عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > اليمن > الإمام الشوكاني > هَذَا العَقِيقُ فَقِفْ عَلَى أَبْوابِهِ

اليمن

مشاهدة
2315

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هَذَا العَقِيقُ فَقِفْ عَلَى أَبْوابِهِ

هَذَا العَقِيقُ فَقِفْ عَلَى أَبْوابِهِ
مُتَمايِلاً طَرَباً لِوَصْلِ عِرَابهِ
يا طَالَ ما قَدْ جُبْتَ كُلَّ تنُوفَةٍ
مُغْبَرَّةٍ تَرْجُو لِقَا أَرْبابِهِ
فَقَطَعْتَ أَنْساعَ الرَّواحِلِ مُعْلِناً
في كُلِّ خَيْرٍ جِئْتَهُ بِطِلابِهِ
حَتَّى غَدَتْ غُدْرانُ دَمْعِكَ فُيَّضاً
بالسَّفْحِ فِي ذا السَّفْحِ مِنْ تَسْكَابِهِ
والعُمْرُ وَهُوَ أَجَلُّ ما خُوِّلْتَهُ
أَنْفَقْتَه في الدّورِ في أَدْرابِهِ
وعَصَيْتَ فيهِ قَوْلَ كُلِّ مُفَنِّدٍ
وَسَدَدْتَ سَمْعاً عَنْ سَماعِ خِطابِهِ
بُشْرايَ بَعْدَ النّاسِ وَهْوَ حَظِيَّةٌ
بِتَبَدُّلي سَهْلَ الهَوَى بِصِعابِهِ
قَدْ أَنْجَحَ اللهُ الذي أَمَّلْتُهُ
وكَدَحْتُ فِيهِ لنَيْلِ لُبِّ لُبَابِهِ
وهَجَرْتُ فيهِ مَلاعِبي ولَقِيتُ في
هِ مَتَاعِبي ومُنيتُ مِنْ أَوْصابِهِ
وشَرِبْتُ كاساتِ الفِراقِ وقَدْ غَدَتْ
مَمْزُوجَةً بِزُعافِهِ وبِصابِهِ
وبَذَلْتُ لِلْهَادِين إِلَّيْهِ نَفائِسي
ومَنَحْتُهُ مِنّي مِلاءَ وِطابِهِ
فَحَطَطْتُ رَحْلي بَيْنَ سُكّانِ الحِمَى
وأَنْخْتُهُ في مُخْصِباتِ شِعابِهِ
وشَفَيْتُ نَفْسِي بَعْدَ طُولِ عَنائِها
في قَطْعِ حَزْنِ فَلاتِهِ وهِضابِهِ
وَوَضَعْتُ عَنْ عُنُقِي عَصَا التَّرْحالِ لا
أَخْشَى العَذُولَ ولا قَبيحَ عِتابِهِ
فأَنا وَلا فَخْرُ الخَبِيرُ بِأَرْضِهِ
وأَنا العَرُوفُ بِشَامِخَاتِ عُقَابِهِ
وأَنا العَلِيمُ بِكُلِّ ما في سُوحِهِ
وأَنا الْمُتَرْجِمُ عَنْ خَفِيِّ جَوابِهِ
يابْنَ الرَّسُولِ وعالِمَ الْمَعْقُولِ وال
مَنْقولِ أَنْتَ بِمِثْلِ ذا أدْرَى بِهِ
لا تَسْأَلْنَّ عَنِ العَقِيقِ فإِنَّها
قَدْ ذُلِّلَتْ لَكَ جَامِحَاتُ رِكابِهِ
وكَرَعْتَ في تِلْكَ المناهِلِ بُرْهَةً
وشَرِبْتَ صَفْوَ الوِرْدِ من أَرْبابِهِ
وقَعَدْتَ في عَرْصاتِهِ مُتَمايلاً
مُتَبَسِّماً نَشْوانَ مِنْ إطْرابِهِ
واسْلَمْ ودُمْ أَنْتَ الْمُعَدُّ لِمُعْضِلٍ
أَعْيَى الوَرَى يَوْماً بكَشْفِ نِقابِهِ
وَخُذِ الجَواب فَما بِهِ خَطَلٌ وَلا
عَصَبِيَّةٌ قَدَحَتْ بِغَيْرِ صَوَابِهِ
سُكّانُهُ صِنْفانِ صِنْفٌ قَدْ غَدَا
متجرداً للحب بني صحابه
قَدْ طَلَّقَ الدُّنيا فَلَيْسَ بِضَارِعٍ
يَوْماً لِنَيْلِ طَعَامِهِ وشَرابِهِ
يَمْشي عَلَى سَنَنِ الهُداء مُفَوِّضاً
لِلأَمْرِ لا يَلْوي لِلَمْعِ سَرَابِهِ
يَرْضَى بِمَيْسُورٍ منَ الدُّنيا وَلاَ
يَغْتَمُّ عِنْدَ نِفارِهَا عَنْ بَابِهِ
مُتَقَلِّلاً مِنْها تَقَلُّلَ مُوقِنٍ
بِدُرُوسِ رَوْنَقِها وقُرْبِ ذهَابِهِ
مُتَزَهِّداً فيما يَزُولُ مُزايلاً
إدْراكَ ما يُبْقي عَظِيمَ ثَوابِهِ
جَعَل الشِّعارَ لَهُ مَحَبَّةَ رَبِّهِ
وثَنَى عِنانَ الحُبِّ عَنْ أَحْبابِهِ
أكْرِمْ بهَذا الصَّحْبِ مِنْ سُكّانِهِ
أَحْبِبْ بهَذَا الجِنْسِ مِنْ أحْزانِهِ
فَهُمُ الذينَ أَصابَوُا الغَرضَ الذي
هُوَ لا مِرا في الدِّينِ لُبُّ لُبابِهِ
وَلَكَمْ مَشى هَذِي الطَّريقَةَ صاحِبٌ
لِمُحَمَّدٍ فَمَشَوْا عَلَى أَعْقَابِهِ
فيها الغِفارِي قَدْ أَناخَ مَطيَّهُ
ومَشى بِهَا القَرْني بسَبْقِ رِكابِهِ
وَبِها فُضَيْلٌ والجُنَيْدُ تَجَاذَبا
كَاسَ الهَوَى وتَعَلّلا بِرُضابِهِ
وكَذاكَ بِشْرٌ وابْنُ أَدْهَمَ أَسْرَعا
مَشْياً بِهِ والكَيْنَعيُّ مَشى بِهِ
أَمّا الذينَ غَدَوْا عَلَى أدْبارِهِمْ
يَتَجاذَبُونَ الخَمْرَ في أكْوابِهِ
ويَرَوْنَ حَقَّ الغَيْرِ غَيْرَ مُحَرَّمٍ
بَلْ يَزْعُمونَ بأَنَّهُمْ أَوْلَى بِهِ
قَدْ أَنْهَجَ الحَلاجُ طُرْقَ ضَلالِهِمْ
وكَذاكَ مُحْيي الدّينِ لا حَيّا بِهِ
وكَذَا ابنُ سَبْعينَ الْمَهينُ فَقَدْ غَدا
مُتَطَوِّراً في جَهْلِهِ ولَعابِهِ
وكذلِكَ الجِيلي أَجالَ جَوَادَهُ
في ذلك الميْدَانِ ثمَّ سَعَى بِهِ
والتِّلْمِساني قَالَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ
كُلُّ الفُروجِ فَخُذْ بِذا وكَفى بِهِ
إِنْ صَحَّ ما نَقَلَ الأَئِمَّةُ عَنْهُمُ
فالكفْرُ ضَرْبَةُ لازب بِصحابِهِ
قَدْ أَلْزَمُونا أَنْ نَدينَ بِكُفْرِهِمْ
ويَكُونُ شَرَّ الخَلْقِ مَنْ يَرْضَى بِهِ
قَدْ صَرَّحوا أنّ الذي يَبْغُونَهُ
هُوَ ظاهِرُ الأَمْرِ الّذي قُلْنا بِهِ
فهم الذين تلاعبوا بني الورى
بالدين وانتدبوا لقصد خرابه
ولِوَحْدَةٍ جَعَلُوا المثَاني مُؤْنِسا
واللَّحْنَ عِنْدَ الذّكْرِ منْ إعْرابِهِ
وكَذاكَ فارٍضُهُمْ بما يَأتي بِهِ
فَرَضَ الضَّلالَ عَلَيْهِمُ وَدَعا بِهِ
رامَ النُّبُوَّةَ لا لَعاً لِعِثارِهِ
رَوْمَ الذُّباب مَصِيرَهُ لِعقابِهِ
إنْسانُهُ إِنْسانُ عَيْنِ الكُفْرِ لاَ
يَرْتابُ فيهِ سابِحٌ بعُبابِهِ
نَهَقُوا بوَحْدَتِهمْ عَلَى رُوسِ الملا
ومِنَ الْمَقَالِ أَتَوْا بِعَيْنِ كِذابِهِ
لا كُفْرَ في الدُّنْيا عَلَى كُلِّ الوَرى
إنْ كانَ هَذا القوْلُ دُونَ نِصابِهِ
فَدَعِ التَّعَسُّفَ في التَّأَوُّلِ لا تَكُنْ
كفَتىً يُغَطِّي جيفَةً بِثِيابِهِ
هَذَا فُتُوحُ الشُّؤْمِ وهي شَوَاهِدٌ
أنَّ الْمُرادَ لَهُ نُصُوصُ كتابِهِ
الإمام الشوكاني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/04/12 12:51:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com