إني أرى نُورَ وادي النِّيلِ يَنتَشِرُ | |
|
| فَهل صحيحٌ بدا في بُرجهِ القَمَرُ |
|
إني ارى الجوَّ قد رَقَّت نَسائمُهُ | |
|
| حتَّى السَّما لَمَعَت في أُفقِها الدُّرَرُ |
|
إني أرى كلَّ وجهٍ بَشَّ مُبتهجاً | |
|
| كأنما الغيثُ وقتَ الجدبِ يَنهمِرُ |
|
إني أرى قلبَ وادي النِّيلِ في طَرَبٍ | |
|
| من السرورِ وعرفُ المسكِ ينتشرُ |
|
إني أرى القُطرَ قد غنَّت بلابِلُهُ | |
|
| والكيروانُ لربِّ الدَّارِ ينتَظِرُ |
|
إني أرى نَسَماتِ الصُّبحِ شافِيَةً | |
|
| من السَّقَامِ لِمَن قد شَفَّهُ السَّهَرُ |
|
إني أرى النِّيلَ تُغرى النفسَ لذَّتُهُ | |
|
| وماؤُه ليس يَعرُو صَفوَهُ كَدَرُ |
|
إني أرى مِصرَ في أبهى مناظِرِها | |
|
| كأنَّها جَنَّةٌ قَد حَفَّها ثَمرُ |
|
وكيفَ لا وأَميرُ الشَّرقِ شَرَّفَها | |
|
| فبعد أن أجدَبَت قد جادَها المَطرُ |
|
يا مصر تيهي دَلالاً فالعَزيزُ أتى | |
|
| من كل للمَجدِ والعلياءِ يُدَّخَرُ |
|
وافى الأميرُ فَلاحِ البشرُ مُبتسماً | |
|
| وأَسفَرَ القُطرُ عن عَينٍ بها حَوَرُ |
|
يَمَّمت نحوَ أميرِ المؤمنين لَقَد | |
|
| نِلتَ المُنى برِضاهُ حبذا السَّفَرُ |
|
أنعِم به من مليكٍ ساسَ دَولَتَهُ | |
|
| وعزَّ بالنَّصرِ مكتوباً له الظَّفَرُ |
|
محمدُ الخامسُ المولى الرَّهيبُ ومَن | |
|
| ألقَت إليه مقاليدَ النُّهَى البَشَرُ |
|
يا ىل عُثمانَ يا مَن عزَّ نَصرُهُمُ | |
|
| تَعنُو الملوكُ لكم والدِّينُ يفتخِرُ |
|
اللَهُ أكبرُ عبسُ العزيزُ له | |
|
| عندَ الخليفةِ ما يحلو به الأَثَرُ |
|
أهلاً به مُقبلاً من بَعدِ رحلَتِهِ | |
|
| كأنه كوكبٌ يسمُو له النَّظَرُ |
|
طُوبى لِتُربٍ عليه اليَومَ قَد وُضِعَت | |
|
| أقدامُهُ فهو مِسكٌ أذفَرٌ عَطِرُ |
|
يا منهلاً قد تمتَّعنا بكوثَرِهِ | |
|
| إليكَ تشكُو اشتياقاً هاجَهُ السَّفَرُ |
|
ولوعةً أحرقَت منَّا الفؤادَ بما | |
|
| وقاكُمُوهُ قَضاءُ اللَهِ والقَدَرُ |
|
جدَّدت بالعَودِ يا عبَّاسُ بهجتنا | |
|
| وأسعدَت قُطرَنا آلاؤُكَ الغُرَرُ |
|
العودُ أحمَدُ والعَليا تُؤرخُهُ | |
|
| يا مَجدَ مصر أتى عَبَّاسُك القَمَرُ |
|