عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أسعد خليل داغر > قم يراعي قم أطعني واكتبِ

لبنان

مشاهدة
506

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قم يراعي قم أطعني واكتبِ

قم يراعي قم أطعني واكتبِ
ما عليكَ الآن يَمليه فمي
سر على القرطاس وارقم باهتمام
وتأنٍ وانتباهٍ وحذر
فلساني مستعدٌّ للكلام
ويدي تجري ولا تشكو الخدر
وإِذ ما وَسَعَ القولَ المقام
وأطلتُ الشرح لا تبدِ الضجر
واحتمل بالصبر عبءَ التعب
وألن بالعزم جنب السامِ
صرَّ فوق الطرس وازمر في يدي
كحسام صلَّ في كفَّي بطل
كلما زدتُكَ إرهاقاً زدِ
همة لا يعتريها من ملل
وعلى الصعب استعن بالجلدِ
وعلى اليأس تغلب بالامل
من حديدٍ انت لا من قصبِ
فعلى مَ خائفٌ من ثَلَمِ
وصفُ هذي الحرب أعيا البلغا
وسبت أهوالها منا النهى
لا يرى الواصفُ في أغنى اللغى
ما يفي بالوصف طبق المشتهى
فإِلى الآن نرى شرّ الوغى
مستجدًّا كلما قلنا انتهى
قلَّ من منا بها لم ينكبِ
وبحامي جمرها لم يوسمِ
نارَها الالمان عمداً أضرموا
واستطابوا لذعها واستعذبوا
وعلى خوضِ لظاها أرغموا
حُلفا سفكَ الدماءِ اجتنبوا
وأخيراً حين هيجوا أقدموا
كأسودٍ تندري اذ تغضبُ
فعرا الدنيا قتامُ النُّوبِ
والشقاءُ احتفَّ كل الأُممِ
كاد يمضي من سنيها أربعُ
ولظاها لم يزل يتَّقدُ
والأُلى في النصر كانوا قطعوا
شعروا بالشكِّ في ما اعتقدوا
عندما الروس رداها خلعوا
ومع الالمان صلحاً عقدوا
وبهِ الاعداءُ جلَّ الاربِ
أدركوا والروسُ شرَّ النقمِ
وعن النمسا وعن المانيا
خفّ ضغط الخوف وانزاح الخطر
وغروراً زعمت بلغاريا
أنها بالغةٌ منها الوطر
وغدا التركيُّ معها شاديا
لأغاني التهاني بالظفر
كلهم يرشفُ راح الطربِ
وهوَ عما في غدٍ آتٍ عمِ
وانقضى الثلثان من شهر أذار
وعلا من جوف باقيهِ الانين
وجميع الناس باتوا في انتظار
ما لهم من غامض الغيب يبين
واذا الالمان قد ماطوا الستار
في فرنسا حيث كروا هاجمين
عللوا النفس بقطف العنبِ
قبلما يبلغ طورَ الحصرمِ
تخذوا أهبتهم قبل الهجوم
وأتموا السعي في هذا الصدد
وابتغاءَ الفوز بالنصر المروم
قذفوا بالجند واستاقوا العدد
واستردُّوا ما لهم عبر التخوم
في بلاد الروس من باقي المدد
واذِ اغتروا ببرقٍ خُلبِ
بشَّروا الارض بسحِّ الديمِ
وعلى الجيش البريطاني ما
عتم التيَّارُ منهم أن دفق
وتلَّظى حولهُ واضطرما
مارجٌ لو مسَّهُ البحر احترق
لم يرعُهم ما اقتضاهُ من دِما
فرقٍ ضحوا بها تلوَ فرق
واستلانوا كلَّ خشن المركبِ
رغبة في فوزهم بالمغنم
لم يبالوا بالضحايا الهائله
طمعاً في فتح حسن أو بلد
أمَّلوا أنَّ مناهم حاصله
وبهذا الأمل أشتدَّ الجلد
لكن الآمالُ خابَت فائله
زندها لم يورِ والسهمُ صرَد
واذا سهم المنى لم يصبِ
طاشَ مرتدًّا الى حيث رُمي
غرَّهم في البدءِ إحراز النجاح
عندما خطَّ الدفاع اخترقوا
فتظنوا أنَّ فجر النصر لاح
وضحاه عن قريب تشرقُ
فتمادوا في اجتياح واكتساح
وبتقديم الضحايا اغرقوا
واستهانوا كلَّ صعب المطلبِ
واستخفوا بأشد الإِزَم
وهجومٌ شبَّ عن ان يوصفا
واصلوه ومداه وسعوا
وبعزم فالقٍ قلبَ الصفا
عنوةً بعض الصياصي انتزعوا
فوزهم أبطرهم والحلفا
اوهموهم ضعفَهم فانخدعوا
والى لجِّ الردى المضطربِ
بسراياهم رمَوا عن أمَم
عبروا الأنهرَ واجتازوا القُني
دوَّخوا الآطام واحتلُّوا الحصون
وطأوا هام القرى والمدنِ
وفَروا عرض الفيافي والحزون
جرَّعوا الاهلين صاب المحنِ
وابتلوهم بلظى ذلٍّ وهون
عذبوا الاسرى ومن معهم سُبي
واذا قوهم امرَّ الألمِ
كلُّ ذا والحلفا لم يرهبوا
واستعدُّوا لاحتمال الشدةِ
واطمأنوا حين فوشَ انتخبوا
لاتقا الغازين أقوى عُدة
قال عن ايمان لما اقتربوا
من حماها إنها في عهدتي
فعددنا قوله وحي نبي
عالمٍ في الغيب ما لم يعلمِ
بطلٌ لله هذا البطلُ
ماله في مجمع الأبطال ثان
وملايين الجنود امتثلوا
واطاعوا أمرهُ طوع البنان
واليه الحلفا إذ وكلوا
امرهم الخطا والصعبُ هان
وله قالوا جميعاً رتبِ
خطط الهيجاءِ فينا وأرسمِ
ربُّ حذق ودهاءٍ حيرا
كلَّ أرباب الذكاءِ والرشد
لم نجد أبعد منهُ نظرا
لا ولا أبرع في حل العقد
أوهمَ الالمان لما القهقري
عادَ أن الاحتياطيَّ نفد
وعلى جيشِ العدو اللجبِ
ليس يقوى ولذا لم يهجمِ
وعلى هذا الطريق الامثلِ
سارَ في خطته لا ينثني
كلُّ شبرٍ كان عنهُ ينجلي
يتقاضى عنهُ أغلى ثمنِ
يتلقى خصمهُ بالحيَل
وبتدبير المكرِ المطعنِ
يتولى رميهُ عن كثبِ
ثمَّ يلوي عنهُ كالمنهزمِ
وقضى عشرين يوماً ومئه
وهوَ مستنٌ على هذا النمط
جاعلاً نهكَ الأعادي توطئه
لهجومٍ مثلهث لم يرو قط
وإذا استوفى شروط التهيئة
وعلى خاطره الله ربط
أوقع الاعدا بأسوا منشبِ
وافتجاهم كالقضاءِ المبرمِ
كان هذا عندما اشتد الوجل
وعلى باريس قد زاد الخطر
والى أرباضها الغازي وصل
أو تدنى بعدما المارن عبر
فانبري الحامي لإِحياءِ الأمل
ولقشع اليأس من جو الفكر
وعلى الالمان بيضَ القضبِ
سلَّ يغشاهم كسيلٍ عرمِ
أسعد خليل داغر
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/04/08 01:51:42 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com