عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أسعد طراد > قد اطلق البين بين الناس غربانا

لبنان

مشاهدة
792

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قد اطلق البين بين الناس غربانا

قد اطلق البين بين الناس غربانا
نعيبها افعم الاكباد احزانا
ما اشبه الطير منها بالظليم بما
نلقاه جمع في الاحشاء نيرانا
وايها السهم ما اهداك لي هدفا
وما اضل الذي سماك اعلانا
وكيف سموك اعلانا وما التفتوا
نحو القلوب وما سموك مرّانا
ومن وقاك وقانا الله منك فلم
يمسسك ضر وقد ضمنت نيرانا
سلمت من حر نيران اتبت بها
وما سلمت بذرف الدمع هتنانا
ويلاه لا يمحي خط القضاء ولو
مهما امحى منك مما خط تبيانا
والف ويلاه كم برحت في مهج
يا موت فتكا وكم قرحت اجفانا
وكم ظلمت ولم ترحم نواح اخ
على اخيه وكم يتمت ولدانا
وكم جمعت بدار اللحد من نفر
جمع الفراق وكم فرقت اخوانا
وكم اسرت غداة الروع من ملك
بين الجنود وكم عطلت تيجانا
وكم غلبت بدار الاسر متخذا
نوائب الدهر اجنادا وسجانا
وكم مشيت على هام المشاة وكم
القيت عن صهوات الخيل فرسانا
ما خفت مجدا ولا جاها ولا شرفا
ولا سموا ولا قدرا ولا شانا
ولم تبال بابطال الرجال ولو
شنوا الاغارة فرسانا وركبانا
ولا قبلت شفيعا لو عزمت على
فتك ولو كان ريا بنت مروانا
كم شاخ جبل فجيل وانقضى ومضى
وانت فيك الصبا يزداد ريعانا
افنيت عادا وشيبانا وجرهمة
وتغليا وبني بكر وغسانا
وعشت في كل نفس كنت تسلبها
رغما وما زلت بالارواح ريانا
حتى متى والى كم لا تموت ودع
ليوم موتك كي يبكيك انسانا
هيهات ينظر موت الموت ذو رمق
من الورى اكسبته النفس وجدانا
فحينا موته حي يصاحبه
ما لم يمت لم يجد للموت هجراا
وميتنا موته ميت قضى معه
كأنه وكأه الموت ما كانا
يا ايها الميت لا موتا يعاد فكن
من بعد ذا في سرير الملك سلطانا
مهما تبددت لا تخشى الفناء فقد
صادفت في فسحات الكون خزانا
وايها الحي ما طيب الحياة على
خوف التحسب ان الآن قد آنا
وكم نتيه كأنا لا نموت وكم
لمنا اطباءنا ظلما وبهتانا
من الطبيب لعمري حيثما انبسطت
ايدي المنون ويوم الحين قد حانا
هيهات ما اوجدوا روحا يجدّ بها
عمر ولم يجبروا للعمر نقصانا
كم جدد الطلب اسلوبا يعان به
فجدد الموت بالاسباب الوانا
وكم تعرض في مجراه من جهة
فاحدث الموت خلجانا وغدرانا
وكم بنوا دونه حصنا وكم رتجوا
بابا فهدم اسوارا وجدرانا
اين ابن سينا وبقراط ابن بجدته
واين من اخلفوا في الفن اقرانا
ماتوا وقد مات مرضاهم وقد دفنوا
معهم من الدهر اعواما وازمانا
نساق للدفن وحدانا فيجمعنا
على المدى في وهاد القرب كثبانا
ويدفن الميت طي الميت سابقه
فالترب قد كان لو حققت ابدانا
تيقظوا يا بني الاموات واعتبروا
وعددوا واندبوا الارواح فقدانا
وشاهدوا تربة الاجداد كم جمعت
عظما رميما لموتانا واكفانا
نزورها عند دفن الميت آونة
والكل يشتاق عند الحي اوطانا
ونحجب الطرف عن اهوال منظرها
كما نسد عن الانذار آذانا
ويودع الرمس ميت اليوم ميت غد
فالكل ميت اذا امضت إمعانا
ويخدع العلم بهتانا تجاهلنا
انا سنلبث فيها الدهر سكانا
وندفن الميت منه طي حجرته
وندفن الموت دفن الميت نسيانا
وندمن النوح والشكوى وليس لنا
من جانب الموت الا الفتك ادمانا
قاسي الفؤاد ننادي ما يذوب له
قلب الجماد وقلب الموت ما لانا
كأنه ظن جرح القلب كاس طلا
او ظن ما تنثر الاجفان رمانا
يا ليت للموت محبوبا يموت لكي
يرى على الفتك بالاكباد برهانا
يلقى الفؤاد بسهم البين سال دما
والعين تذرفه والقلب ولهانا
عني خذوا صحة الشكوى له وسلوا
قلبي الذي قد كواه البين احيانا
ما افتك الموت عدوانا وامهره
دراية في فنون الفتك عدوانا
اراد يسمع نوح الكل واحدة
في حادث واحد فاختار سمعانا
فصير الصبح ليلا يوم مصرعه
وحول الصبر للاجفان قطرانا
يا بنت عمران افكاري ارحمي عجزي
وابكي معي نحبه يا بنت عمرانا
قومي اذكري عددي نوحي اندبي اسفا
ندبا رمته صبوح البين نشوانا
ووزعي في سبيل الله مرحمة
عن نفس سمعان من فحواك مرجانا
لماك يا موت من لي العفاة فهل
واريت نفسك بين الوفد كتمانا
ذاك الذي طالما كانت تراقبه
عيناك متبعا مسراه يقظانا
كم رحت للغرب لما راح مقتفيا
ورمت لبنان لما رام لبنانا
وكم رضينا ولم ترض الفداء به
كي لا تنال بعقد البين خسرانا
هدمت يا موت ركن المكرمات ومن
شادت اياديه بيت الله بنيانا
الطاهر الروح والقلب الذي نفحت
اوصافه بين كل الناس ريحانا
والمكتسي البر والتقوى وما تركت
جدواه من مرتج جدواه عريانا
وذا الايادي التي حاكت بماطرها
آماقنا اذ بكت حزنا واشجانا
وذا الصفات التي ارضى الاله بها
نهجا وخلقا واعمالا وايمانا
ذاك الكريم الذي افضاله غلبت
اقلام حسابها حصرا وحسبانا
كأنما النفس منه رامها دنف
الفاه يبذل قرب العبد احسانا
وافى فبشره في ما أعدّ له
من الثواب فنال النفس حلوانا
يا يوم مصرعه كم قد ابنت له
اهلا وصحبا واخوانا وخلانا
وكم فؤاد يتيم ذاب ملتهبا
وكم فؤاد غريب ناح حيرانا
وكم رأينا غداة الجمع سار به
الجمع يذرف دمعا ظل هتانا
ساروا به وازدحام الجمع يحجبه
عن العيون فقيل الدفن قد بانا
من فاته الداء ظن الفقد من غرق
لما رأى الدمع فوق النعش طوفانا
ذاك الذي ما ارتجى عان عنايته
الا وانساه من بلواه ما عانى
ذاك الذي خط ما اوصى الاله به
في صدره وغدا للبر عنوانا
ما خاف ذا الدهر راجيه ولاذ به
الا وقد عاد عنه الدهر خشيانا
ولم تكن تعبث الايام في احد
الا ولاقاه رحب الوجه جذلانا
ولم تكن اغربت شمس وما صنعت
جدوى يديه امام الله قربانا
ولم يكن يلتوي قصد لديه ولم
يجرح فؤاد سوى في موته الآنا
اغناكم الله عني يا بني كرم
يا اكرم الناس امعانا واذهانا
اغناكم الله عما قد اتيت به
من البيان لاهدي الناس عرفانا
اخواننا ليس غير الله يمنحنا
على تحمل هذا الخطب امكانا
نعم نعم خطبكم صعب تحمله
لكن على واثق بالله قد هانا
فاستنجدوا فيه عون الله واتخذوا
عليه بالصبر والتسليم اعوانا
وادركوا الخطب مهما كان معظمه
ان يلتقي من رحاب الصدر ميدانا
تذكروا كون ان المستجير بكم
ما خاف بالدهر للايام حدثانا
وكونكم اسدا في كل معضلة
ملمة وبتقوى الله رهبانا
وان من قد ثوى بالجسم مندفنا
قد سار لله حي النفس مزدانا
وانه لم يمت من طاب عنصره
وذكره عم اصقاعا وبلدانا
وانه قد بنى من قبل رحلته
عن دارنا في ديار الله ايوانا
منعّما في نعيم الله مغتبطا
فيما يراه قرير العين فرحانا
يلقى الملائك حول العرش هاتفة
حمدا ومجدا وقدوسا وسبحانا
هذا يقول له قد حزن مثوبة
وذا يقول له قد نلت رضوانا
فلتطمئن بتعداد العزاء فكم
تلقى الخواطر بالايمان سلوانا
وارضوا رضانا فانتم يا احبتنا
اذا بقيتم لنا لم ندر فقدانا
وصبروا القلب اذعانا لخالقه
فمثلكم من اطاع الله اذعانا
انتم ليوث الشرى في كل نائبة
وغوث كل ضعيف جاء لهفانا
لكم مناقب في الآفاق جائلة
لو شخصت لرأتها العين غزلانا
وشهرة بالوفا والود طافحة
من طيبها كل قطر بات ملآنا
وحكمة رسخت فيكم كأنكم
ورثتم بعد طول العهد لقمانا
ما زار عان كسيف البال ساحتكم
الا وقد زار في نيسان بستانا
قد زار ظلا وريحانا ورائحة
وسلسبيلا واثمارا واغصانا
وما اتى الناس في ناد بذكركم
الا رأينا به العطار حيرانا
وما بنى المدح من بيت لغيركم
الا بنيت لكم اعلاه ديوانا
احبكم حبكم للبر فاتخذوا
لسبر حبي حب البر ميزانا
ولم يمل بفؤادي عن محبتكم
عذل لأن فؤادي الدهر ما خانا
والحب اثبته في القلب ما طهرت
اثواب داعيه اذيالا واردانا
هذي رسالة ذي ود يصون بها
حفظ الوداد الى من حفظه صانا
ارسلتها وانا اولى بتعزيتي
كمن ادار كؤوس الماء عطشانا
حررتها وكأن النجم ساعدني
بالنظم اذ كنت ارعى النجم سهرانا
يضيء لي وأريه من مناقبكم
ما كاد يعقبه بالافق نقصانا
طالت وما ضر شكل القد صاحبه
اذا اكتسى القد بالآداب إتقانا
والنهر في الروضة الفيحاء مثلها
لما جرى فسقى الصفصاف والبانا
وغضت الطرف نحو الارض فارتقب
عند العقيق النظم الدر عقيانا
ناحت وأنت وخنت واشتكت وبكت
ثم انثنت فشدت للصبر الحانا
ناحت لفقدانها سمعان وانتشعت
في حفظ يعقوب بين الآل مصطانا
عزيتم قلب بيت الله منتحبا
ركنا بكم فظهرتم فيه اركانا
فبات يسأل رب البيت حفظكم
لكي يظل قرير الوضع عمرانا
فلا برحتم صدورا بالصدور على
مر الزمان وبالاعيان اعيانا
وسلم الله بارينا سلامتكم
من الخطوب وعزاكم وعزانا
أسعد طراد
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/04/08 02:59:19 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com