعُونَ أَلْفًا فَوْقَ أَلْفِ خِوَانِ |
|
إِنْ كُنْتَ مُشْتَاقًا لَهَا كَلِفًا بِهَا | |
|
| شَوْقَ الْغَرِيبِ لِرُؤْيَةِ الأَوْطَانِ |
|
كُنْ مُحْسِنًا فِيمَا اسْتَطَعْتَ فَرُبَّمَا | |
|
| تُجْزَى عَنِ الإِحْسَانِ بِالإِحْسَانِ |
|
وَاعْمَلْ لِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَطِيبِهَا | |
|
| فَنَعِيمُهَا يَبْقَى وَلَيْسَ بِفَانِ |
|
أَدِمِ الصِّيَامَ مَعَ الْقِيَامِ تَعَبُّدًا | |
|
| فَكِلاَهُمَا عَمَلاَنِ مَقْبُولاَنِ |
|
قُمْ في الدُّجَى وَاتْلُ الْكِتَابَ وَلاَ تَنَمْ | |
|
| إِلاَّ كَنَوْمَةِ حَائِرٍ وَلْهَانِ |
|
فَلَرُبَّمَا تَأْتِي الْمَنِيَّةُ بَغْتَةً | |
|
| فَتُسَاقُ مِنْ فُرُشٍ إِلَى الأَكْفَانِ |
|
يَا حَبَّذَا عَيْنَانِ في غَسَقِ الدُّجَى | |
|
| مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ |
|
لاَ تَقْذِفَنَّ الْمُحْصَنَاتِ وَلاَ تَقُلْ | |
|
| مَا لَيْسَ تَعْلَمُهُ مِنَ الْبُهْتَانِ |
|
لاَ تَدْخُلَنَّ بُيُوتَ قَوْمٍ حُضَّرٍ | |
|
| إِلاَّ بِنَحْنَحَةٍ أَوِ اسْتِئْذَانِ |
|
لاَ تَجْزَعَنَّ إِذَا دَهَتْكَ مُصِيبَةٌ | |
|
| إِنَّ الصَّبُورَ ثَوَابُهُ ضِعْفَانِ |
|
فَإِذَا ابْتُلِيتَ بِنَكْبَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا | |
|
| اللهُ حَسْبِي وَحْدَهُ وَكَفَانِي |
|
وَعَلَيْكَ بِالْفِقْهِ الْمُبَيِّنِ شَرْعَنَا | |
|
| وَفَرَائِضِ الْمِيرَاثِ وَالْقُرْآنِ |
|
عِلْمُ الْحِسَابِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ | |
|
| عِلْمَانِ مَطْلُوبَانِ مُتَّبَعَانِ |
|
لَوْلاَ الْفَرَائِضُ ضَاعَ مِيرَاثُ الْوَرَى | |
|
| وَجَرَى خِصَامُ الْوُلْدِ وَالشِّيبَانِ |
|
لَوْلاَ الْحِسَابُ وَضَرْبُهُ وَكُسُورُهُ | |
|
| لَمْ يَنْقَسِمْ سَهْمٌ وَلاَ سَهْمَانِ |
|
لاَ تَلْتَمِسْ عِلْمَ الْكَلاَمِ فَإِنَّهُ | |
|
| يَدْعُو إِلَى التَّعْطِيلِ وَالْهَيَمَانِ |
|
لاَ يَصْحَبُ الْبِدْعِيَّ إِلاَّ مِثْلُهُ | |
|
| تَحْتَ الدُّخَانِ تَأَجُّجُ النِّيرَانِ |
|
عِلْمُ الْكَلاَمِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ | |
|
| يَتَغَايَرَانِ وَلَيَسْ يَشْتَبِهَانِ |
|
أَخَذُوا الْكَلاَمَ عَنِ الْفَلاَسِفَةِ الأُلَى | |
|
| جَحَدُوا الشَّرَائِعَ غِرَّةً وَأَمَانِ |
|
حَمَلُوا الأُمُورَ عَلَى قِيَاسِ عُقُولِهِمْ | |
|
| فَتَبَلَّدُوا كَتَبَلُّدِ الْحَيْرَانِ |
|
مُرْجِيُّهُمْ يُزْرِي عَلَى قَدَرِيِّهِمْ | |
|
| وَالْفِرْقَتَانِ لَدَيَّ كَافِرَتَانِ |
|
وَيَسَبُّ مُخَتَارِيُّهُمْ دَوْرِيَّهُمْ | |
|
| وَالْقَرْمَطِيُّ مُلاَعِنُ الرُّفْضَانِ |
|
وَيَعِيبُ كَرَّامِيُّهُمْ وَهْبِيَّهُمْ | |
|
| وَكِلاَهُمَا يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبَانِ |
|
لِحِجَاجِهِمْ شُبَهٌ تُخَالُ وَرَوْنَقٌ | |
|
| مِثْلُ السَّرَابِ يَلُوحُ لِلظَّمْآنِ |
|
دَعْ أَشْعَرِيَّهُمُ وَمُعْتَزِلِيَّهُمْ | |
|
| يَتَنَاقَرُونَ تَنَاقُرَ الْغِرْبَانِ |
|
كُلٌّ يَقِيسُ بِعَقْلِهِ سُبُلَ الْهُدَى | |
|
| وَيَتِيهُ تَيْهَ الْوَالِهِ الْهَيْمَانِ |
|
فَاللهُ يَجْزِيهِمْ بِمَا هُمْ أَهْلُهُ | |
|
| وَلَهُ الثَّنَا مِنْ قَوْلِهِمْ بَرَّانِي |
|
مَنْ قَاسَ شَرْعَ مُحَمَّدٍ في عَقْلِهِ | |
|
| قَذَفَتْ بِهِ الأَهْوَاءُ في غَدْرَانِ |
|
لاَ تَفْتَكِرْ في ذَاتِ رَبِّكَ وَاعْتَبِرْ | |
|
| فِيمَا بِهِ يَتَصَرَّفُ الْمَلَوَانِ |
|
وَاللهُ رَبِّي مَا تُكَيَّفُ ذَاتُهُ | |
|
| بِخَوَاطِرِ الأَوْهَامِ وَالأَذْهَانِ |
|
أَمْرِرْ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ | |
|
| مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلاَ هَذَيَانِ |
|
هُوَ مَذْهَبُ الزُّهْرِي وَوَافَقَ مَالِكٌ | |
|
| وَكِلاَهُمَا في شَرْعِنَا عَلَمَانِ |
|
للهِ وَجْهٌ لاَ يُحَدُّ بِصُورَةٍ | |
|
| وَلِرَبِّنَا عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ |
|
وَلَهُ يَدَانِ كَمَا يَقُولُ إِلَهُنَا | |
|
| وَيَمِينُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَيْمَانِ |
|
كِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ وَصْفُهَا | |
|
| وَهُمَا عَلَى الثَّقَلَيْنِ مُنْفِقَتَانِ |
|
كُرْسِيُّهُ وَسِعَ السَّمَواتِ الْعُلَى | |
|
| وَالأَرْضَ وَهْوَ يَعْمُّهُ الْقَدَمَانِ |
|
وَاللهُ يَضْحَكُ لاَ كَضِحْكِ عَبِيدِهْ | |
|
| وَالْكَيْفُ مُمْتَنِعٌ عَلَى الرَّحْمَنِ |
|
وَاللهُ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ | |
|
| لِسَمَائِهِ الدُّنْيَا بِلاَ كِتْمَانِ |
|
فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُجِيبَهُ | |
|
| فَأَنَا الْقَرِيبُ أُجِيبُ مَنْ نَادَانِي |
|
حَاشَا الإِلَهَ بِأَنْ تُكَيَّفَ ذَاتُهُ | |
|
| فَالْكَيْفُ وَالتَّمْثِيلُ مُنْتَفِيَانِ |
|
وَالأَصْلُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ | |
|
| شَيْءٌ تَعَالَى الرَّبُّ ذُو الإِحْسَانِ |
|
وَحَدِيثُهُ الْقُرْآنُ وَهْوَ كَلاَمُهُ | |
|
| صَوْتٌ وَحَرْفٌ لَيْسَ يَفْتَرِقَانِ |
|
لَسْنَا نُشَبِّهُ رَبَّنَا بِعِبَادِهِ | |
|
| رَبٌّ وَعَبْدٌ كَيْفَ يَشْتَبِهَانِ |
|
فَالصَّوْتُ لَيْسَ بِمُوجِبٍ تَجْسِيمَهُ | |
|
| إِذْ كَانَتِ الصِّفَتَانِ تَخْتَلِفَانِ |
|
حَرَكَاتُ أَلْسُنِنَا وَصَوْتُ حُلُوقِنَا | |
|
| مَخْلُوقَةٌ وَجَمِيعُ ذَلِكَ فَانِي |
|
وَكَمَا يَقُولُ اللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ | |
|
| حَيًّا وَلَيْسَ كَسَائِرِ الْحَيَوَانِ |
|
وَحَيَاةُ رَبِّي لَمْ تَزَلْ صِفَةً لَهُ | |
|
| سُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ ذِي الشَّانِ |
|
وَكَذَاكَ صَوْتُ إِلَهِنَا وَنِدَاؤُهُ | |
|
| حَقًّا أَتَى في مُحْكَمِ الْقُرْآنِ |
|
وَحَيَاتُنَا بِحَرَارَةٍ وَبُرُودَةٍ | |
|
| وَاللهُ لاَ يُعْزَى لَهُ هَذَانِ |
|
وَقِوَامُهَا بِرُطُوبَةٍ وَيُبُوسَةٍ | |
|
| ضِدَّانِ أَزْوَاجٌ هُمَا ضِدَّانِ |
|
سُبْحَانَ رَبِّي عَنْ صِفَاتِ عِبَادِهِ | |
|
| أَوْ أَنْ يَكُونَ مُرَكَّبًا جَسَدَانِ |
|
إِنِّي أَقُولُ فَأَنْصِتُوا لِمَقَالَتِي | |
|
| يَا مَعْشَرَ الْخُلَطَاءِ وَالإِخْوَانِ |
|
إِنَّ الَّذِي هُوَ في الْمَصَاحِفِ مُثْبَتٌ | |
|
| بِأَنَامِلِ الأَشْيَاخِ وَالشُّبَّانِ |
|
هُوَ قَوْلُ رَبِّي آيُهُ وَحُرُوفُهُ | |
|
| وَمِدَادُنَا وَالرَّقُّ مَخْلُوقَانِ |
|
مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ ضِدَّ مَقَالَتِي | |
|
| فَالْعَنْهُ كُلَّ إِقَامَةٍ وَأَذَانِ |
|
هُوَ في الْمَصَاحِفِ وَالصُّدُورِ حَقِيقَةً | |
|
| أَيْقِنْ بِذَلِكَ أَيَّمَا إِيقَانِ |
|
وَكَذَا الْحُرُوفُ الْمُسْتَقِرُّ حِسَابُهَا | |
|
| عِشْرُونَ حَرْفًا بَعْدَهُنَّ ثَمَانِي |
|
هِيَ مِنْ كَلاَمِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ | |
|
| حَقًّا وَهُنَّ أُصُولُ كُلِّ بَيَانِ |
|
حَاءٌ وَمِيمٌ قَوْلُ رَبِّي وَحْدَهُ | |
|
| مِنْ غَيْرِ أَنْصَارٍ وَلاَ أَعْوَانِ |
|
مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ مَا قَدْ قَالَهُ | |
|
| عَبْدُ الْجَلِيلِ وَشِيعَةُ اللِّحْيَانِ |
|
فَقَدِ افْتَرَى كَذِبًا وَإِثْمًا وَاقْتَدَى | |
|
| بِكِلاَبِ كَلْبِ مَعَرَّةِ النُّعْمَانِ |
|
خَالَطتُّهُمْ حِينًا فَلَوْ عَاشَرْتُهُمْ | |
|
| لَضَرَبْتُهُمْ بِصَوَارِمِي وَلِسَانِي |
|
تَعِسَ الْعَمِيُّ أَبُو الْعَلاَءِ فَإِنَّهُ | |
|
| قَدْ كَانَ مَجْمُوعًا لَهُ الْعَمَيَانِ |
|
وَلَقَدْ نَظَمْتُ قَصِيدَتَيْنِ بِهَجْوِهِ | |
|
| أَبْيَاتُ كُلِّ قَصِيدَةٍ مِئَتَانِ |
|
وَالآنَ أَهْجُو الأَشْعَرِيَّ وَحِزْبَهُ | |
|
| وَأُذِيعُ مَا كَتَمُوا مِنَ الْبُهْتَانِ |
|
يَا مَعْشَرَ الْمُتَكَلِّمِينَ عَدَوْتُمُ | |
|
| عُدْوَانَ أَهْلِ السَّبْتِ في الْْحِيتَانِ |
|
كَفَّرْتُمُ أَهْلَ الشَّرِيعَةِ وَالْهُدَى | |
|
| وَطَعَنْتُمُ بِالْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ |
|
فَلأَنْصُرَنَّ الْحَقَّ حَتَّى أَنَّنِي | |
|
| أَسْطُو عَلَى سَادَاتِكُمْ بِطِعَانِي |
|
اللهُ صَيَّرَنِي عَصَا مُوسَى لَكُمْ | |
|
| حَتَّى تَلَقَّفَ إِفْكَكُمْ ثُعْبَانِي |
|
بِأَدِلَّةِ الْقُرْآنِ أُبْطِلُ سِحْرَكُمْ | |
|
| وَبِهِ أُزَلْزِلُ كُلَّ مَنْ لاَقَانِي |
|
هُوَ مَلْجَئِي هُوَ مَدْرَئِي هُوَ مُنْجِنِي | |
|
| مِنْ كَيْدِ كُلِّ مُنَافِقٍ خَوَّانِ |
|
إِنْ حَلَّ مَذْهَبُكُمْ بِأَرْضٍ أَجْدَبَتْ | |
|
| أَوْ أَصْبَحَتْ قَفْرًا بِلاَ عُمْرَانِ |
|
وَاللهُ صَيَّرَنِي عَلَيْكُمْ نِقْمَةً | |
|
| وَلِهَتْكِ سِتْرِ جَمِيعِكُمْ أَبْقَانِي |
|
أَنَ في حُلُوْقِ جَمِيعِهِمْ عُودُ الْحَشَا | |
|
| أَعْيَى أَطِبَّتَكُمْ غُمُوضُ مَكَانِي |
|
أَنَ حَيَّةُ الْوَادِي أَنَا أَسَدُ الشَّرَى | |
|
| أَنَ مُرْهَفٌ مَاضِي الْغِرَارِ يَمَانِي |
|
بَيْنَ ابْنِ حَنْبَلَ وَابْنِ إِسْمَاعِيلِكُمْ | |
|
| سَخَطٌ يُذِيقُكُمُ الْحَمِيمَ الآنِ |
|
دَارَيْتُمُ عِلْمَ الْكَلاَمِ تَشَزُّرًا | |
|
| وَالْفِقْهُ لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِ يَدَانِ |
|
الْفِقْهُ مُفْتَقِرٌ لِخَمْسِ دَعَائِمٍ | |
|
| لَمْ يَجْتَمِعْ مِنْهَا لَكُمْ ثِنْتَانِ |
|
حِلْمٌ وَإِتْبَاعٌ لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ | |
|
| وَتُقًى وَكَفُّ أَذًى وَفَهْمُ مَعَانِ |
|
آثَرْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى أَدْيَانِكُمْ | |
|
| لاَ خَيْرَ في دُنْيَا بِلاَ أَدْيَانِ |
|
وَفَتَحْتُمُ أَفْوَاهَكُمْ وَبُطُونَكُمْ | |
|
| فَبَلَعْتُمُ الدُّنْيَا بِغَيْرِ تَوَانِ |
|
كَذَّبْتُمُ أَقْوَالَكُمْ بِفِعَالِكُمْ | |
|
| وَحَمَلْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى الأَدْيَانِ |
|
قُرَّاؤُكُمْ قَدْ أَشْبَهُوا فُقَهَاءَكُمْ | |
|
| فِئَتَانِ لِلرَّحْمَنِ عَاصِيَتَانِ |
|
يَتَكَالَبَانِ عَلَى الْحَرَامِ وَأَهْلِهِ | |
|
| فِعْلَ الْكِلاَبِ بِجِيفَةِ اللُّحْمَانِ |
|
يَا أَشْعَرِيَّةُ هَلْ شَعَرْتُمْ أَنَّنِي | |
|
| رَمَدُ الْعُيُونِ وَحِكَّةُ الأَجْفَانِ |
|
أَنَ في كُبُودِ الأَشْعَرِيَّةِ قَرْحَةٌ | |
|
| أَرْبُو فَأَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَشْنَانِي |
|
وَلَقَدْ بَرَزْتُ إِلَى كِبَارِ شُيُوخِكُمْ | |
|
| فَصَرَفْتُ مِنْهُمْ كُلَّ مَنْ نَاوَانِي |
|
وَقَلَبْتُ أَرْضَ حِجَاجِهِمْ وَنَثَرْتُهَا | |
|
| فَوَجَدتُّهَا قَوْلاً بِلاَ بُرْهَانِ |
|
وَاللهُ أَيَّدَنِي وَثَبَّتَ حُجَّتِي | |
|
| وَاللهُ مِنْ شُبُهَاتِهِمْ نَجَّانِي |
|
وَالْحَمْدُ للهِ الْمُهَيْمِنِ دَائِمًا | |
|
| حَمْدًا يُلَقِّحُ فِطْنَتِي وَجَنَانِي |
|
أَحَسِبْتُمُ يَا أَشْعَرِيَّةُ أَنَّنِي | |
|
| مِمَّنْ يُقَعْقِعُ خَلْفَهُ بِشِنَانِ |
|
أَفَتُسْتَرُ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ بِالسُّهَا | |
|
| أَمْ هَلْ يُقَاسُ الْبَحْرُ بِالْخُلْجَانِ |
|
عَمْرِي لَقَدْ فَتَّشْتُكُمْ فَوَجَدتُّكُمْ | |
|
| حُمُرًا بِلاَ عِنَنٍ وَلاَ أَرْسَانِ |
|
أَحْضَرْتُكُمْ وَحَشَرْتُكُمْ وَقَصَدتُّكُمْ | |
|
| وَكَسَرْتُكُمْ كَسْرًا بِلاَ جُبْرَانِ |
|
أَزَعَمْتُمُ أَنَّ الْقَرَانَ عِبَارَةٌ | |
|
| فَهُمَا كَمَا تَحْكُونَ قُرْآنَانِ |
|
إِيمَانُ جِبْرِيلٍ وَإِيمَانُ الَّذِي | |
|
| رَكِبَ الْمَعَاصِي عِنْدَكُمْ سِيَّانِ |
|
هَذَا الْجُوَيْهِرُ وَالْعُرَيْضُ بِزَعْمِكُمْ | |
|
| أَهُمَا لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى أَصْلاَنِ |
|
مَنْ عَاشَ في الدُّنْيَا وَلَمْ يَعْرِفْهُمَا | |
|
| وَأَقَرَّ بِالإِسْلاَمِ وَالْفُرْقَانِ |
|
أَفَمُسْلِمٌ هُوَ عِنْدَكُمْ أَمْ كَافِرٌ | |
|
| أَمْ عَاقِلٌ أَمْ جَاهِلٌ أَمْ وَانِي |
|
عَطَّلْتُمُ السَّبْعَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى | |
|
| وَالْعَرْشَ أَخْلَيْتُمْ مِنَ الرَّحْمَنِ |
|
وَزَعَمْتُمُ أَنَّ الْبَلاَغَ لأَحْمَدٍ | |
|
| في آيَةٍ مِنْ جُمْلَةِ الْقُرْآنِ |
|
هَذِي الشَّقَاشِقُ وَالْمَخَارِفُ وَالْهَوَى | |
|
| وَالْمَذْهَبُ الْمُسْتَحْدَثُ الشَّيْطَانِي |
|
سَمَّيْتُمُ عِلْمَ الأُصُولِ ضِلاَلَةً | |
|
| كَاسْمِ النَّبِيذِ لِخَمْرَةِ الأَدْنَانِ |
|
وَنَعَتْ مَحَارِمُكُمْ عَلَى أَمْثَالِكُمْ | |
|
| وَاللهُ عَنْهَا صَانَنِي وَحَمَانِي |
|
إِنِّي اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ شَرْعِ مُحَمَّدٍ | |
|
| وَعَضَضْتُهُ بِنَوَاجِذِ الأَسْنَانِ |
|
أَشَعَرْتُمُ يَا أَشْعَرِيَّةُ أَنَّنِي | |
|
| طُوفَانُ بَحْرٍ أَيُّمَا طُوفَانِ |
|
أَنَ هَمُّكُمْ أَنَ غَمُّكُمْ أَنَ سُقْمُكُمْ | |
|
| أَنَ سُمُّكُمْ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ |
|
أَذْهَبْتُمُ نُورَ الْقُرَانِ وَحُسْنَهُ | |
|
| مِنْ كُلِّ قَلْبٍ وَالِهٍ لَهْفَانِ |
|
فَوَحَقِّ جَبَّارٍ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى | |
|
| مِنْ غَيْرِ تَمْثِيلٍ كَقَوْلِ الْجَانِي |
|
وَوَحَقِّ مَنْ خَتَمَ الرِّسَالَةَ وَالْهُدَى | |
|
| بِمُحَمَّدٍ فَزَهَا بِهِ الْحَرَمَانِ |
|
لأُقَطِّعَنَّ بِمِعْوَلِي أَعْرَاضَكُمْ | |
|
| مَا دَامَ يَصْحَبُ مُهْجَتِي جُثْمَانِي |
|
وَلأَهْجُوَنَّكُمُ وَأَثْلِبُ حِزْبَكُمْ | |
|
| حَتَّى تُغَيِّبَ جُثَّتِي أَكْفَانِي |
|
وَلأَهْتِكَنَّ بِمَنْطِقِي أَسْتَارَكُمْ | |
|
| حَتَّى أُبَلِّغَ قَاصِيًا أَوْ دَانِي |
|
وَلأَهْجُوَنَّ صَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ | |
|
| غَيْظًا لِمَنْ قَدْ سَبَّنِي وَهَجَانِي |
|
وَلأُنْزِلَنَّ بِكُمْ أَلِيمَ صَوَاعِقِي | |
|
| وَلَتُحْرِقَنَّ كُبُودَكُمْ نِيرَانِي |
|
وَلأَقْطَعَنَّ بِسَيْفِ حَقِّي زُورَكُمْ | |
|
| وَلَيُخْمِدَنَّ شُوَاظَكُمْ طُوْفَانِي |
|
وَلأَقْصِدَنَّ اللهَ في خِذْلاَنِكُمْ | |
|
| وَلَيَمْنَعَنَّ جَمِيعَكُمْ خِذْلاَنِي |
|
وَلأَحْمِلَنَّ عَلَى عُتَاةِ طُغَاتِكُمْ | |
|
| حَمْلَ الأُسُودِ عَلَى قَطِيعِ الضَّانِ |
|
وَلأَرْمِيَنَّكُمُ بِصَخْرِ مَجَانِقِي | |
|
| حَتَّى يَهِدَّ عُتُوَّكُمْ سُلْطَانِي |
|
وَلأَكْتُبَنَّ إِلَى الْبِلاَدِ بِسَبِّكُمْ | |
|
| فَيَسِيرَ سَيْرَ الْبُزْلِ بِالرُّكْبَانِ |
|
وَلأُدْحِضَنَّ بِحُجَّتِي شُبُهَاتِكُمْ | |
|
| حَتَّى يُغَطِّيَ جَهْلَكُمْ عِرْفَانِي |
|
وَلأَغْضَبَنَّ لِقَوْلِ رَبِّي فِيكُمُ | |
|
| غَضَبَ النُّمُورِ وَجُمْلَةِ الْعِقْبَانِ |
|
وَلأَضْرِبَنَّكُمُ بِصَارِمِ مِقْوَلِي | |
|
| ضَرْبًا يُزَعْزِعُ أَنْفُسَ الشُّجْعَانِ |
|
وَلأَسْعَطَنَّ مِنَ الْفُضُولِ أُنُوفَكُمْ | |
|
| سَعْطًا يُعَطَّسُ مِنْهُ كُلُّ جَبَانِ |
|
إِنِّي بِحَمْدِ اللهِ عِنْدَ قِتَالِكُمْ | |
|
| لَمُحَكَّمٌ في الْحَرْبِ ثَبْتُ جَنَانِ |
|
وَإِذَا ضَرَبْتُ فَلاَ تَخِيبُ مَضَارِبِي | |
|
| وَإِذَا طَعَنْتُ فَلاَ يَرُوغُ طِعَانِي |
|
وَإِذَا حَمَلْتُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْكُمُ | |
|
| مَزَّقْتُهَا بِلَوَامِعِ الْبُرْهَانِ |
|
الشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ أَكْبَرُ عُدَّتِي | |
|
| فَهُمَا لِقَطْعِ حِجَاجِكُمْ سَيْفَانِ |
|
ثَقُلاَ عَلَى أَبْدَانِكُمْ وَرُؤُوسِكُمْ | |
|
| فَهُمَا لِكَسْرِ رُؤُوسِكُمْ حَجَرَانِ |
|
إِنْ أَنْتُمُ سَالَمْتُمُ سُولِمْتُمُ | |
|
| وَسَلِمْتُمُ مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ |
|
وَلَئِنْ أَبَيْتُمْ وَاعْتَدَيْتُمْ في الْهَوَى | |
|
| فَنِضَالُكُمْ في ذِمَّتِي وَضَمَانِي |
|
يَا أَشْعَرِيَّةُ يَا أَسَافِلَةَ الْوَرَى | |
|
| يَا عُمْيُ يَا صُمٌّ بِلاَ آذَانِ |
|
إِنِّي لأُبْغِضُكُمْ وَأُبْغِضُ حِزْبَكُمْ | |
|
| بُغْضًا أَقَلُّ قَلِيلِهِ أَضْغَانِي |
|
لَوْ كُنْتُ أَعْمَى الْمُقْلَتَيْنِ لَسَرَّنِي | |
|
| كَيْلاَ يَرَى إِنْسَانَكُمْ إِنْسَانِي |
|
تَغْلِي قُلُوبُكُمُ عَلَيَّ بِحَرِّهَا | |
|
| حَنَقًا وَغَيْظًا أَيَّمَا غَلَيَانِ |
|
مُوتُوا بِغَيْظِكُمُ وَمُوتُوا حَسْرَةً | |
|
| وَأَسًى عَلَيَّ وَعَضُّو كُلَّ بَنَانِ |
|
قَدْ عِشْتُ مَسْرُورًا وَمِتُّ مُخَفَّرًا | |
|
| وَلَقِيتُ رَبِّي سَرَّنِي وَرَعَانِي |
|
وَأَبَاحَنِي جَنَّاتِ عَدْنٍ آمِنًا | |
|
| وَمِنَ الْجَحِيمِ بِفَضْلِهِ عَافَانِي |
|
وَلَقِيتُ أَحْمَدَ في الْجِنَانِ وَصَحْبَهُ | |
|
| وَالْكُلُّ عِنْدَ لِقَائِهِمْ أَدْنَانِي |
|
لَمْ أَدَّخِرْ عَمَلاً لِرَبِّيَ صَالِحًا | |
|
| لَكِنْ بِإِسْخَاطِي لَكُمْ أَرْضَانِي |
|
أَنَ تَمْرَةُ الأَحْبَابِ حَنْظَلَةُ الْعِدَا | |
|
| أَنَ غُصَّةٌ في حَلْقِ مَنْ عَادَانِي |
|
وَأَنَا الْمُحِبُّ لأَهْلِ سُنَّةِ أَحْمَدٍ | |
|
| وَأَنَا الأَدِيبُ الشَّاعِرُ الْقَحْطَانِي |
|
سَلْ عَنْ بَنِي قَحْطَانَ كَيْفَ فِعَالُهُمْ | |
|
| يَوْمَ الْهِيَاجِ إِذَا الْتَقَى الزَّحْفَانِ |
|
سَلْ كَيْفَ نَثْرُهُمُ الْكَلاَمَ وَنَظْمُهُمْ | |
|
| وَهُمَا لَهُمْ سَيْفَانِ مَسْلُولاَنِ |
|
نَصَرُوا بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ سُلَّقٍ | |
|
| مِثْلِ الأَسِنَّةِ شُرِّعَتْ لِطِعَانِ |
|
سَلْ عَنْهُمُ عِنْدَ الْجِدَالِ إِذَا الْتَقَى | |
|
| مِنْهُمْ وَمِنْ أَضْدَادِهِمْ خَصْمَانِ |
|
نَحْنُ الْمُلُوكُ بَنُو الْمُلُوكِ وِرَاثَةً | |
|
| أُسْدُ الْهِيَاجِ وَأَبْحُرُ الإِحْسَانِ |
|
لاَ قَوْمُنَا بُخَلاَ وَلاَ بِأَذِلَّةٍ | |
|
| عِنْدَ الْحُرُوبِ وَلاَ النِّسَا بِزَوَانِي |
|
يَا أَشْعَرِيَّةُ يَا جَمِيعُ مَنِ ادَّعَى | |
|
| بِدَعًا وَأَهْوَاءً بِلاَ بُرْهَانِ |
|
جَاءَتْكُمُ سُنِّيَّةٌ مَأْمُونَةٌ | |
|
| مِنْ شَاعِرٍ ذَرِبِ اللِّسَانِ مُعَانِ |
|
خَرَزَ الْقَوَافِي بِالْمَدَائِحِ وَالْهِجَا | |
|
| فَكَأَنَّ جُمْلَتَهَا لَدَيَّ عَوَانِي |
|
يَهْوِي فَصِيحُ الْقَوْلِ مِنْ لَهَوَاتِهِ | |
|
| كَالصَّخْرِ يَهْبِطُ مِنْ ذُرَى كَهْلاَنِ |
|
إِنِّي قَصَدتُّ جَمِيعَكُمْ بِقَصِيدَةٍ | |
|
| هَتَكَتْ سُتُورَكُمُ عَلَى الْبُلْدَانِ |
|
هِيَ لِلرَّوَافِضِ دِرَّةٌ عُمَرِيَّةٌ | |
|
| تَرَكَتْ رُؤُوسَهُمُ بِلاَ آذَانِ |
|
هِيَ لِلْمُنَجِّمِ وَالطَّبِيبِ مَنِيَّةٌ | |
|
| فَكِلاَهُمَا مُلْقَانِ مُخْتَلِفَانِ |
|
هِيَ في رُؤُوسِ الْمَارِقِيْنَ شَقِيقَةٌ | |
|
| ضُرِبَتْ لِفَرْطِ صُدَاعِهَا الصُّدْغَانِ |
|
هِيَ في قُلُوبِ الأَشْعَرِيَّةِ كُلِّهِمْ | |
|
| صَابٌ وَفي الأَجْسَادِ كَالسَّعْدَانِ |
|
لَكِنْ لأَهْلِ الْحَقِّ شَهْدٌ صَافِيًا | |
|
| أَوْ تَمْرُ يَثْرِبَ ذَلِكَ الصَّيْحَانِي |
|
وَأَنَا الَّذِي حَبَّرْتُهَا وَجَعَلْتُهَا | |
|
| مَنْظُومَةً كَقَلاَئِدِ الْمَرْجَانِ |
|
وَنَصَرْتُ أَهْلَ الْحَقِّ مَبْلَغَ طَاقَتِي | |
|
| وَصَفَعْتُ كُلَّ مُخَالِفٍ صَفْعَانِ |
|
مَعَ أَنَّهَا جَمَعَتْ عُلُومًا جَمَّةً | |
|
| مِمَّا يَضِيقُ لِشَرْحِهَا دِيوَانِي |
|
أَبْيَاتُهَا مِثْلُ الْحَدَائِقِ تُجْتَنَى | |
|
| سَمْعًا وَلَيْسَ يَمَلُّهُنَّ الْجَانِي |
|
وَكَأَنَّ رَسْمَ سُطُورِهَا في طِرْسِهَا | |
|
| وَشْيٌ تُنَمِّقُهُ أَكُفُّ غَوَانِي |
|
وَاللهَ أَسْأَلُهُ قَبُولَ قَصِيدَتِي | |
|
| مِنِّي وَأَشْكُرُهُ لِمَا أَوْلاَنِي |
|
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى الأَغْصَانِ |
|
وَعَلَى جَمِيعِ بَنَاتِهِ وَنِسَائِهِ | |
|
| وَعَلَى جَمِيعِ الصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ |
|
بِاللهِ قُولُوا كُلَّمَا أَنْشَدتُّمُ | |
|
| رَحِمَ الإِلَهُ صَدَاكَ يَا قَحْطَانِي |
|