إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أضع الوقت على الطاولة وأفتح باب الغابة: شخص يضيع |
ثمة شخص آخر ينهرني . |
أتحسس العشب بقدمين عاريتين، |
جليد يتقصف بين لحمٍ يرتعش وعشبٍ طازجٍ يتفلت. |
يأخذ الشخص نصف أوكسجين الغابة |
بشهيقٍ عميقٍ ٍوينقذف مثل طائرٍ في فضاءٍ يخلع الثلج . |
يستجيب للنداء الغامض، يترك السبل المطروقة |
ويذهب في كمائن أخطأتها الطرائد، |
يفسد خطط الشراك ويفضح الشباك المموهة |
فتستيقظ شهوة الطير والهواء. |
يضيع، ويضلل الأطياف، |
يلهث، |
زفيره يسبق خطواته مغموراً بغيمة الرؤى |
تكاد أن تنهمر على سترته المعفرة بليلٍ عابثٍ، |
يضيع، كأنه يرى . |
بغتةً يكتشف البحيرة تحدق به، |
قدماه مغروستان حتى الكاحلين |
في جليدٍ يتهشم ويفيض في قدمين مجنحتين بالفراشات . |
ذئب يضل الطريق نحو الجبل . |
وحين تدركه شهوة الأوج يلقي بجسده في تعبٍ |
ويدير رأسه بغطرسة من يتفقد أطيانه. |
يطير في وجهه جناح مدلهم فيفر، |
كمن يسعف جسده من وهدةٍ وشيكة. |
شخص يخرج من غيبوبة الناس |
ليضيع في غابة نفسه |
ثمة شخص آخر هناك . |
ينتشل قدميه من قبضة الجليد، |
كمن يسحب جذوره من مكان . |
هذا صباح جدير بغموض الفتنة، |
أهرب من غربتي إلى ضياعي |
يتقدم، مبتعداً عما يعرف، |
ذاهباً إلى ما يريد . |
من أنت؟! |
وحدك في الوحشة لا تعرف من أنت، |
يجهلك الأحفاد، مثل أسلافٍ يزعمون جهلك . |
تفتح الطرق في ثلجٍ ينحسر، |
تتثاءب حولك الغصون |
ولا ينثني العشب تحت قدميك . |
خفيف، |
زفيرك يرسم تاج الملاك وتزدريك الزواحف |
لفرط مروقك . |
لكنك تضيع وتقتحم، |
ينتظرك ذئب يهجس بقدومك |
ترأف بك البراثن مكتشفاً، |
مثل شخصٍ يسأل: من أنت؟! |
فتدرك الصوت . |
تسأل: من أنا؟ |
تمتلك الغابة، مستسلماً للتحدي . |
شخص ضائع .. ويضيع . |